عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 8225 - 2025 / 1 / 17 - 20:11
المحور:
الادب والفن
أنا "جَدٌّ" الآنَ
أبكي بعُمقٍ
وبصوتٍ داكنٍ
مثل "جَدّةٍ" سابقة
كانت تموءُ على غيابِ أصغرِ احفادها
الذي ماتَ في الحربِ
أو ماتَ مُصادفةً
أو ماتَ بالخُذلانِ المُبَكِّرِ
او ماتَ بسكتةٍ في الحَظِّ
قبلَ أن يبلُغَ الثلاثينَ المريرة.
جَدَّتي يومها
كانت تقولُ لأمّي
لا تحزني
إنّ اللهَ معنا
وهوَ الله..
يعطي ويأخُذُ
أنّا يشاء.
كانت تقولُ لأمّي
لا تحزني
وهيَ التي يهدُّها الحزنُ
وتقولُ لها
لا تبكي
وهي التي تغُصُّ بشهقتها في الليلِ
وأنا أسمعها الآنَ
بوضوحٍ لئيم.
هل ستنقَطِعُ السلسلة؟
هل سوفَ تموتُ السلالاتُ
التي يعلكِها الحزنُ
حتّى إذا ماتَ عصفورٌ في حديقةِ البيتِ
بصوتٍ خفيض؟
حتّى إذا باعَ الدارَ
الورَثَةُ الجاحِدونَ
وأُجتُثَّ مع النخلِ
كُلُّ وجهٍ أليف؟
الحزنُ الداكنُ
كالحظِّ السيّءِ
كالحبيباتِ الشبيهاتِ
بالجحودِ الجيّدِ
كالأيّامِ النبيذةِ في آخرِ العُمرِ.
الحزنُ هذا
يشبهُ أباً ماتَ
هكذا فجأةً
من شدّةِ العُزلةِ
في عائلةٍ كثيفةٍ
مثلُ قطٍّ أليف.
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