أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلطان الرفاعي - وأخطأ سيدنا في مقاله














المزيد.....

وأخطأ سيدنا في مقاله


سلطان الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1778 - 2006 / 12 / 28 - 11:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الدين النقي الطاهر الإنساني الأخلاقي، لا تُدنسه إلا السياسة. وكذلك رجالاته، الأطهار الأتقياء ألمحبي للخير وللإنسانية لا يُفسدهم إلا تدخلهم بالسياسة.
يوم قال السيد المسيح: أعطوا ما لقيصر لقيصر، كان في صدد بناء نظام علماني كوني، فحق قيصر في السياسة وقيادة البلاد وحق الله في الدين وارشاد العباد..
بالأمس القريب وفي بادرة ممكن وصفها بالنفاق السياسي الديني معاً، قام المطران حنا عطا لله، بتقليد الداعية الإخونجي يوسف قرضاوي وسام الصليب المقدس، ولا نعلم هل ألقاه بعد ذلك القرضاوي، أو ماذا فعل به.
حدث هذا ضمن المؤتمر القومي الإسلامي، ولا نعرف لماذا شارك به سيادة المطران من الأصل ؟ السيد خالد مشعل صاحب حماس والسيد هنية إمامها الأكبر، لم نسمع منهم خلال فترة إرهابهم كلها، أي تصريح بخصوص المسيحيين في القدس، بل كان كل ما سمعناه منهم هو أن فلسطين هي دولة إسلامية يحكمها القرآن والشريعة.
هؤلاء هم من كانوا يُحيطون بسيادة المطران ألمقدسي، الديكور الديني المسيحي المطلوب لتحسين صورة الإرهاب أمام الغرب والرأي العام العالمي، بغية كسب يورو ودولار أكثر.
ولم يكتف سيادته بالحضور، إنما توجه في كلمته الموقرة، واصفاً عمر بن الخطاب- والذي سُفكت على يديه دماء مسيحية كثيرة، من خلال الغزو الإسلامي لبلاد الشام والعراق، ويكفي ذبح أكثر من سبعين ألف مسيحي عراقي، في مجزرة لم يعرف التاريخ أبشع منها- واصفاً إياه بالفاتح، ومّذكراً بالعهدة العمرية، العهدة التي أذل بها الغازي الشعوب الأصلية للبلاد التي غزاها. ا. العهدة التي وضعها الغازي لأذلال ومحو هوية الأمم التي أحتلت أراضيها والقضاء على أديانها السماوية

