أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن ميّ النوراني - محراب البهجة: راية الحبّ البيضاء - رواية تؤسس أدبا كنعانيا (11)















المزيد.....

محراب البهجة: راية الحبّ البيضاء - رواية تؤسس أدبا كنعانيا (11)


حسن ميّ النوراني
الإمام المؤسِّس لِدعوة المَجْد (المَجْدِيَّة)


الحوار المتمدن-العدد: 8194 - 2024 / 12 / 17 - 08:29
المحور: الادب والفن
    


*اطلب/ي الرواية كاملة من المؤلف بالاتصال على واتساب 972592588528+
استضافت مائدة إفطارنا أنا و ماريا، المفتوحة تحت السماء بين أشجار حديقة بيت جوليا الحب، صحفيةً إسرائيلية وفنانا وحاخاما، ثم انضمّ إلينا قسيس وشيخ دين مسلم... المائدة مستديرة وعليها قلل الماء وأطباق الزيتون والزعتر والحمص والفول والسلاطة الخضراء والليمون وقرون الفلفل الأحمر الحار المجفف وخبز الذرة وإبريق زجاجي كبير مملوء بلبن الماعز الرائب... وفاكهة طيبة...
قال الشيخ: وفاكهة وأبّأ...
قال القسيس: الفاكهة نعرفها...!
سألت الصحافية: ما الأبّ يا مولانا؟!
ناولها الشيخ تفاحة حمراء وسكينا وقال: التفاح يزيد جمال الحسناوات! وقهقه... وغازلتها عيناه!
كان الشيخ والحاخام يجلسان متجاورين، اقتربت خنزيرة صغيرة وجروة وقفزت الخنزيرة على حجر الحاخام وقفزت الجروة على حجر الشيخ... قفز الحاخام والشيخ عن مقعديهما وهما يلعنان ويستعيذان من الشيطان الرجيم... التقطت الصحافية صورا لهما، وسألت القسيس: لماذا وصف عيسى الكنعانيين بالكلاب؟! ردّ القسيس: ما جدوى سؤالك؟! أضاف: اسألي الحاخام: لماذا اتهم اليهودُ القديسة مريم البتول بالزنا مع يوسف النجار، وقالوا: عيسى ابن زنا؛ واسأليه: لماذا حرضوا حاكما كافرا على صلبه؟! قال الحاخام: ها أنا أمامك أيها الشيخ، هل تراني قردا أو خنزيرا؟!
غمس الشيخ لقمة في طبق الزيت وقال: والتين والزيتون وطور سينين!
قالت ماريا: وهذا البلد غير أمين!
توقف الشيخ عن مضغ الطعام وحدق في عينيّ ماريا وقال بحدة: لماذا تحرفين كلام رب العالمين؟!
قال الفنان: الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء...
التفت القسيس والحاخام للفنان وسألاه معا: ما دينك؟!
عزفت الحديقة من زقزقة عصافيرها وحفيف أوراقها وأريج أزهارها ونسيم صباحها لحنا بكرا... دندن الفنان بصوت عميق وشجيّ مبتهج، كلمات ابن عربي:
ألا يا حمامات الأراكة والبان * ترفقن لا تضعفن بالشجو أشجاني
ترفقن لا تظهرن بالنوح والبكا * خفي صباباتي ومكنون أحزاني
أطارحها عند الأصيل وبالضحى * بحنة مشتاق وأنّة هيمان
تناوحت الأرواح في غيضة الغضا * فمالت بأفنان عليّ، فأفناني
وجاءت من الشوق المبرّح والجوى * ومن طُرَف البلوى إلىّ بأفنان
فمن لي بجمع والمحصَّب من مِنى * ومن لى بذات الأثل من لي بنعمان
تطوف بقلبى ساعة بعد ساعة * لوجد وتبريح وتلثم أركاني
كما طاف خير الرسل بالكعبة التي * يقول دليل العقل فيها بنقصان
وقبّل أحجارا بها وهو ناطق * وأين مقام البيت من قدر إنسان
فكم عهدت أن لا تحول وأقسمت * وليس لمخضوب وفاء بأيمان
ومن عجب الأشياء ظبي مبرقع * يشير بعنّاب، ويومي بأجفان
ومرعاه ما بين الترائب والحشا * ويا عجبا من روضة وسْط نيران
لقد صار قلبى قابلاً كل صورة * فمرعىً لغزلانٍ، ودير لرهبانِ
وبيتٌ لأوثانٍ، وكعبة طائفٍ * وألواح توراةٍ، ومصحف قرآنِ
أدين بدين الحب أنَّى توجهتْ * ركائبه، فالحب ديني وإيماني
خرج الحاخام والقسيس والشيخ قبل أن ينتهي الفنان...
أقبلت الصحافية على ماريا وسألتها: ما الحل؟!
قالت ماريا بحزم وثقة ووقار: الحرية... الحرية...
قالت الصحافية: إسرائيل واحة الديمقراطية، والديمقراطية تعادل الحرية!
قالت ماريا: أنتِ مضلَّلة!
- ماذا تعنين؟!
- عنصرية وديموقراطية لا يجتمعان... اغتصاب وحرية لا يجتمعان!
- قانوننا الأساسي يحمي الديمقراطية والحرية!
- من أين هاجرت عائلتك إلى هنا؟!
- ما علاقة ذلك بموضوعنا؟!
- يحصل كل مهاجر من أي بلدان العالم، يزعم أنه من أمّ يهودية، وعلى الفور، على حق المواطنة في دولة إسرائيل، بحكم قانون سنّه كيان غاصب، يحرم صاحب الحق التاريخي الشرعي من حق العودة إلى بيته وحقله بعد أن أجبرته قوة الاحتلال الغاشمة القاتلة على الفرار منها طلبا للحياة!
- هاجروا إلى أوطانهم؛ ألا يؤمن الكنعانيون بالقومية العربية وبالأخوة الإسلامية؟!
- بلا يؤمنون؛ لكنه إيمان لا ينفي حقهم في كل أرض كنعان...
- الكنعانيون غادروا مساكنهم بمحض إرادتهم!
- كلا؛ عصاباتكم المسلحة المجرمة دمرت وحرقت زرعهم وقراهم ومدنهم وارتكبت (51) مجزرة دموية ضدهم وقتلت الأمهات الحوامل وبقرت بطونهم فقتلت أجنّتهم وقتلت الشباب والكبار والنساء والرجال... ارتكبتم عمليات قتل وتدمير للحياة ضد شعب لا يزال هنا منذ آلاف السنين!
- متى حدث هذا؟!
- في حرب عام 1948م، التي ارتكبتموها من أجل قيام دولتكم العنصرية؛ ولم تتوقفوا منذئذ عن مواصلة عدوانكم الشرس البغيض ضد شعب أرض كنعان، والشعوب العربية الأخرى... أنتم كيان مغتصب لا حق له في الوجود!
- فأين نذهب؟! هل سترموننا غذاء للحيتان والقروش؟!
- كلا، أنت هنا في بيت الحب وعلى مائدة الحرية... ولكنكم جئتم من أوطان لكم ولأجدادكم، عودوا إليها... ثم إن أرض كنعان استوعبت شعوبا قديمة غزتها، لكنها ظلت أرضا كنعانية ذات رسالة كنعانية حضارية!
- حسنا... حسنا... دعونا الآن نمارس الحرية والحب... هيا نرقص...
خلعت معطفها وحذائيها، وقفزت فوق المائدة ورقصت بمجون... وطافت حول المائدة حيوانات الحديقة ومأمأ المعيز وماءت القطط وعوت الجراء وخنخنت الخنازير وغرّدت العصافير وهدل الحمام وأرتفع خرير الماء وهدير البحر... وكان الثلاثة الغاضبون قد عادوا يهرولون وصعدوا على المائدة ورقصوا بمجون حتى فقدوا توازنهم فسقطوا على الأرض ثم نهضوا وأصلحوا هندامهم والتقطوا ما هوى عن رؤوسهم واستغفروا وانصرفوا...
كنتُ أنا وماريا نجمع قمامة الحديقة وسمعنا لعنات الشيخ والقسيس والحاخام على الحب والمجون والرقص والحرية والعلم والكفار وجنود الشياطين!
التفتت الصحافية إلى الفنان وهما لا يزالان يرقصان وقالت له: هيا اصدح بأغنية عبرية عربية اللحن والكلمات... ضمها وغنيا معا... انضممنا إليهما... وغنينا معهما... وغنت الأرض وما أقلّت والبحر وما احتوت والسماء وما أظلّت...
قلبي معك
طلبت فرصة اخرى
لأنسى كل شيء
فالليلة لم تنتهي بعد
وخفت ان اسأل
وكيف عرفت دائماً
انه لا يوجد نهاية لهذا
لا يوجد فرصة للتخلي
عن املنا
الذي حلمنا به في الليالي
استمرينا وعرفنا
لا يوجد مستحيل بعد الآن
والعالم حولنا
يستمر في العناد
ويلعب بالماء والنار
قلبي معك... اشتقنا إليك
في كل يوم قلت لك
يا نور عيني أتحبني
هل انت معي... اليوم وغداً
سنعيش حلماً واقعياً
لك ولي
قريباً او بعيداً... مع المر والحلو
والصباح عندما يأتي
دعنا ننظر إلى الغد
والشمس سوف تخبرني
لم يفت الأوان بعد
وفي اعماق قلوبنا
حافظنا على الوعد
وسأذهب الطريق كله معك
وعاد الشيخ والقسيس والحاخام وانضموا إلينا، وخلعوا ثيابهم، ورقصوا بوقار وسكينة وقالوا: إنّا نشهد أن الله حب مبتهج ونور وحرية...
قلت أنا وماريا: وعلْم وسلامة ورخاء ونماء وبقاء وعدل ووئام وسلام...
واستضاءت قلوبنا وابتهجت عقولنا واشرقت عيوننا وتعانقنا... ورفعنا هاماتنا وتشابكت ايادينا وهتفنا معنا: راية الحب البيضاء مجد الإنسان...
*****
- ما اسمك ايتها الصحافية؟
- أنا سَميّة المغنية التي رقصنا على ألحانها...
- تعني نسرين؛ الكنعانية التي تركت الإسلام واعتنقت الديانة اليهودية وتزوجت إسرائيليا بعد قصة حب طويلة!
- الحب يجمع القلوب ويحررنا من صناديقنا المظلمة المغلقة... هذه رسالة راية الحب البيضاء...
- هل ستقولين شيئا عنا؛ الإعلام في أرض كنعان، العربي والعبري، متواطئ معا على حجب صوتنا ومحاصرتنا وقتلنا بسلاح الصمت الغاشم؛ لماذا يا نسرين؟!
- الإعلام في جميع أنحاء الأرض، مسيس، يخدم الممول، أو السلطة الحاكمة، ولا يملك حريته!
- ظننا أن الحرية امتلكت حريتها بعدما حققت التكنولوجيا تقدمها الهائل في تقنيات التواصل الإليكتروني!
- في غياب تقدم الروح لن يفتح التقدم التكنولوجي آفاقا حقيقية أمام تقدم الإنسان!
- نحن الآن في عام 2021م، التغول الرأسمالي أصبح مسعورا ومخيفا، الشركات الرأسمالية عابرة القارات، خطر يهدد حرية الإنسان ولا يقل عن خطر صواريخ الدمار عابرة القارات!
- صواريخ الدمار الشامل أسلحة تخدم الرأسمالية الجائرة؛ العالم مقسوم إلى قسمين: قلة تزداد تكديسا للأموال في حساباتها البنكية، وكثرة ساحقة تخدم القلة الجائرة، مقابل لقمة عيش مغمسة بالهوان والشقاء!
- هل لدى راية الحب البيضاء رؤيا وخطة عملية لإنقاذ الإنسانية من خطر متفاقم يدفعنا نحو الانتحار العالمي القسري؟!
- إلى أين تأخذينني؟!
- إلى منزلي في تل أبيب!
كنت قد خرجت أنا ونسرين، وسرنا على شاطئ يافا، متجهين إلى الشمال، متشابكي الذراعين، كتفي بكتفها، ترددتُ برهة: واصل مسيرك، افتح الحصن المغلق بقوة إيمانك، الخير موجود في كل إنسان، الانغلاق مرض روحي، العلاج روحي...
- حسنا، امضي قُدما...
- لم تجب على سؤالي!
- لدينا رؤيا: نؤمن أن الله حرية، لا تسمح طبيعته أن يكون غير ذلك؛ ونؤمن أن حريته حب، الحرية لا تسمح بغير ذلك؛ ونؤمن أن حرية الحب بهجة، الحب لا يسمح بغير ذلك؛ ونؤمن أن الحرية والحب والبهجة سلام، لا تسمح حرية الحب المبتهجة بغير ذلك؛ ونؤمن أن الحرية والحب والبهجة والسلام هي نور الله... الله نور وحرية وحب وبهجة وسلام، ما خالف ذلك، ليس من صفات الله ولا من طبيعته المطلقة... البهجة هي طبيعة الله المطلقة؛ أما الحرية فهي مادته المطلقة؛ ومن توحّد طبيعته مع مادته، توحّدا مطلقا، خلق الله النور والحب والسلام؛ النور يبدد الظلام، الظلم من الظلام، الظلم والظلام انغلاق، الانغلاق هو مشكلتنا هنا في أرض كنعان، الانفتاح حل لها؛ هذه هي خطتنا: الانفتاح... ها أنا أمضي معك، من يافا العربية إلى تل أبيب اليهودية، دولتك يا نسرين عنصرية مغتصبة، أنا بِسم كل رايات وألوان شعبي أعلن أننا نقاوم العنصرية الغاصبة... نريد العدل لنا ولكم... ندعوكم للحياة... الحياة الكريمة لنا ولكم...
جمعتنا أريكة سماوية واسعة، في صدارة صالة الاستقبال في قصر تعيش فيه نسرين...
- أهلا بكَ في بيتي!
- هذا بيت كنعان يا نسرين لا بيتك!
- أنا يهودية من ذرية كنعان...
- أنا سعيد باستضافتك لي في بيتك...
- سأرفع راية الحب البيضاء على سارية شاهقة فوق بيتي، سترفرف عالية شامخة في النور؛ وسأكتب على باب بيتي: هنا بيت العدل...
- وبيت السلام... العدل والسلام وجهان لا فكاك بينهما ولا مسافة...
- بيت السلام العادل...
- قصر السلام العادل...
- مَن هذا الرجل الذي يقف معك في هذه الصورة؟
- زوجي السابق!
- لماذا تقفي بعيدا عنه؟
- كان طيارا عسكريا في الجيش الإسرائيلي!
- هل أنجبتِ منه؟
- كلا؛ أريد أن أنجب منك، والآن... أريد توأمين: ذكرا اسميه عادلا، وأنثى أسميها...
- سلاما...
- وأنْ يكبرا في كنفك...
- وأن ترضعيهما حبا وبهجة...
- وأنْ يرفعا راية الحرية...
- في النور...
- أنْ يصنعا للكرامة مجدا...
- وأنْ ينضما إلى إخوتهما في بيت المقدس ماسة وهابيلة وهابيل...
- مَن هم ماسة وهابيلة وهابيل؟
- روح زرعتها الحرية في بيت المقدس، تصلي في محراب البهجة وتسبح لله في فضاء الحب المفتوح...
- قبلة جديدة؟!
- أجل؛ للخلق أجمعين...
- تخرج من أرض كنعان، ومن مدينة السلام التي بناها أجدادنا اليبوسيون الكنعانيون قبل خمسة آلاف عام... رسالة هدى جديدة للعالمين تكون...
- لذا، بعثتُ أجنة الحياة، تحملها بطون نسائي، في اتجاهات الأرض الأربعة...
- هيا نمنح الحياة جنينين جديدين...
- هيا نصعد فوق القصر... أجنة العدل والسلام بهجة تبدعها حرية الحب في النور...
- خلعتُ أنا من سواد قلبي جداري، فاخلع أنتَ من جهل عقلي دثاري...
بعد تسعة أيام، أنجبت نسرين طفليها... وضعتهما واقفة ثابته دون مساعدة أو ألم أو مشقة... كانا جميلين غاية الجمال ومتعانقيْن مبتهجيْن... نزلا مرفوعيّ القامة وكانا منذ البدء ينطقان ويمشيان كما الكبار الحكماء... كانا بمشيمة واحدة، وأبَيا قطعها، وأبيا أن يصحبا أمهما لاستخراج شهادتيّ ميلادهما؛ قالا بلسان واحد: لا نطلب اعترافا من عنصري غاصب، وعلى الفور، حرقت أمهما بطاقة هويتها الإسرائيلية، وذرت رمادها في الريح... وتنفست الصعداء... قال الطفلان الراشدان الحكيمان بجذل: ستذروا رياح الحب كيان إسرائيل العنصري الغاصب... سينتصر الحب...
اهتم العلماء بواقعة ولادة عادل وسلام...
- معجزة جديدة في بلاد المعجزات...
- ما تفسيرها؟!
- أرض كنعان أمهما وسماؤها أبوهما...
- أجل يا بروفيسور؛ ابدعت سماء كنعان وأرضه روح الكون وروح الإنسان...
- روح الإنسان ربّ عادل، وروح الكون ربة سلام...
- بنى كنعان أول مدينة للإنسان...
- أبدع بنو كنعان أديان ابينا إبراهيم...
- أبناء إبراهيم إخوة في الروح...
- أحرار متساوون...
- من أين أنت يا بروفيسور؟
- انحدرتُ من جدّ جرماني، عبْر أمّ اعتنقت اليهودية، هربت بي إلى خارج ألمانيا، يعد ما يُدعى محرقة اليهود الهتلرية!
- هل تؤمن بصحة ما تشيعه الحركة الصهيونية السياسية الحديثة عما يدعى محرقة هتلر لليهود؟!
- لا أملك أدلة نفي أو إثبات، وبافتراض حدوثها، فإني أعتقد أن أرقام الضحايا من اليهود الألمان مبالغ فيها جدا؛ وأهم من ذلك، كان عهد هتلر، محرقة للألمان وللإنسانية قاطبة وللحياة كلها!
- هل يحق لضحية جريمة ما، أن يرتكب جريمة أخرى، تقتل ضحايا بريئة؟!
- كلا؛ الضمير الحي يأبى ذلك!
- لكنك تشارك في الجريمة؟!
- أرجوكِ التوضيح يا نسرين!
- هاجرت عائلتك إلى أرض كنعان، وانضممتَ أنت إلى ميليشيات قتلت نساءا وأطفالا وشيوخا من أصحاب الحق الشرعي التاريخي الكنعاني؛ هل الضمير الحي يقبل ذلك؟!
- أنا نادم؛ ساعديني لتطهير قلبي!
- عُدْ أنت وأسرتك إلى وطنك الشرعي في ألمانيا!
- ولكني يهودي، ومن حقي أن أعيش في وطن التوراة!
- لا حق لك في استعمار أرض التوراة، هذا حق للكنعانيين وليس للألمان وسواهم...
- أُؤكد مرة أخرى: أنا ابن يهودية ومن حقي أن أعيش في الأرض التي شهدت ولادة التوراة!
- لا أعترض على إيمانك باليهودية، هذا حق شخصي لك، أدافع عنه؛ ولكني لا أوافق على أن حق اختيارك لليهودية، أو اتباع ديانة أمك، يمنحك حق اعتصاب أرض كنعان... أرض كنعان ليست أمك... لك حق الارتباط الروحي بوطن التوراة، راية الحب البيضاء لا تنكر هذا عليك، ولا تنكر على مسلم أو مسيحي أو يهودي، في أرجاء المعمورة كلها، أن يرتبط، ارتباطا روحيا بأرض كنعان...
- اسمحي لي أن أقترح فكرة جديدة عليك...
- تفضل...
- نخلق في أرض كنعان حالة بديعة...
- كيف؟!
- نجعلها وطنا مفتوحا لمحبيها...
- حسنا...
- هل راقت لك الفكرة؟!
- تستحق الاهتمام...!
- افتحي لي باب الانضمام إلى راية الحب البيضاء...
- تطّهر من العنصرية الإسرائيلية الصهيونية الغاصبة الظالمة، تفتحْ لك راية الحب البيضاء أبوابها كلها ودون طلب... راية الحب البيضاء مفتوحة للأحرار من الضلالات والظلمات وقوانين الموت كلها... راية الحب البيضاء دعوة لقيام وطن للإنسان الإنسان...
- نبدأ من أرض كنعان...
- نبني دولة "إل كنعان"...
- دولة "رب كنعان الأعظم"... هكذا تستعيد أرض كنعان هويتها الروحية الأصيلة!
- "إل" رب الأرباب؛ اتخذ منه أجدادنا الإسرائيليون الكنعانيون ربّا لهم!
- عيسى الأناجيل دعاه "الآب"!
- محمد دعاه "رب العالمين الرحمان الرحيم"!
- في محراب البهجة مكتوب: " ربِّيّتي نوري حريتي حبي بهجتي"!
- محراب البهجة قبلة كل ذي ربة ورب!
- محراب البهجة في قلب كل خلق!
