أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد مهدي غلام - (أُمَّ الرَّبيعَينِ، مُسَجَّاةً دُونَ كَفَنٍ) -نَالت الجَائِزةَ الأُولَى فِي مَِهْرجانِ قَصيدةِ النَّثْرِ العَربيَّةِ-














المزيد.....

(أُمَّ الرَّبيعَينِ، مُسَجَّاةً دُونَ كَفَنٍ) -نَالت الجَائِزةَ الأُولَى فِي مَِهْرجانِ قَصيدةِ النَّثْرِ العَربيَّةِ-


سعد محمد مهدي غلام

الحوار المتمدن-العدد: 8223 - 2025 / 1 / 15 - 02:47
المحور: الادب والفن
    


كُنتُ أَمْرُقُ تَحْتَ جُنْحِ الخَفاءِ
أُبلِّغُ رِسَالةً لِلحاجِبِ النَّخَّاسِ فِي البابِ:
النُّوريُّ أَيْن؟
الصَّلاةُ لَيْست جَامِعةً!
أَشْبعَتْني الصَّحْراءُ
رِمَالًا خَضْراءَ.

"غَاحَت الصّغماييه"*2
تَدْخُلُ المَلحَمةَ
فِناءُ قِنْديلٍ
وَسَّعَ دَمْعةَ رَبٍّ تَحْتَ أَجْفانِهِ بِحارَ الكَوْنِ
أَبْكي... أَبْكي...
نَهْرانِ لَنْ تُوقِّفَ سُدودُهُما
دَمْعَ الجَرَيانِ

الآنَ سَفرُ الإِمْتَاعِ وَالمُؤَانَسةِ
الزَّنْزانةُ شَاسِعةُ العَتَمَةِ،
تَاهَ البَحْرُ فِيها،
قُضْبانُها خَضْراءُ،
مُطِيعينَ... مُهْطِعينَ،
يَزْحفُ المُسْتعْرِبةُ لِبَضعِ غَابةِ الجُروحِ،
المُطوَّقُ مَهيضٌ دُونَ حَواصِل
السَّنْديانُ نَزعَ اللِّحاءَ،
لَحِقَ قَطيعَ الدُّخانِ المُخْتنِقِ
كَأَسْوَارِ طِيبةَ
يَهْدِمُونَ الظِّلَّ فِي الغُروبِ

سَأَلَني الكاهِنُ الأَعْمى:
عَنْ أَبي الهَوْلِ.
البَعْثةُ سَقيمةٌ
كَشاهِدِ قَبْرٍ
كُتِبتْ أَسْمَاءُ النَّاجينَ.
الإِنسانُ نَصُّ الله،
العِرْفانُ فَهْمُ الإِنسانِ،
ذَاكَ طَرِيقُ فَهْمِ الله

سَتمُرُّ دِجْلةُ وَيُطَأْطئُ
حَزِينًا، ثَقيلَ الخُطوَاتِ
مُقادًا إِلَى حَتْفِهِ
مَنارَةُ العِراقِ
دَفْترُ الإِسْكانِ،
أُطَوِّفُ في الدَّرابينِ
فِي هَرَمِ الغُرْبةِ
يُغْضى حَياءً...
أُمَّ الرَّبيعَينِ، مُسَجّاةً دُونَ كَفنٍ
الأَتَابكُ فَارَقهُ مُوَدِّعيهِ

أُصِيحُ: يَا فُرَاتُ!
مَقْبرَةُ دَارِ السَّلامِ
نَائِمةٌ... لَعنَ اللهُ مَنْ أَيْقظَها
مِنِّي تَحيَّةٌ،
كَانَتْ سَماؤُكِ مُلَبَّدةً طَائِراتٍ رَمَاديَّةٍ
لَمْ أُصَدِّقْ،
يَأْمُرُ الوَالي
مَنْعَ النَّوْمِ
الغُرَباءُ أَحْيَانًا،
نُبَادِلُهُمْ لِبَاسَنا
تَسُوءُ
أَكْثرَ فَأَكْثرَ...

كُنتُ أَمْرُقُ تَحْتَ جُنْحِ الخَفاءِ
أُبَلِّغُ رِسَالةً لِلْمُؤَذِّنِ:
النُّورِيُّ أَيْن؟
الصَّلاةُ لَيْستْ جَامِعةً!
أَشْبَعَتْني الصَّحْراءُ
رِمَالًا خَضْرَاءَ...
نبرِّرُ كَيْما نَذْبحَ عابِرَ السَّبيلِ
وَسُهادًا شَفيفَ الأَطْرافِ
آخُذُهُ
الأَغْرِبةُ مَلأى قُلوبُهُمْ
بِحَمائِمِ الأَيْكِ
يُقلِّدُ الأَشْجارَ
يُغيِّرُ الأَقْنِعَةَ
ظَلَّ خَلْفَ الصُّورةِ
مَحْضُ سَرابٍ
ماذا تَبقّى
مِنْ حَمْلةِ نادِرْ شاه؟
المَجْدُ لِلصَّفْصافِ
المَجْدُ لِلسِّدْرِ
المَجْدُ لِعُشِّ السُّنُونُو الطِّينيِّ
لِناقوسِ اللَّقالِقِ في" ساحةِ السّاعةِ"
خَيْمَةُ الرَّمْلِ
جاءَتْ بِالمَعُولِ
لِتهْدِمَ المَنارةَ قَبْلَ الغُروبِ
مُطيعَةً مَداوِلَها
ما يَأمُرُ الغُرَماءُ
أَزْعُمُ
عِقالُ الجَبلِ بَدَّلَ مَلامِحَهُ الكالِحةَ
الطّينيَّةَ بِطُرْبُوشٍ أَحْمرَ
مَسْلوخِ الحيلَةِ وَاللَّوْنِ
آيَةٌ: النَّمْلُ يَأكُلُ الحَجرَ
تَحْتَ النَّبيِّ يُونُس
بَرْطلَّةُ لَمْ تُرْسِلْ دُنَّ المُسْتَكي*
آيَةٌ لِلَّواتي رُكامٌ
كَسْري عَلى كَسْرِكُنَّ
تَجْبيرٌ
جاءَتْ بِهِ "عَوْجايَة نَمْغود"*2
نُورُ اللهِ أَسْقَطهُ على شَظايا الزُّجاجِ
لِيَكونَ كُرةَ البَلُّورِ المَسْحورةِ
تُريني الأَمْسَ وَالآنَ وَالغدَ
يَحْمِلُ لِواءَ بَني حَمْدان
جاؤوا
لَمْ يُرِحْ قَلْبي
إلّا سَكينةُ الخَنْجرِ
يَبُثُّ الحُلْمَ وَيَثْوي
فَسدَتْ
بَساتينُ الماءِ المِلْحيَّةِ
مُنَكَّسةٌ مِئْذنَةُ النُّوري
هُوَ وَبَعْضُ فِتْيةِ الوَحْلِ
لَيْسَتْ بِذاتِ نُجومٍ
كَأَنَّ السَّماءَ
عَباءَةٌ مُثَقَّبةٌ تَشِفُّ عن بَضِّ
جَسدِ جاريةِ البَرْمكيِّ
لِلَّذينَ يَموتونَ
لِلمُؤَذِّنِ المَصْلوبِ في" بابِ حَجرٍ"
المَأساةُ دَبْكَةُ "زورْبا"
كُنتُ أَمْرُقُ تَحْتَ جُنْحِ الخَفاءِ
أُبَلِّغُ رِسالَةَ" المَعرِّي" لِلمُؤَذِّنِ
النُّوري أَيْنَ؟
الصَّلاةُ لَيْسَتْ جامِعَةً
أَشْبَعَتْني الصَّحراءُ
رِمالًا خَضْراءَ
تَرِفُّ قُلوبُ الرُّضَّعِ
عِندَما تَمُرُّ قافِلةُ القَرَنْفُلِ في زَكِيبةِ الحَليبِ
فوقَ ذُرَى "الجَلْجلةِ"
"بَلْفور"...
...حَرْبٌ مُسْتَعِرَةٌ
تَدْخُلُ نينَوى فَصْلَ السُّباتِ
السَّنَةُ العَميقَةُ
لَنْ تَزْغَرِدَ عَصافيرُ
غادَرَتْ حَدائِقَ "العَصْمليِّ"
مَعَ إسطَبْلِ "النّجيفيِّ:
الذي يُوَزِّعُ العَلفَ
المَسْروقَ مِنْ سايِلو
الأَضْرِحةِ المَنْكوبةِ
بِسِفادِ الثِّيرانِ وَالطَّواويسِ
كُنتُ أَمْرُقُ تَحْتَ جُنْحِ الخَفاءِ
أُبَلِّغُ رِسالَةً للمَلأ في الخانْقاه
النُّوري أَيْنَ؟
الصَّلاةُ لَيْسَتْ جامِعةً
أَشْبَعَتْني الصَّحراءُ
رِمالًا خَضْراءَ

