آرام كربيت
الحوار المتمدن-العدد: 8128 - 2024 / 10 / 12 - 19:32
المحور:
قضايا ثقافية
محاصر أنا بذات لا تقبل التوكل على الله، أعاني من واقعية عقلانية فظيعة تأسرني وتأخذ بعقلي كشد عصبي.
لا أومن بالاحتمالات مع أن الاحتمالات قانون علمي، بيد أن الاحتمالات تحتاج إلى ركائز وأدوات ومصادر حتى يتكئ عليها المرء في بناء مصيره.
لهذا لم أكن أفكر في أي نجاح ملموس أمامي أو أمام مستقبلي.
والنجاح مفهوم فضفاض، أنه تصورات، سباحة في دهاليز العقل، لإرضاء الذات العطشانة لشيء غير محدد.
ابق حيث الغناء ـ 13 ـ
في اليوم التالي أخذتنا السيارة إلى قلعة عجلون وسط كم هائل من الأشجار والتلال، شعرت بالدفئ والحنان في هذا المكان الصامت، رائحة الناس، صوت أنفاسهم المشتعلة المتداخلة بين ثنائية الموت والحياة، دمائهم المسكوبة في شرخ الزمن، الصخور الكبيرة تتكلم والحجارة تنطق، تأتيني أصوات هؤلاء الذين بنوا وعمروا ثم رحلوا إلى الخلود البارد.
كان النسيم يضرب وجهي في هذه الايقونة التاريخية، زوايا ضرب السهام أو النبال، أو ما يسمى بالقوس والنشاب، وجه الرجال المتحفزين القلقين، العدو في الأسفل أو على الأطراف الدائرية للقلعة يتحينون الفرصة ليصعدوا إلى الأعلى، لوصل الشرق بالغرب، قاطعين الدهر المكسور والحضارة المهزومة.
كنت برفقة رامي أخو نجيب، أتامل الحياة برفقة الحياة، مذهولًا من قدرة الناس على الرحيل دون وداع.
ضربات النسيم في بعضه يأخذني من يدي ويرميني في الزمن المتضارب في بعضه، ويدفعني للسؤال:
ـ لماذا بنى الناس هذا الصمت الجميل قبل ألف سنة وأكثر وأكثر، وتركوه لنا ورحلوا، ماذا كانوا يظنون أنهم فاعلون؟
قلعة عجلون في القمة كأنها صرح معلق في الفضاء لوحده، نقطة في بحر من الأشجار والجمال والأخضرار، وأقول لنفسي، هل هناك منطقة في العالم بهذه الهيبة والوحشة والفراغ والأمتلاء، صوت التاريخ القابع في هذه المنطقة المضطربة المتحركة للحفاظ على بقايا حياة في مكان مملوء بخطوط المواصلات على مختلف الاتجاهات تسير عليها الجمال والبغال والخيول، ليكتمل التداخل بين الشرق والغرب والتنافر والتنابذ أيضًا. طريق يأخذنا ويجيبنا الى أوروبا ويعيدنا إلى الحج والبحر وبلاد الشام والحجاز، بين طبريا ومرقد المسيح وغزوات الصليبيين، وطرق التجارة والحب والقتال.
عجلون صرخة الجمال الخالد، فيها أحببت الحياة، الانتماء والانفصال والأحاسيس المختلطة المتضاربة، وكنت أقول لنفسي:
ـ لمن بنوا ما دموا يعرفون أنهم راحلون، بيد إلى أين ذهبوا؟
نهر الأردن على مرمى حجر، طبريا، صوت الأنبياء المستقر في الذاكرة، التوراة والأنجيل والقرآن، الناس، ومن هنا مر الجلاوزة والعساكر حاملين سيوفهم ورماحهم، وروح السيطرة مسيطر عليهم، والأبراج شواهد في زواياها، جدران سميكة والخندق الذي يحيط بالمكان.
أعادتني هذه القلعة إلى قلعة الرحبة في الميادين، بالمواصفات المتقاربة، حلفات السهام والحاجة إلى الحماية، عندما كنت برفقة الصديق المرحوم تراك العليوي أثناء زيارتي إلى هذه البلدة السورية في فترة الشباب الأول عندما كنّا في الجيش أثناء الخدمة الإلزامية.
يعزمني تراك العليوي إلى بيته في الميادين، نخرج من الثكنة أثناء الخدمة الإلزامية في المنطقة المحيطة بنادي الفرات والشرطة العسكرية وصف الضباط في مدينة دير الزور، نتبضع المدينة في انتماءنا لها، نسير بفرح الشباب وحيويته على الأقدام إلى أن نصل إلى الكراج، نصعد المكرو باص ونتجه إلى الميادين، المدينة الصغيرة المملوءة بزملائي الذين كانوا معي في الجيش، وبمجرد أن يعلموا بوجودي في البيت يتقاطرون إليه للسهر فيه معًا.
ومرات نتعشى ونتجه نحو الفرات برفقة الصديق وليد مهيدي أو إلى بقرص فوقاني أو تحتاني أو أم حسن لزيارة الصديق موسى موسي أو ناجي العلي.
في زمن الفرح ترى الفرح يرقص أمام عينيك، تضحك دون ضحك وتساكن السرور والغبطة لأن داخلك هو الساعي للحب.
قلعة صمدت في وجه الزمن وبقيت شاهدًا على البقاء.
يستطيع المرء أن يرى الدهاليز والممرات والقاعات وأماكن النوم واستطبلات الخيول وآبار المياه الجافة، ووادي الأردن ومرتفعات القدس وجبالها، جبل الشيخ وثلوجه، وصحارى دير الزور والسباحة في الفرات في قرية بقرص ورؤية آثارها أو حضارة ماري أول حضارة في المنطقة
بعد ثلاث أشهر من وجودي في الأردن اتصلت بي موظفة في منظمة الأمم المتحدة طالبة مني الذهاب لمقابلة المحقق.
ذهبت إلى المكان المحدد والموعد المحدد، في البهو قابلتني الموظفة، أخذتني إلى مكتبها بعد أن رحبت بي، قالت:
ـ مبروك يا سيد آرام لقد تم قبولك لاجئ في المنظمة، الأن لديك إقامة دائمة وسنبحث عن دولة تستقبلك.
خرجت من غرفتها دون أن تعطيني موعدًا لمقابلتها من أجل إعطائي بطاقة إقامة معترف بها لتكون شاهدًا على أنني تحت إشراف الأمم المتحدة، مثلي مثل بقية اللاجئين المقبولين وحتى لا تتعرض لي الشرطة الأردنية بالسؤال عن سبب وجودي على أرضهم.
خرجت من المبنى وفي أعماقي فرح كبير، وأن أخبر نجيب بالخبر السعيد. أسرعت الخطا، أقفز قفزات كبيرة واحيانًا أركض كطفل صغير مقبل على الحياة، وكل شيء في داخلي يحفزني على الابتعاد عن المكان.
وكان الجيش الأردني في ذلك الوقت ما زال مستنفرًا والدولة أيضًا بسبب أحداث 11 أيلول 2001 في نيويورك، وأن أخرج من هذه المحنة الصعبة.
إن العيش في هذا البلد محفوف بالمخاطر، لقربه من سوريا أولًا، ولكثرة المخبرين فيه الذين يعملون لصالحها، وثانيًا الخوف من مراقبتي لكوني سجين سياسي سابق وأن يضعوني تحت المجهر. لهذا إن وضعي تحت الإقامة هذا يعني تسريع ملفي. والسفر بعيدًا عن البلاد العربية.
في الحقيقة لم يكن المكان هو السبب الوحيد للحذر، أنما هناك شح المال الذي كان في حوزتي، وكنت اسأل نفسي، ماذا سأفعل فيما إذا نفذ المال الذي معي، وماذا سأفعل دون مال في مكان غريب، ماذا سيكون مصيري؟
فأنا أملك طبعًا قلقًا إذا كان هناك شيء غير مطمئن، وليس بالسهولة عندي تأجيل أي شيء للأيام القادمة، أنا أحب أن أعمل على المضمون، أن ألمس الأشياء بيدي، أن أعرف مصيري القادم، لهذا أضع الخطط المستقبلية لأي عمل أقوم به بدقة شديدة، أن لا أفوت شيئًا من بالي. ولم أومن في يوم من الأيام بالقدر اطلاقًا.
