بهاء الدين الصالحي
الحوار المتمدن-العدد: 8129 - 2024 / 10 / 13 - 02:47
المحور:
الادب والفن
مصطفي نصر ذاكرة الإسكندرية ابداعيا
جات ملحمة يهود الإسكندرية للكاتب مصطفى نصر شاهدا على قدره الادب على التاريخ الاجتماعي لظاهره ما ، لم لا وهي تؤرخ لليهود في الإسكندرية ولكن العنوان بشخصيه جاذب يهود الإسكندرية حيث فكره المكان والزمان تبقى هنا القراءة الأدبية متعلقة بقدره الكاتب على خلق المعادل الموضوعي لفكره التاريخ دون الدخول في تفاصيل تاريخيه وثائقية افاض فيها الباحثين عبر التاريخ الحديث، وتأتي قراءه الملحمة تلك على أربع مراحل المرحلة الاولى مرحله التمهيد ثم مرحله التنفيذ ثم مرحله الركود ثم مرحله اعاده الحياه وبالتالي تأتي المواءمة ما بين الدراما القائمة على فكره حياه الأسرة اليهودية او الجماعة اليهودية داخل الإسكندرية مع التطور الاجتماعي الحادث في مصر، ويبقى صدق الرواية نفسها مرتبط بصدق زمان الرواية اذا هنا فكره الزمن مرتبطة بدخول المغامر اليهودي الاول والد عامير مع محمد علي ثم سيطرته على قطاع من التجارة ثم بناء المخطط اليهودي القائم على الثلاثي دوف وعمير وزاكين وقدره هؤلاء على استغلال الضعف البنيوي في نمط الحكم القائم في عهد سعيد ولعل فكره بدايه الزمن تاريخيا مع سعيد ولكن الرواية تسير على مسارين المسار الاول رصد تاريخي لفكره تغلغل اليهود وبدايتهم كجماعه مصالح وظيفيه محدده وكذلك اعاده انتاج نظريه سالومي تلك العاهرة اليهودية التي اعادت بناء التاريخ اليهودي عبر العرف التوراتي ولعل فكره اليهودي الوظيفي حيث قدره عمير على توظيف بنيه جون في تحمل ذلك العفن المصاحب لمرض سعيد هنا يبدو الموقف المعرفي الثابت وهو رفض فكره وجود الافاقين كصناع اول لتاريخ المدنية المصرية او لتاريخ الدولة المصرية الحديث حيث هنا الإدانة وحيث التركيز على ادانه ذلك النمط واظهار ذلك الخلل الذي استفاد منه هؤلاء الافاقين في بناء ثرواتهم على حساب الشعب المصري ولعل ذلك البعد المعرفي مرتبط بنشاه مصطفى نصر كصعيدي قادم من أغوار الصعيد الى مدينه الإسكندرية حيث شرق سرعه المحمودية تلك الترعة التي تؤرخ بشرقها وغربها لنمط التطور ونمط الامتداد في مدينه الإسكندرية الحديثة. ولعله شخصيات السيدات كفاعلات رئيسيات من خلال سرينه ومن خلال الهادية ومن خلال زوجة بنيامين ثم تأتي مرحليه تأثير شخصيات بعينها مثل عامير بيك في بدايه الرواية ثم شخصيه الهادية في منتصف القصة المعادل الموضوعي هنا خلق فكره شرعيه المصلحة ونجد انفسنا هنا حيال نمط من انماط الشرعية هل هي شرعيه القيم ام شرعيه المصلحة وبما اننا نتحدث عن يهود الإسكندرية فان الشرعية القائمة في النهاية شرعيه المصلحة وبذلك يتم تبرير غرائبيه العلاقات ومساحه الزنا داخل هذا المكان، ولكن يبقى هنا السؤال الهام لماذا يهود الإسكندرية تحديدا؟ ولماذا الطابية تحديدا؟ اما محاوله الإجابة بالنسبة للإسكندرية تحديدا وذلك لان الإسكندرية مدينه كوزموبوليتيك بمعنى متعددة الثقافات وكمتعددة الاقليات وسيطرة العنصر الاجنبي عليها بحكم تعامل المدينة الساحلية مع القادمين حيث يأتي الاجانب كعنصر مركب ورئيسي في اداره الاقتصاد والحياه الإجتماعية داخل مدينه الإسكندرية اما لماذا الطابية تحديدا ؟ هل لعمل مصطفى ناصر في شركه راكتا قبل ذلك ولكونه قياده عماليه، ويأتي هنا في سبيل التاريخ الاجتماعي لمدينه الإسكندرية فكما اهتم مصطفى نصر بالتاريخ لباب لشارع باب 10 الذي قام بجهد عبد اللطيف البغدادي كما سرد ذلك على صفحته الخاصة على فيسبوك فانه يؤرخ لمنطقه الطابية تحديدا هنا نسال السؤال ما هي طبيعة الشخصيات في تلك المرحلة التمهيدية.
