أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - ليس دفاعا عن زياد بل















المزيد.....

ليس دفاعا عن زياد بل


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1778 - 2006 / 12 / 28 - 11:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس دفاعا عن زياد بل
رأفة بحكمت الزين !


في مقالة ردية من قبل الكاتب حكمت الزين على الناشط اليساري زياد ماجد عنوانها ـ ملاحظات على ملاحظات , رد من شيعي هامشي على شيعي ديكور# ـ المنشورة في عدد اليوم 19/12/2006 من جريدة النهار اللبنانية . يؤكد من العنوان ومن البداية على دور تصنيفي لزياد ماجد ـ وزياد ماجد أحد الوجوه البارزين في حركة اليسار الديمقراطي في لبنان ـ بوصفه دورا ديكوريا في قوى 14 آذار . بخصوص هذه التهمة أعتقد أن زياد موقفه العام هو نفسه قبل أن تتشكل قوى الرابع عشر من آذار وهذا يعفيه من هذه التهمة التي يوجهها إليه حكمت الزين . ولا أعتقد أن حركة اليسار الديمقراطي منذ نشأتها لديها وهما بأن تكون جزءا الآن من هذه الطبقة السياسية أو مثلها ! وإلا لم يكن حتى الأسم الذي تحمله له معنى !ولم يكن لوجودها أية رمزية يحتاجها لبنان . فوجودها له طابع مشروع هيمنة مستقبلي ـ غرامشي ـ هذا ما فهمته من سياق نشوء هذه الحركة ومواقفها التي طرحتها قبل ذلك بكثير .
وصحيفة النهار تشهد على ذلك ! وبالتالي لايحتاج المرء عموما للدفاع عن زياد كثيرا . فهو في موقعه هذا يدافع عن نفسه من هذه المصادرة المسبقة لموقف البشر في حال اختلفت مع الجموع ـ المتطيفة في لبنان والمنطقة ـ لسببين :
الأول : لايمكن لرجل يساري وعلماني في هذا الجو الموبوء بالطوائف والأدوار الأقليمية والدولية أن يكون فاعلا على مستوى القرار السياسي . وهذا أمر بديهي من وجهة نظرنا .
الثاني : موقف زياد ليس موقفا ثابتا وقارا لأنه ليس طائفيا في المحصلة وليست قاعدته المفاهيمية والقيمية قاعدة تغزوها مفاعيل قيمية ومعرفية طائفية . لهذا كان موقفه مختلفا عن قوى الرابع عشر من آذار أثناء الحرب العداونية الأخيرة التي شنتها إسرائيل على لبنان . وأذكر أنني كنت مختلفا مع ماجاء في ورقته التي قدمها مع الكاتب الرائع الياس خوري , وتم تداول حديث شفهي في باريس على طريقة العرب ــ أن حركة اليسار الديمقراطي قد انشقت ! ولهذا لا يحتاج ماجد أو من في موقعه للدفاع عنه .والكاتب حكمت الزين ليس هامشيا كما يقول بل لأنه فاعل بطريقة تهندس الحقائق على منوال الفصام الذي نعاني منه جميعا كمثقفين ـ لا طائفيين ! وبالطبع هنالك مسافة بين الزعم وبين الحقيقة !
الجموع وحزب الله :
بات الآن من البداهة بمكان عندما يتم الحديث عن الجموع البحث عن دور الفاعل التاريخي داخل هذه الجموع من أجل تحديدا معرفيا وسياسيا بالمؤدى الأخير لحركية هذه الجموع . ومدى نفوذ هذا العامل التاريخي داخل هذه الجموع الذي يصل إلى حد التقديس في حالتنا هذه للسيد حسن نصرالله والمرجعيات الإيرانية . وهذا دوما يغيب في القراءات المتعددة لكثير من الكتاب لحركية الصراع السياسي في لبنان . والفاعل التاريخي هنا يعتمد على مجموعة من الأدوات النفوذية كي تبقى نافذة وتوسع من دوائر نفوذها . وحزب الله يعتمدهذه الأدوات ولكن أهمها ثلاث رئيسية :
الأولى : الوجدان الطائفي لأمة المستضعفين في لبنان تاريخيا وكل ما يحمله من توترات وجدانية في الوعي واللاوعي تستند على ثقافة الطائفة المقدسة . حزب الله أعاد لهم كرامتهم المفقودة ليس بفعل الهضم التاريخي في حقوقهم كموقع طائفي بل في غياب إداء دولتي لبناني لا طائفي . وكل ما تغير في اللوحة على الأرض هو انتقال الفاعل التاريخي من يد الإقطاع السياسي الشيعي في لبنان إلى يد قوى جديدة ناشئة بدأت مع الراحل المفقود موسى الصدر وانتهت الآن مع حزب الله وهذه المسيرة تمت بفعل العامل السوري الإيراني في لبنان . ولولا هذا العامل لما شاهدنا الآن حزب الله أو على الأقل لبقيت حركة أمل كما كانت قبل عام 1985 آخر معاركها في المخيمات الفلسطينية !
الثانية : إعادة توزيع ثروة جديد يغطي المساحة المادية لمفهوم النفوذ الذي تبحث عنه سلطة الملالي في طهران وهذا جليا من خلال تدفق الأموال الإيرانية على خزينة الحزب تحديدا وليس غيره وهو يقوم بإعادة توزيعها كوسيلة نفوذ ــ والبقية ربما لايختلفون كثيرا عن هذا الأمر ولكن تشعب وتعدد المورد المادي يجعل مورد حزب الله فاعلا أكثر لأنه مورد وحيد بإدارة وحيدة . وإلا ماذا يعني أن يخرج الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أثناء الحرب الأخيرة ويعلن أن إيران والحزب ستعوض كل من تهدم بيته ..الخ
