فراس الوائلي
الحوار المتمدن-العدد: 8224 - 2025 / 1 / 16 - 14:08
المحور:
الادب والفن
أنا لا أكتب قصيدة
أنا لست شاعرًا بل أغنية شجية تتسلق جدران الروح؛ قلق يحطم الكلمات في جروح اللغة النازفة. قصائدي شرارة في عمق العتمة، أزمنة متشظية كحبر بلا ملامح، صرخة ضوء بوجه الريح. رموزي التي يسكبها القلم ليست تعويذة ساحر، بل نوافذ ضوئية تنفتح على قلب العالم وهو ينزف نجمًا غادر مداره، يبحث عن الأحلام في تساقط أوراق الخريف. لست شاعرًا ولكنْي شجن المعنى المضيء، أنا الكلمة في بيت شعر لم يكتمل، ذرة تائهة في بحر الغموض، بقايا صمت على طاولة النسيان، برق يذيب الحبر في ذاكرة الغيم، ويسكب المعنى في فضاء بلا اتجاه. أنثر النور على وجه الغياب، أكتب ضوءًا لا يعرف شكله. أنا لا أكتب قصيدة بل أهرب من الصور الواضحة خلف الأقنعة.
…
شتاء الضوء
ينسكب ضوء الشتاء، يذيب صمت المآذن، يمحو الصدى، يضيء شرارة العدم، ينسج الأمل بموجات غير مرئية، يحفر في الفراغ قصائد الزمن، يغني للنجوم بصمت كالحلم، يرقص كأشعة نجم على الظلال، يزرع الأمل في قلب العزلة، فيتجلى زهر الضياء. يكتب على الثلج قصائد النور في عالم لا يعرف الانطفاء، نَسِيمه فصول الحياة بألوان متلألئة، وشمسه غيوما من لمعان. في شتاء الضوء، يتدفق الصقيع كأنه نبض سديم يحتضر، يلامس خفقات الوميض، يتنفس البرد قصيدة خرساء تتلألأ كهمس البريق في قطرات متجمدة. شتاء غارق في الضوء.
العراق
#فراس_الوائلي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