أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أكد الجبوري - قصة -أمام القانون- / بقلم فرانز كافكا - ت: من الألمانية أكد الجبوري














المزيد.....

قصة -أمام القانون- / بقلم فرانز كافكا - ت: من الألمانية أكد الجبوري


أكد الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 8136 - 2024 / 10 / 20 - 09:31
المحور: الادب والفن
    


اختيار وإعداد إشبيليا الجبوري - ت: من الألمانية أكد الجبوري



عندما قرأت هذه القصة صدمت. من الجيد جدًا أن تتمكن من فهمها حتى بدون سياق الرواية. لكن في حال كنت لا تتذكر، فهو يدور حول جوزيف ك، موظف البنك الذي يستيقظ في صباح أحد الأيام ويتم القبض عليه فجأة لارتكابه "جريمة" لم يتم الكشف عنها أبدًا.

طوال الرواية، يحاول جوزيف فهم طبيعة اتهامه (غير مؤكد دائمًا) بينما يواجه نظامًا قضائيًا بيروقراطيًا ومظلمًا وسخيفًا. وفي إحدى هذه المحاولات يتلقى القصة التالية. إليكم لمشاركة هذا الإستمتاع الفكري الثري:

النص؛

- أمام القانون

أمام القانون هناك وصي. يظهر فلاح أمام هذا الوصي ويطلب السماح له بدخول القانون، لكن الوصي يجيبه بأنه لا يستطيع السماح له بالدخول في الوقت الحالي. يفكر الرجل ويسأل عما إذا كانوا سيسمحون له بالدخول لاحقًا.

يقول الحارس: "ربما، ولكن ليس في الوقت الحالي".

الباب المؤدي إلى الشريعة مفتوح كالعادة؛ وعندما يتنحى الحارس جانبا، يميل الرجل للتجسس. يراه الحارس فيبتسم ويقول:

-إذا كانت رغبتك كبيرة إلى هذا الحد، حاول الدخول رغم منعي. لكن تذكر أنني قوي. وما أنا إلا آخر الأوصياء. بين القاعة والقاعة يوجد أيضًا حراس، كل واحد أقوى من الآخر. الوصي الثالث فظيع جدًا لدرجة أنني لا أستطيع حتى النظر إليه.

ولم يتوقع الفلاح هذه الصعوبات؛ يعتقد أن القانون يجب أن يكون دائمًا في متناول الجميع، ولكن عندما يلاحظ الوصي، بمعطفه من الفرو، وأنفه الكبير المعقوف، ولحيته التترية السوداء الرفيعة، يقرر أنه من الأفضل له الانتظار. يعطيه الحارس كرسيًا ويسمح له بالجلوس على جانب الباب.

هناك ينتظر لأيام وسنوات. يحاول مرات لا نهاية لها الدخول ويتعب الحارس بمناشداته. كثيرا ما يتحدث معه الحارس لفترة وجيزة ويطرح عليه أسئلة حول بلده وأشياء أخرى كثيرة. لكنها أسئلة غير مبالية، مثل أسئلة السادة العظماء، وفي النهاية يكرر دائمًا أنه لا يستطيع السماح له بالدخول. الرجل الذي زود نفسه بأشياء كثيرة من أجل الرحلة، يضحي بكل شيء، مهما كانت قيمته، من أجل رشوة الوصي. يقبل كل شيء في الواقع، لكنه يقول له:

- أقبلها حتى لا تظن أنك قصرت في أي جهد.

خلال تلك السنوات الطويلة، يراقب الإنسان الوصي بشكل شبه مستمر: ينسى الآخرين، ويبدو له أن هذا هو العائق الوحيد الذي يفصله عن القانون، فيلعن حظه السيئ، خلال السنوات الأولى بجرأة وبصوت عالٍ؛ لاحقًا، مع تقدمه في السن، يتمتم لنفسه فقط. يعود إلى الطفولة، وكما هو الحال في تأمله الدقيق والطويل للوصي، فقد تعرف حتى على البراغيث الموجودة على ياقة الفراء الخاصة به، فهو أيضًا يتوسل إلى البراغيث لمساعدته وإقناع الوصي. أخيرًا، يضعف بصره، ولم يعد يعرف ما إذا كان هناك ضوء أقل بالفعل، أم أن عينيه تخدعانه فقط. ولكن في وسط الظلام يميز وهجًا يخرج من باب الشريعة بشكل لا يمكن إطفاؤه، ولم يتبق له سوى القليل من الوقت ليعيشه. وقبل أن يموت تندمج كل تجارب تلك السنوات الطويلة في ذهنه في سؤال واحد لم يطرحه حتى الآن. يدعو الوصي إلى الاقتراب، حيث تبدأ قسوة الموت في تصلب جسده. يضطر الحارس إلى الانحناء كثيرًا للتحدث معه، لأن التفاوت في الطول بين الاثنين يتزايد بشكل كبير مع مرور الوقت، على حساب الفلاح.

