جدو جبريل
كاتب مهتم بالتاريخ المبكر الإسلامي والمنظومة الفكرية والمعرفية الإسلامية
(Jadou Jibril)
الحوار المتمدن-العدد: 8161 - 2024 / 11 / 14 - 07:07
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
هل يمكن الحديث عن إسلام تنوير أو إسلام متنور؟
للوهة الاولى قد يبدو هذا السؤال غريبا جداوقد ينتفض فقهاء السردية لاسلامية بمجرد أن يندلق إلى سمعه كأنهم سمعوا :
اختبار الاسلام على ضوء التنوير
في مواجهة تصاعد الإسلاموية - islamisme -وتجاوزاتها العنيفة ، رأى جملة من مفكري الثقافة الإسلامية أنه أضحى من الضروري معارضة خطابهم المفرط في التطرف بخطاب بديل.
وحاول أنصار وجهة النظر هذه التوفيق بين اتارين متعارضين ظاهريًا على الاقل: اتجاه العقلانيين الذي يجد معينه في التيار المعتزلي، الذي يسمى بالعقلاني؛ وحركة المتصوفة التي تجسدها الحركة الصوفية. بالنسبة للمفكرمالك شبل- Chebel Malek-، الذي انخرط في الخطاب البديل ، فإن هذا "الإسلام الآخر" –"غيرإسلام الاسلامويين" يجد سنده في الآية 35 من سورة النورلقرآن التي ترمز إلى الألوهية:
ٱللَّهُ نُورُ ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَوٰةٍۢ فِيهَا مِصْبَاحٌ ٱلْمِصْبَاحُ فِى زُجَاجَةٍ ٱلزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌۭ دُرِّىٌّۭ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍۢ مُّبَـٰرَكَةٍۢ زَيْتُونَةٍۢ لَّا شَرْقِيَّةٍۢ وَلَا غَرْبِيَّةٍۢ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِىٓءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌۭ ۚنُّورٌ عَلَىٰ نُورٍۢ يَهْدِى ٱللَّهُ لِنُورِهِمَن يَشَآءُ وَيَضْرِبُ ٱللَّهُ ٱلْأَمْثَـٰلَ لِلنَّاسِ َٱللَّهُ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمٌۭ
اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لّا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
"نور على نور". في السورة يرمز إلى الألوهية. والنور هو أيضا اسم أطلق على القرآن.
ويمكن تلخيص الأفكار الرئيسية التي يحملها الإسلام التنويري – حسب المفكرمالك الشبل- Chebel - في :
إلغاء الشريعة الإلهية، وتعزيز العقل والروحانية، وأخيرا تعزيز “الأخلاق السلمية”[1]. وفي منظور حديث، اشتقاقات الأنوار والتنوير تعود إلى عصر التنوير للحضارة الغربية (القرن الثامن عشر
----------------------------------------------------------.
[1] - Chebel (Malek). Manifeste pour un islam des Lumières : 27 propositions pour réformer l’Islam, Hachette, Paris, 2004.
https://catalogue.frantiq.fr/cgi-bin/koha/opac-detail.pl?biblionumber=484397
--------------------------------------------------------
وحسب الاسلامولوجي البلجيكي المغربي علي بلحاج[2]، فإن حسن حنفي المفكر المصري هو أول من دافع عن منهج شبيه بمنهج فلاسفة الانوار و التنوير، مع مراعاة الأمور لتفادي السقوط في المفارقات التاريخية.
هذا المشروع لبناء الإسلام المستنير تم توسيعه بواسطة مفكر آخر، المصري نصرحامد أبو زيد[3].
