أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - أمين أحمد ثابت - 5 / من نظرية التغير الكلية - تحليل محتوى نتائج المعرفة النظرية والتجريبية لظاهرة ( العبقرية/المعجزة) - مؤلف شخصي لم ينشر بعد - 2018م















المزيد.....


5 / من نظرية التغير الكلية - تحليل محتوى نتائج المعرفة النظرية والتجريبية لظاهرة ( العبقرية/المعجزة) - مؤلف شخصي لم ينشر بعد - 2018م


أمين أحمد ثابت

الحوار المتمدن-العدد: 8228 - 2025 / 1 / 20 - 15:07
المحور: الطب , والعلوم
    


1) في العموم


ظاهره العبقرية
... بين البيولوجيا وفيزياء الكون


ليس من المستغرب أن يسخر العلماء وباحثي المجال الدقيق من عنوان كهذا ، خاصة في اطروحة محددة بدراسة العبقرية ، هذا غير الاستهجان بالجمع بين مجالين علميين مختلفين تماماً ، حتى في طبيعة المادة التي يتمحور حولها كلية المجال الواحد منهما وما تنشأ من كل واحد منهما حقول علمية دقيقة متجددة فالبيولوجيا منحصر فيما هو حي من المادة ، بينما الآخر فيما هو غير حي من المادة ، فيما هو كوني خارج عالم كوكب الأرض وما علاقة ظاهرة العبقرية بالتوسط بينهما !! ....
أوضحنا سابقاً كيف أن التحول للمعرفة البشرية من الفلسفة (التي كانت تبحث في الكليات ، وتجمع الجزئيات المتصلة بها لاحقاً وفق نهج ذهني مجرد ) ، إلى العلم ، (الذي أتخذ نهجاً تجريبياً وتطبيقياً مادياً لمبحث الجزئيات التفصيلية تحت غطاء إرث الكليات السابق الذي لم يعد ذا قيمة تذكر في العلم كما كان سابقاً ، والذي زاد من حقيقة هذا الأخير من التحول بشكل المعرفة تاريخياً ، إتكاء العلوم بدرجة أساسية تحقيق المنفعة الخاصة المباشرة ، أما المعرفة لم يعد لها قيمة سوى كمرجعية نظرية (مجاليه) تخدم اعادة إنتاج تلك المنافع الخاصة أو تصحيح أدائها أو تطويرها ، تماشياً مع تطور حاجات الانسان الاستهلاكية – وهي الحقيقة الكيفية لعلمل كل المجالات العلمية الدقيقة ، كل حقل دقيق ينتج ويتطور لتحقيق تلك الجزئية الدقيقة من المنفعة الخاصة – والذي معهن كانت قد تلاشت المعرفة كقيمة بذاتها .
هذا يعيدنا لسبق طرحنا ، كيف أن العقل البشري (الحديث والمعاصر) يعاني من برقشة ذهنية معرفية ، تجمع بين الجهل والمعرفة الدقيقة في ذات الوقت ، أما على صعيد المعرفة العلمية (المجالية الدقيقة) ، كان الأنحصار في ضيق المعرفة المنتجة تجريبياً ، بقدر ما أحدثت تطوراً خطياً لتحقيق المنافع الخاصة ، بقدر ما أنتجت عقلاً (علمياً) غير متزن معرفة ، تضخمه المعرفة المجالية الدقيقه – بينما يكون متقزماً في المعرفة الكلية – حتى للموضوعة التي يدرسها في مجاليته الضيقة – ولتغطية العلماء حقيقة ما هم عليه ، منهم من يطرح ساخراً (أنا رجل علم لا فلسفة أو كلام) – وهي طرح تحقيري مرضي متجاهل عنه من قبلنا – بينما يغطي المجموع الآخر بأسقاط المعارف الدقيقة للمجال – رغم محدوديتها في حقيقتها – على الكليات ، والذي هو ليس إلاّ ضروب تخمينية ساذجة ، تدفع نحو تعميم معرفة زائفة بالمصداقية المطلقة لما يقوله أي موصف متخصص في مجال دقيق ، خاصة إذا ما دعمته السياسة والغطاء الإعلامي السائد – من هنا نكتشف ما ورائية أن يستهجن العلماء في معطى عنواننا المطروح آنفاً – فالجهل الذي يعتريهم موصول بنهج المعرفة لديهم ، وانحصارها فيما هو وظيفي نظرياً في نطاق التجريب لا أكثر ، وهو ما يفرض على عقلهم الذهني ألاّ يهتم أو يقيم يقدراً لحقائق أثبتت عبر مجالات آخرى ، من أنها ذات إتصال بمعرفته العملية المجالية الدقيقة بذاتها ، والذي هو حقيقة إتصال بدرجات متفاوتة بين مجالات المعرفة العلمية المختلفة .
