أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد السوادي - ألأبهى ((رؤية في تراتيل أنثى))#12














المزيد.....

ألأبهى ((رؤية في تراتيل أنثى))#12


محمد السوادي
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 8075 - 2024 / 8 / 20 - 10:09
المحور: الادب والفن
    


التيه والجنون في تراتيل أنثى / القسم الأول

تركنا الشاعرة وهي تدخل تلك الصحراء ، لا تلوي على شيء غير بصيص من نور تريد أن تراه ، أو تتلمس خطاه ، فها هو الشوق والحنين جعلا من شاعرتنا شخصا آخر ... غير ذلك الشخص ... كيان صار عبارة عن شوق وحنين ، التحمت صورتهما فيها ... واتحدتا ...
تركها ذلك الشوق والحنين في صحراء لا أول ولا آخر لها ... وهنا نشاهد العمق والزخم العاطفي الذي تحشد فيه شاعرتنا هذا المعنى عندما تقول :

وترتلني أغاني العاشقين
وتبيعني التيه وتمضي
( مقطع من القصيدة 14 غربة )

فهذا الشوق قد سلمها إلى ذلك التيه الوجداني ، وتنقلنا إلى صورة أخرى ... وكأنها جارية عند ذلك الشوق ... الشوق ( الذي عرفنا من هو ) ... إنها لا تملك من زمام أمرها أي شيء فهو الذي يقوم بعقد الصفقة ويتم البيع إلى ( التيه ) ...
تائهة لا تعرف إلى أين يودي بها ذلك الطريق الخالي ... حيث تختفي العلامات والدلالات ، ويكون ذلك القلب الحنين عرضة لهذه الحيرة ، إنها نلك الممرات والمطبات التي تصادف فاطمة ... فاطمة التي تاهت واستسلمت ، ورفعت الراية البيضاء ... ورغم تلك المشاعر الجامحة للعودة إلى سابق العهد ... فإنها تظل تلك الأنثى التي لا ترى إلا تراتيلها سلوة وأغاني العاشقين مطية ... لم تستطع ... بل تاهت ، وبيعت بابخس الأثمان ، فهي ترى نفسها مرغمة ولا خيار لها سوى أن تقبل بان تتيه ...
وتسير في تلك الصحراء ... وتتردد في داخلها ذكريات كثيرة ... وبأسلوب هو اقرب للجدلية ، نرى أن هذه الصحراء قد تحولت إلى وجدان شاعرتنا الذي انتقل عبر الروح لتناجي ، تلكم الأحبة الغائبين ، بلسان اقرب ما يكون شكاية وحسرة وألم ...
تنادي احدهم وكم تتكرر هذه المناداة في تراتيل أنثى تتكرر مرارا والى جهة واحدة ... وتكاد أن تشير بلسانها التعبيري إلى تلك الجهة التي نوهنا عنها في الحلقات السابقة ...

وتيهي بك
( مقطع من القصيدة 17 انتظار )

ولا نعلم هذا الانتقال من ذلك البعد الصحراوي إلى ذلك البعد النفسي الوجداني ...
لقد باعها الشوق إلى التيه وكأنها قبلت أن تتيه في ذلك المنادى ... الذي طالما نادته ... وفي كثير من الأحيان لم يسمعها ... أو انه سمعها ولم يبال بندائها ...
توسل هو شبيه بذلك التوسل الذي لاحظناه في شوقها وحنينها ...
وإذا لم تسمع أي جواب من المنادى تهرب وتركض في صحراء الرمز السريالي ، وما هو من التعبيري ببعيد بل هو تعبيري لمن دقق النظر وشاهد الحركة وتأمل فيها ...
تهرب وهي تريد أن تصل إلى شيء ؟؟؟ وفي نفس هذا الهروب هي باحثة عن ذلك الشيء في رمال الصحراء المترامية .. وتصل الذات هنا إلى أصعب مرحلة يمكن أن يتصورها وجدان أي إنسان ... يشعر ويتأثر ... وما اقرب المعنى ...

فهربت
ابحث عما ينأى المسافات
( مقطع من القصيدة 15 رؤيا )

هروب من شيء من ذلك الظل المختفي ، في تلك المسافات ، حيث الراية البيضاء تخفق والانكسار على أشده والخوف من المجهول ... وماذا تتوقع أن يكون حال الشخص العاطفي ( الأنثى ) في جوف صحراء ...
أن شاعرتنا تريدنا أن نستفسر ونتوقف ... نتأمل ... ثم علينا إلا نحكم ... بل علينا أن ننظر نشاهد نترقب ...
في هذه اللحظة بالذات تكشف الشاعرة عن مكنون لم يبدو واضحا .. ولم نعرف عنه أي شيء ..
لقد يئست من البحث وتوقفت بعد ذاك الجري في لا شعورها تلتقط أنفاس حرى ... مأسورة من شوق مباعة لتيه ، تريد هواءا نقيا تتنفسه ...
وحدة تشدنا في تلك التراتيل وتجعل من المتأملين مرهونين بالحدث ... قد يغفلون مقطعا ... وينسون آخرا ... وحدة من المصداقية وبساطة في التعبير مع عمق في المعنى ... هذا ما لا يمكن لأي متأمل إنكاره ...
تريد شاعرتنا بعض النسمات التي قد تحييها ...
وحتى لا ننسى ، نعيد الشريط :
فاطمة تباع من الشوق إلى التيه ... تخاف وتهرب باحثة عن أي منجى ... تتعب تقف ... تتنفس بصعوبة ... تريد هواءا نقيا ...
ومرة أخرى ... تناجي ذلك القريب ... بل مرات ... إنها تائهة بذلك القريب ... إنها تريده بكل كيانها ... تبحث عنه ولا تسام ولم يدخل السام قلبها ... سلمت إليه .. كل مشاعرها ...
ونكمل الحكاية في الحلقة القادمة



#محمد_السوادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ريتاج - الطفولة تحت مجتمع بائس
- ألأبهى ((رؤية في تراتيل أنثى))#11
- ألأبهى ((رؤية في تراتيل أنثى))#10
- ألأبهى ((رؤية في تراتيل أنثى))#9
- ألأبهى ((رؤية في تراتيل أنثى))#8
- ألأبهى ((رؤية في تراتيل أنثى))#7
- ألأبهى ((رؤية في تراتيل أنثى))#6
- ألأبهى ((رؤية في تراتيل أنثى))#5
- ألأبهى ((رؤية في تراتيل أنثى))#4
- ألأبهى ((رؤية في تراتيل أنثى))#3
- ألأبهى ((رؤية في تراتيل أنثى))#2
- ألأبهى ((رؤية في تراتيل أنثى_فاطمة الفلاحي))#1
- غيتار ليل
- أنا الأمواج
- على شفا حرف
- بوح مؤجل
- مسافات شوق
- شهادة إبداعية لرويتنا ((جدران هاربة))-الدكتور:عوض بديوي
- سراب يقتات الكلم
- صوت المطر


المزيد.....




- وفاة الممثل التونسي فتحي الهداوي عن عمر 63 عاما
- مغني الراب الأمريكي بي ديدي يواجه تهما جديدة بالاعتداء الجنس ...
- موقع عبري يقدم رواية جديدة بشأن مسار هروب كبار المسؤولين الأ ...
- هيئة الأدب والنشر والترجمة السعودية تطلق معرض جدة للكتاب
- تونس تودع الفنان فتحي الهداوي بعد مسيرة امتدت 40 عاما
- مريم شريف تفوز بجائزة أفضل ممثلة في مهرجان البحر الأحمر السي ...
- وفاة الممثل التونسي الكبير فتحي الهداوي
- --شكرا لأنك تحلم معنا--: فيلم كوميدي في زمن التراجيديا
- التمثيل الضوئي للحد من انبعاثات الكربون
- الفيلم الوثائقي -الخنجر- يشارك في مهرجان الظاهرة السينمائي ا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد السوادي - ألأبهى ((رؤية في تراتيل أنثى))#12