أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد عبد اللطيف سالم - سجون سوريا وسجون الأنظمة التي لم تسقُط بعد














المزيد.....

سجون سوريا وسجون الأنظمة التي لم تسقُط بعد


عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث

(Imad A.salim)


الحوار المتمدن-العدد: 8190 - 2024 / 12 / 13 - 12:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فجأةً.. "سقَطَت" أنظمة سياسية في بلدان عربية أخرى غير سوريا، فوجَدَ الناسُ ووسائل الإعلام في سجونها الباذِخة صالاتُ "جِم"، وحمّامات "ساونا"، ومسابِح مُكيَّفَةِ الحرارة، وأجنحة خاصّة بـ "الميميّين" و"الميميّات"، ومكتبات ألكترونيّة حديثة، وفروع لجامعات عالمية رصينة تحتّل المراكز الثلاثة الأولى في تصنيف "شانغهاي".. كما وجدوا في كل زنزانة حوض "جاكوزي" بماء مُعطّر، وتلفزيون "سمارت"، وأجهزة هاتف G6 مرتبطة بمنظمّة العفو الدوليّة عن طريق الأقمار الصناعية "الأمميّة"، وأنترنيت فائق السرعة من طراز "Starlink" تمّ تقديمه كـ "ثواب" من السيّد "المُحسِن" آلون ماسك وشركتهِ الخيريّة "SpaceX".. ووجدوا أيضاً طيور وأسماك زينة، وكلاب ناصعة البياض بأحجام صغيرة جدّا من فصيلة "الشيواوا" و"البيكنيز" و"البولونيز".. كما وجدوا أنّ لكلّ سجين طبيب "بوذي" خاص، ومُمرِّضة من "الحور العِين"، و"Budyguard" لحمايتهِ من التحرُّشِ الجنسي.
وحتّى عندما يتمُّ اعدامكَ رأفةً بك، وتبديداً لعُزلتك، ستجِدُ في تلك السجون "مشانقَ" عاطفيّة، تُدردِشُ معكَ في لحظاتكَ الأخيرة، وتُداعِبُك، وتعرِضُ عليكَ كالحُلم أجملَ لحظاتِ حياتك.. وبعد أن تسترخي، ستعطيكَ جُرعةً من عصيرِ العنبِ "الربّانيّ".. فتغفو.. وتموتُ مُبتَسِماً كأيِّ "شهيدٍ" سعيد.
لقد أكتشفَ العالَمُ "المُتحَضِّر" قبلَنا بسنواتٍ عديدة ما كانَ يجري في السجون السوريّة، وأصدرَ بسببِ ذلك "قانونَ قيصر".. أمّا نحنُ، سكّانُ هذا العالَمِ العربيِّ "البدائيُّ –البربريّ"، ووسائل اعلامنا "المهنيّةِ-المُحايِدةِ-المُستقِلّةُ-النزيهة"، وشبكاتُ تواصلنا الاجتماعي بالغةِ الرِقّة، فلم نكتَشِف سوى الآن أنّ سوريا "الأسد" هي البلد العربي الوحيد الذي يمتلِكُ سجوناً بهذهِ المواصفات المُخزية، التي لا يُمكِنُ لنا أن نَجِد مثيلاً لها في أيّ سجونٍ عربيّةٍ أخرى.
نعم.. الجميعُ يعرِضُ علينا الأمر الآن، وكأنّ لاوجودَ في سجونِ البلدانِ العربيّة الأخرى للسيوف قاطعةِ الرقاب، والكراسي والأقطاب الكهربائيّة، و "المكابِس" و "الممالِح"، والخوازيق، ومعدّات "الرفعِ والنصبِ والتعليق"، "و "الكابلات"، وأجهزةِ "السَلخِ" وأحواضِ"التذييب".. كما لا يوجدُ فيها اغتصابٌ، وحَملٌ "سفاح"، ولا "طمرٌ" للجثث في مقابر جماعيّة.. ولا تغييب، ولا تجويع، ولا إذلال، ولا اعدامٌ "مُتعَجِّل" من خلال محاكمات "فَرط صوتيّة" .
لا أحدَ يُصابُ بالدهشة، إلاّ حين تسقُطُ الأنظمة، ويتمُّ فتحُ أبوابِ السجون.. عندها يكتَشِفُ "المُراسِلونَ" الوسيمون، والمُراسِلات الحسناوات الخائفات، والمُعلِّقونَ الذينَ يذرفونَ الدمعَ بكثافة، مدى وحشيّةِ هذه "الدولِ" المارِقة، التي كانت مفقودةً لقرون في غابات الأمازون.
فقط في سوريا.. وفقط بعد سقوط نظامها السياسيّ، اكتشَفنا "الوحشيّةَ" لأوّلِ مرّة، و "جَفَلْنا" من مستوى غيرِ مسبوق من البربريّة، و"كَزْبَرَ" جِلدنا، واقشَعَرّت أبداننا، واجتاحَ أرواحنا هذا الإحساسُ الغامِرُ بالخزيّ والعار.
الآن.. نكتَشِفُ أنّ هذا حدَثَ، ويحدثُ فقط في سوريا.
بعدها، وقريباً جدّاً، سيحدثُ الكثير، وسنكتشِفُ المزيدَ من الفظاعات.. ولكن فقط حين "تسقُطُ" بقيّةُ الأنظمةِ الفاشِلةِ والوحشيّةِ والمُستَبِدّةِ في هذا العالم.