وقبل العود لأصل موضوع عنواننا السابق ، نرد حقيقة ملموسة لكل انسان بشكل يومي ، إلاّ أن العقل القائم – العلماء ، وغير علماء – لا تستوقف تفكيره .. كغيرها الكثير من الحقائق ، أن العامة (من ذوي الوعي الأعتيادي) يتعاملون يومياً مع صور عديدة من الحقائق (الجزئية) بصورة عفوية ، يتلائم نسبياً مع الطبيعة الأصلية لكل من تلك الحقائق الجزئية ، ولذا يكون لديه أنطباعات وتصورات وأحكام تجاهها ، بينما نجد أعتى العلماء لا يعرفون عنها شيئاً إذا ما باغتهم بالسؤال عنها ، وتفاجأ بأن استثنائية عقولهم عالية التنظيم ، تفرغ أحكاماً وتصورات تخمينية سطحية وغير سليمة قياساً بما يمكن أن يطرحه العامة ، ونجدهم بسذاجة غير متوقعة (نفعية) ، كما لو أنت قدمت لهم مواضيعاً للدراسة لم يكن لعقولهم أن يصل إليها – وهي أمور يومية تجري في كل المجتمعات – وهذا ما يدعم أحكامنا التي أوردناها اعتقاداً فيما سبق .
وعودة لذي بدء ، يجب الأشارة إلى حقيقة التطور المذهل الذي اجترحته علوم الفيزياء ، وصولاً إلى الفيزياء الفضائية أو الكونية ، وهو ما لم يحدث – حتى تقارباً – مع العلوم الطبيعية التجريبية الأخرى – وهو تساؤل لم يطرحه احد .. لماذا؟ ... وذلك لأن (علوم الفيزياء التجريبية) ، منذ بدء نشوء مصدرها كعلم ، لم يحدث لها ذلك التحول القطعي الفصامي لتاريخ تطور المعرفة الفيزيائية وصولاً إلى المجالات الدقيقة جداً منها – مقارنة بغيرها من العلوم الطبيعية المجالية الأخرى – حيث ذهبت نحو أكتشاف قوانين الحقائق الجزئية ، والتي كانت تفتح مع كل معرفة جديدة تطور مجالي جديد لتحقيق المنافع الخاصة ، ويعرف المطلع من العامة ، بأن القوانين الفيزيائية المكتشفة ، كانت مقدمات اكتشافها صدفة – أما بكلام علمي مسئول ، كانت الاكتشافات وما تبعها راجع إلى حضور العقل التجريدي المشغول في كيفية اداراك الحقائق وتعليلات حدوثها معرفة ،وربطها بالملاحظة والتتبع والتخيل الافتراضي المقابل معملياً – وكان النمو العاصف المعاصر وصولاً إلى آينشتاين ، الذي معادلاً تقييمياً معدلاً لمسار علوم الفيزياء ، الذي بدأ ينضغط – كغيره من العلوم التجريبية – بقسرية نمو مسار العلم (الفيزيائي) بما هو تجريبي نفعي (خاص) مباشر – حيث اعاد آينشتاين ترسيخ قيمة المعرفة بذاتها ، بالإتكاء في خروجه في الفيزياء النظرية – المتداولة – نحو التخيل العلمي الافتراضي (الكوني) – أي عودة للكليات لدارسة الجزئيات - بما تعليل لظواهر فيزيائية أرضية (إتصلت مباشرة بمثلث أركان الفيزياء، الزمن وعلاقته بالكتله والسرعة) ، وهو ما قاد إلى عصف علمي تقني فيزيائي يخرج عن حدود عالم الانسان المسجون في الأرض ، لتولد اجابات افتراضية لأصل نشوء الكون وحركته وتمدده وإلى أين يذهب ، مع مقابلات نفعية أبعد للإنسان من العلوم الأخرى ، يتعلق منها بمستقبل الانسان في ظل كوكبه أو كواكب بديله ، وما تحققه علوم الكون من منافع خاصة ألا يتوافر تحققها في خصائص كوكب الأرض ، فكان وضعها في مختبرات فضائية – تجريبية – كمشكلات بحثية يرجى الوصول إلى حلول نتائجية إيجابية ، والذي أعتمد الأعتقاد بتوفير الخصائص الكونية – الخارجية عن نطاق الأرض – ما سجلت من المسوحات والقياسات للفضاء الخارجي ورحلات الاستكشاف إلى الكواكب الأخرى – وراهناً الشمس ، وتطويرات تنظر للذهاب الاستكشافي نحو مجرة درب التبانه ومتخيلات التصويرية للنظامية الحاكمة للمجاميع الشمسية وبينها في ذات المجرة وتلك بين المجرات ، كما وصارت تهتم الرحلات الاستكشافية بالبحث عن كواكب تقترب خصائصها الطبيعية من خصائص كوكب الأرض ، حيث كان من المعارف المتوافرة عن طبيعة ما يجري في العالم الكوني ، أن هناك إخطار مهددة بأنتهاء الحياة بما فيها نوع الانسان ، وذلك بانتهاء كوكب الأرض بحوادث تصادمية لشوارد صخرية ذات كتل كبيرة ، ووفقاً للقياس إذا ما وصل حجم تلك الكتلة إلى ربع كتلة الأرض ، فأنها ستقود إلى دمار الكوكب ، هذا غير الإشعاعات الكونية ، أو التصادمات مع كواكب قريبه إلى الأرض يصل إليها الأثر التدميري ، والكثير هناك من المخاوف ، الفارضة إستباقاً البحث عن موطن كوني آخر بديل إذا ما هددت الأرض ؟، ولم يكن للعلم والتكنولوجيا العلمية تجنيبها مثل ذلك الخطر الابادي المطلق .. ألخ ، ومن تلك المخاوف ايظاً أن توجد حضارات آخرى – صادرة عن متناقضات (التأكيد والتكذيب) حول الأطباق الطائرة – ظاهرياً اعلان نزعة التواصل السلمي معها ، وباطناً ما هو مزروع لدى الانسان بنزعتي الأنانية والقوة ، بأن تكون هناك حضارات متقدمة موسومة بذات النزوع ، حيث تكون قدرتهم الإبادية لحضارة الانسان في الأرض ، أو أستعمار الكوكب وتحويل الانسان إلى عبد (مجدداً) ، ولكنها عبودية لسلطان غير راضي – وهذا ما ترصده كثير من فنون الخيال العلمي ... (الرٌّهابي) .