الثالثة : إن تنميط حالة الجموع في نمط مستمر ويعتمد على مفاهيم الولاءات المقدسة تحتاج إلى بؤرة صراعية دائمة وكانت إسرائيل ـ وبكل الإرث الذي يحمله الصراع معها ـ موجودة للقيام بهذه المهمة التي تجعل الجموع الملتفة حول الحزب دائمة الحضور في هذا النمط من الأطر . وهنا من يعود إلى تاريخ المقاومة اللبنانية التي بدأت بعد اجتياح عام 1982 نجدها مرت بمرحلتين :
الأولى المقاومة الوطنية اللبنانية ثم المقاومة الإسلامية ولكي تتمحور أخيرا وتجلس رمزية المقاومة بكامل حمولتها في حضن حزب الله دون السماح لأية مقاومة أخرى ومن أي نوع كانت . وليأخذ الصراع العربي الإسرائيلي وجها إيرانيا .
دون أن ننسى بالطبع مفاعيل التحالف السوري الإيراني في لبنان وعلى مستوى الطائفة الشيعية .
وعلى فرض كما يشير السيد حكمت الزين بشكل مباشر إلى حكومة فيلتمان ـ كما توصف من قبل المعارضة اللبنانية والنظام السوري ـ ونص حكمت يؤيد هذه المقولة مباشرة ومداورة . فإن فيلتمان ليس طائفيا كما هو المسؤول الإيراني عن ملف لبنان ! وأعتقد أن هذا فارقا مهما يجب أن نلحظه لأن فيلتمان لا يفكر بطريقة طائفية . ولا أعتقد أن حكمت يختلف معي في هذه النقطة ! والتي يجب إعطائها قيمة مفتاحية في التفريق بين النفوذين الفليتماني والملي ! ومدى تأثيرهما وصلاحيتهما على قيام دولة لبنانية مدنية وعلمانية حقيقية . يقول حكمت الزين في مقالته :
( بدأ الكاتب ـ يقصد زياد ـ في مقدمة نصه في نقد جمهور الحزب في سياق الخطاب المتداول لدى أوساطه من القوى المذهبية الحليفة ـ يقصد 14 شباط ـ عن فرادة الجمهور الشيعي إلى أنه سيزداد ولاءا لنصرالله رغم عدم توفقه بسبب قيم الوفاء بالشدائد ,دون الإشارة من موقع الكاتب بالذات وفي سياق المسافة الموضوعية التي أشرت إليها . إن ما ينطبق على هذا الجمهور ينطبق على غيره بمن فيهم الحلفاء . ) وهنا برأيي جذر المغالطة التي تحاول الخلط بحيث نخرج في نتيجة مفادها : كله عند العرب صابون , كما يقول المثل الشعبي , بينما الأمر ليس كذلك نسبيا .
والدليل أن كل الطوائف منقسمة في ولاءاتها تجاه هذه الأزمة وغيرها من الأزمات ! انقساما حقيقيا ماعدا الطائفة الشيعية ! حتى حركة أمل باتت جناحا سياسيا تابعا لحزب الله بالمؤدى الأخير رمزيا على الأقل ! وهذا لا يعني تبخيسا في جماهير أية طائفة ولكن علينا أن نسمي الأمور بأسمائها كي نستطيع اجتراح موقف أكثر عقلانية , ولكن لايعني أيضا أن هذه الانقسامات بأنها جماهير ليست طائفية والفاعل فيها ليس طائفيا أبدا ولكن أشكال الولاء مختلفة بحكم اختلاف الفاعلين التاريخيين داخل جموع الطوائف من طائفة إلى أخرى ولهذا بحثه الذي ليس مجاله هنا . لا تستطيع قوى الرابع عشر من آذار أن تستمد نفوذها من وجها طائفيا واحدا وإلا لفرط عقدها تماما بل هي أتت في سياق مشروع سياسي هو في حمولته فوق الطوائف وعنوانه تحقيق الاستقلال عن نظام الوصاية السوري . وهذه قضية تحتاج إلى وقفة لكي نرى كيف توزع هذه الحمولة السياسية اللاطائفية على جماهير بقية الطوائف وكيف يستفيد منها الفاعل الطائفي داخل هذه الطوائف الأخرى؟
كما أن قوى الرابع عشر من آذار أو من شباط ـ بات المرء لايعرف التواريخ وإلى ماذا ترمز في الحقيقة لكثرتها في لبنان ـ لا تستطيع الارتداد إلى طوائفها طائفيا بحكم أن هذا الارتداد لم يعد له مكان يأويهم . ويأوي برنامجهم الاستقلالي كما يقولون . أو كما يزعمون بلسان بعضهم . وأنا هنا لااتحدث عن حركية السياسة اليومية وماتتطلبه من ثقافات شفهية ومكتوبة بل اتحدث عن سياق إذا خسرت فيه قوى الرابع عشر من آذار المعركة السياسية هذه فهي قد خسرت نفوذها حتى الذي يعتمد على الولاء الطائفي . لكن الأمر عند حزب الله مختلف تماما , فخارج البعد الطائفي الجالس في طهران والبعد القومجي في دمشق فحزب الله غير قادر حتى على مواجهة حركة أمل في النفوذ داخل الطائفة الشيعية .
بقي أن نقول أمرا مهما : أن إيران قد نجحت نسبيا في تحويل كل الأقليات الشيعية تقريبا إلى أحزاب سياسية موالية لها ـ وحزب الله ليس خارج هذه المعادلة والذي يذكرني بالحركات الناصرية في فترة صعود عبد الناصر في لبنان والحركات البعثية الصدامية والأسدية في لبنان أيضا ـ وهذا وجه من وجوه المأزق الأمريكي من جهة ومأزق القوى الديمقراطية في هذه البلدان من جهة أخرى . أما كيف يتم الرد على هذا الأمر فهذه تحتاج إلى قوى كثيرة للأسف أغلبها ليس في هذا الوارد الآن .
في المقال الكثير مما يدعونا للرد عليه كما هي مقالات الكاتب الذي نحترمه شديد الاحترام . ولكن في نهاية هذا المقال السريع نقول أنه ليس فصام حكمت الزين لوحده بل هو فصامنا جميعا الذي زرعه فينا تاريخ حملته سلطات عموما هي سلطات مارقة على الحد الإنساني المعاصر . ولهذا الرأفة بحكمت هي رأفة بنا جميعا . الذين نتوق إلى دولة لبنانية حقيقية وعلمانية وديمقراطية ونتوق إلى الحرية في سورية التي تنعمون بها ونحسدكم عليها .