-ماذا تريد أن تعرف الآن؟ -يسأل الوصي-. أنت لا تشبع.

يقول الرجل: "الجميع يسعى للوصول إلى القانون". كيف يمكن إذن أنه لسنوات عديدة لم يحاول أحد غيري الدخول؟

ويدرك الولي أن الرجل على وشك الموت، ولكي تدرك حواسه الضعيفة كلامه، يقول في أذنه بصوت رعد:

-لا يمكن لأحد أن يتظاهر لأن هذه المشاركة كانت لك فقط. والآن سأقوم بإغلاقه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Copyright © akka2024
المكان والتاريخ: طوكيـو ـ 10/20/24
ـ الغرض: التواصل والتنمية الثقافية
ـ العينة المستهدفة: القارئ بالعربية (المترجمة).



#أكد_الجبوري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أدمغة الفراشة تعدل من الكشف للابتكار المعرفي - ت: من الإنكلي ...
- مشقة سؤال الأوبرا والباليه عند نيتشه وفاغنر- 4 -6/ إشبيليا ا ...
- ما هو أدب الرسومات التوضيحية أو الفن الهامشي؟ إشبيليا الجبور ...
- ما هو أدب الرسومات التوضيحية الشعبية؟ إشبيليا الجبوري - ت: م ...
- ذكرى الفظائع /بقلم بريمو ليفي -- ت: من الإيطالية أكد الجبوري
- ذكرى الفظائع /بقلم بريمو ليفي
- حياة الإنسان كمعيار للحقيقة/بقلم إنريكي دوسيل - ت: من الإسبا ...
- مختارات روبرتو خواروز الشعرية - ت: من الإسبانية أكد الجبوري
- مشقة سؤال الأوبرا والباليه عند نيتشه وفاغنر- 3- 6/ إشبيليا ا ...
- الفكر يؤثر على الفعل/ بقلم حنة آرندت - ت: من الألمانية أكد ا ...
- مشقة سؤال الأوبرا والباليه عند نيتشه وفاغنر- 2-6/ إشبيليا ال ...
- إضاءة عن الكاتبة هان كانغ*/ أبوذر الجبوري - ت: من اليابانية ...
- مراجعة : -النباتي/ة-*/ إشبيليا الجبوري
- مراجعة : -النباتي/ة-*/ بقلم هان كانغ
- ما نعجز عليه/ بقلم روبرتو خواروز
- مختارات زيفي داراكيس الشعرية - - ت: من الإنكليزية أكد الجبور ...
- -هان كانج- تحصد جائزة نوبل في الأدب لعام 2024 (1-3) إشبيليا ...
- قصيدتان/بقلم هان كانج (نوبل للآداب 2024) - ت: من الإنكليزية ...
- عن رواية -معذبو الأرض- / بقلم جان بول سارتر - ت: من الفرنسية ...
- عن -معذبون الأرض-/بقلم جان بول سارتر - ت: من الفرنسية أكد ال ...


المزيد.....




- ابتكار ثوري.. طلاء -يعرق- ليُبرّد المباني!
- كيف يساهم تعليم العربية بكوريا الجنوبية في جسر الفجوة الثقاف ...
- بالتزامن مع تصوير فيلم -مازيراتي: الإخوة-.. البابا لاوُن الر ...
- -الدوما- الروسي بصدد تبني قانون يحظر الأفلام المتعارضة مع ال ...
- المرحلة الانتقالية بسوريا.. مجلس شعب جديد وسط جدل التمثيل وا ...
- تركي آل الشيخ يكشف عن رسالة لن ينساها من -الزعيم-
- الاحتفاء بالأديب حسب الله يحيى.. رحلة ثقافية وفكرية حافلة
- رغم انشغاله بالغناء.. ويل سميث يدرس تجسيد شخصية أوباما سينما ...
- قوارب تراثية تعود إلى أنهار البصرة لإحياء الموروث الملاحي ال ...
- “رسميا من هنا” وزارة التربية العراقية تحدد جدول امتحانات الس ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أكد الجبوري - قصة -أمام القانون- / بقلم فرانز كافكا - ت: من الألمانية أكد الجبوري