|
هواجس تمس الدولة والحرية ــ331 ــ
آرام كربيت
الحوار المتمدن-العدد: 8144 - 2024 / 10 / 28 - 16:11
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في الوقت الذي يعمل، النظام الدولي الجديد على تهميش الدولة، وتفريغها من مضمونها، وإجبارها على الاستقالة عن وظائفها الاساسية لخدمة المجتمع، يصر البعض على تأييد الاستقلال للكثير من الكيانات الذي ليس فيها كيان مستقل، ككتالونيا في داخل أسبانيا، في زمن مفتوح على كل الاحتمالات السيئة. تغيرت مهام الدولة الحديثة من سياسية إلى وظيفية أو خدمية أو تسيير أعمال الناس، ويتم تعويم الدولة القديمة لمصلحة بقاء النظام الدولي واستمراره. لم يعد هناك سيادة وطنية في هذا النظام الدولي الجديد، ولا احترام للحدود الوطنية، بل تعمل على أنهاءه. أضحت السيادة للنظام الدولي برمته، بعد أن الغى السيادات التي كانت سائدة في الحرب الباردة وما قبله. فهو يسحق الدولة تحت أقدامه، ويسحق المنجزات الاجتماعية التي تمت أثناء الحرب الباردة: كالحريات السياسية والحقوق الاجتماعية والسياسية. مع هذا هناك من يرفض أن يرى ما يحدث في هذا العالم السياسي من تأكل للدولة ومصالح الناس. الدولة ماتت سريريًا، وإن نعوة موتها في الطريق. إن الصراع الحقيقي أضحى بين النظام الدولي المتمثل بالدولة الخدمية التي تعمل لخدمة رأس المال العالمي، والمجتمع على مستوى العالم. يلعن الحمقى والأغبياء، لأنهم يصلون بعد خراب البصرة.
جميع الأطراف الداخلة في الصراع لا يريدون الحل التوافقي، أو التسوية. أولهم إسرائيل، ثانيهما حماس وحزب الله والجهاد الإسلامي وإيران والولايات المتحدة. الحرب هي تعويم المرضى والقوادين، والجلادين، والمضطربين عقليًا ونفسيًا، تدر عليهم المكانة والمال والسلطة. الناس العاديين مجرد فضلات لا قيمة لهم، أنهم وقود. هذه الحرب ستنتج أجيال مأزومة، خربانة، تعيسة، تعيش في بيئة لا تعرف من الحياة إلا الحرب والخوف والقتال والأعداء. أصبح عالمنا عصفورية، جميع الناس شربوا من نبع الجنون. كل شيء كنا نتوقعه إلا أن تصاب الحداثة بالجنون، هذا لم نكن نتوقعه.
كتبت مرات كثيرة أنني درست الحضانة والروضة والابتدائي في مدرسة الأرمن الأرتذوكس، بيد أني انتقلت إلى مدارس الدولة في الصف السابع انتقلت. الأول الأعدادي. هذا التنوع في مدارس الدولة كان مبهجًا لي، لم اشعر دقيقة واحدة أنني أرمني بين بقية الطلاب، بل العكس تمامًا، يمكن هذه المرحلة كانت الأجمل في حياتي، وما تبعها في الثانوية وفي المعهد وفي الشغل والجيش. لم أشعر الا أنني سوري عربي وثقافتي إسلامية شئت أم أبيت، هذا واقع. نحن نحكي عن بلاد اخرى، وثقافة آخرى ولغة آخرى، الغرب أو اليابان أو الهند. دائمًا الذي ينتمي إلى واقع اجتماعي اقتصادي سياسي فقير يشعر أنه أقل، هذا هو شعوري. الزمن الحالي مختلف في العمق والسطح عن أزمان آخرى، لسنا في صراع حضارة مع حضارة، ولا دين مع دين، ولا أمة مع أمة. الصراع الحالي هو من يملك التطور، التكنولوجية، المكانة العالمية في الإنتاج السلعي المتطور جدًا. وكما نرى أن الصراع اليوم بين الصين والولايات المتحدة على المكانة، على الهيمنة، على امتلاك التطور التكنولوجي. مين كان يتصور أن الهند قدرت أن تزيح بريطانيا عن المكانة العالمية، وأن الهند تفوقت عليها في الإنتاج المحلي الأجمالي العالمي؟ أليس هذا من الاعاجيب. الهمج الجرمان استطاعوا تدمير روما، بيد أنهم هضموا تراثها، ثم صعدوا في عصر التنوير، بل تفوقوا، استطيع القول أن الألمان تفوقوا ثقافيًا على الجميع، في الفلسفة والموسيقا والفن وأصبحوا قوة اقتصادية وعسكرية هائلة في نهاية القرن التاسع عشر والنصف الاول من القرن العشرين، وتمايزوا في اغلب شؤون الجمال ومرادفاته، وكان لهم النصيب الاكبر. بعدين عندي سؤال: إذا انهارت أوروبا والولايات المتحدة وهذا وارد، هل سيبقى هناك فراغ عالمي أم ستصعد بدائل كالصين والهند وربما البرازيل أو نيجيريا إلى قمة الهيمنة؟ هل سيحرقون المراكب، قصدي هل سيدمرون النظام الرأسمالي أم سيشتغلون من داخل بنيته؟
كل من يعمل خارج الدولة، والمؤسسات الفاعلة هو هامشي، هذه حقيقة. والكتب والروائيون إذا كتبوا بعيدًا عن السياسة المحابية سيبقون هامشيون. والتاريخ كله لم يعرف إلا القليل من الهامشيون، وكتاب السلطة كانوا وما زالوا هم المعومون. أين كتاب المعارضة، لقد دفنوا بصمت الأموات، لا أحد يعرفهم، بل لا احد يريد أن يعرفهم؟ أنهم خارج السياق العام، خارج الاهتمام. السلطة لها منابرها، لديها القوة والمال والسلاح والإعلام، وتسوق للمدافعين عنها، للدفاع عن نفسها وجماعتها. الإنسان الهامشي المشرد ماذا لديه ليعلن عن نفسه، أنه غائب لا مكانة له، أنه الفراغ بعينه وذاته؟ ماركيز أخذ نوبل بالنفاق، كان كذابًا، هاجم الدكتاتورية، لكنها كان يعرف لمن يعزف أوتاره، لكن الجميع صفق له وكل طرف أراده رخصة وقسيمة لأعماله. قصدي ليعمل كل إنسان ما يحقق مقصده ورغبته ولا يحسب حساب هذا أو ذاك. عليه أن يرضي نفسه أولا وثانيًا وثالثًا ودائمًا. الهوامش سيبقون هوامش، وسيبقون يبكون لوحدهم على انفسهم وموتاهم. هذا هو التاريخ، إذًا فلنغير التاريخ برمته، هل نستطيع، هنا مربط الفرس.