---------------------------
[3]. كتاب كتاب نقد الخطاب الديني
https://foulabook.com/ar/book/%D9%86%D9%82%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B7%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86%D9%8A-pdf
------------------------------------------
ويتمثل عمله في تطبيق منهج "النقد الأدبي" على المصادر الإسلامية الأساسية؛ وقد واجه معارضة قوية من العلماء والإسلاميين. ويقال أيضا علال سيناصور- Sinaceur -Allal - هو من صاغ هذا المفهوم، مستلهمًا من المفكر جاك بيرك، متحدثًا عن "قرآن التنوير" بمعنى "الوحي المفهوم في حدود ما يمكن للعقل أن يفهمه"[4 ] . وقد أعرب بيرك أكثر من مرة عن رغبته في رؤية ظهور "إسلام التنوير كفكر حديث" من أجل مواجهة الإسلاموية. لكن من المؤكد يبدو أن الذي عمل أكثر من غيره على ترويج هذه الفكرة هو مالك شبل.
--------------------
[4 ]
https://theconversation.com/le-difficile-chemin-vers-lislam-des-lumieres-148490
هذه الفكرة المتمثلة في اقتراح وعرض إسلام متنور و مستنير، ينتقد التقاليد ويميل الى الجوانب المشرقة والراقية للحضارة، دافع عنها شبل عبر سلسلة من الأبحاث التي تناولت بشكل خاص الحياة الجنسية، منذ بداية الثمانينيات، ودامت محاولة الصقل و التلميع هذه ما يناهز 40 سنة. عبر وضع تقابل بين مجتمع الجماليات مقابل مجتمع الأخلاق.
زفي سنة 2004 نشر بيان عن الإسلام التنويري الذي قدم فيه إصلاحًا عبر برنامج مكون من 27 مقترحًا من شأنه أن يسمح بظهور "الإسلام الآخر". لكن لتحقيق هذا الهدف، سيكون من اللازم إرساء الديمقراطية وعلمنة المجتمعات الإسلامية وإلا لن يتحقق المراد.
وعلى عكس المفكر محمدأركون الذي انطلق من التشكيك في تاريخية القرآن اختار مالك شبل اعتماد قراءة معدلة للنص القراني. ومن المفارقة أن أركون، الذي يمكن أن يتوافق أسلوبه التفكيكي تمامًا مع أهداف الإسلام التنويري، ظل متشككًا في هذا المفهوم. بالنسبة له، فإن مجرد استحضار مصطلح "التنوير" سيكون مفارقة تاريخية، خاصة تلك التي تجعل فترة النهضة العربية تتزامن مع عصر التنوير الأوروبي (القرن الثامن عشر.
ومن بين ممثلي هذا الإسلام التنوري، يمكن ذكر أبحاث رشيد بنزين[5] الذي شارك في إخراج مجموعة "الإسلام الانوار" ، والتي تضمنت ترجمات لأعمال وأبحاث المفكرين الإصلاحيين[6]، أو عرض لأفكارهم. كما يمكن ذكر أيضًا مقاربة "الإسلام التنويري" من خلال منظور روحي بالأساس مع أ. بيدار أو إريك جيفروي - Bidar ou Eric Geoffroy [7]، الأكاديمي الصوفي الذي روج ل ما اسماه -الإسلام الداخلي - باعتباره حصنًا ضد الإسلامويين والفقهاء الذين يصرون على اشكلية الرسالة النبوية المحمدية. ومن ناحية أخرى، ينأى جيفروي بنفسه عن تراث التنوير الذي يمنح أهمية كبيرة، في نظره، للعقل الذرائعي.
------------------------------------
[5]
https://catalogue.frantiq.fr/cgi-bin/koha/opac-detail.pl?biblionumber=472610
[6]
https://catalogue.frantiq.fr/cgi-bin/koha/opac-detail.pl?biblionumber=473898
https://catalogue.frantiq.fr/cgi-bin/koha/opac-detail.pl?biblionumber=473898
[7]
https://catalogue.frantiq.fr/cgi-bin/koha/opac-detail.pl?biblionumber=484805
-----------------------------------------------------------
_________ يتبع _______________________
#جدو_جبريل (هاشتاغ)
Jadou_Jibril#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