الحقيقة هي : لا تسمحوا للجوع أن ينال منهم

سالم اسماعيل نوركه

الحوار المتمدن-العدد: 8169 - 2024 / 11 / 22 - 01:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لا تسمحو للجوع أن ينال من موظفيكم ويسحبهم الى عاصفته وانما قوموا بإنصافهم والمضي بهم الى الهدوء والطمئنينه فهم أبناء الوطن وأبنائه سواسية أمام القانون الذي هو واحد أم هو شتى بين هنا وهناك ؟! فلا دخل لرواتبهم بأساليب ودهاليز السياسة فلا يرمي الكرة كُلٌّ في ملعب الآخر بين الإقليم والحكومة وبالنتيجة إن سكتوا ( الصمت ) يضيع حقهم على ارصفته وإن أحدثوا بعض الضجيج للحصول على حقوقهم تُحَظَّر لهم تهم ما انزل الله به من سلطان مثل ( انهم يخربون الطريق صوب مستقبل المشرق الديمقراطي !! ) .. هكذا
من المفروض مقابل كل شهر من الخدمة للموظف في أي مؤسسة يدفع راتبه بعد انتهاءه مباشرةً وخصوصاً نحن دولة نفطية وآخر برميلين نفط في العالم أحدهم عراقي ، أنا هنا أتكلم عن كل موظفي الدولة بكل المجالات والتخصصات ودوائر الدولة ومنها موظفي الاقليم وبالذات تلك التي تخص التربية والتعليم بالذات لأهميتها القصوى في وضع المجتمع على طريق السليم حيث التعليم جواز سفر للمستقبل والتعليم ليس أستعداد للحياة بل هي الحياة ذاتها وتغذية الفكر هي شمس ثانية لأولائك الذين سائرون في طريق العلم والمعرفة ويجب
أن يشتاقوا لمعلمهم وينتظرون دخوله القاعة المحاضرة بشوق، فأن كان المربي مرتاح يمتلك زمام نجاح العملية برمتها من سيادة الصمت لحظة إعطاء الدرس باحترافية المتمرس الناجح لذا لا يتأخر أحد عن الدرس لأن الظروف المحيطة بالمعلم ممتازة وحين يبوح الطلبة بهمومهم ومشاكلهم يستوعبهم لإنه لا يعاني منها وهو مقرب لهم ويثقون به ويقدرون نصحه لهم ، أما إذا كان المربي غارقاً في هَمْ وقلة مال وضنك العيش وفاقد لأبسط مقومات القيام بمهامه استلموا انجازات من الفشل وانحطاط وسقوط التعليم لأن المعلم الناجح هو أهم أعمدة بناء التعليم الناجح والسبيل لدولة متقدمة وحين سُئل امبراطور اليابان ذات يوم عن أسباب تقدم دولته في هذا الوقت القصير فأجاب بدأنا من حيث انتهى الآخرون وتعلمنا من اخطائهم ومنحنا المعلم حصانة الدبلوماسي وراتب الوزير لذا (الدولة التي تضع التربية في أسفل لائحة اهتماماتها يصبح التخلف أهم انجازاتها )1 .
والعالم يفسح الطريق للدولة التي تعرف إلى أين هي ذاهبة واليابان إنموذجاً حيث ذهبت للعلالي بين الامم حتى يشار لها بالبنان كيف حصل كل ذلك وهي خرجت من حرب مدمرة أجاب عن هذه التساؤلات امبراطورهم . نحنُ نحتاج الى حرب جديدة أسلحتها الكتب وقادتها الفكر وضحاياها الجهل والتخلف . )2
بمن نقود هذه المعركة بمن بقادة متعبين ليس بمقدورهم قيادتها لأنهم مجردين من كل ما يساعدهم لخوض غمارها لابد أن نوفر لهم كل وسائل تحقيق النصر من مستوى معيشي جيد وتقدير واحترام يليق بهم كونهم شعلة من الضوء في طريق الاجيال والسؤال الكبير مَنْ السبب في عدم منحهم استحقاقهم بانتظام والذي هو في الواقع قليل لا يسد احتياجاتهم فما بالكم وانتم تتلاعبون بالتوقيتات لأسباب لا شأن لهم بها وتارةً بالتوفير الاجباري والذي مفروض أن يعود لهم مع الفوائد او في أضعف الايمان ردوا مبالغهم اليهم انا ذكرتُ المعلم كشريحة ضمن الموظفين ولإظهار كيف يتعامل معهم في أماكن ودول تقدمت بجهودهم في اليابان مثلاً هل
تعلم إنَّ المعلمين هم المواطنين الوحيدين الذين لا يتعين عليهم الانحناء أمام الإمبراطور. والسبب هو أن اليابانيين يعتقدون أنه بدون المعلمين لا يمكن أن يكون هناك إمبراطور .

وكلام مفيد لدوستويفسكي : ( "لا شيء أصعب في هذا العالم من قول الحقيقة، ولا شيء أسهل من التفوّه بالمجاملات")


____________
1-أنيس فريحة .
2-ديستويفسكي .

#سالم_اسماعيل_نوركه (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل