أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسين سليماني - عرض -ثورة-لمسرح بلعباس: المخرج يعبث مرتين














المزيد.....

عرض -ثورة-لمسرح بلعباس: المخرج يعبث مرتين


ياسين سليماني

الحوار المتمدن-العدد: 7842 - 2023 / 12 / 31 - 16:14
المحور: الادب والفن
    


يقول العرض المسرحي ما ينبغي قوله من رسائل وشفرات وخبرات إنسانية وجمالية يودّ صنّاع المسرح تقديمها، ولا يحتاج المسرح في تقاليده إلى محاضرة شارحة يقدم فيها المخرج أو سواه توضيحات وتفسيرات لما رآه الجمهور بطريقة مدرسية، لكن عكس هذا ما وجدناه في عرض "ثورة" من إنتاج المسرح الجهوي لبلعباس والذي أخرجه عبد القادر جريو، فهو في الندوة المخصصة لمناقشة العرض أخذ ما يزيد عن ربع ساعة يشرح العرض ويفسره ويدخل في تفاصيل عمله قبل مناقشة الجمهور في تكرار لما تمت مشاهدته في الصالة، ولا يمكن تفسير هذا إلا على اعتبارين: إمّا المخرج كان يعتبر الجمهور أقل فهما واستيعابا للعرض وبالتالي يحتاج إلى من يأخذ بيده كما يؤخذ بيد الأعمى لقطع الطريق وهذه نظرة قاصرة للمتلقي، وإما اعتراف منه بأنّ عرضه فاقد للبوصلة تمت صناعته على عجل بلا اشتغال حقيقي على المفردات الفنية والإخراجية المطلوبة فأخذ بشرحه يرقّع الثقوب الكثيرة التي تركها عرضه وهذه مشكلة أيضا.
عرض "ثورة" تم كتابته انطلاقا من نصوص لكاتب ياسين كما قال صنّاع العرض لكن دون تحديد للعناوين في ذاتها، ويظهر نوع من الاشتغال على بعض شخصيات رواية نجمة كمثال، وفيه نجد شخصيات كبلوت، نجمة، إنه عرض يتحدث عن "ثورة" بلا تعريف، عن فعل التثوير كاحتجاج مادي ومعنوي ضد أشكال الاغتصاب والمنع، اغتصاب الأرض ومنع أصحابها عنها، وهو عرض سليم النية، إن كانت كتابة وإخراج شباب لعرض عن الثورة في إطار ستينية الاستقلال وبطلب مباشر من وزارة الثقافة لمسارحها الجهورية يمكن وصفه بالنية السليمة حيث يتحول الفنان إلى مجرد حرفي أجير عند صاحب رأس المال، وهو إن كان يتخذ هذه التسمية عنوانا له لكنه لم يقل لنا الثورة كفعل بل قالها ككلام، إذ وقع العرض في نبرة خطابية عالية ولغة مباشرة وحديّة، كثيرة الجعجعة، صحيح أنّ السينوغرافيا وأداء بعض الممثلين حاولت التخفيف من الثغرات الكبيرة في النص لكنها لم تستطع المشاركة في صناعة عرض قابل للمشاهدة وصناعة الفرجة، قدّم المخرج عرضا هزيلا تملأه الفجوات الفنية يحتاج الكثير من الاشتغال وإعادة النظر حتى يستطيع عرضه على الجمهور والمنافسة به في مهرجان المسرح المحترف.
انعكس هزال العرض على ردود المخرج في الندوة النقاشية فقد انتفض ضد أحد النقاد من أساتذة الجامعة من شرق البلاد الذين وجدوا في العرض مجموعة النقائص والهفوات التي وجدها الكثير من الجمهور، وبدل الرد الهادئ عليه راح يردد أنه تعب في إنجاز هذا العرض وأنه مثّل كثيرا وكتب وأخرج وقدم أعمالا في المسرح والتلفيزيون والسينما. ذهب المخرج إلى الحيلة التي يلجأ إليه كل ضعيف: الهجوم بدل الاعتراف بكل تواضع أنّ رأي الجمهور مقدّس وسيأخذه بعين النظر في تحسين عرضه هذا أو عروضه القادمة. واستمرّت الجعجعة التي كانت في العرض إلى جعجعة في الندوة النقاشية عندما ردّ على سؤال يرفض فيه صاحبه مشاركة العرض في مهرجان الهيئة العربية للمسرح على اعتبار أنّ بلد الشهداء يجب ألا تشارك بلدا مطبعا مع الإسرائيليين مثل الإمارات بعرض يحمل معاني الثورة كقيمة مقدسة عند شعبها، فقد ردّ بشوفينية تنضح بالكذب أنه لو دعي إلى أبو ظبي لما شارك ولكنه سيشارك بعرضه في بغداد وأنه لا تهمه الجوائز الإماراتية ولا المال الإماراتي ولا يدري أحد كيف للعرض نفسه الذي تمّ إنجازه تحت الطلب وشارك في المهرجان تبعا لذلك وسيشارك في مهرجان الهيئة العربية للمسرح تبعا لذلك أيضا أن يقول مخرجه أنه غير مهتم بالمال والجوائز؟
في عرض "ثورة" شاهدنا عبثا على الخشبة ثم عبثا آخر في الندوة النقاشية، وكلاهما من بطولة شخص واحد هو عبد القادر جريو.



#ياسين_سليماني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل كان الجاحظ مثليا؟
- موسم شتم ياسمينة خضرا
- كنا ثلاثة، اختار الموت أوّلنا
- زمنهم الجميل هل كان جميلا حقا؟
- الميديا وورقة التوت والمثقف البائس
- أمي...أنت حيوانة؟!
- محطات تلفزيونية أم دكاكين خردة؟ مقال في تعذّر صناعة دراما جز ...
- عيد ميلاد جديد: غابت الطرطة بسبب السيد كورونا
- جهالات عبد العزيز كحيل
- واحد -عيد- ناقص -ذبح- من فضلك
- إنه الفن يا كلاب الجحيم
- كاريكاتورية لافتات -أنا محمد-
- انتبهوا...أنهم يسرقون الله
- كلاب الله


المزيد.....




- جودي فوستر: السينما العربية غائبة في أمريكا
- -غزال- العراقي يحصد الجائزة الثانية في مسابقة الكاريكاتير ال ...
- الممثل التركي بوراك أوزجيفيت يُنتخب -ملكًا- من معجبيه في روس ...
- المخرج التونسي محمد علي النهدي يخوض -معركة الحياة- في -الجول ...
- سقوط الرواية الطائفية في جريمة زيدل بحمص.. ما الحقيقة؟
- منى زكي تعلّق على الآراء المتباينة حول الإعلان الترويجي لفيل ...
- ما المشاكل الفنية التي تواجهها شركة إيرباص؟
- المغرب : مهرجان مراكش الدولي للسينما يستهل فعالياته في نسخته ...
- تكريم مستحق لراوية المغربية في خامس أيام مهرجان مراكش
- -فاطنة.. امرأة اسمها رشيد- في عرضه الأول بمهرجان الفيلم في م ...


المزيد.....

- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسين سليماني - عرض -ثورة-لمسرح بلعباس: المخرج يعبث مرتين