محمد السوادي
كاتب
الحوار المتمدن-العدد: 8145 - 2024 / 10 / 29 - 09:56
المحور:
حقوق الانسان
من المفاهيم والتي نراها أقرب للإنسانية والتي تعتبر الكيان الشخصي الفردي (( شيئا مقدّسا )) هو مفهوم (( الكرامة )) كرامة الإنسان ، والتي تقتضي من الجميع مراعاة الوضع الإنساني العام بإضافتها من الفرد للفرد أو من المجتمع للفرد او من مجتمع لآخر ويحرم بإي حال – إعتبارا - المساس بها سواء بشكل مباشر أو غير مباشر .
إذ تعتبر المجتمعات التي تحتفظ بإرث حضاري ذات إحترام شديد في هذا الجانب وفق المنظور فهي ترى - أي المجتمعات - أنّ الدّم يسفك عن الأرض والعرض ...
وهو راي يعتبر إنسانيا - وجيها - من حيث حق الدفاع عن هذه المقدسات الفردية والمجتمعية ، ومنها نفهم أنّ الفرد الذي يتصل بجمع معين - مجتمع محيط - من المفترض أن يتشارك معه ذلك الدفاع ، لان الاعتداء على أي فرد او مجموعة إنّما يعتبر إعتداءا على الجماعة وهو بمنظور أنساني غير جائز .
فمتى ما اخفق المجتمع في الذود عن الفرد والجماعة وتناكص عن تأدية واجبه الإنساني فهذا سيوفر بيئة صالحة جدا للاعتداء المتكرر على الأفراد والجماعات ، بحيث يكون الفرد همه وشغله الشاغل الانكفاء على مصالحه ودفع الشر عنه بان يدفعه الى فرد او جماعة أخرى تكون من مجتمعه المحيط ، فحينها يكون (( سلب الكرامة )) أمرا مشروعا في نظر الأفراد ما دام الأمر لا يصل اليهم بل هو يختص فردا معينا ، وطبعا لا يخفى ما للفرقة من هذا التأثير ، وهو دور قد مارسه الاستعمار وأذانبهم بأشكاله المختلفة عبر العصور فلا يخلو زمان ولا مكان من سلب واضح لكرامة الإنسان ولم يسلم منهم لا طفل ولا شيخ ولا امرأة ، ولعلّ مجتمعنا العربي عامة والعراقي خاصة يعيش هذا التشتت بامتياز لا مثيل له ، فها هو الكيان الصهيوني يأمر بقتل الأطفال والشباب والشيوخ في فلسطين ويسلب كرامتهم عيانا جهارا ، ولا يهتز للبقية أي ضمير ، فالصمت هو الحل لوقف تلك الدماء التي تنزف على الأرض بدون ذنب سوى المحافظة على الهوية والأرض والعرض ، حتى بات البعض يلقي باللوم على المقتولين من الذين قتلهم المحتل ولعل هذا اللوم له جانب من حيث أن هؤلاء الأفراد – الحكّام _ شعروا أو لم يشعروا - وان كنت استبعد عدم شعورهم - إنّما يدافعون عن سلطانهم الذي يصافح عدو الشعوب العربية ومع ذلك فلا تعتبر هذه نقطة ضعف – بنظر البعض - في ظل الظروف القاسية التي يعيشها هذا المجتمع من التشتت والتفرقة مضافا الى التخاذل العربي والدولي الذي لا يرى فيما يحدث أي مجزرة ، بل انه ومع شديد الأسف يرى حق الدفاع عن السلب ، نعم حكام العرب جعلوا من كل بلداننا فلسطين فكيف يحررونها ؟
====
#محمد_السوادي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