رؤية النظام الدولي الجديد لا مركزي ولا طرفي، ولا يعترف بحدود ولا يتقيد بحواجز، ولا بسيادة وطنية أو قومية. إنه نظام عائم. أغلب دول العالم عومت نفسها ووضعته في خدمته، كالجيش والمؤسسات، والأرض والبشر والماء والسماء. إنه نظام عالمي، سيادته عالمية، يأكل الخاص ويضعه في خدمة العام. وقوده المجتمعات الهشة: فهو منظم الهجرات والانتقالات البشرية ويعمل على إلغاء التباينات والفوارق بين الجميع من الناحية الشكلانية. إنه نظام سلطوي دولي، ليس له قوانين ناظمة تحد من توسعه وتمدده وغير مقيد بأخلاقيات الحرية وحقوق الإنسان والديمقراطية والحق والعدالة. هذا النظام لا يعمل شاقوليًا أو أفقيًا كما كان سائدًا في الحرب الباردة. آلية حركته أهليلجية، لا يتقيد بمكان أو حواجز، يدور ويدور، وموجود في كل مكان. يعمل مثل خلية النحل ويتواجد في كل مكان. إن خطابنا السياسي والفكري تجاوزه الزمن، لأن النظام الدولي تجاوز ما كان سائدًا، فعام، وعوم الدول والمصائر، وأضحى يدير العالم من الأعلى، محطمًا كل القيم والمبادئ التي كانت سائدة في السابق، في الحرب الباردة: كالسيادة السياسية والسيادة الوطنية. وفي طريق نشاطه، سيلغي المجتمع المتقدم والآخر المتخلف. إن يصب نضال البشر في تفكيك هذا النظام، ومحاولة إنتاج معارضة وطنية تنطلق من الوطن إلى العالمية، تتعالى على الصغائر، وتكون بمستوى المسؤولية العالمية. لم تعد الدولة دولة، والوطن وطن. إن التهميش يطال كل المكونات الاجتماعية سواء في البلدان المتخلفة أو المتقدمة، بما فيهم الولايات المتحدة. أننا في حضرة الغاب.
العنصرية جزء من الصراع السياسي والاجتماعي والاقتصادي للقبض على السلطة والمال والقوة. ودائمًا المتفوق ينظر إلى الضعيف بدونية، هذا هو التاريخ، أنه متمايز، أنه فوقي، أنه حقير، متعالي ونجس. لا يوجد آلهة خيرين في عالمنا اليوم أو البارحة. التاريخ استعلاء، يخط طريقه للوصول إلى المكانة والقوة. أحيانًا كثيرة أسخر أو أضحك من الذين يعانون من العنصرية، بيد أن السؤال يطرح نفسه: ـ هل يستطيع التاريخ أن لا يكون عنصريًا؟ ـ هل يستطيع أن يصبح عادلًا، أخلاقيًا؟ التمايز هو الجوهر، هو العمق، هو الإنسان الطموح الراغب في الوصول إلى فوق، إلى الأعلى. الإنسان الهامشي لا قيمة له، لا مكانة، ولا يوجد من يبصق في وجهه أو عينيه. من يقبل أن يبقى هامشيًا؟
اليوم تشرب إسرائيل من نفس الكأس الذي ذوقته للأرمن البسطاء في كاراباخ. لقد زودت هذه الدولة الظالمة، إسرائيل، دولة أذربيجان بأحدث الأسلحة الحديثة والدرونات والتكنولوجية الأحدث، وكانوا يشاهدون كيف كانت هذه الأسلحة تذبح وتقتل الناس عبر الطائرات الدرون بالتعاون مع تركيا، والصمت القذر لبوتين وبدعم مباشر من الولايات الأمريكية. إسرائيل واليهود قدما أنفسهما على أنهما مظلومين عبر التاريخ، تعرضوا للاضطهاد والترحيل، وأصبحت صفة مظلومية اليهود صفة ملاصقة بهم وحدهم، طبعة أو وشم يعرفها القاصي والداني، بل احتكروا هذا الوشم لأنفسهم فقط، ومنعوا هذه الختم اعطاءه لغيرهم، لهذا فإنها إلى اليوم لا تعترف بالإبادة التي تعرض لها الأرمن في العام 1915. إسرائيل وتركيا والولايات المتحدة بنوا وجودهم، وبقاءهم على جماجم السكان الأصليين، ونشروا الخراب في محيطهم وفي عالمنا. الدول الثلاثة المذكورة بنوا علاقتهم الوجودية على الجماجم، لهذا فأن الوشائج بينهم متينة جدًا. من يصدق أن تركيا ستضر إسرائيل هو واهم، مثلها مثل إيران.
