أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بهجت العبيدي البيبة - مصر والجائزة الكبرى في مخطط الشرق الأوسط الجديد














المزيد.....

مصر والجائزة الكبرى في مخطط الشرق الأوسط الجديد


بهجت العبيدي البيبة

الحوار المتمدن-العدد: 8196 - 2024 / 12 / 19 - 11:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على مر العصور، ظلت مصر بما تمتلكه من موقع استراتيجي وثروات بشرية وطبيعية، هدفًا لقوى تسعى لإضعافها أو السيطرة عليها. واليوم، تبدو مصر في قلب مخطط يُعرف باسم "الشرق الأوسط الجديد"، مخطط خبيث يجعل من مصر "الجائزة الكبرى". هذا الأمر يعكس الدور المحوري الذي تمثله مصر في المنطقة، فهي عمود الخيمة الذي تستند إليه دول الشرق الأوسط، وإذا اهتزت هذه الخيمة، انهار البناء بأكمله. إن قوتها تعني استقرار المنطقة، وضعفها يعني فتح الباب واسعًا للفوضى.

لقد واجهت مصر عبر التاريخ تحديات شبيهة، حيث كانت دائمًا في قلب الصراعات الكبرى التي استهدفت المنطقة. مصر كانت وما زالت مقبرة للغزاة، فكل من حاول النيل منها اصطدم بجدار صلب من المقاومة الشعبية والوطنية. في التاريخ القديم، جاء الهكسوس إلى المنطقة محاولين السيطرة عليها، لكنهم وجدوا نهاية مصيرهم على يد المصريين الذين طردوهم بقيادة أحمس. وفي العصر الوسيط، تصدى المماليك بقيادة قطز وبيبرس للمغول الذين اجتاحوا العالم الإسلامي، واستطاعوا وقف زحفهم في معركة عين جالوت الشهيرة. وفي العصر الحديث، وقفت مصر أمام الحملات الصليبية، وحققت انتصارات كبيرة كان أبرزها معركة المنصورة التي أسر فيها الملك لويس التاسع. وفي القرن العشرين، كانت مصر حجر العثرة أمام مخططات الاحتلال الغربي والاستعمار، حيث قادت حركات التحرر العربية والإفريقية، وكان نصرها في حرب أكتوبر 1973 شاهدًا على قدرتها على استعادة الأرض والكرامة الوطنية.

إن المخطط الحالي المعروف باسم "الشرق الأوسط الجديد" ليس إلا امتدادًا لتلك المحاولات التي تهدف إلى إعادة تشكيل خريطة المنطقة بما يخدم مصالح قوى كبرى على حساب الأمن القومي العربي. ويظهر ذلك بوضوح في الضغوط المتزايدة على مصر، سواء من خلال محاولة فرض حلول غير عادلة للقضية الفلسطينية، كاقتراح توطين الفلسطينيين في سيناء، أو عبر الضغوط الاقتصادية والسياسية التي تهدف إلى إضعاف الدولة وإفقادها تماسكها. لكن مصر قيادة وشعبًا، رفضت كل هذه المحاولات، مؤكدة أن سيناء جزء لا يتجزأ من التراب الوطني، وأن القضية الفلسطينية لها حل عادل يكمن في إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.

إن استهداف الجيش المصري، الذي يعد أحد أقوى الجيوش في المنطقة، يمثل جزءًا من هذا المخطط، فهو الحصن المنيع الذي يحمي الدولة من التهديدات الداخلية والخارجية. ومع ذلك، أثبت الجيش المصري عبر تاريخه الطويل أنه عصي على هذه المحاولات، ونجح في الحفاظ على دوره كصمام أمان للدولة المصرية.

اليوم، كما كان الحال عبر التاريخ، فإن الشعب المصري هو الركيزة الأساسية التي يمكنها إفشال هذا المخطط. فالتاريخ يعلمنا أن تماسك الشعب المصري ووقوفه خلف جيشه وقيادته السياسية كان دائمًا العامل الحاسم في مواجهة كل التحديات. يجب على المصريين أن يكونوا في حالة يقظة دائمة، وألا يسمحوا لأي محاولات للتشكيك في مؤسسات الدولة أو إثارة الفتنة بين أبناء الوطن.

