القبض على قاتل الحريري

سلطان الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1765 - 2006 / 12 / 15 - 11:06
المحور: كتابات ساخرة
    

بعد التقرير المهني والهام، والذي قدمه السيد براميرتس حول واقعة قتل الرئيس الحريري. تأكد للجميع أن العثور على قاتل الحريري، لم يعد إلا مسألة وقت. وتستعد اليوم فضائية المستقبل، من أجل وقف العداد الخاص بمقتل السيد رفيق الحريري.

بدأت الدائرة تضيق حول قاتل الحريري، فالمواصفات الجديدة التي خرج بها السيد براميرتس، تُلقي ضوءاً ساطعا على شخصية القاتل. فهو أولا غير لبناني، لأن معايرة نسبة التبولة عنده أظهرت نتيجة 2،5 والمعيار اللبناني للتبولة يتجاوز ال7،9 . وهذا ينفي نفيا مُطلقا كونه شخص لُبناني، رغم أن معايرة البرغل، تكشف عن نسبة طبيعية ، وهذا يُزيد الشك حول جنسية القاتل.

فمن ملاحظة التاج السني الذي يضعه في فكه يتبين أن القاتل قد يكون حوراني أو فلسطيني أو شاوي أو بدوي من عرب وادي خالد. فجميع هؤلاء يستعملون هذه التلبيسة إذا جاز التعبير. أما أهل لبنان، والذين يُقيمون على ترابه منذ أكثر من عشر سنوات، فهم لا يستعملون هذا التاج السني، بل يضعون خزفا.
القاتل ضخم البنية، منتفخ، وزن أكثر من 100 كيلو، وآلا لهرب بعد تفجيره الميستوبيشي، ولكن ثقل وزنه منعه من الفرار بعيدا عن موقع الحادثة. وطبعا كل أهل لبنان يملكون رشاقة عالية، تؤهلهم للهرب عند اللزوم، وهذا ينفي أيضا أن القاتل لبناني.

وأكبر دليل على القاتل تم رفعه من مسرح الجريمة، هو العثور على عدة أحرف من نوع القاف تحت لسان القاتل ، وهو ما يستعمله العلويين في سوريا، وأهل القرى، وبعض البدو. أما أحرف الضاد والتي تم العثور عليها متناثرة تحت العجلات، فتدل بشكل واضح لا لُبس فيه على أن القاتل يتقن اللغة العربية، ويُمارسها منذ أكثر من خمس سنوات.

بعض الشعرات والتي تم العثور عليها ملتصقة بسقف سيارة المستوبيشي، تُبين وبشكل أكيد أن القاتل ليس لبناني، وآلا لكان استحم أقله مرة في الشهر، فنسبة الزيت والتي تجاوزت ال76% على مقياس كريستيان ديور للنظافة، تدل وبشكل لا يقبل المناقشة، على أن القاتل لم يستحم منذ الحركة التصحيحية والتي حدثت في سوريا عام 1973، مما يُضيف دليل جديد، على جنسية القاتل.

رائحة الكاري، والتي تم العثور عليها من تحليل رزة (جمع رز) خرجت من مصارين القاتل اثر تفجيره الشحنة ونفسه، تستبعد أن يكون القاتل من أهل لبنان، ولكنها تُشير إلى إمكانية كونه من إحدى الدول الخليجية، وغالبا من السعودية، حيث تم العثور على مسواك على الحدود اللبنانية السورية، مشابه للمسواك المستعمل وعليه نفس الآثار. والتفسير الأقرب للواقع هو كون القاتل يملك مسواكين، استعمل أحدهم لدى قدومه من دمشق(دليل جديد على تورط حكومة دمشق) وبقي معه مسواك استعمله قبل تفجيره بربع ساعة على ما أكدت النظائر المشعة.

ولدى تحليل الذبذبات الصوتية الصادرة عن القاتل في 14 شباط الساعة الواحدة إلا ربع ظهرا، تبين أن هناك ثقب في أذن القاتل، قد يكون نتيجة تعرضه لضربة من أحد المحققين، مما يُعزز فرضية كونه غير لبناني. حيث لا يقوم المحققون اللبنانيون بضرب المتهم، وهنا تتجه التهمة إلى مصر واليمن. كما لمح المحقق براميرتس إلى إمكانية كون الضربة ناتجة عن عصا مطاوع سعودي، وحتى ساعته لم تُحسم هذه النقطة.

قطعة اللحمة (الشقفة) والتي تم العثور عليها على ضفاف نهر الكلب، تؤكد أن القاتل ليس نصراني، وأنه تم ختانه منذ أكثر من ثلاثين سنة، كما تُثبت بشكل قاطع لا يقبل أي شك، كون القاتل ذكر وليس أُنثى، مما يُضيق الحلقة على القاتل.

درجة الرطوبة والتي تم ملاحظتها على العظمة التي تم العثور عليها في منطقة الزبداني والتابعة لمحافظة ريف دمشق، تؤكد أن صاحبها كان قد تعرض للاعتقال في زنزانة منفردة لمدة لا تقل عن عشرين عاما، ويُرجح المحقق الدولي أن تكون الزنزانة بحجم متر في متر وليس فيها تهوية، وهذا النوع من الزنزانات يكثر في كل الدول العربية. مما يؤكد أن القاتل هو عربي أصيل من بني قحطان.

زيادة الملوحة في مياه نهر الكلب، تؤكد أن القاتل كان قد تبول قبل ثلاث ساعات في النهر، وهذا يؤكد فرضية المحقق براميرتس كون القاتل غير لبناني، وغريب عن المنطقة، وآلا لكان وجد مكانا آخر ليتبول فيه.

عدم وجود أي قطع بلاستيكية في محيط مئة كم من مكان الانفجار دليل قوي على أن القاتل يتمتع بنظر ثاقب ورؤية دقيقة، وبالتالي لم يكن يضع نظارات بلاستيكية على عينيه، وبما أن كل أهل لبنان يضعون نظارات على عيونهم، بسبب كثرة الفضائيات، والتي عمت أنظارهم من كثرة متابعتها، ومتابعة تعليقات المحللين الاستراتيجيين.

أما النتائج السرية والتي لم يتم الإفصاح عنه تتلخص بما يلي:
- عدم العثور على رأس القاتل دليل على أنه طار مع التفجير.
- عدم العثور على أي جزء من القاتل دليل على شدة الانفجار
- عدم العثور على أحد من أقارب القاتل دليل على تنفيذه العملية وحيدا دون مساعدة من أقاربه.
-عدم العثور على صحف أو كتب في محور الجريمة دليل على أن القاتل أُمي لا يعرف القراءة ولا الكتابة.
-عدم العثور على هوية أو جواز سفر مع القاتل دليل على تصميمه على القتل، وعدم رغبته بترك أي دليل على جنسيته.
-عدم وجود حذاء جلد في محيط الجريمة دليل على كون القاتل انتعل حذاء رياضي في تنفيذ جريمته.

ريف دمشق
14-12-006
سري للغاية

--خاص الحوار المتمدن

#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات