أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهدي النفري - بعض ما في القصة














المزيد.....

بعض ما في القصة


مهدي النفري
شاعر ومترجم

(Mahdi Alnuffari)


الحوار المتمدن-العدد: 8177 - 2024 / 11 / 30 - 13:13
المحور: الادب والفن
    



-1-

قصتي هي مجرد واحدة من القصص. بدأت أؤمن بنهايتها السعيدة ببطء وحذر شديدين. بعد مرحلة التشخيص الصعبة، كنت محظوظة بما يكفي لإجراء عملية جراحية من قبل جراح رائع، في أحد أدقِّ المستشفيات تخصصًا في البلاد.

مع مزيد من الحظ، سيعوض هذا الكتيب النقص الذي نشأ في مدخرات التقاعد الخاصة بي؛ لكن ليست كل قصة عن السرطان تنتهي بشكل جيد. يموت كل عام في هولندا حوالي 45 ألف شخص بسبب المرض. لا أعرف عدد الأشخاص الناجين من السرطان، الذين يعانون من شكاوى جسدية أو نفسية دائمة، ولا كمْ عدد الأشخاص الذين يواجهون صعوبة في الحصول على تأمين (الرهن العقاري)، أو التأمين ضد العجز بعد مرضهم. ما أعرفه هو أن معاناة الآخرين ليست شيئًا يُحكم عليه أبدًا، وأن السؤال الصحيح لطرحه على شخص يكافح، سواء كان ذلك بسبب المرض أو الفقر أو الفرار من الحرب، ليس ما الذي سينتهي إليه الأمر؟ لكن كيف حالك؟



-2-

ذات مرة، كتبتُ أطروحة تخرج عن الخوف من الموت في أعمال هايدجر وسارتر؛ حول كيف نكون وجهًا لوجه مع الموت. ندرك أخيرًا أنه لا أحد قادر على أن يموت من أجلنا؛ وبالتالي لا أحد يستطيع أن يعيش من أجلنا. ومن ذلك يمكننا أخيرًا أن نخرج أنفسنا بعيدًا عن الحشد لنعيش الحياة التي تناسبنا حَقًّا. اعتقدت أنها كانت فكرة جيدة. لم أكن أعلم أنه في الواقع من المخيف أن تسلك طريقًا مختلفًا إذا سبقته مواجهة مع الموت، لكني أتغير للأفضل. كما لو أن الأيدي العملاقة تعجنني وتعطيني شكلاً جديدًا ومحسّنًا، أكثر سلاسة وكثافة.



-3-

هناك عدة أسباب تجعل القصائد في هذا الكتيب تدور حول السرطان والسياسة، وليس السرطان فقط. بادئ ذي بدء، كنت بحاجة إلى الكتابة عن السياسة حتى لا يبتلعني السرطان كليًّا. استمراري بمزاولة ما كنت أفعله قبل تشخيصي يساعدني في عملية الشفاء. بغض النظر عن مقدار الدعم الذي تحصل عليه من بيئتك، فإن السرطان (مثله مثل جميع الأمراض الأخرى) هو تجربة فريدة حيث خوف المرء من الموت هو من أميز التجارب فردانية. الوحدة التي جربتها لا تطاق، ولكن كان من السهل التخلص منها من خلال ممارسة النقد الاجتماعي.



-4-



اتصلت بوالدي وبسيمونا كي يأتيا إليّ في أقرب وقت ممكن. أستلقي في حالة ذهول ورأسي على مكتب طبيب الأعصاب.

أشعر ببرودة سطح المكتب تلامس خدي.

يشرح مساعد الطبيب ما يجب القيام به بعد ذلك؛ إذ لا يمكنهم علاج الورم في مستشفى السيدة العذراء (OLVG)، لذلك حددوا اليوم التالي موعدًا لي في المركز الطبي الأكاديمي (AMC)، لا جدوى من احتواءه فقد استعمر جزءًا كبيرًا من العضلات. هذه ليست علامة جيدة لكن لا يمكنهم إخباري بأي شيء عن العلاج والتشخيص هنا. هل أحتضر؟ ليس لديهم فكرة. يقوم طبيب الأعصاب بالإشارة على صور التصوير بالرنين المغناطيسي، مرة أخرى تظهر كرة بيضاء كبيرة بداخلها عدة كرات صغيرة. إنه يذكرني بالقرنبيط. لم أعد أستطيع الجلوس بشكل مستقيم، ولا أعرف ما إذا كان ذلك بسبب الورم أو الصدمة.

ماذا بعد الآن؟ ليس لدي أي فكرة عن ماذا بعد.



-5-

في أوقات أخرى

يغمرني اليأس بأسوأ أنواعه

من النوع الذي يتسم بنقص الكلمات

اليأس الذي لا يمكن وصفه إلا بكلمة يأس.
******
شاعرة وروائية هولندية.
لها عدة إصدارات، اختيرت كشاعرة للبلاط الملكي.

أصيبت بمرض السرطان، وكتبت خلال مرضها مجموعتها الأخيرة بعنوان (سيستغرق الفحص التالي خمس دقائق)، وفور صدورها بيعت بشكل فاق كل التوقعات.
*****
مهدي النفري شاعر ومترجم ورسام عراقي مقيم في هولندا، يكتب بالعربية والهولندية ويترجم لهما ومنها، صدر له عدة دوواين شعرية منها: تلك الأسئلة دونتها الأحذية والشوارع، لا تأمن الدَّهْشَة وأنت ضَرير، المطر أيضًا غابة، كلب أخرس، ريح تتظاهر بالنوم، عصفور النهر، لهاث قطار ينام فيه غرقى. في الترجمة صدر له مؤخرًا من سأكون أشعار وشذرات للفيلسوف الإغريقي أمبيدوكلس وقبلها مختارات من الأدب الهولندي، بعد أن قدم سابقًا كتابًا لمختارات من الشعر الهولندي.



#مهدي_النفري (هاشتاغ)       Mahdi_Alnuffari#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طعنة واحده تكفي لقتل الفراشات
- الغرفة رقم 83 في جهنم
- أنا اللذي غرق وحيدا في هذه اليابسه
- تلك النافذه
- بيت الصرصور
- معا أيها ألهامش لنحتفي بفضائلك
- إكتشاف متأخر لاصابع يدي
- سلام على البلاد بلاد بلا سلام
- ليست قصائد ... لكنها تشبه الحياة
- ليست نصوص ... لكنها تشبه الحياة
- السير نحو اليقين او غبار اللاطمانينة
- شهية الورد في انكسارات الصباح
- طوبى لك وانت تتهجد النسيان
- لان هذا الصباح لم يعد سوى حكاية منسيه
- بعيدا عن تلك السلالات او القادم من الاسئلة
- تتبعنا المرايا ...فلا نجد فيها إلا وجوها لغيرنا
- إبتهال الوردة في حضرة عينيك
- بعيدا عن ألأشياء الجميله
- تاويل البياض ...سيرة ظل
- أفكار ....لمن يُريد الضياع


المزيد.....




- السينما مرآة القلق المعاصر.. لماذا تجذبنا أفلام الاضطرابات ا ...
- فنانون ومشاهير يسعون إلى حشد ضغط شعبي لاتخاذ مزيد من الإجراء ...
- يوجينيو آرياس هيرانز.. حلاق بيكاسو الوفي
- تنامي مقاطعة الفنانين والمشاهير الغربيين لدولة الاحتلال بسبب ...
- من عروض ايام بجاية السينمائية... -سودان ياغالي- ابداع الشباب ...
- أحمد مهنا.. فنان يرسم الجوع والأمل على صناديق المساعدات بغزة ...
- وَجْهٌ فِي مَرَايَا حُلْم
- أحمد مهنا.. فنان يرسم الجوع والأمل على صناديق المساعدات بغزة ...
- نظارة ذكية -تخذل- زوكربيرغ.. موقف محرج على المسرح
- -قوة التفاوض- عراقجي يكشف خفايا بمفاوضات الملف النووي


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهدي النفري - بعض ما في القصة