وعلى القيادة السياسية أن تستمر في اتخاذ القرارات التي تعزز مناعة الدولة، مع العمل على التخفيف من الضغوط الاقتصادية على الشعب، بما يضمن استمرار تماسك الجبهة الداخلية. ومتى ما تحقق هذا التناغم بين الشعب والدولة، ستظل مصر عصية على كل المؤامرات، وستواجه هذا المخطط بنفس المصير الذي لاقته كل الحملات التي حاولت زعزعة استقرارها عبر التاريخ.

إن مصر ليست مجرد دولة؛ إنها قلب أمة بأكملها، واستهدافها يعني استهداف الشرق الأوسط بأكمله. لكن، وكما علّمنا التاريخ، فإن الشعب المصري قادر على تحويل المحن إلى انتصارات، وسيظل هذا الوطن حصنًا منيعًا لا يمكن لأحد اختراقه، بشرط أن تظل الوحدة الوطنية هي السلاح الأقوى في مواجهة كل التحديات.



#بهجت_العبيدي_البيبة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللغة العربية: بين عظمة الإرث وتحديات العصر
- قراءة في خريطة الصراعات العالمية والإقليمية: مستقبل العرب وم ...
- العقل النقدي بين “حرية العقل” وتحقيق “دويتشه فيله”: معركة ال ...
- الذكاء الاصطناعي: شريك الإنسانية في غزو المستقبل واستكشاف عو ...
- الفوضى الخلاقة: معارك عربية بين الانهيار والصمود
- في الوفاء نكتب: قيمة إنسانية لا تموت
- التاريخ بين الحقيقة والتحريف: دعوة لدراسته بمنهج علمي موضوعي
- الحب.. بوابة العروج إلى السماء
- حرية العقل وبوصلة الفكر: التعليم في مواجهة الفوضى الكبرى
- قراءة في قرارات القيادة العامة السورية: رؤية شاملة لمستقبل ج ...
- سوريا بعد سقوط الأسد: تحديات ومطامع
- سوريا بعد سقوط النظام: تحديات المرحلة المقبلة بين مطامع الخا ...
- وهم هاتف تسلا الرخيص ومعاناة الفقراء
- اهتمامات الشعوب بين العالم العربي والغرب: قراءة في أولويات ث ...
- في أسر الأسطورة: العقل العربي والإسلامي بين الماضي وتحديات ا ...
- في العالم المتقدم: الحسد خرافة تم تفكيك أسطورتها
- العقول التي صنعت المجد: العلماء والفلاسفة والأدباء قادة الحض ...
- إنترنت الأشياء: عصر جديد من الترابط الذكي في حياتنا اليومية
- ابن خلدون: أعجوبة مازال تأثيرها حاضرا
- المطبعة التي لم تصل: انغلاق رجال الدين يعيق تقدم المجتمع


المزيد.....




- صاعقة قوية تضرب سيارة شرطة أمريكية فجأة.. شاهد ما حدث لها
- غولان: إن -دولة تتحلى بالحكمة لا تشن الحرب على المدنيين ولا ...
- الاتحاد الأوروبي يعطي الضوء الأخضر لرفع كل العقوبات عن سوريا ...
- وزير خارجية فرنسا: باريس مصممة على الاعتراف بدولة فلسطين
- قرض أوروبي لمصر.. وشراكات في مجالات الماء والطاقة بين المغرب ...
- الشرطة الأمريكية تنشر أولى اللحظات لإطلاق نار مميت داخل صالة ...
- بيان مشترك: إصلاح قانون الإيجار القديم في ظل حكم عدم دستورية ...
- وسط مخاوف من تمديد حبسه.. التحقيق مع أحمد الطنطاوي على ذمة ...
- الهرّ الأسود -فلو- يحذّرنا من الكوارث الآتية
- زيلينسكي: موسكو تحاول كسب الوقت من أجل مواصلة حربها واحتلاله ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بهجت العبيدي البيبة - مصر والجائزة الكبرى في مخطط الشرق الأوسط الجديد