#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)       Imad_A.salim#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاقتصاد العراقي والاقتصاد التركي: فجوات الأداء المؤسّسي وفج ...
- الإذلالُ الباردُ للخصوم في الأنظمةِ السياسيّةِ العربيّة
- الويلُ لنا ممّا نحنُ فيه
- التنظيمات الثورية – العقائديّة: أوهام وحقائق عن القوة والضَع ...
- سلوكُ الدولة العام وطبيعة الادراك المجتمعي الخاص لدورها في ا ...
- دونالد ترامب والوقود الاحفوري و OPEC+.. ونحن
- اعداد وتنفيذ التعداد العام للسكان في العراق ( 2024): إشكاليا ...
- عندما يَسكَرُ ع.ع.. كانَ يبكي
- ما زلتُ أُحبّكِ قليلاً
- تماماً كما هي الحَبَشَة
- سينما دونالد ترامب، سينما أمريكا.. وسينما العالم
- عن الاقتصاد وهزائم المواطن وانتصار الحكومات
- لبنانُ الحُلوُ وفيروز، ولا شيءَ آخر
- الدولة والتنظيمات الثوريّة - العقائديّة: اشكاليّة تحديد معاي ...
- عن موزارتِ الميّتِ في المدينةِ والناس
- استراتيجيّةُ الحِفاظِ على ما تبقّى
- الحروبُ المُشينةُ في بلاد العرب
- انشغالات عميقة.. ليس من بينها الحرب
- لا أحدَ ولا شيء.. سوف يأتي
- أتشفّى بكِ الآن من كُلّ قلبي


المزيد.....




- خبير يبين لـCNN ما وراء تكثيف موسكو لضرباتها في أوكرانيا ودف ...
- انتشار فيروسي لفيديو بزعم أنه لـ-فتاة مسّتها روح شيطانية في ...
- قتال عنيف في مدينة الفاشر بين الجيش السوداني وقوات الدعم الس ...
- تقرير: الرئيس مسعود بزشكيان أصيب خلال الحرب مع إسرائيل
- إسبانيا: أمطار غزيرة في إقليم كاتالونيا تتسبب بفقدان شخصين و ...
- وفاة عامل مكسيكي في كاليفورنيا إثر عملية دهم لإدارة الهجرة
- حزب أسكتلندي يدعو الحكومة البريطانية للاعتراف -فورا- بفلسطين ...
- الجيش الأوكراني: أكثر من مليون قتيل وجريح روسي منذ بداية الح ...
- باكستان تنفي تعرضها لضغوط أميركية للاعتراف بإسرائيل
- مشاهد توثق استهداف السرايا تجمعات للاحتلال وخطوط الإمداد بخا ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد عبد اللطيف سالم - سجون سوريا وسجون الأنظمة التي لم تسقُط بعد