ولن نخوض أكثر في علوم الفيزياء والفيزياء الكونية ، فلها علماءها الذين نقف كقطره من بحر المعرفة والعلمية المجالية بالنسبة لهم ، وهناك الكثير المذهل مما هو منشور (بكل الوسائل العلمية للنشر والتوثيق ) ، لكن ما يهمنا هنا تأكيد ما ذهبنا سابقاً في اعتقادنا – بأصالة المسار التطوري التاريخي لعلوم الفيزياء في مجالاتها الدقيقة المختلفة ، حيث تسير الفيزياء النظرية (نظرة الجزئيات في محتوى الكليات) تطورياً متوازياً مع الفيزياء التجريبية (البحث في الجزئيات بمحرك المنفعة الخاصة) ، وتلتقيان بترابط عضوي غير منفصل في المسارح التجريبية للحقول العلمية المعاصرة الأكثر ضيقاً مجالياً – وهو المفقود لتاريخ مسار تطور العلوم التجريبية والتطبيقية المختلفة الأخرى ، بل أنها في رحلة تطورها المعاصر (الفضائي) تحديداً ، سحبت بيدها بعض من الك العلوم التجريبية الأخرى – المالكة رصيداً ضخماً من المعارف ، من أمثلتها البيولوجيا بمجالاتها الأكثر تطوراً على الصعيد التجريبي ، والأكثر عود للمنفعة الخاصة كالبيولوجيا الطبية والعلاجية والتاريخية منه ممثلاً بنظرية التطور ، ومثلها أيظاً الكيمياء والجيولوجيا والجغرافيا الطبيعية ، طبعاً في مجالاتها المعاصرة الأكثر تطوراً تقنياً ، وأنتجت مجالات علمية دقيقة جديدة في كل منها ، ألحق لفظ كوني أو فضائي لأصل ذلك العلم مجالياً – كعلم البيولوجيا الكونية ، علم الفسيولوجيا الفضائية – ولكنه حتى الآن لم يتم التثبيت لها من المجمعات العلمية التخصصية المجال – أي في العلوم التجريبية غير الفيزيائية – فمنهم من يضعها كموضوعة علمية بذاتها ولكن في محتوى ذات العلم – أي موضوعة الفسيولوجيا الفضائية ضمن محتوى علم الفسيولوجي – بينما يضعها بعض العلماء كعلم مجالي تجريبي دقيق قائم بذاته .
مجدداً نعود لما بدأناه حول التساؤل الاستنكاري (ما علاقة ظاهره العبقرية في الفيزياء (النظرية) الكونيه ؟؟ ) – وقد بينا في الصفحات السابقة مسألة الأصالة المعرفية لتطور علم الفيزياء ، وصولاً إلى مجالاته التجريبية والتطبيقية الأخيرة ، وهو ما يمثل أرضية قياسية معرفية (غير مباشرة) لتلمس ما وراء طرحنا للعنوان الأخير من هذه الدراسة ، ودخولاً تعليلياً لصحة ذلك الدمج المعرفي المرجعي لطبيعة العنوان ، مبنياً أصلاً على نظرية علمية (أفتراضية) لنشأة كوكب الأرض ومراحل تحوله الطبيعي نحو الأستقرار – لصور المادة القائمة حتى الآن – ونشوء أشكال الحياة وتطورها التاريخي للأنواع – والتي لم ولن تضحر أبداً سوى من قبل طروحات الفكر الديني ، ومستخلص الأستنطاق العلمي المرجعي المستخرج من تاريخ النشأتين – لكوكب الأرض ولحياة الكائنات – كعلاقة تحول لصور المادة (الجامدة ، الميتة ، والعضية الحية) ، وهو نشوء مساري متحول لمنج كوني ، أي بمعنى أن الأرض بما عليها ، تخضع لأصل قانون داخلي عام يحكمها ، وهو أصل بذاته مربوط لأصل قانون كوني أكثر عمومية – أي خارجها – يحكمها بوفق متواليات قانونية تتسع أمتداداً من العلاقة بين الأرض الشمس مروراً بالقمر والكواكب الدائرة في مجموعتنا الشمسية ، إلى الأرتباط الجرمي – الممتد فضائياً – وهو ما يؤكد ذلك مسألتي المد والجزر ، واليوم وطوله أرضياً من حيث الزمن ، ودورة الخصوبة للتزاوج وهجرة الحيوانات ،؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ بما فيها البراكين والزلازل والأعاصير ... ألخ من الأمور ، فكثير منها تخضع لعوامل كونية خارج قانونيات الأرض ، ومنها تتقاطع كعوامل (أرضية وغير أرضية ، أي فضائية) لحدوث نشوء الظاهرة كالتصدعات والشقوق الأرضية والحركات التكتونية (لظواهر الكوارث الطبيعية) ، وأيظاً زمنية النضج الجنسي للمناسل وفق العمر الأرضي البيولوجي للكائنات ، بينما العوامل غير الأرضية الفاعلة أكثر كقوانين طبيعية ، هي الحاكمة للسلوك لغرض التزاوج أو التغذي أو التوطن المتجدد – لأكثر من وطن واحد خلال تاريخ أستمرار النوع.
