أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - المحكمة الدولية الفرصة الأخيرة















المزيد.....

المحكمة الدولية الفرصة الأخيرة


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1763 - 2006 / 12 / 13 - 11:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا أحد منا يريد أن يرى محكمة دولية سوف تطال كما هو واضح حتى الآن أشخاص أو مسؤولين من بلده. لكن الأمر يتعدى هذه النقطة ليدخل في سلسلة من التفسيرات التي تعالج موضوع هذه المحكمة ولماذا وصلنا إلى هنا. ثم تبدأ معها سلسلة التكهنات حول مضمون هذه المحكمة ومصيرها ؟ وتأتي كل هذه التحليلات وفق موقف نعتقده مسبقا يدور حول نقطتين:
الأولى : تتعلق بالدلالة القانونية والحقوقية والقيمية لقيام مثل هذه المحاكم ووظيفتها من هذا المنظور.
الثانية : تتعلق بالدلالة السياسية لهذه المحكمة وموقعها وسياقها في الصراعات القائمة في المنطقة.
ونعتقد أن الاستشهاد بالوضع العراقي هذا هو من باب التضليل الممنهج ليس ألا! لأن هؤلاء ليس لديهم إمكانية رفض قانونية وحقوقية وقيمية لنشوء مثل هذه المحاكم. والغريب في الموضوع أن هنالك ممن يدعون أنهم نشطاء حقوق إنسان يرفضون قيام هذه المحكمة الدولية بحجة دلالتها السياسية!
وإذا كانت النقطة الأولى تحمل في طياتها مصادرة أخلاقية بحيث لا أحد يرفض أو يناقش هذه المحكمة انطلاقا من هذا السياق لأن الجميع! سواء كانوا مع قيامها أو لم يكونوا فهم مع إحقاق الحق، ولما لهذا الأمر من دلالات حقوقية وقيمية ! الطرف الوحيد الذي رفض نشوء مثل هذه المحكمة وبغض النظر عن أي اعتبار هو النظام في سورية. هذا الرفض الذي كان ولازال مثار استهجان الكثيرين، وخصوصا بعد التصريح الخلبي لنائب وزير الخارجية السوري السيد فيصل المقداد بأن سورية لن تسلم أحدا من مواطينها لهذه المحكمة. فإذا كانت السلطة بريئة لماذا هذا التصريح السابق لأوانه؟!


مع ذلك سنتناسى هذا التصريح ونعتبره في إطار الملاقاة التكتيكية للوضعية التي تأتي بعد أن يصبح قرار المحكمة نافذا ويصدر بشكل نهائي عن مجلس الأمن بعد موافقة لبنان. وبغض النظر عن التعقيدات السياسية التي ترافق الوضع اللبناني في موضوع المحكمة هذا وموقف حلفاء النظام السوري مما يجري الآن في لبنان والمنطقة. وانطلاقا من الدلالة السياسية نجد أن هنالك فريقان رئيسيان:
واحد يربطها نهائيا بالدلالة القانونية والحقوقية ويدعم نشوءها، والآخر يرفضها انطلاقا من هذه الدلالة والتي يعتبرها إطارا لحصار السلطة في سورية ومصادرة قرارها حتى داخل سورية وكل هذا الرفض يبرهن عليه أصحابه انطلاقا أيضا من الوضع العراقي قبل سقوط الطاغية صدام حسين. الذي يتحسر الآن كيف أضاع السلطة من يده بهذه الطريقة وأصبح نزيل زنزانة.


ونعتقد أن الاستشهاد بالوضع العراقي هذا هو من باب التضليل الممنهج ليس ألا! لأن هؤلاء ليس لديهم إمكانية رفض قانونية وحقوقية وقيمية لنشوء مثل هذه المحاكم. والغريب في الموضوع أن هنالك ممن يدعون أنهم نشطاء حقوق إنسان يرفضون قيام هذه المحكمة الدولية بحجة دلالتها السياسية!

وحتى نكون أكثر صراحة من يريد تغيير النظام في سورية يدغدغه قيام مثل هذه المحكمة، ومن لا يريد هذا التغيير يرفضها جملة وتفصيلا ! ومن أحدث هذا التقسيم بالطبع هي تراكم ممارسات السلطة في سورية، وتضارب الأيديولوجيات المعارضة والمتعارضة بالآن معا. ولمجرد أن يطلع المرء على بعض المنابر الإعلامية يستطيع أن يتأكد الفارق بين جريدة الأخبار اللبنانية ـ الإيرانية وبين جريدة السفير اللبنانية وبين جريدة النهار اللبنانية أيضا. وبين القبول والرفض وما بينهما نجد أن هذه المحكمة سوف تكون الفرصة الأخيرة للنظام السوري!


غاية الكشف عن الحقيقة في الجرائم التي تمت في لبنان غاية موجودة بالطبع في أسباب نشوء هذه المحكمة وإلا لما كان هنالك داع لنشوءها أو على الأقل لاعترضت دول كثيرة على مناقشتها أصلا. بمعنى أن دول مجلس الأمن الخمسة الفيتو. لم تجد مانعا قانونيا وحقوقيا يمنع نشوء هذه المحكمة. إذن الدلالة الأولى متوفرة تماما في أسباب قيام مثل هذه المحكمة.