1* دنّ المستكي: خمرة عراقية تشتهر بها بعض قرى نينوى
2* عوجاية نمغود: تعبير باللهجة الموصلية يشير إلى أمر صعب أو معقَّد ( جاء به نمرود)



#سعد_محمد_مهدي_غلام (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (ثلاث كُنَّ أَنْتِ)
- (وجعٌ ووعدٌ)
- (مَضْيَعَةٌ)
- ( مَوْقِفُ المَوْقِف)
- (بَرْدٌ)
- ( تَوجُّدٌ)
- ( ثَلاثُ شَذَراتٍ)
- (سَأَرْحَلُ رَابِطَ الْأَحْلَامِ مُتَأَبِّطًا انْطِوَائِي)
- (سَبُّورَةُ المُقَدَّر : صَدَىً بَاهِتٌ فِي زَمَنٍ هَشٍّ)
- (مِنْ تسْبيح عِشْق سَبَلات مُبير *)
- (هِجْرة الأَزْرق السَّمائيّ إِلى الأَزْرق المائيّ)
- (جِيهَانُ)
- (مخطوطاتُ أَبِي كريفة من لفائفِ مبيرِ بنِ أَجَلٍ / من تَسْبِ ...
- (تَصْدِيَةٌ بَائِرَةٌ)
- ( لَارَا بقميصِ النَّومِ الصَّيفيِّ )
- (ماحَاجتي لِلشّمُوع)
- (ألَم...؟)
- نشرت (ألَم ...؟)
- (قراءة وأستدلال في مجموعة نصوص الشاعر العراقي الأستاذ د.سعد ...
- (أَتحْمِلُني قَدَمي أَمْ أَنا أَحْمِلُها؟)


المزيد.....




- “رسميا من هنا” وزارة التربية العراقية تحدد جدول امتحانات الس ...
- افتتاح الدورة الثانية لمسابقة -رخمانينوف- الموسيقية الدولية ...
- هكذا -سرقت- الحرب طبل الغناء الجماعي في السودان
- -هاو تو تراين يور دراغون- يحقق انطلاقة نارية ويتفوق على فيلم ...
- -بعض الناس أغنياء جدا-: هل حان وقت وضع سقف للثروة؟
- إبراهيم نصرالله ضمن القائمة القصيرة لجائزة -نوبل الأميركية- ...
- على طريقة رونالدو.. احتفال كوميدي في ملعب -أولد ترافورد- يثي ...
- الفكرة أم الموضوع.. أيهما يشكل جوهر النص المسرحي؟
- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد مهدي غلام - (أُمَّ الرَّبيعَينِ، مُسَجَّاةً دُونَ كَفَنٍ) -نَالت الجَائِزةَ الأُولَى فِي مَِهْرجانِ قَصيدةِ النَّثْرِ العَربيَّةِ-