وهو ما ينتج في عقلنا المشاهد المتفكر (الملامس والمجرد) تكرر أستقراء تكرر الظواهر –الطبيعية الأرضية لسلوك المواد غير الحية والمواد الحية – وتكررها سلوكياً بما هو كوني خارج عالم الأرض ، كما لو أنها جميعها تحكمها قانونيات أشد عمومية تفرض واقع التخيل الأفتراضي بذات نمطية التكرر العام تجريداً – خارج خصوصية سلوك المواد المرهونة بطبائعها الخاصة وبتوضيح مبسط مثلاً تصوير الأنسان بأربع صور من المادة (غير الحية) ، تمييز الفارق الطبائع – وذلك من زمن الفلسفة قبل ظهور العلم ، وما زال قائماً في العلوم المعاصرة ، خاصة المتعلقة مجالاً بالنفس البشرية وطبائعها المختلفة ، وهذا غير كافة الموصفات المطلقة على الأنسان ، علاقاته ، أستجاباته ، تفكيره ، مسلكه ، مواقفه ، سلوكه ، طباعه ، وتميزه بمرجعيات معرفية متصلة بما هي من لغيره من الكائنات الحية أو عناصر الطبيعة .. أم ما هو غير أرضي (أي سماوي) – وهذا حقيقة ما يميز العقل الدماغي البشري عن غيره من الكائنات ، أنه قد لا يمتلك المعرفة العميقة الدقيقة ؟؟؟؟؟؟؟ لما يستخدمه أستعارات لصور المواد الأخرى لتوصيف الأنسان بها ، أو استعارات لآليات أو مسلكيات ترتبط بطبائع مواد غير الانسان ، لتسقط على نوع الانسان ، وعاقد ذلك أن العقل البشري يمارس التعبير عن نفسه (في تميزه كدماغ مفكر غائي) بصورة عفوية (عند العامة) وبصورة علمية مدروسة (عند العلماء ومتتلمذي العلم) ، كنشاط دماغي (عامل) مفكر تجمع بين المعرفة الملموسة والتفكير المجرد ، اللذين ينصهران في وظيفية واحده من عمل الدماغ – أي التفكير – للخروج بالإستنتطاق وبناء الأحكام والمفاهيم لغرض القياس – وهذا ما يظهر حقيقة الانسان والحياة من حيث كونهما عنصراً عضوياً (طبيعياً وكونياً) واحداً بسمته الخاصة ، مرتبطاً وجوده ونوعه وبقائه وأستمراره بعناصر عضوية أخرى (حية وغير حيه) فبدونها لا يكتب له الوجود والأستمرار في البقاء ، والذي يعني حكماً أن الانسان هو كائن طبيعي وكوني في آن معاً ، أي بمعنى أنه طبيعي من حيث كونه كائن حي موسوم بنوعه الخاص ضمن صور الحياة على كوكب الأرض ، ولكونه مركب كيميائي من ذات عناصر الكوكب كيميائياً ، وهو كوني من حيث أصل الكيميائي منتج أحداث كونية قادت إلى نشوء كوكب الأرض بما يحتويه من صور المادة والطاقة ، والخصوصية طروحتنا النظرية في دراستنا هذه والتي نعتقد بها جزماً – والمتعلقة بمفهومنا للـ(العبقرية – المعجزة) أنها ظاهرة فردية استثنائية بذاتها عند أفراد ندره من البشر – يختلط فهمها – عند كافة العلماء في كل المجالات العلمية الدقيقة التجريبية والتطبيقية – أي بينها (المعجزة) وبين الأفراد النادرين من فئة الأشد ذكاءً ، وايظاً من نوعية الأفراد شديدي الندرة من ذوي الطاقات الكامنة الاستثنائية المسماه بالقدرات الخارقة ، وهو الخلط الذي تذهب إلى كنسه من أعتماده ركيزه معرفية علمية متبعة الأعتقاد والتقدير (على أساس قياسي) لدارسة دماغ الأنسان وصور تفوقه بين الندره من الأفراد ، العائد وفق تصور مسبق لفارق نشاط الدماغ ، بينما أن الأمر آخر فيما نراه ، بأن العبقرية ظاهرة أستثنائية قائمة بذاتها ، أما صورها المتعددة من فرد لآخر ، كأختلاف في نتاج العطاء الذهني للدماغ أو الشخصية فهو أمر قياسي آخر ، لذا فتوصيف صورة ذلك التفوق بين القلة من الأفراد النوعيين – إلا على قدرات ابداعية غير غيرهم من البشر – ضرباً من ضروب التخمين (الواهم) بتمييزهم بمسمى العباقرة ، وهو ما يفرض قناعات أعتقادية (متوهمة بالعلمية) ، تنثر وعياً علمياً زائفاً في مسار علمي تجريبي موسم بطبيعته المعرفية الأجرائية الدقيقة لبناء الأحكام السليمة ، بينما هي تميزات ذهنية عالية على صعيد تعقيد النظامية الدماغية ، أو ما ينتج تتجاوز ما دونهم منو فئة الأذكياء ، والتي تتكشف قياسات الفروق تخلفهم عنها في كشف الفوارق للقدرات أو الاستعدادات .
ولطروحتنا حول أن (العبقرية – المعجزة) هي ظاهرة أستثنائية الوجود بذاتها في حالات فردية غير متكررة – (لا يجوز وضعها تصنيفاً ضمن مجموعة أعتيادية ، حتى وأن كانت من فئة الأشد ذكاءً أو تميزاً) – وهو ما يجعلنا في التحليل والتعليل التجريدي لبحث صحة طروحتنا هذه – أو من عدم صحتها – أن نستلهم متجه خصوصية المبحث وفق ما سقناه سابقاً على أمتداد هذه الدراسة ، وخاصة ما جاء تحت عنواننا الأخير – حتى وأن تكشفت غرائبية ما نذهب إليه عند العلماء الآخرين ، أو تلامذتهم ، فإنه أمر مردود عليه فيما اتينا عليه من قبل ، وما عليهم سوى بحث المحاجات العلمية (المجالية الدقيقة) التي تمثل قاعدة المعارف المشاركة بيننا ، إذا ما كان لديهم القدرة من دحض طروحتنا النظرية التي نعرضها هنا .
فمن باب الإستشهاد المجازي المجرد – المتبع علمياً كوسيلة للتوضيح المبسط في عرض مسألة ما ، وذلك للوصول إلى الغرضية أو الهدف وراء تلك المسألة المطروحة من زاوية اعتقاد أو تصور الدارس – وذلك بوضع معادلة أفتراضية للرؤية ، موصولة باستدعاء تجريدي مقابل لظاهره طبيعية مادية ، أو أستدعاء لآلية نظامية مسكلية لها تكون محسوسة مادية توصل إلى توضيح رؤية الدارس أو موقفه الأعتقادي أو التصوري ، والذي بدون ذلك يصعب اتضاح الرؤية أو الموقف أو الهدف ، بسبب الطبيعة التجريدية للأمر المدروس نظرياً خاصة إذا ما كان الموضوع يتعلق مع ما هو مسير علمياً كأسس علمية ثابتة ومجمع عليها .