# المقال موجود على الرابط التالي :
http://www.annaharonline.com/htd/KADAYA061219-4.HTM



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية هي الحل الجزء الأخير
- الديمقراطية هي الحل 2
- الديمقراطية هي الحل
- المواطنة وحقوق الإنسان في سورية
- المحكمة الدولية الفرصة الأخيرة
- على أعداء أمريكا أن يجهزوا أنفسهم لا نسحابها من العراق
- من عبور الطوائف إلى عبور الوطن
- سياسة الاختلاف وثقافة الجموع
- الألمان سرقوا الحمار
- جبهة الخلاص وإعلان دمشق والمعارضة الكردية
- السيد نصر الله يرسل ندائه الأخير
- رأي في المقاومة العراقية
- العراق 4
- العراق 3
- الشارع اللبناني بين الحرية الفردية وعنف الخطاب
- العراق 2
- العراق 1
- الدور الإيراني 2 هواجس التغيير السلمي الديمقراطي في سورية
- الدور الإيراني 1 هواجس التغيير السلمي الديمقراطي في سورية
- النص القابض على عنق الوطن 2-2


المزيد.....




- هل كان بحوزة الرجل الذي دخل إلى قنصلية إيران في فرنسا متفجرا ...
- إسرائيل تعلن دخول 276 شاحنة مساعدات إلى غزة الجمعة
- شاهد اللحظات الأولى بعد دخول رجل يحمل قنبلة الى قنصلية إيران ...
- قراصنة -أنونيموس- يعلنون اختراقهم قاعدة بيانات للجيش الإسرائ ...
- كيف أدّت حادثة طعن أسقف في كنيسة أشورية في سيدني إلى تصاعد ا ...
- هل يزعم الغرب أن الصين تنتج فائضا عن حاجتها بينما يشكو عماله ...
- الأزمة الإيرانية لا يجب أن تنسينا كارثة غزة – الغارديان
- مقتل 8 أشخاص وإصابة آخرين إثر هجوم صاروخي على منطقة دنيبرو ب ...
- مشاهد رائعة لثوران بركان في إيسلندا على خلفية ظاهرة الشفق ال ...
- روسيا تتوعد بالرد في حال مصادرة الغرب لأصولها المجمدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - ليس دفاعا عن زياد بل