أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - لا تفرحوا كثيراً...لن يعتقلهم احد ابداً !














المزيد.....

لا تفرحوا كثيراً...لن يعتقلهم احد ابداً !


محمد حمد

الحوار المتمدن-العدد: 8169 - 2024 / 11 / 22 - 22:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يُعتبر قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال مجرميْ الحرب نتنياهو وغالانت سابقة تاريخية من العيار الثقيل. فعلى مدى عقود من الجرائم والمجازر التي ارتكبها الكيان الصهيوني على يد عُتاة الصهاينة العنصريين من أمثال مناحيم بيغين واريل شارون وانت نازل أو صاعد، لم يسبق أن صدرت مذكرة اعتقال بحق حكّّام دويلة اسرائيل. وكان الإفلات من العقاب (وما زال) هو طوق النجاة بالنسبة لهم.
صحيح أن لقرار المحكمة الجنائية الدولية تأثير نفسي"واعلامي أكثر مما هو تاثير عملي، ولكن الصحيح ايضا ان هذا الكيان المسمى اسرائيل وحكّامه سوف يجدون الف حيلة وحيلة للإفلات من العقاب (اي عقاب كان) والتملّص من اي قرار يصدر ضدهم. وقد اتضح هذا الأمر حال صدور قرار المحكمة الدولية. فثمة بوادر لحرب ضروس سوف تشنها دويلة اسرائيل وامريكا ضد المحكمة الجنائية الدولية. وسوف يكون سلاحهم المفضل هو العداء للسامية (وهو سلاح فتاك لا يخطأ الشخص المقصود) وسوف يجنّد الصهاينة في تل أبيب وواشنطن كل شيء غير نزيه ولا أخلاقي ضد هذه المحكمة وضد المدعي العام السيد كريم خان على وجه الخصوص.
وقد بدت سهامهم المسمومة تنطلق من جميع الافواه الصهيونية المتطرفة مستخدمة ابشع واسوء الصفات والنعوت والتُهم. وعلى رأسها طبعا "العداء للسامية". وما شاكل ذلك.
لقد سبق لمحكمة الجنايات الدولية وان أصدرت مذكرات اعتقال بحق شخصيات كثيرة ومن بلدان مختلفة. ومع ذلك لم نسمع أن أحدا، لا في الشرق ولا في الغرب، اتهم محكمة الجنايات الدولية بالعداء لقوميته أو لدينة أو لمذهبه. الاّ حكّام تل أبيب الذين حوّلوا العداء للسامية إلى "قميص عثمان" يرفعونه بوجه كل من انتقد أو شجب أو أدان جرائم ومجازر اسرائيل. وسوف تلاحقه تهمة العداء للسامية حتى آخر يوم من حياته.
لقد فرح الكثير منّا، وهو فرح مبرر بلا أدنى شك، بصدور مذكرة اعتقال بحق مجرمين شاركا وساهما شخصيا بقتل وجرح أكثر من ١٥٠ الف فلسطيني واستخدموا جميع الطرق اللإنسانية واللاشرعية واللأخلاقية في تجويع وتشريد وتغييب آلاف الفلسطينيين المدنيين. غير مبالين لا بقرارات الأمم المتحدة ولا بقرارات المؤسسات الدولية الأخرى التي صدرت ضدهم. وطالبتهم بوقف جرائمهم فورا.
ولكن طالما أن اليهود الصهاينة يسيطرون على عقول وقلوب وجيوب الساسة الامريكان. فمن الصعب جدا أن يُترجم قرار اعتقال مجرمي الحرب نتنياهو وغالانت إلى واقع ملموس يراه العالم بالعين المجردة.
فها هي الإدارة الامريكية، الحالية والقادمة، بدأت تهدّد وتتوعّد وتشحذ سكاكينها في الدفاع عن قتلة مجرمين داسوا على جميع القيم والأعراف والمباديء والمواثيق الدولية بحجّة الدفاع من النفس.
أما تصريحات بعض الدول الأوروبية حول الالتزام بقرارات الجنائية الدولية والاستعداد لتفيذها، فما هي إلا نوعا من النفاق السياسي "المهذب" سوف يتبدّد في هواء المصالح "الوطنية" العليا ما أن ثصلهم اوامر من واشنطن بعد أن يدخل اله البيت الابيض دونالد ترامب، الذي لا اله الا هو بالنسبة للكيان الصهيوني.
لقد دأب اليهود، بتشجيع من امريكا والغرب، أن يلعبوا دور "الضحية" المضطهدة على المسرح الدولي. وان يحتكروا هذا الدور لانفسهم فقط. وتجذّر في فكرهم وتربيتهم النفسية ان الآخرين يناصبونهم العداء في كل مكان. ولو افترضنا جدلاً ان اليهود ضحية، كما يروّجون دائما، فهل يحق للضحية أن يصبح جلادا؟



#محمد_حمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امريكا العمياء لا ترى إبادة جماعية في غزّة !
- خذي ما تبقى منّي دون مقابل
- هكذا تكلّم جو بايدن : -انا صهيوني فاذن انا موجود !-
- قمّة في الرياض وموت ودمار في غزّة
- ترقّبوا فلم الانتقام: بطولة دونالد ترامب !
- لماذا اختارت امريكا الوسواس الخنّاس دونالد ترامب؟
- حان موعد تشييع الضمير الانساني إلى مثواه الأخير
- الانتخابات الامريكية، ديمقراطية الشكل إمبريالية المضمون
- زيلينسكي وعقدة النصر المستحيل
- خلطة العطّار : السماء عراقية والسيادة أمريكية والانتهاكات صه ...
- ضربة ام ضرطه بسوگ الصفافير ؟
- اخطاءُ بعض المعصومين من الخطأ
- انتخابات الإقليم: في الإعادة إفادة بلا نقصان أو زيادة
- من يخدع نفسه ينوهّم أنه قادرٌ على خداع الآخرين !
- بغداد بين عراقچي وامريكانچي
- من أمّة عريقة بالامجاد الى أمّة مكبّلة بالاصفاد !
- اسأل مجرّب ولا تسأل عمّار الحكيم
- اغازلُ أحلاماً شاردة الذهن
- ما الذي حلّ بخير أُمّةٍ أخرجتْ للناس؟
- مازلتُم حجر عثرة على الطريق السريع !


المزيد.....




- ترامب يدعو لاتفاق سلام بين إيران وإسرائيل: -الاتصالات جارية- ...
- ما مدى انخراط أمريكا في العملية الإسرائيلية ضد إيران؟ مراسلة ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل تقليص قواته من غزة لدعم الجبهة ضد إير ...
- هل خدع نتنياهو ترامب في الحرب ضد إيران؟
- ماكرون يصل غرينلاند لتعزيز الدعم الأوروبي للدنمارك
- إسرائيل تمدد حالة الطوارئ حتى نهاية يونيو
- مصادر دبلوماسية عربية تتحدث عن تحرك سعودي عاجل لإعادة إيران ...
- ترامب: قد نتدخل لمساعدة إسرائيل في القضاء على البرنامج النوو ...
- الحرس الثوري الإيراني يعلن إلغاء مراسم تشييع قتلى الضربات ال ...
- الدفاع الروسية: استهداف مركز قيادة أوكراني بصاروخ إسكندر قرب ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - لا تفرحوا كثيراً...لن يعتقلهم احد ابداً !