وباعتماد التقنية الذهنية سابقة الذكر ، يمكننا وفق ما نطرحه أعتقااً (بظاهره العبقرية – المعجزة) ، يقابلها مجازاً مصطلح الفيزياء الكونية بمسمى (الثقب الأسود) ، فكلاهما يُعدّان ظاهرة أستثنائية منفردة بذاتها ضمن المحتوى الكوني بمسمياتها المختلفة – مجرات ، شموس ، نجوم ، كواكب ، أقمار ، شوارد شهبية ، غبار كوني ... ألخ – وحين نذهب بحثاً ناحية (أصل التكوين – أي مصدره المُكّون) ، نجد أن الثقب الأسود أصل نشوئه التكويني بأنهن كان نجماً – وفق طبائع وخصائص وسمات ومظاهر ونظامية وجود في آلية نظام كوني يحتكم إليها ، وتلعب دوراً رئيسياً في تحدد طبيعته كنجم ، وفي المقابل فالعبقرية (بمعنى المعجزة دلالة ومعنى) ، هي كظاهرة فردية أستثنائية قائمة بذاتها ، منحدرة تكويناً من أصل بشري – أي نوع الانسان – وإذا كان الثقب الأسود أصله السابق هو نجماً (كبيراً) – أي عن غيره من النجوم – والعبقرية فإن أصلها انسان بشري (مذهل) في التاريخ البشري الماضي ، ولكن لم يكن ممكناً دراستها آنذاك – مثل النجم الكبير الأصل مبني على أعتقاد نظري تجريدي (علمي) ، لكون أن الثقب الأسود لم يعد نجماً بكل المقاييس ، حيث تحول نوعياً إلى ظاهره كونية أخرى – وبتجريد مقابل أن التخريج الذهن بشري الأساطير علمت بأفراد بعينهم ، ومنهم من عُبد .. لم تأتي من فراغ ، كما أن الثقب الأسود مغاير كلياً لطبيعة وطبائع النجوم (في ذاته) – رغم نشوء التحول من نجم كبير – فهو لا يحمل في خصائص تكوينه ونظامية عمله ومسلكيته أية خصائص أو سمات منقولة من أبيه أو آبائه الأصلييين – هنا من باب المعذرة عن السهو ، بأن الثقب الأسود يمكن أن يكون أصله الأول قبل تكونه إما نجماً كبيراً بذاته أو تصادم أكثر من نجم واحد شرطاً على الأقل أن يكون واحد منهما أو منهم كبيراً ، أو من تصادم كوني أوسع محتملاً بتصادم المجرات – وذات الأمر الأفتراضي المجرد المقابل ، بأن العبقرية – المعجزة ، تأتي من آباء بشريين (وفق القانونية البيولوجية الحاكمة لأستمرار النوع) – أي من تزاوج جنسي ذكري وأنثوي – وهي تماثل بتجريد مجازي لنشوء الظاهره المقابلة لغرض الاستشهاد ، وقوه الأثر النوعي بعمل الثقب الأسود ، فإنه لا يمكن أن ينتج إذا ما كان النجم الأصل السابق أو ليس كبيراً ، أو لم يكن ناتجاً عن تصادم كوني كبير ، ولذا فالعبقرية محددة بأنسان فرد أستثنائي قائم بذاته ، فإنه مخلوق بشري يرث نظامية التوريث لأستمرار نوع الانسان ، وبما أن الثقب الأسود ظاهره أستثنائية فردية (قائمة بذاتها) – تكوينياً وطبيعة عمل وخصائص مغايرة مع أية ظاهرة كونية غير مسمى الثقوب السوداء – أي لا تشي بمورث عن أصلها المنحدرة منه – فإن العبقرية – المعجزة ، هي ظاهرة استثنائية لنوع فريد من الناس ، كظاهره فردية (قائمة بذاتها) تكوينياً وطبيعة وعملاً وخصائص مغايرة عن بقية الأفراد الآخرين من البشر ، ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ مغايرة مع أي نوع من الأفراد الآخرين (حتى الأذكياء) ، غير من هم من ذات النوع أو النموذج الاستثنائي البشري بمسمى العباقرة ، والتي هي – أي العبقرية- تكشف عن نفسها استنباطياً (مما سبق) أنها غير مورثة بذاتها – وهو ما سنأتي عليه لاحقاً في طروحة مغايرة لما هو متعَّد نظري شبه ثابت في أصول علم الوراثة – فإن كان الثقب الأسود معلم بطبيعته وخصائصه (المنعكسة أصلاً عن خصائص طبيعته الوظيفية بمسلكيتها المغايرة لبقية الأجرام السماوية) ، فإن العبقرية – المعجزة ، تتخذ فرادة الظاهره الفردية الأستثنائية – عن بقية البشر – بأن كافة استدلالات الصفاتية وصور القياس الاستثنائية – بناء نسيجي أو قدرات ذهنية عاكسة الاستثنائية التميز التفريقي للفرد (العبقري) بالنسبة لسواه ، إنما هي كلية موصولة أنعكاساً لتلك الطبيعة التكوينيه الاستثنائية لدماغ (العبقري – المعجزة) على كافة المنكشفة بأنفرادية مغايرة نوعاً على صعيد كلي للفرد من الناحية البيولوجية (التشريحية والفسلجية العصبية الدماغية تحديداً منها) ، وكذلك من الناحية النفسية المعلمة بطابع الشخصية (طبيعتها ، طبائعها ، وجوانبها السلوكية) ، وهو ما لم يكن ذلك ممكناً بصورة كلية – ان يتسم فيه أي فرد أنسان آخر ، حتى ممن هم أشد ذكاءً أو مهارةً أو نبوغاً .