- ربة أو رب البهجة في كل قلب!
- سترفرف راية الحب البيضاء فوق الأرض كلها!
- تبدأ من سماء بيت المقدس... من محراب البهجة الطليق العالي...
- محراب البهجة حياة ومجد الإنسان!
- الخزي والعار لمن يحارب الحياة!
- النصر والمجد لكل محب للحياة مبتهج بالحرية والوئام والسلامة والزرع والحصاد والمشاع والعدل والسلام...
- هاتي شعلة نار!
- لماذا؟
- لأحرق بطاقتي المدنية الإسرائيلية العنصرية المنغلقة الغاصبة الظالمة وأنزع نفسي من شناري وأعلن براءتي وحريتي من جهلي وحقدي وبشاعتي وقبحي...
- طوبى لك... وتاج الفَخار فوق هامتك...
شاع خير زواج اليهودية نسرين مِنِّي، وولادة عادل وسلام، وحرق البروفيسور لبطاقة هويته الإسرائيلية... وتداولت وسائل الإعلام القصة وهاجمها الكتّاب الصحفيون الإسرائيليون والعرب وسواهم، واتهموا راية الحب البيضاء بالنازية الناعمة وبمعاداة السامية وبالمؤامرة الشيطانية الأخطر على الأمن والسلام الدوليين ومحاربة الاستقرار السياسي والاجتماعي والثقافي وازدراء الأديان ونشر الإباحية والفوضى ودعم حركات الإرهاب الدينية وإفساد مناهج التربية وتضليل النشء وتدمير الأسرة والدعوة إلى دين النور والحرية والحب والبهجة والعمل على الغاء حق اليهود في أرض كنعان وإزالة دولة إسرائيل وإقامة دولة محراب البهجة ابتداء من فضاء الجبل المقدس في عاصمة دولة إسرائيل الموحدة باعتراف أكبر دولة شهدها التاريخ الإنساني المكتوب...
عاد البروفيسور إلى ألمانيا، ومنها هاجر إلى حجرة بهيجة في معسكر جباليا بقطاع غزة المخنوق المحاصر من فوقة وتحته وشماله وجنوبه وغربه وشرقه ومن داخله...

*اطلب/ي الرواية كاملة من المؤلف بالاتصال على واتساب 972592588528+



#حسن_ميّ_النوراني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محراب البهجة: راية الحبّ البيضاء - رواية تؤسس أدبا كنعانيا ( ...
- محراب البهجة: راية الحبّ البيضاء - رواية تؤسس أدبا كنعانيا ( ...
- محراب البهجة: راية الحبّ البيضاء - رواية تؤسس أدبا كنعانيا ( ...
- محراب البهجة: راية الحبّ البيضاء - رواية تؤسس أدبا كنعانيا ( ...
- محراب البهجة: راية الحبّ البيضاء - رواية تؤسس أدبا كنعانيا ( ...
- محراب البهجة: راية الحبّ البيضاء - رواية تؤسس أدبا كنعانيا ( ...
- محراب البهجة: راية الحبّ البيضاء - رواية تؤسس أدبا كنعانيا ( ...
- محراب البهجة: راية الحبّ البيضاء - رواية تؤسس أدبا كنعانيا ( ...
- محراب البهجة: راية الحبّ البيضاء - رواية تؤسس أدبا كنعانيا ( ...
- محراب البهجة: راية الحبّ البيضاء - رواية تؤسس أدبا كنعانيا ( ...
- المبادرة الكنعانية: بيان الإطلاق - مفتوح للحوار قابل للتعديل ...
- أَنا هُداكُنَّ أُخَيَّاتيْ فَاتَّبِعْنَنِيْ
- قرآن القرآن | تفسير (المغضوب عليهم) و(الضالين) في سورة الفات ...
- كنعان وطن واحد مفتوح لعاشقيه من الناس أجمعين
- طِبّ الرَّبَّة البَهْجة
- يعترينا حياء من الفعل الجنسي.. لماذا؟
- حكاية ابنِ المصلوبةِ أُمِّه
- رواية هدى والتينة (22)
- رواية: هدى والتينة (21)
- رواية: هدى والتينة (20)


المزيد.....




- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن ميّ النوراني - محراب البهجة: راية الحبّ البيضاء - رواية تؤسس أدبا كنعانيا (11)