لا تشيخ المرأة في ذاكرة الرجل وعقله ما دائم في قلبه نبض. ولا يشيخ الرجل في ذاكرة المرأة وعقلها ما دائم في قلبها نبض. كل خلية في كل واحد منهما، ذاكرة أبدية، ترفعهما، تدفعهما للرقص في محافل الآلهة.
العقل يخفي نقيضه في ذاته، حاجب علاقته المزدوجة بذاته والموضوع.
اللاعب المشهور كريستيانو رونالدو، يُعتبر أفضل لأعب في العالم منذ سنوات طويلة ربما يمتد إلى عشرين سنة. واسمه نار على علم. قبل فترة ليست بالقصيرة بدأ يجلس على مقاعد الاحتياط، وأحيانًا كان ينزل عدة دقائق أو أقل. شعر رونالدو أن قيمته كلأعب أكبر من أن يجلس على مقاعد الاحتياط، لهذا خرج من الملعب قبل أن تنتهي المباراة بدقيقة أو أكثر. هذا حقه. ينسى رونالدو أنه مجرد سلعة في سوق البازار الدولي، وأنه يباع ويشترى مثل أي عبد، والسوق ظالم ولا ضمير له ولا أخلاق. هذا السوق يحب البضاعة الجديدة، الأكثر شبابًا ونشاطًا وحيوية. وهذا السوق، يرمي البضاعة القديمة في سلة المهملات مهما كان له من إنجازات عظيمة. السوق مفهوم هاضم للسلع، معدة ضبع، يقطع الصخر ولا يلتفت إلى الماضي، ويفرح بالشباب يا رونالدو، القيمة ليست لك، أنت مجرد سلعة، وهذه السلعة أصبحت خردة، عمرك الافتراضي أنتهى، لهذا انصحك أن تخرج من الملاعب قبل أن يرموك رمية الكلاب. ولا تتحسر على نفسك، ولا تعطي لنفسك أية قيمة، فأنت دون أية قيمة كإنسان.
يقول ميشيل فوكو:"التعذيب هو فن إمساك الحياة في الوجع، في الألم". انتهى الاقتباس. المهم أن التعذيب يتوزع على كامل الجسد. خيال الجلاد، الُمعذب أبدع في إدخال كمية هائلة من الألم الأعلى في المعذب، الضحية، هذا حدث ويحدث وسيحدث عبر تاريخ السلطة الطويل والمستمر. الإبداع في تشخيص الرمز، في الإعلاء من شأن السلطة، التي تؤكد حضورها العلني عندما تبدأ في تقطيع الجسد وتحويله إلى فرجة علنية لحماية نفسها ووجودها ككيان هش لا ينتمي إلى البقاء إلا بهذه الوسائل. هناك وسائل كثيرة كالجلد بالسوط أو كوي بالنار، تقطيع الاوصال، ربط الأطراف بالخيول وفلقها. الوشم كعلامة على الحدث، ليبقى في ذاكرة الناس، علامة على إحداث الألم، وإرسال إشارات مملوءة بالرموز لكل من يفكر في الاقتراب منها. الألم في طريقه إليك مهما حاولت الابتعاد، ومهما حاولت حماية نفسك، لإن الآلة الفعالة قائم ومستمر ما دامت الشروط الموضوعية لإنتاجه قائم. إنها مسألة وقت. السلطة المعاصرة ترتدي أقنعة كثيرة، تسوق نفسها في الحضور العام، لتبدو للناظر أنها جميلة من الخارج.
اليوم تتداخل الأطراف والمراكز اقتصاديا، تتقارب في مجال التكنولوجية والعلوم والتقانة، وتقترب السمات العامة بينهما. المركز دخل في الأطراف وثورها، أصبحنا في مكان مثل الأواني المستطرقة مع الزمن سيتضاءل الفارق ليصبح الصفر. لا نعرف بعد هذا ما سيحدث، ربما سنكون أمام تحولات أخرى.
هل العقل هو ينبوع الأنانية أو التضحية، الكره أو الحب، الحسد أو الغيرة، أم أنه ممثل الواقع، اللاعب الحيوي المعبر عن الأشياء النبيلة أو الخسيسة؟ هل العقل حيادي، يتحرك تحت دوافع وجودية أم تحت دوافع الواقع الاجتماعي الاقتصادي السياسي، لحماية الإنسان لنفسه ووجوده ككائن. بتقديري أن العقل غالب على نظام الكون، الكون يتحرك وفق قوانين محددة، ووفق شروط مسبقة وثابتة، وأحيانًا شاذة كالانحرف عن المسار. أما العقل فهو حيوي ونشيط، متحرك، وسابق الكون في فهم الكون، لا شيء يحده أو يوقف طموحه وارتقاءه. ويمكن تجاوز الأنانية في حال تأمين مستلزم الحياة كالأمان والوفرة.
وضعني مرة والدي على الطريق العام ومضى إلى عمله برفقة الموظفين باتجاه تل حميس وتل كوجك. قال لي: ـ أذهب إلى الضيعة. تعرفها. أنت رجل. في السابعة من العمر! لا تحتاج إلى مرافقتي. لدي عمل. أبق في بيت جدك كم يوم وعندما أعود من رحلتي سأخذك معي إلى الحسكة. لقد أغلقت المدارس أبوابها منذ أيام. جلبتك معي حتى تلتقي بجدك وجدتك. لا تبق مدة طويلة تحت الشمس اللافحة. احترس. غيابي لن يطول، مجرد بضعة أيام وأعود، سنتجه إلى تل حميس. قلت له: ـ لا تتأخر. الملل سيأكل قلبي. الضيعة مملة، لا يوجد فيها وسائل تسلية. لم يكن الطريق العام يبعد عن بيت جدي سوى مائتي متر. رأيت الغبار يتصاعد من وراء دولايب سيارة والدي أثناء رحيله. وأكملت طريقي. بمجرد أن دخلت حدود القرية حتى هرع الأطفال في مثل سني إلى الاقترب مني ورحبوا بي. مشينا في حقل مفتوح الأبعاد. قال لي أحد الأطفال: ـ هذا الحقل عائد لجدك. كان الوقت ظهرًا. رأيت ثمار البطيخ والجبس قد نضجوا. هكذا خمنت. قطفت عدة ثمار، وحملتهم معي، وركضت برفقة الأطفال. رميت الجبسة على الأرض كأي طفل غر، انقسمت إلى نصفين، مسكت لبها لأكله، كانت بيضاء اللون، مر الطعم. علمت أنها لم تنضج بعد. حذرني أطفال الضيعة، بيد أني لم أصغ لهم. كانت جدتي جالسة برفقة نساء الضيعة بجانب الجدار. رأيت الشرر يتطاير من عينيها عندما رأت القطاف في يدي. انبرت قائلة بلغة فيها من الغضب ما يهد الجبال: ـ لماذا قطفت هذه الثمار وهي لم تنضج بعد؟ أنت طفل شرير لا تخاف الله. تقطف الثمار وهي في حضن السماء! كانت تنظر إلي شزرًا. عابسة الوجه. لون عيناها زرق كالسماء، ووجهها الأبيض تلون بلون أقرب إلى الكحلي من الغضب. رأيت الحزن يأكل قلبها وروحها. لم ترحب بي، ولم تقل الحمد لله على السلامة، قالت: ـ من أين جئت؟ من جاء بك إلى هنا؟ ـ من الحسكة. لقد رماني والدي على الطريق العام وذهب. لم تتكلم. لم تقل المزيد. التفتت إلى بقية النساء دون أن تعرني أي اهتمام بعد ذلك. غمغمت، قالت بضعة كلمات غامضة لم أفهم مضمونها. وتركتني لشأني. مضيت برفقة الأطفال مسافة بضعة مئات من الأمتار باتجاه طريق ترابي يتجه نحو مدينة القامشلي. عبرنا رافد نهر الجغجغ، ومشينا فوق الجسر الخشبي. قطعنا بضعة مئات من الأمتار إلى أن وصلنا إلى أراضي الحاج منصور العاكوب. كان المحرك يعمل ويخرج الماء من جوف الأرض ويرميها في بركة عالية، حاووز، أو مسبح صغير. نزلنا في الماء البارد كالثلج وسبحنا. كانت حقول القطن مفروشة أمام العيون العطشى. والمحرك لا يرحم. يعمل ويقذف المياه الجوفية من جوف الأرض. أنه يستنشق كل ما يراه في جوف الأرض من ماء. المحرك يدور والقشاط الواصل بأعماق البئر يستجر ما يراه أمامه. والتربة البكر تشرب. والقطن يشرب الماء بشراهة، والشمس تشرب وتبدد ذلك الكائن الجميل في الفضاء دون رحمة أو شفقة. حتى تخضر العيدان وتتحول إلى أبواغ وقطن وحطب. وتتملح الأرض وتتصحر التربة وتموت الأشجار والحياة والحيوانات والماء. أننا أمام قدر يصنعه الإنسان ويقوده إلى الخراب. كان هناك حقل للبندورة. والرطوبة تعم على ذلك المكان. خرجنا من الماء وأسناننا تصطك في بعضها من البرد. بقينا مدة طويلة تحت ظل الشمس الحارقة حتى نتزود من طاقتها ببعض الحرارة. ارتدينا ثيابنا ووقفنا بضعة لحظات تحت ظلال الأشجار. كانت رائحة البندورة منعشة طرية ولطيفة. رائحة الأغصان الخضراء الرطبة مرافقة لرائحة البندورة المعلقة فوق صدر الشتلات الخضراء. ركبت حمارًا كان واقفًا بالقرب من المكان. وشاركني بقية الأطفال. وعدنا معًا. ضحكنا وركضنا. كانوا يتقنون اللغة الكردية، ويتحدثون بها. بيد أني لم أكن أفهم عليهم. ففي مدينة الحسكة في تلك الفترة كانت اللغة العربية هي السائدة. كنت أتحدث الأرمنية في ذلك الوقت بطلاقة مع أخواتي ومع بقية التلاميذ في المدرسة. أما في الشارع فكان هناك لغات أخرى لم أكن أفهمها أو لا أعرف التحدث بها كالأشورية والسريانية. ولم أكن أحب اللغات منذ كنت طفلًا. أمواج من الصور تأتي إلى ذاكرتي تلعب بحواسي. صور وراء صور، كبيرة وصغيرة لا تنفك تستيقظ من غفوتها، بيد أنها تبقى مستقرة في جوف ذاكرتي. هناك طفل صغير لا يكبر، يحبي في داخلي، يلعب بي. لا يتركني ارتاح للحظات. له حياته وألعابه وعالمه وفرحه وجنونه. هوسه في اكتشاف الأماكن والأشكال والألوان والأبعاد حسب تصوراته ومعرفته. ربما ذلك الولد مات، منذ زمن طويل بعد أن مات زمانه. يموت الإنسان عندما يموت انتماءه لزمانه.
أردوغان زعلان كتير هذه الأيام من دول كثيرة في الغرب، لانهم تدخلوا في شؤون تركيا، في قضية تمس حقوق الإنسان التركي. يا سلام عليك يا أردوغان، يا شاطر يا ذكي؟ مين عم يبعث قواته إلى سوريا والعراق، بمناسبة وغير مناسبة، ويعبث فيهما، ولديه قوات باسم المعارضة السورية، المجندة لخدمته، وخدمة نظامه السياسي، وتوجهاته السياسية. مين الذي أرسل قواته إلى ليبيا، وأفريقيا، وتدخل في تونس ومصر وأرسل أسلحته وقواته إلى أوكرانيا وأرمينيا؟ مين الذي يهدد قبرص واليونان؟ اليس أردوغان من جند ويجند المحسوبين عليه في الدول الأوروبية ضد الدول الأوروبية في عقر دارهم، من هم الذئاب الرمادية النائمة في حضن أوروبا؟ مشكلتنا أن الكثير من المسلمين لا يتكلمون عنه، لا يعرون سياساته. الكثير من المسلمين يظنون أن أردوغان مسلم؟ أريد القول أن أردوغان سياسي تركي، والسياسي ليس له دين أو يعرف المشاعر. أفهموا يا ناس، عليكم أن تفصلوا بين السياسي والمؤمن، حقلان مختلفان في العمق والسطح.
في لقاءه معها في تلك الليالي، اكتشف أن قواه الجسدية لا تطاوعه، وإنها سبب في كشف عجزه وضعفه. وزاده الأمر سواءًا خجله من مقارعتها في مطارح الغرام، لإدراكه أنها المالك الحقيقي لزمام المبادرة والزمن وتوابعهما. في دخوله إلى الغابة الورافة الظلال، شاهد أشجار اللوز الأخضر الباسق، يضحك ويهتز للحفيف الناعم على ظهر الجبال، وتحت سفوح الوديان، وتحت جريان الأنهار الجارية تحتهما. وأدرك إنه لا يجيد السباحة في هذا المكان المتألق. خاف من العري، وأن يبان ضعفه وحقيقته، أو عدم القدرة على الدخول في تلك المجاهيل. خوفه لم يكن أنيًا أو جاء على حين غرة. حاول شهريار مرات كثيرة أن يسبح، بيد أنه لم يفلح. وفي لحظة الضعف القاتلة أخبر وزيره عن سره الدفين: ـ ماذا أفعل بهذا البهاء؟ وهذا اللوز القابع على الضفاف؟ وتلك الرائحة اللذيذة المنتشرة بين تموضع أشجار البرتقال والليمون؟ رد عليه وزيره بحكمة دنيئة وساقطة، وما زالت مستمرة: ـ أقتلها يا مولاي. أقتل شهرزاد، فأنت السيد في هذا العالم، ومن المعيب أن يبان للناس عجزك أمام هذا الجسد البض اليقظ. أقتل هذا اللوز الأخضر النابض بالحياة. وبهذا الموت تكون قد تخلصت من أرث قديم. ـ وهل تعتقد أن قتلها يمحي أثرها؟ ـ ستنتج لك ذرية من نفسك، ستزول من طريقك يا مولاي. وبعد هذا وذاك؟ ـ اشغلها بك، لتنسى أنها أنثى، وستبقى أنت المسيطر. ـ هكذا سأفعل. وهكذا ستجري الأمور.
من يتابع قناة الجزيرة والأقنية التابعة لتركيا، والأقنية الإسلامية يستشف منهم أن أذربيجان أنهت الحرب وانتصرت انتصارًا كاسحًا، علمًا أن أذربيجان معها أقوى دول العالم أولهم إسرائيل التي تزودها بأحدث الأسلحة والمعدات العسكرية ولها قاعدة عسكرية فيها، بالإضافة إلى تدخل تركيا المباشر في القتال، والاتحاد الأوروبي وروسيا لا يريدان خسارة أذربيجان لأنها عائمة على بحر من النفط والغاز ومصدر ربح لأكثر من جهة عالمية، وعلاقتها ممتاز مع الولايات المتحدة، وتزودها بالسلاح، كما أن هناك مرتزقة من أغلب الدول الإسلامية يقاتلون معها ضد الأرمن بالإضافة إلى الباكستان وأفغانستان. بالإضافة إلى الطاقم الإعلامي العالمي الداعم لها. ومع هذا لم تحقق اذربيجان أي انتصار يذكر. يكفي الأرمن فخرًا أنهم يقاتلون وحدهم دون حليف أو قوة تمدهم بالدعم المادي والمعنوي. مضى شهر ويومان من القتال الشرس ضد الأرمن في البر والجو وما زال هذا الشعب الأعزل يقف وحده في الميدان، علمًا أن أرمينيا شحيحة الموارد، يقاتل أبناءها بعزة وكرامة. إنها حرب عالمية على بلد صغير، ولكنه أكبر منهم جميعًا لأنه مؤمن بإرادة الحياة وقوتها وإرادتهم الصلبة. الأرمن يموتون بفخر. أعود واقول لولا الغدر الذي ألم بهم في العام 1915 لكانت هناك معادلة أخرى. وللتذكير هي نفس الدول والقوى والطائفة اليهودية الغربية ما زالوا يحاربون هذا الشعب العنيد الصلب النشيط والذكي.
البارحة قتلت روسيا حوالي مئة شاب سوري من فليق الشام يتدربون على القتال، ليحولهم أردوغان إلى مرتزقة في حروبه القادمة القذرة، بغارة جوية. ليس هذا قصدي، قصدي الاستنكار لم يأت من تركية أنما من السعدان الأمريكي المسؤول عن الملف السوري جيفري فليتمان الذي صرح في بيان رسمي: إن بلاده تعبر عن استنكارها للغارة الجوية الروسية، التي استهدفت “فيلق الشام” في إدلب. ويدعوا هذا الفلتمان العودة إلى تنفيذ قرار مجلس الأمن 2254 السبيل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار والأمن في سوريا. هذا القرار 2254 صدر عن مجلس الأمن في العام 2015، أي قرابة خمس سنوات، لكن السؤال: أين كنت يا سعدان أنت وولاياتك الامريكية منذ بدء المذبحة السورية؟ لماذا لم تتدخلوا سياسيًا لوضع حد للحرب الدائرة في وطننا سوريا؟ لماذا كنتم صامتين عندما جاء أول مبعوث دولي للمنطقة وأصدر مجلس الأمن قراره الاول 2042 في عام 2012. تخاف على فيلق الشام يا فلتمان، يا شركاء الجرائم في العالم، وفي تصنيع الإرهابيين والمرتزقة في أقبية مخابراتكم ومخابرات تركيا.
تركيا دولة علمانية صرفة، بقوانينها ودستورها وممارساتها، وجاء رئيسها بانتخابات ديمقراطية فصلها أردوغان على مقاسه. ويمارس السياسة وفق توازنات داخلية وخارجية، مرة يقدم نفسه علماني ومرة أخواني ومرة كمسلم ومرة ما بعرف شو. عمليًا هو خليط أنتهازي في كل شيء. إنه أشبه ببياع البسطة الذي ينادي في الكراجات القديمة، كل عشرة بربع، بمعنى ليس لديه مبادئ أو أخلاق وطنية أو سياسية أو إنسانية. إنه ابن شارع، بياع رخيص. مع احترامي الشديد للبياع بياع البسطة يتصرف وفق الربح اليومي المباشر، ولا يهمه إلا الربح، بمعنى لا يفكر بنوعية المادة التي يبيعها ولا مصدرها وما مقدار الفساد والخراب الذي في داخلها، وعينه على الأخرين، حسود وعينه ناقصة اليوم يتاجر بالدين الإسلامي، علمًا أنه غير مسلم، ويكشف بشكل مباشر وغير مباشر عن سوقيته واضطرابه النفسي والعقلي، لدرجة أن أحد المواطنين الأتراك قال له: سيدي الرئيس ليس لدي عمل، ولا يوجد خبز في البيت، رد عليه: ـ أنت تبالغ، بمعنى هذا غير صحيح. وكان في مقدمة الباص ورمى في وجه جمهوره، ك واحد نصف كيلو شاي، قال لهم: ـ أشربوا الشاي. نقول لأردوغان، أبق منسجمًا مع دستور بلدك وحاجة تهيج عواطف وخواطر المسلمين في العالم وتدفعهم إلى المجهول. لأن ما تفعله سيرتد على المسلمين الأوروبيين سلبًا مع الأيام