أومن بنفسي أنني صانع نفسي بنفسي، بالملموس. أثق بعقلي وبالتخطيط المسبق. أضع الكثير من الاحتمالات لحالة واحدة، وأوازن بينهم إلى أن أصل إلى نتيجة نهائية. وإذا وصلت إلى هذه النتيجة تصبح قناعتي كالحديد الصلب لا اتزعزع أمام المخاطر.
المال بالنسبة لي حماية، ودائمًا أقول بوجود الخبز والسقف أنا ملك، وما تبقى هو مجرد كماليات. البيت هو مملكتي، هو حريتي، أمارس في هذا المكان علاقتي بذاتي، اتحرر فيه من ثقل هذا العالم بكل ما فيه من تناقضات أو تعارضات أو تقاطعات.
البيت هو الحرية، تتحرر من الناس، تأكل في داخله وتنام وتستقبل الشمس والقمر، وبه تفرح أو تحزن أو تبكي. وهذا المال وسيلة من أجل البقاء. لهذا كنت أخاف أن لا يبقى معي وأن أجوع أو أبقى مشردًا في الشارع.
مرات كثيرة كنت أمشي في الشوارع باحثًا عن بعض القطع المعدنية لشراء الخبز أو السكر أو الشاي.
محاصر أنا بذات لا تقبل التوكل على الله، أعاني من واقعية عقلانية فظيعة تأسرني وتأخذ بعقلي كشد عصبي.
لا أومن بالاحتمالات مع أن الاحتمالات قانون علمي، بيد أن الاحتمالات تحتاج إلى ركائز وأدوات ومصادر حتى يتكئ عليها المرء في بناء مصيره. لهذا لم أكن أفكر في أي نجاح ملموس أمامي.
يفترض أن يكون الحب جزءًا من الحرية كمفهوم وجودي.
بيد أننا لا أحرار.
بنى الإنسان ثقافته وفق مفهوم التملك.
والملكية عبودية، لهذا لا نستطيع أن نرى الحبيب إلا جزءا من ملكيتنا، لأننا لا نعرف إلا التملك، لهذا لا نستطيع أن نحب حبًا لذاته.
نحن هتكة، فجار
إذا رحل الحب عنا وهرب من أيدينا، نتمنى أن يعود لنا وهو خاضع بالكامل، وإلا سنموت من الغيض والحزن.
الحب ربما يندرج في الجانب الثقافي.
إن ثقافة الإنسان، وموقعه ونوعية الحضارة هي التي تحدد نوعية الحب وشكل انتماءه.
حضارتنا الحالية لا يمكن أن تنتج حبًا خالصًا، منتميًا لذاته، خاليًا من التملك.
بيد أن هناك استثناءات قليلة جدًا جدًا.
وإن سبب قتل الحبيب للحبيب هو نتاج الغيرة، والغيرة في جوهرها هو نتاج التملك، حب استتباعي.
ولا يستطيع الغريم أو الغيور أن يتوازن في ظل بقاء الحبيب مع شريك أخر.
الحب في منظومتنا الثقافية والفلسفية والوجودية الحالية يعيش أزمة في انتماءه إلى ذاته أو إلى الأخر.
الحب هو المحك، المقياس الحقيقي للبناء النفسي المتوازن أو المخلخل أو المختل
من المرجح أن تركيا أردوغان أخذت الشبان السوريين إلى أذربيجان للتخلص منهم نهائيًا.
لقد وضعوهم في مقدمة الجيش، كطعم للموت، وقسم كبير منهم لا يعرف أين هو ولا في أية مدينة أو موقع في الجبهة.
لقد أصبحوا فائضًا عن اللأزم للمقرر التركي، يرميهم كيفما شاء، كما لم يعطوهم مستحقاتهم المالية، ولا الطعام الذي يسد الجوع.
وإذا حاول أحدهم الفرار يقتل من الجانب الأذربيجاني.
كما أن المقاتلين السوريين لم يكن يعلمون أن أذربيجان دولة شيعية، وهذا السبب، سبب لهم مشكلة نفسية ودينية.
هناك تواطأ على السوري سواء كان مقاتلًا أو إنسانًا عاديًا.
علينا أن نبحث في ثنايا هذا الزمن الوسخ، عن السبب الذي نحن عليه.
الهمج ينتصرون في المعارك، بيد أنهم يهزمون في امتحان الحياة.
"من انتصر بالسيف، بالسيف يهز".
أنت من حمل صليبه على كتفه.
أنت.
كنت مستمتعًا به وسرت به بنفسك إلى الجلجلة. كان هذا خيارك وسعادتك أن تحمل الألم، ألمك ووجعك وتتجول به في الشوارع والطرقات.
أنها متعتك الذاتية، ترى به نفسك ووجودك.
كنت ترى في عذابك الخلاص الذي تنشده، والحرية والسماء والجمال، والبحث عن الخلود والمجهول.
عليك أن لا تتآوه من هذا الحمل الثقيل، أنه حملك الجميل واللذيذ، وسعادتك كائنة في هذه المأزوخية.
لم يكن مطلوبًا منك أن تكون حرًا بين العبيد. فالعبيد لا يسألون لماذا هم عبيد.
أنهم، أي الطرش، يملأون المدن والساحات والجادات والطرقات والبيوت والأزمنة العطشانة لهم، وسعداء بهذا البؤس الذي هم فيه.
أحمل صليبك وأصمت. فالصمت لغة الشجعان.
والصلبان خلقت لك وليس لسواك.
الأمبراطور ماركوس أوريليوس
الحياة مشكلة للحكيم، وحل للأحمق.
يبدأ فساد الدولة والمجتمع بالسياسي.
عندما تفسد مؤسسات الدولة وتتحول ضمائر الناس إلى مجرد بضاعة تباع وتشترى فعليك بمحاكمة السياسي.
نحن نعيش في العالم السياسي وهو الناظم للعلاقات الاجتماعية والسياسية والمجتمع المدني وعلاقة ذلك بالدولة.
المجتمع دون الدولة لا يمكن أن يكون بينهم رابط في هذا العالم السياسي.
سيبقون مفككين إلى حين مجيء السياسي لينظمهم في إطار الدولة.
شكل إدارة الدولة هو الذي يحدد نوعية المجتمع.
زمن البطولة في البلدان الغربية مات وتلاشى منذ عصر الأنوار، ولا مكان للتباهي أو الفخر فيه أو الاستعراض المجاني.
أيها القادم إليه، أنت عاري، ولا يوجد من يهتم بك، بنسبك وتاريخ عائلتك أو مالك.
أنت مسكين وضائع وحزين.
أنت اليوم مجرد إنسان عادي عليك أن تكافح لوحدك دون حمولات عالقة بك.
أعطيت لنفسك هيبة لم تكن لك، ومكانة لم تستحقها. واليوم تبكي على ماضي لم يكن لك ولن يعود لك مرة ثانية.
أعلم أنك مشتاق لتلك المدجنة، وتتمنى في قرارة نفسك أن تعود إليها، لكن هيهات. فالزمن مداس لكل من يستحق أن يكون مداسًا.
الوطن هو أنا, أنت, الأرض, النبع الهواء, البيت, والشمس الحنونة.
هو هذا, الدفئ والنقاء والطفولة المعشعشة في ذاكرتنا الأبدية.
هو صوت ذاك الطفل الذي بكى على لعبة, على قطعة قماش, حبل غسيل وكرة محلقة في الفضاء.
الوطن هو الطفولة, قبل الانعتاق من البراءة.
الكثير من الناس يظنون أن السعادة تتحقق بالإنغماس في المزيد من الملذات, لهذا يلهثون وراءها كالذئاب الجائعة, من عظمة إلى أخرى.
السعادة التي لا تنبع من الذات عبارة عن زبد, رغوة فارغة.
جمال الحياة, أنها كالغانية اللعوب, لا تسمح لأي كائن أن يمتلكها. وتجعل المرضى بحب أنفسهم يركضون وراءها كالكلاب الشاردة, لا يقبضون إلا السراب.
بعد أن أنجز الغرب, اوروبا والولايات المتحدة, المهام القومية والوطنية الديمقراطية. احتفظ بهذا لنفسه, واحتكره من موقع القوة والسياسة والاقتصاد, ومنعه على غيره.
لهذا نقول, لم يعد هناك شيء اسمه قضية قومية أو دينية في البلدان الصغيرة. أضحت هذه القضايا عبارة عن استثمار سياسي في يد القوى الكبرى, يوظفها كما يشاء, لإنتاج حروب على مقاسه.
ان تقاتل, هذا حقك. أن تستقل هذا حقك, لكن يجب أن تعرف كيف تقاتل أو تستقل, ومتى, وتعرف شروط الواقع السياسي والاجتماعي المحلي, والدولي, القوى ومدى استجابتها لتطلعلتك, قدرتها على فرض شروطها معك.
هذا الكلام قلناه منذ زمن طويل. لكن, يبدو لا أحد يعرف القراءة.
الفكر الخلاق, العقل الخلاق ينتج ويعطي وعندما يعجز عن الابداع يتحول إلى ايديولوجية يتقاسمها الاتباع العجزة. العجزة بحاجة إلى مرتكز يتكئون عليه. المسحيين او المسلمين او اليهود الان هم اكثر تشددا منهم قبل الف سنة أو اكثر. هذا يدل على أن الدوغما هو الذي يسيرهم. والانغلاق هو السمة الغالبة في ذلك.
اعرف ان شعبنا يمر بمرحلة صعبة جدا ويحتاج الى الدعم والمؤازرة والمساعدة والوقوف الى جانبه. لكن هناك الكثير من المتسلقين والنصابين الذين يعطوننا من طرف اللسان حلاوة ويتراوغون بنا كما يتراوغ الثعلب. بمعنى هناك قيادات في المعارضة ذهبت او خرجت من الوطن عبر البوابة الامنية واليوم تتكلم باسم الشارع وهم ابعد ما يكونون عن اي شيء ولا يهمهم الا المال والشهرة. كيف يمكن ان نثق بهؤلاء؟ الامثلة لا تحصى. ثم التخوين واللعب والعهر يأتي من هؤلاء تحديدا. هؤلاء كانوا وما زالوا يعملون مع اكثر من جهة او دائرة خارجية وينطون من حبل الى حبل يبيعون ويشترون بالمال السياسي. هؤلاء يتهمون المتظاهرين بمناسبة وغير مناسبة انهم يحملون السلاح. كيف نسامحهم ونتسامح معهم. اظن ان المسيح جاء لغير هذا الزمن. هذا ان كان قد جاء اصلا
30 ديسمبر 2011
عندما كان يتكلم أوباما بصوته الجهوري في استوكهولم, تعتقد للوهلة الأولى أنك أمام أب شرقي, السي سيد, قاسي جدًا من كثرة التشديد على الكلمات وتثبيتها تحت لسانه, يأمر فيطاع.
في الصوت, صلابة وثقة بالنفس, وتصميم لا حدود له. وكأنه سلطان قادم من القرون الوسطى بثياب مطرزة باللؤلؤ والمرجان.
لدينا وثايق. لن نسمح.
ثم خمد الصوت, وغاب. ثم نوبل للاسلحة الكيماوية.
يا للعار.
عندما جاء الرئيس الامريكي الى السويد في الرابع من ايلول, في مؤتمره الصحفي قال:
لدينا وثائق تؤكد استخدام السلطة السورية السلاح الكيماوي ضد الشعب في الغوطة.
طيب يا رئيس اقوى دولة في العالم, أين المسؤولية الأخلاقية لمعالجة مثل هيك جريمة. ليش ما عرضت وثائقك على مجلس الأمن لتقدم, معتوه سورية والمجرمين المحاطين به للمحاكمة الدولية.
عيب عليك, استحي أنت وحكومتك, ومجلس أمنك الذي تغدق عليه مليارات الدولارت حتى ترش الماء على مؤخرتك
#آرام_كربيت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