يجمع المراقبون على أن الغرب لم يتخذ قراره بعد بتغيير النظام السوري! وإنما لازال يحاول تغيير سلوكه في المنطقة عموما ولبنان خصوصا. فإن المحكمة الدولية وفق هذا المنظور تعد الفرصة الأخيرة للنظام السوري، واختبار نواياه وجديته في التأقلم مع المجتمع الدولي.


الفرصة الأخيرة يمكن للمرء استنتاجها مما يدور في لبنان الآن. هذه الفرصة الأخيرة على ما يبدو أن النظام غير جاهز لها حتى هذه اللحظة لذا هو يمنع مجيئها بشتى السبل والوسائل.
سواء في لبنان أو في غير لبنان. ولا نعرف الآن إلى أي حد يمكن للروس أن يتدخلوا في هذا الأمر ويساعدو من أجل ألا تكون هذه المحكمة الدولية بمثابة الفرصة الأخيرة؟


فعلاقاتهم الآن في المنطقة تأخذ منعطفا صامتا لكنه موجود بقوة. منعطفا يستفيد من الكارثة العراقية وما يحدث في فلسطين ولبنان من أجل مزيدا من النفوذ على حساب الشريك الأمريكي
وهذه يبدو أن إيران قد أعطت وعودا بهذا الشأن لروسيا. والروس الآن ينزعون نزوعا مافياويا في سلوكهم السياسي في المنطقة. بمعنى التجارة بالممنوع حتى يسمح به.


ومع ذلك هي لم تعد قادرة على اللعب في قضية إكمال مراسيم إنشاء هذه المحكمة ما لم تقوم حربا أهلية في لبنان. فهل لروسيا مصلحة في تغطية هذه الحرب المحتملة؟


كما أن في الحسابات الاستراتيجية لا يمكن لروسيا في المؤدى الأخير أن تتخلى عن مجمل علاقاتها الدولية من أجل نفوذ غير مضمون استراتيجيا يمكن له أن يأتيها عن طريق التحالف الإيراني السوري. لأنه من الواضح جدا أن هذا التحالف وسائله بدائية ولن يكتب لها النجاح، وإن حققت انتصارات آنية!


فالجملة الديكتاتورية الاستبدادية الطائفية هي جملة لم يعد في هذه الحياة ما يساعدها على النجاح. مهما حاولت أن تقوم في كل مرة بقلب الطاولة بطريقة دراماتيكية كما يستشف المرء مما يحدث الآن في لبنان والعراق. وكما حدث في تموز الفائت في الجبهة اللبنانية. فهذه الجملة لم تعد قادرة على التحرك إلا وفق سياسية قلب الطاولة.
هنالك فارق بالتأكيد بين مشروع دولة طبيعية وبين مشروع دولة دينية طائفية. كما هو الفارق بين الدولة الهندية في آسيا وبين الدولة الإيرانية. أو بين تركيا هنا وبين السلوك الإيراني؟


الدولة مشروعها ربحي في علاقات طبيعية تبادلية بحدها الأدنى. وليس مشروع سلطة تستمد وسائل نفوذها من شق المجتمعات دينيا وطائفيا. لهذا تعتبر إيران أن الشيعة في كل بلدان العالم هم حزبا سياسيا موال لها أو تعمل من أجل ذلك ! في سورية الوضع معقد جدا فالسيد الرئيس بشار الأسد غير قادر على لبس عمامة كما يفعل السيد حسن نصرالله لاعتبارات كثيرة.


أهمها أن الرجل بعثي وأنه ليس شيعيا ! فهل يمكن لروسيا أن يكون مدخلها الأحزاب الشيعية في المنطقة ؟
جملة هذه الاعتبارات تجعلنا نرى أن هذه المحكمة الدولية أصبحت هي الفرصة الأخيرة لنظام السيد الرئيس بشار الأسد. أما كيف ستجري الأمور فيما لو استجابت السلطة في سورية وغيرت سلوكها فهذا متروك للمستقبل. وإن كنا نرى أن إيران من جهة وعجز البنية الداخلية للسلطة السورية تمنعان استجابة النظام السوري لهذه الفرصة الأخيرة.


إن كل الأطراف لم تعد قادرة على عقد صفقة تمنع نشوء مثل هذه المحكمة أو أن تفرغها من مضمونها الذي يغطي نسبيا مساحة الدلالة الأولى لقيامها أصلا.



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على أعداء أمريكا أن يجهزوا أنفسهم لا نسحابها من العراق
- من عبور الطوائف إلى عبور الوطن
- سياسة الاختلاف وثقافة الجموع
- الألمان سرقوا الحمار
- جبهة الخلاص وإعلان دمشق والمعارضة الكردية
- السيد نصر الله يرسل ندائه الأخير
- رأي في المقاومة العراقية
- العراق 4
- العراق 3
- الشارع اللبناني بين الحرية الفردية وعنف الخطاب
- العراق 2
- العراق 1
- الدور الإيراني 2 هواجس التغيير السلمي الديمقراطي في سورية
- الدور الإيراني 1 هواجس التغيير السلمي الديمقراطي في سورية
- النص القابض على عنق الوطن 2-2
- النص القابض على عنق الوطن (1-2
- اللاعقلانية حضور القول غياب الفعل الخطاب المقاوم نموذجا
- جبهة الخلاص وإعلان دمشق عود على بدء
- المعارضة السورية الحاجة إلى تفعيل مؤسسي
- إشكاليات


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - المحكمة الدولية الفرصة الأخيرة