لم تكن الأزمة النفسية التي مر بها شهريار عابرة كما يظن التاريخ ومن جاراه. إن أزمته بنيوية عميقة ولدت معه منذ أن جاء بعد شهرزاد بمليار قرن. جاء على حين غرة عبر الزمن وتحولاته. جاء متأخرًا، بيد أنه حاز على الملك والمكانة والسيادة من خارجه بسرعة فائقة. في لقاءه معها في تلك الليالي الماجنة اكتشف أن قواه الجسدية لا تطاوعه. وإنها سبب في كشف عجزه وضعفه. وزاده الأمر سواءًا خجله من مقارعتها، لأنه مدرك أنها المالك الحقيقي لزمام الزمن والمبادرة وتوابعه. في دخوله إلى الغابة الورافة الظلال شاهد أشجار اللوز الباسقة تضحك وتهتز للحفيف الناعم على ظهر الجبال وتحت سفوح الوديان، وتحت الأنهار الجارية تحتهما. وأدرك إنه لا يجيد السباحة في هذا المكان المتألق. خاف من العري وأن يبان على حقيقته أو عدم القدرة على الدخول في تلك المجاهيل. خوفه لم يكن أنيًا أو جاء على حين غرة. حاول شهريار مرات كثيرة أن يسبح، بيد أنه لم يفلح. وفي لحظة الضعف القاتلة أخبر وزيره عن سره الدفين: ـ ماذا أفعل بهذا البهاء؟ وهذا اللوز القابع على الضفاف؟ وتلك الرائحة اللذيذة المنتشرة بين تموضع أشجار البرتقال والليمون؟ رد عليه وزيره بحكمة دنيئة وساقطة، وما زالت مستمرة: ـ أقتلها يا مولاي. فأنت السيد في هذا العالم، ومن المعيب أن يبان للناس عجزك أمام هذا الجسد البض اليقظ. أقتل هذا اللوز الأخضر النابض بالحياة. وبهذا الموت تكون قد تخلصت من أرث قديم. ـ وهل تعتقد أن قتلها يمحي أثرها؟ ـ ستنتج لك ذرية من نفسها وتزول من طريقك يا مولاي. وبعد هذا وذاك؟ ـ اشغلها بك، لتنسى أنها أنثى. وستبقى أنت المسيطر. ـ هكذا سافعل. وهكذا ستجري الأمور.
يتم فرض الأخلاق في هذه الحضارة المريضة بوسائل لا أخلافية. يفرض على المجتمع أن يعود إلى الحظيرة الأخلاقية بوسائل لا أخلاقية، أي بالردع، كالسجن أو السيف أو وسائل آخرى كثيرة. إذا كان المجتمع لا يملك قدرة ذاتية في تعميم أخلاقه على نفسه، فإن الأخلاق الذي تأتيه من خارجه لا يمكن أن تمثله أو تكون نابعة منه.
الأخلاق أما أن تكون طبيعية أو لا تكون. نحن نعيش في وسط أخلاق لا طبيعية، مصنعة على مقاس صناعه، التجار واللصوص وقطاع الطرق. وإذا نفذت بالعنف فإنها تعيد إنتاج أخلاق المجتمع بوسائل خارج إرادته، أي بوسائل عقابية قاسية. إن إيقاع الأذى أو الألم بالمذنب يشوهه ويشوه المجتمع الذي يرعى العقوبة ويرتدع بالعنف. وهل تكون أخلاقيًا عندما تنفذ القانون الأخلاقي بقطع اليد أو الرجل أو العنق أو السجن؟ وهل الجهة التي تنفذ العقوبة بالوسائل العنفية أخلاقية؟ ما يأتيه من خارجه أي بالإرغام لا يمكن أن يكون لخدمته لو أن الأخلاق شرط من شروط المجتمع لنفذ بوسائل سلمية دون إيقاع الأذى بالمذنب. لا يمكن أن يكون الإنسان عدوانيًا إذا كان طبيعيًا
في عالم المال والمصالح تموت الأخلاق والمبادئ، ويصبح الإنسان شاء أم أبا إلى كائن ميت، شيء نافل أو خادم مطيع أو عبد سعيد. كلنا نفرح بالمال، ونتمنى أن نرتقي عبره، لنؤمن لهذا الجسد الراحة والاسترخاء والاستمرار. بالمال نطمئن على وجودنا، ولا شيء آخر يمنحنا الأمان المزيف إلا هو. نركض وراءه لنحتفل بعبوديتنا السعيدة. وبوجوده نضحك ونفرح كالأطفال الصغار. والمال سلطة تمنحك القوة من خارجك، بيد أنها تحولك إلى وحش. وبسببه نفقد الكثير من ذواتنا. ونفقد الكثير من الأصدقاء والأهل والأحبة والحبايب. وبسببه الكثير من الناس يخونون ضمائرهم وأنفسهم وقناعاتهم ووجدانهم. ولا يلتفتون إلى دواخلهم المستقلة عنهم ليحاسبوها، أو ليقولوا لها أننا نغش أصدقاءنا ونسخر منهم. ودائمًا نبرر خيانتنا تحت حجج كاذبة وواهية تستطيع أن تخون الله والضمير والناس، ولكنك عندما تقف أمام نفسك، تعلم تمامًا أن ما تفعله عار. منذ أن تكون التاريخ تكون معه زمن الإنسان العار.
في النظام الدولي الجديد، هناك تأكل في المفاهيم التي كانت سائدة فيما كان في السابق، في نظام القطبين: كالدولة والديمقراطية وحقوق الإنسان دون إنتاج مفاهيم تتناسب مع ما يجري على الصعيد العالمي. هناك تصحر في هذا الجانب. إن تأكل الدولة، واستقلالها عن وظائفها أضحت جزء من النهج الذي يمارسه النظام العالمي على دوله وبالتالي على شعوبه. إنه نظام في شكله السياسي الظاهري، بيد أنه نظام باطني، يخفي ممارساته وتوجهاته ويختبأ وراء مفهوم الإرهاب في انتشاره: فهو شبكة معقدة من المبادلات السياسية والمعلومات والعلاقات. نظام أكثر سلطوية وأكثر تنسيقًا وتماسك. ومسيطر على المجال العام كله على المستوى الدولي متجاوزًا الحدود والهوية والحواجز ومفاهيم الوطن والقومية والأخلاق والقيم.
