أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسين سليماني - 70 سنة في غرامك: ثرثرات عن مسرحنا الجميل














المزيد.....

70 سنة في غرامك: ثرثرات عن مسرحنا الجميل


ياسين سليماني

الحوار المتمدن-العدد: 8199 - 2024 / 12 / 22 - 14:03
المحور: الادب والفن
    


وصف القائمون على مهرجان المسرح المحترف لدورة 2024 هذا العرض الذي يحمل اسم "70 سنة في غرامك" من إخراج محمـد شرشال بـ"التركيب المسرحي"، وهو وصف يشذّ عن المعجم المسرحي نوعا وحساسية ويجب ألا يخاطر المسرحيون بوضع مجموعة من الأسماء أو التوصيفات الهجينة التي يتم ترحيلها من بيئات معرفية مختلفة السياق والمفاهيم وحشرها في المسرح دون تبرير معرفي أو فني، وهي مخاطرة يمكن أن يفهمها المتلقي أنها تتخفى وراء الاستعجال والتسرّع لتقديم عمل يُعرض في افتتاح المهرجان وتحاول أن تعطي لنفسها مشروعية ضد مساءلة نقدية تفكك العرض، لأنّ صانع العرض لم يسمّ ما قدمه بالعرض المسرحي حتى نسائله بمقاييس العرض المسرحي وهي حيلة باهتة ومراوغة لا يمكن تبريرها فنيا.
ما ميزات العروض الافتتاحية في مهرجانات المسرحية؟ يجب أن يتم طرح هذا السؤال بشكل جدي، هل يهيء المتلقي نفسه ليشاهد عرضا أم لوحات كوريغرافية أو شو يجمع بين الموسيقى والرقص وبعض البعض نمن التمثيل؟ إننا في الافتتاح نسمع الكثير من الكلمات، ابتداء من تنشيط مقّدم الحفل، ثم كلمات المسؤولين تباعا، ثم صعود أعضاء لجنة التحكيم وقبلها مشاهدة لبرومو الطبعة الجديدة من المهرجان، والكثير من الفقرات التي تأخذ الحيز الزمني الأكبر من الحفل ويأتي العرض الافتتاحي كآخر فقرة في الحفل. هكذا فإنّ المتلقي ينتظر عرضا خفيفا، لا يزيد عن نصف ساعة من التكثيف البصري والسمعي، نقصد بالخفة أن ينوس بين الجد والهزل، بين طرح قضية تتغلغل في عمق الراهن والأساسي والقيمي وبين قالب ترفيهي يجذب ولا ينفّر، وهذا ما لم نجده في عرض المخرج شرشال الذي استطال وتناسلت لوحاته وكلما كان المتلقي يرى في نهاية اللوحة نهاية للعرض تأتي لوحة جديدة، ولعلّ هذا ما جرّأ صناع العرض للتسمية الشاذة "التركيب المسرحي".
إلاّ أنّ هذا العرض الذي اتكأ على تسمية شاذة غير مقبولة، شذّ عن غيره من العروض لكن في منحى في غاية الجمالية التي أصبح من النادر أن تظهر في عروض أخرى وهي أنه جعل مجموعة من أهم أسماء التمثيل في الجزائر ومن أكثر من جيل تجتمع وتقف على خشبة واحدة، وربما كانت مشاركة واحدة من سيدات المسرح الجزائري "فضيلة حشماوي" بقوة حضورها وجمال أدائها كافية لتدل أننا أمام عرض ليس سهلا إذا ما تمّ أعطاء المساحة الكافي لهذه السيدة أن تبدع (مع زملائها وزميلاتها من الجيل ذاته أو الذي يليه) لكن العرض شاء أن يجعل من أكثر من ممثل وازن (علاوة زرماني، حكيم دكار، محمـد آدار، عبد القادر بلقايد وغيرهم) يمرّ سريعا مرورا يكاد يكون باهتا، فاشتغل على عدد الممثلين الكثيف بدل نوع الدور وقيمته ورسالته.
حاول شرشال أن يقول الكثير، أن يحكي الحرب الجزائرية، وحرب فلسطين، وأن يجلب للخشبة أسماء "كل" آباء المسرح الجزائري، وأن يذكر المتلقي بسبعين سنة من الحضور المسرحي، فوجدنا كاتب ياسين كما وجدنا مصطفى كاتب، ورأينا مجوبي كما رأينا صونيا، تحدث العرض عن محمـد بوديا، عن علولة، تحدث عن عطيل وديدمونة والمنديل الشهير، وعدة أسماء خصص لها وقتا مستطيلا كسر حركية العرض وأوقعه في تثاقل لا يستقيم مطلقا مع المسرح ولا مع المناسبة، كما جلب إلى الخشبة راويا، وكورال من نحو عشرين بنتا وشابة، وموسيقى حية لعازف غيتار وعازفة بيانو، وبعض الرقصات التعبيرية، والعديد العديد من المشاهد رآها المتلقي على الشاشة، وكل هذا يخلق مجموعة عروض لا عرضا واحد، وهكذا كثُرت نتوءات العرض وأحراشه، وزادت زوائده العلاماتية حتى تحولت إلى فوضى وكان يمكن أن يكون المخرج أكثر بساطة وتوفيرا للجهد والوقت والمال أيضا وأن يقول دون أن يقع في الثرثرة. لقد علمنا المسرح أنه فنّ الاقتصاد بامتياز، وفي عرض شرشال رأينا فن الإسراف اللفظي والمرئي والسمعي أكثر مما قد يمكن أن نراه في كل العروض التي ضمن المنافسة أو خارجها.



#ياسين_سليماني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلاق إشبيلية: النصوص الكلاسيكية لا تزال تبهر
- مهرجان المسرح المحترف في دورته الـ 16: الدروس والعبر
- عرض -أفريكا- إحياء كاكي أم اغتيال له؟
- عرض -ثورة-لمسرح بلعباس: المخرج يعبث مرتين
- هل كان الجاحظ مثليا؟
- موسم شتم ياسمينة خضرا
- كنا ثلاثة، اختار الموت أوّلنا
- زمنهم الجميل هل كان جميلا حقا؟
- الميديا وورقة التوت والمثقف البائس
- أمي...أنت حيوانة؟!
- محطات تلفزيونية أم دكاكين خردة؟ مقال في تعذّر صناعة دراما جز ...
- عيد ميلاد جديد: غابت الطرطة بسبب السيد كورونا
- جهالات عبد العزيز كحيل
- واحد -عيد- ناقص -ذبح- من فضلك
- إنه الفن يا كلاب الجحيم
- كاريكاتورية لافتات -أنا محمد-
- انتبهوا...أنهم يسرقون الله
- كلاب الله


المزيد.....




- العثور على جثمان عم الفنانة أنغام داخل شقته بعد أيام من وفات ...
- بعد سقوطه على المسرح.. خالد المظفر يطمئن جمهوره: -لن تنكسر ع ...
- حماس: تصريحات ويتكوف مضللة وزيارته إلى غزة مسرحية لتلميع صور ...
- الأنشطة الثقافية في ليبيا .. ترفٌ أم إنقاذٌ للشباب من آثار ا ...
- -كاش كوش-.. حين تعيد العظام المطمورة كتابة تاريخ المغرب القد ...
- صدر حديثا : الفكاهة ودلالتها الاجتماعية في الثقافة العرب ...
- صدر حديثا ؛ ديوان رنين الوطن يشدني اليه للشاعر جاسر الياس دا ...
- بعد زيارة ويتكوف.. هل تدير واشنطن أزمة الجوع أم الرواية في غ ...
- صدور العدد (26) من مجلة شرمولا الأدبية
- الفيلم السعودي -الزرفة-.. الكوميديا التي غادرت جوهرها


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسين سليماني - 70 سنة في غرامك: ثرثرات عن مسرحنا الجميل