ولكن يتبقى في ذلك الجزء الاول التمهيدي بعدا معرفيا هاما لم يلفت النظر اليه كثيرا وهو طبيعة هذا البيت الذي وجد في تلك الطابية ، ولعله ذكاء المؤلف في تركيزه على فعالية الشخصية اليهودية عبر الرواية وضعف الشخصية المصرية عبر الرواية وذلك تاسيسا على غربه الحاكم ممثلا في سعيد وضعف بنيه الحكم ممثله في تلك الحاشية التي تدعمها القناصل الأوروبية،الروايه في خطابها المعرفي تؤسس لطريقه خلق الأسطورة عند اليهود القائمة على الخداع والزيف حيث فكره الصراع على المصلحة دونما ايلاء لاي قيمه حقيقيه ترسيها الاديان حيث كان الصراع ما بين زاكن وعامير فانتهى الصراع لصالح زاكن ذلك الخائن الذي امر الهادية بقتل زوجها جون بفعل رغبتها في ذلك الشاب رزق هنا فكره سالومي الخالدة عند اليهود وبالتالي فكره سالومي تكرر مشهد سالومي مع يوحنا المعمدان في مشهد قتل جون نفسه، ولكن في ظل هذا الصراع تأتي بعض الاحداث ذات الطابع الدرامي الخاص المتعلقة بمقتل ذاكن نفسه بعدما اكتشف الشاب خيانة زوجه ابيه معه، ولكن الرواية تتحدث عن تكثيف معرفي او اعاده انتاج للخلاف القائم حول مولد ابي حصيره في البحيرة خاصه وان الطابية كانت تتبع احدى الكره التي تتبع البحيرة وان لها عمده اي مصنفة اداريا البناء الاجتماعي لتلك الرواية قائمه على مستويين المستوى الاول تعظيم دور المخطط اليهودي ناتج ضعف بنيه المجتمع المصري وغربه المجتمع المصري نفسه بحكم غربه حكامه عنه بدليل ان ذلك الامتياز قد صادر عن حاكم ليس مصريا بالأصل،
قدره الكاتب على نسج البنيه الدرامية مع اختلاف زمن الفعل الدرامي هو امر مرتبط بالرسالة المعرفية المراد ايصالها للمتلقي وهي طرح الحالة الوجودية لليهود عبر تاريخهم في المجتمع المصري، حيث تأتي معادله السلطة المخطط المستهدف الوقود بالنسبة لجزئية السلطة لا يتغذى اليهود الا على سلطه ضعيفة حيث ظهرت قريه جون نفسها كفرة من افكار استخدام السلطة حيث تشابه دوف مع الحاخام وكذلك تشابه عامير مع مظلوم وكذلك تشابه بنيامين مع حفيد ابنته ونستطيع القول انها قصه عائله في مكان ما وهي جزئيه الطابية كموقع متميز داخل الإسكندرية فهي عائله بنيامين صاحب العقل التأمري والذي سادت ابنته نظيره اسما ولكن هي ابنها غير شرعيه يعني مخلوف هنا فكره المصلحة هنا فكره الجنس نفسه يجب ان يسود دونما اعتبار لفكره الشرعية هنا فكره سالومي كإمراة مقدسه حتى وان كانت غير شريفه،
ويتم تصنيف الرواية على انها رواية مكان حيث يسرد فكره اليهود وسيطرتهم على منطقه الطابية وهو مثال الحي للعقلية اليهودية التي تؤمن بفكره السيطرة من خلال استغلال الثغرات الاجتماعية حيث استغلت منطقه الطابية سلطتها او اسمها من خلال الحملة الفرنسية، وكذلك يقدمه يقدم عينه من المجتمع اليهودي داخل الإسكندرية دراسة حاله وليست رؤيه عموم هنا يؤرخ مصطفى نصر للطبقة الوسطى من اليهود المقيمين في الإسكندرية وليس اليهود الإسكندرية عموما وبذلك صادق مع نفسه خاصه وانه لم يتعامل على المستوى الحياتي مع اليهود الطبقة العليا داخل الاسكندريه،الرائع في ذلك السرد انه يقرر حاله اجتماعيه تفاعليه من خلال بنيه سرديه مستقله دونما التطرق لفكره الإدانة من عدمها هنا لا يدين اليهود بقدر ما انه يطرح المجتمع اليهودي الحقيقي الذي يتغاضى عن الاخلاق بحثا عن فكره المصلحة واستمرارها وكذلك يؤدين من طرب خفي انهيار بنيه المجتمع المصري يمارس مصطفى نصر لعبه التناوب في السرد فهو لا يسرد في خط متصاعد بل يقتطع فكره الزمن والربط ما بين الحاضر وما بين الماضي ليخلق ما يسمى بفكره الموضوعية في السرد وهو امر يؤدي الى فكره الاقناع لان البيان في اللغة العربية او البيان الحديث او الخطاب الروائي الحديث من المفترض ان يتحول من المعرفي الى الاقناعي على ان يترك فكره الاقتناع من عدمها او الإدانة من عدمها متروكه لفكره المتلقي،
#بهاء_الدين_الصالحي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