لإرضاء الإله يجب أن نحرم الموسيقى والفنون من مدارسنا وحياتنا الشخصية والعامة ونشرعها كقانون في مؤسسات الدولة والمجتمع عبر برلمان منتخب. وهذا الإله لن ينام أو يهدأ باله إلا إذا منعنا الخمور من المحلات العامة والخاصة وكمان عبر تشريع برلماني. ما هذا الإله الذي يكره الموسيقى والفن والخمر؟ لماذا ترك كل الموبقات التي تحدث في ناسه على مستوى الكرة الأرضية وخاصة سياسييه وركض ليدمر الذائقة الجمالية والحب والحرية؟
يرتأي البعض, إنه, إذا كتبنا عن الولايات المتحدة الامريكية لازم نسلسل الموضوع بالكامل, ونحكي عن روسيا أو إيران أو السعودية أو النظام, وإلا نحن غير موضوعيين. وإذا حكينا عن السنة لازم, بله, بالضرورة نحكي عن الشيعة. طيب, لدينا سؤال: ـ هل هناك تناقض بين مصالح روسيا وأمريكا هذه الأيام؟ أو بين النظام وإيران والسعودية؟ وما هو درجة التناقض بينهم؟ وهل هناك خلاف أو تناقض جوهري بين السنة والشيعة والمسيحيين والدروز وغيرهم؟ وما هو؟
ما أقسى أن تكون مهزوما من قبل ابو الخيزران. ليس بالضرورة أن يكون ابو الخيزران, السلطة أو قوى مهزومة في معركة. ابو الخيزران, هو كل حقود أو لئيم, ذلك الذي يرصد خطوات, أنفاسك, ويتحين الفرص ليوقع بك. ممكن يكون هذا الوسخ, أقرب الناس إليك, يضحك في وجهك, ويطعن في ظهرك. ابو الخيزران, شخصية محورية لرواية غسان كنفاني, رجال تحت الشمس. يرمز للسلطات العربية
ما معنى الخلافة الإسلامية في هذا العصر؟ ومن يستحق لقب أمير المؤمنين؟ وكيف سيتعامل مع مصالح الرعية في صراعه مع الرأسمالية العالمية؟ هل سيلبس الجلباب؟ أم الطقم؟ هل سيركب الجمل أم الحصان ويضع سيفه ورمحه على جنبه أو يحمل رشاشًا؟
حرب العام 1967 كان مفصلًا استراتيجيًا في التاريخ المعاصر. كشفت خواء حركة التحرر الوطني وزيفها, والمنظومة الاشتراكية, والشعارات الثورية البراقة والفارغة من رصيد على أرض الواقع. انتقلت الرأسمالية نقلة نوعية في عملية تدجيين الأنظمة والشعوب. وقطعت العلاقة مع الفترة السابقة على هذا التاريخ.. لتبدأ بتاريخ شرس وفظيع
#آرام_كربيت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هواجس إنسانية 330
-
هواجس أدلبة 329
-
هواجس ثقافية 328
-
هواجس قديمة 327
-
هواجس في الأدب ــ 326 ــ
-
هواجس اجتماعية فكرية أدبية 325
-
هواجس فنية وسياسية واجتماعية ــ 324 ــ
-
هواجس وأشياء من الذاكرة 323
-
هواجس ثقافية ــ 322 ــ
-
هواجس ثقافية وفكرية ــ 321 ــ
-
هواجس عامة ــ 320 ــ
-
هواجس أدبية ــ 319 ــ
-
هواجس أدبية وفكرية وسياسية ــ 318 ــ
-
هواجس أدبية 317
-
هواجس ثقافية ــ 316 ــ
-
هواجس ثقافية 315
-
هواجس عامة وخاصة 314
-
هواجس سياسية 314
-
هواجس عامة 313
-
هواجس فكرية وسياسية وأدبية ــ 312 ــ
المزيد.....
-
-انسحاب كبير-: جنرال أمريكي متقاعد يبين معنى خروج روسيا من س
...
-
الأردن : مواصلة التحقيقات في مقتل 6 نساء وإصابة العشرات جراء
...
-
طريقة وحيدة لنجاح أحمد الشرع -الجولاني- بحكم سوريا.. محلل يو
...
-
هيئة تحرير الشام تواجه اختبار الحكم الشامل: من إدلب إلى سوري
...
-
هل يهدد الذكاء الاصطناعي مصداقية الأخبار؟ دراسة جديدة تكشف ا
...
-
بوتين يلتقي بنزارباييف في موسكو
-
فلوريدا.. إصابة 16 شخصا إثر اصطدام قاربين (صورة+ فيديوهات)
-
روسيا.. ابتكار روبوت على هيئة إنسان للتواصل مع الزبائن
-
كيف تؤثر اختياراتك الغذائية على عمرك؟
-
إسرائيل تستهدفت مستودعات الصواريخ في منطقة القلمون بريف دمشق
...
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|