#أمين_أحمد_ثابت (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مزق الوقت الآسن / مقطعات ليال مجهدة - من قصيدة المزقة الثالث ...
- مزق الوقت الآسن . . لليال مجهدة
- 3/ من نظرية التغير الكلية - مؤلف شخصي لم ينشر بعد - 2018م
- 1’2 من / نظـرية التغـيـر الكلــية - والجوهر الحي المطلق للم ...
- آآآه . . يا موطني القديم 1/مارس2024م. ...
- ألم يفوق الحنين
- فرخني وافرخك . . لنا عالم حب جديد ( اقصوصة خاطرة )
- موت ولا موت . . معلن
- الجسم الحي والمعادن الملحية والماء - من كتاب دفاتر فسيولوجية ...
- وجع مداوم
- ح 26 / رواية ( تمزقات . . في ارض موحلة بالأكاذيب ) - عملي ال ...
- ملخص كتاب نظرية التغير الكلية والجوهر الحي المطلق للمادة - م ...
- خريف تواهي عدن
- ح 25 / رواية ( تمزقات . . في ارض موحلة بالأكاذيب ) - عملي ال ...
- الطاقات السلبية / كلام سريع
- ح 24 / رواية ( تمزقات . . في ارض موحلة بالأكاذيب ) - عملي ال ...
- نذار يمني بموت . . لا موت مثله بشريا وتاريخيا
- حالة اختلال . . في اللحظة
- بانوراما افتراض المواجهة تجاه الهولوكوست النازي الصهيوني
- مرآة إمرأة متسلخة


المزيد.....




- اتباع قواعد الوقاية ضرورة.. دراسة: الأنفلونزا وكورونا يوقظان ...
- تردد قناة ميكي 2025 الجديد على كل الأقمار الصناعية بميزة رائ ...
- مايكروسوفت على أبواب الـ 4 تريليونات دولار بعد نتائج قوية
- الرئيس الإيراني يحذر من جفاف سدود تزوّد طهران بالمياه
- أطباء بلا حدود تحذر من تفاقم سوء التغذية بين الأطفال في غزة ...
- -أطفالي يحلمون بكيس طحين أو علبة حليب-، في غزة كيف يؤثر نقص ...
- تسارع شيخوخة الدماغ خلال جائحة كوفيد-19.. دراسة بريطانية تكش ...
- 7 علاجات منزلية سريعة لتخفيف انسداد الأنف
- الرئيس الإيراني عن أزمة المياه: السدود قد تجف بحلول سبتمبر
- بسبب اتهامات بـ-مخالفة قيم الجمهورية-.. معهد فرنسي يلغي تسجي ...


المزيد.....

- هل سيتفوق الذكاء الاصطناعي على البشر في يوم ما؟ / جواد بشارة
- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - أمين أحمد ثابت - 5 / من نظرية التغير الكلية - تحليل محتوى نتائج المعرفة النظرية والتجريبية لظاهرة ( العبقرية/المعجزة) - مؤلف شخصي لم ينشر بعد - 2018م