قال سيدنا: جئنا لنجدد البيعة ! أي بيعة جئت لتجددها يا سيدنا ؟
عن عبد الرحمن بن غنم: كتبتُ لعمر بن الخطاب حين صالح نصارى الشام، وشرَط عليهم فيه
ألا يُحدِثوا في مدينتهم ولا فيما حولها ديراً ولا كنيسة ولا قلاية ولا صومعة راهب،
ولا يجدِّدوا ما خُرِّب،
ولا يمنعوا كنائسهم من أن ينزلها أحدٌ من المسلمين ثلاث ليالٍ يطعمونهم،
ولا يؤووا جاسوساً،
ولا يكتموا غشاً للمسلمين،
ولا يعلّموا أولادهم القرآن،
ولا يُظهِروا شِركاً،
ولا يمنعوا ذوي قرابتهم من الإسلام إن أرادوا،
وأن يوقّروا المسلمين،
وأن يقوموا لهم من مجالسهم إذا أرادوا الجلوس،
ولا يتشبّهوا بالمسلمين في شيء من لباسهم،
ولا يتكنّوا بكناهم،
ولا يركبوا سرجاً،
ولا يتقلّدوا سيفاً،
ولا يبيعوا الخمور،
وأن يجُزُّوا مقادم رؤوسهم،
وأن يلزموا زيَّهم حيثما كانوا،
وأن يشدّوا الزنانير على أوساطهم،
ولا يُظهِروا صليباً ولا شيئاً من كتبهم في شيءٍ من طرق المسلمين،
ولا يجاوروا المسلمين بموتاهم،
ولا يضربوا بالناقوس إلا ضرباً خفيفاً،
ولا يرفعوا أصواتهم بالقراءة في كنائسهم في شيء من حضرة المسلمين،
ولا يخرجوا شعانين،
ولا يرفعوا أصواتهم مع موتاهم،
ولا يَظهِروا النيران معهم،
ولا يشتروا من الرقيق ما جَرَتْ عليه سهام المسلمين.
فإن خالفوا شيئاً مما شرطوه فلا ذمّة لهم،
وقد حلّ للمسلمين منهم ما يحل من أهل المعاندة والشقاق,
سيدنا المطران حنا عطا لله، هل حقاً تُريد تجديد البيعة؟ وإذا كان هذا صحيحاً فعليك أن تُخفي صليبك أولاً وتجز مقدم رأسك ثانياً وأن لا تركب (سيارة)، وأن تقوم من مجلسك وتقف في حضرة الإرهابيين القرضاوي والمشعل وهنية.كما نحذرك من الخروج شعانين، وإياك ثم إياك من أن ترفع صوتك بالصلاة على الأموات، بل عليك أن تصمت مثل الأموات نفسهم. وإذا خالفت كل ذلك يا سيدنا، فان الوسام الذي قدمته للقرضاوي لن ينفعك، وسيتم تفجيرك كما جرى تفجير الكنائس في العراق، ولم ينفعهم كل النفاق عن العيش المشترك ودين الرحمة والسلامة، فغطاء الفتاوى والتي كان يُصدرها الداعية الذي قدمت له وسامك، كان كفيلاً بجز رؤوس المسيحيين العراقيين السريان الكلدان الآشوريين وحتى الصابئة المندائيين والذين هربوا بالعشرات إلى سوريا من نيران المحبة المتقدة والتي اشتعلت بهم هذه المرة وأحرقت من أحرقت وهجرت من هجرت.
سيدنا نحترم وجودك بين الإرهابيين، ونحترم خوفك من بطشهم، ونحترم خوفك على رعيتك. نعم نفهم كل ذلك ونحترمه، ونُقدره. ولكن ماذا عن الضحايا المذبوحين والمقطعين والمرسلين إلى أهلهم على أطباق الفريكة؟ ماذا عن بنات القبط، اللواتي انتُهكت أعراضهن، وأُجبرن على الدخول في دين الرحمة والعهدة. الفتيات اللواتي وقعن ضحية لمخطط جهنمي قادته عصابات فقدت كل حس بالإنسانية، عصابات، داعيتها، تُقدم له سيادتك وساماً، والأحرى أن يكون وسام النار المقدسة، والتي ستحرقه، وتحرق كل مضطهدي الإنسان.
دعني فقط أذكرك بما قاله زميلك الكاردينال بيساريون إلى دوق البندقية بعد سقوط كنيستكم يا سيدنا في القسطنطينية:((إن مدينة كانت مزدهرة للغاية ---فخامة الشرق ومجده --ملاذ كل الأشياء الطيبة، قدتم الاستيلاء عليها ونهبها تماماً وإفسادها على يد أكثر البرابرة لا إنسانية ---على أيدي أكثر الوحوش البرية وحشية---وكان هناك خطر كثير يتهدد ايطاليا، ناهيك عن البلاد الأخرى، إذا لم يتم وقف الهجمات العنيفة التي يقوم بها أشد البرابرة ضراوة.)).
--------------------------------------------------------
لا يهم كيف كانت الشيوعية سيئة، فإنها لم تكن أبداً خطوة للعودة الى العصور الوسطى الباكرة، وما يصعب علينا رؤيته هو كيف ستتمكن ديمقراطيات القرن الحادي والعشرين من العيش بسلام مع قوى عقدت العزم على أن تُبرهن أن الألف سنة الأخيرة لم تحدث.

دمشق
27-12-006



#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيان صادر عن التجمع العلماني الديمقراطي الليبرالي-عدل-
- البسطار الأمريكي والنعجة والذئب
- ليس المسيحيون فقط من يخافون حكم الإخوان يا سليمان! اوقف حوار ...
- وقد حلم مرة ان يكون اول رئيس شيعي لجمهورية لبنانية جديدة
- ردت سوريا باستراتيجية النفس الطويل . وبدأت تسهيل دخول طلائع ...
- لعنة أصبحت نبوءة--قراءة في لعنة وطن
- القبض على قاتل الحريري
- هيبة أمريكا ومصداقيتها--الى أين؟
- كذبة اسمها : مواطن
- خلية معارضة في الأردن
- من يذبح لبنان المسيحي؟
- كيف تدعي اسرة بمثل هذا الفساد ، ولها هذا الارتباط بالشيطان ا ...
- السيد-الجنرال-اشترِ ولا تبع.
- الصورة اصدق انباءً من الكتب
- الاسلام بين النفاق وانفصام الشخصية.--وبعد ان قبل اخاه الملك ...
- عمولات، تقابلها انتهاكات،---.تم اعدام الأميرة رميا بالرصاص ب ...
- التعيينات في سوريا تتناسب عكسا مع قيمة الزاوية الناتجة من ال ...
- بحث في اله ليبرالي
- مسالخ السعودية والنظام القضائي
- انتهاك حريات--دينية--رق--عبودية--5


المزيد.....




- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟
- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلطان الرفاعي - وأخطأ سيدنا في مقاله