أمين أحمد ثابت
الحوار المتمدن-العدد: 8241 - 2025 / 2 / 2 - 14:02
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نظريا يميز الفكر العلمي وفكر اليسار الأيديولوجي الافعال عن الاقوال ، أي تمييز العمل او الفعل الملموس موضوعيا عن الفكر أو الرأي الذي يعد امرا مجردا لا يمتلك قوة التثبيت المادي لطابع نهجه وتصوراته - أي بدون فعل يفرضه كقوة واقع - ولكننا نكتشف أن المثقفين والاكاديميين بشهاداتهم العليا هم انفسهم مخدوعين في فهمهم ويخدعون بخطاب الانتهازيات من الرموز السياسية المروج لها ايديولوجيا - أي تمرر عليهم الكذبات والخداع فتكون بالنسبة لهم حقائق - مثلهم مثل العامة والاميين والجهلة ، حيث يغيب عن فهمهم أن قول الرأي او الخطاب او طرح الفكر قولا او كتابة كلها تعد ( افعالا موضوعية ملموسة - وفق القياس العلمي ) ، ولذا يجدون انفسهم يتشكلون وعقولهم وقناعاتهم وفق قول او خطاب او فكرة يضعها رمز او طرف او ايمانيات معتقدية قبلية ينقاد إليها عاطفيا بإدراك واعي ساذج او سطحي - بينما يعتقده معقدا - أو بنزوع عاطفي غرائزي او فطري غير مدرك وعيا - مثال هذا الاخير ، كلام يكتبه رمزا انتهازيا مصنوع حزبيا او غيره ، رغم مكرر الفكرة المستهلكة بآلاف المرات و المقصد للخطاب او المقال المنشور لهذه الشخصية الألعبانية إلا مئات وآلاف تتابع بانقياد عاطفي من يخدعونهم ويميزون مقاله اعجابا وتناقلا - رغم حقيقة تفككه الداخلي وطابعه الترويجي اكثر من كونه فكرا منتجا - بينما ذات فكرة ومقصد المقال المسبوق نشرها من قبل آخرين غير مروج لهم فلا يقرأهم سوى اعداد يحصون بكفي اليد او اقل - لذا يتكرر في خصوصيتنا المجتمعية أن المجتمع يعيد انتاج البطولات الزائفة والابطال ( الرموز ) الزائفين ، فما أن يأتي زمن مستقبلي يكشف ظلال قناعاتنا وتصوراتنا الماضية ، إذا بنا وقد اعدنا انتاج ابطال رموز زائفين مجددا - ونحن لا نعي ما نعمله - إذا ما خرج علينا من يكشف عورة اعتقدنا الواهي وتصوراتنا المخدوعة نهاجمه ونعاديه ونجرده من كل حقوق الانسانية - إذا كيف ننتظر التقدم الى الامام بينما نحن نعيد انتاج الماضي من المراحل والفترات القديمة ولكن في ظروف عصرية مختلفة - ليست اصيلة في طابعنا المجتمعي .
#أمين_أحمد_ثابت (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