أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حسن مدبولى - حكم الأغا !!














المزيد.....

حكم الأغا !!


حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 8124 - 2024 / 10 / 8 - 09:50
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


تذكر المصادر التاريخية المتعددة أن حاكم مصر المدعو كافور الإخشيدي والشهير بكافور الحبشى والذى عاش خلال الفترة من 905م – 968م، والذى يعتبر رابع حكام الدولة الإخشيدية،كان عبدا مخصيا من أصول( حبشية ) وقد تم تحريره من الرق بأمر من سيده محمد بن طغج حاكم مصر وقتها، وهو حاكم تركى، تولى الولاية فى مصر مكافأة له من الخليفة العباسى فى عصره على تصديه لمحاولات الفاطميين دخول مصر، واستطاع الاستقلال بمصر عام 940م.
وقد أمر محمد بن طغج بتدريب كافور تدريبا رفيعا لإستخدامه فيما بعد كأداة لقمع خلق الله من الغلابة المقهورين المحكومين، وبعد إنتهاء مرحلة التدريب تم تعيين كافور هذا قائدا كبيرا في قوات ذلك الحاكم الأخشيدى محمد بن طغج، ومع تفانى كافور ومبالغته فى إظهار الولاء لسيده وتاج رأسه وولى نعمته، تدرج في الرتب وصعد حتى أعلى الدرجات بكل سهولة ويسر، بل إنه إستطاع أن يصبح الذراع اليمنى للحاكم الضعيف محمد بن طغج ، وإستمر كافور فى الصعود حتى لمع نجمه وإتسع نطاق نفوذه بشكل كبير جدا،
و نتيجة للوفاة المفاجئة للحاكم المصرى محمد بن طغج فى 25 يوليو عام 946، فقد تجذرت هيمنة كافور عقب تلك الوفاة الغامضة،فإستطاع الرجل أن يستكمل سيطرته على دفة الأمور، وأن يدير مفاصل الدولة بنفسه، وذلك لإن ولى العهد أونوجور (محمود) بن محمد بن طغج كان لا يزال صبياً صغيرا جدا وقت وفاة والده، و بالتالى تمددت دائرة هيمنة كافور وإمتدت ،حيث دعا له الخطباء علي المنابر، وتجاهلوا الحاكم الشكلى صغيرالسن أونوجور، ثم تخلص كافور من ولى العهد وأعلن موته وهو لا يزال صبيا ،
فتولى أخيه الأصغر على بن طغج ولاية العهد، مع إستمرار سيطرة كافور على مقاليد السلطة،ثم مالبث أن أعلن كافور عن وفاة ولى العهد الجديد بعد مدة قصيرة أيضا،وقيل أن كافور الأخشيدى قد دس له السم وقتله كما قتل أخيه الأكبر أونوجور ؟ المهم إنه بعد خلو منصب ولى العهد وعدم وجود أشقاء لعلى وأونوجور ، أصبح كافور هو الحاكم الرسمى لمصر ، فعمل فورا على إستمالة الحاشية والقادة من النخبة و رجال الطبقة الحاكمة، ومعهم الأدباء ورجال الدين والجنود وغيرهم ،وأنعم عليهم جميعا بالعطايا الثمينة والمناصب الرفيعة، وكان ينتقى الجهلة وعديمى المواهب والخسيسين وأصحاب السوابق ، فيرفع من شأنهم ويمنحهم المزارع والمناصب العليا والقصور الفخمة ؟
بينما إكتوت غالبية الشعب المصرى بنار الفقر والجبايات وإرتفاع الأسعار الفاحش، والعوز والمرض والجهل ،خاصة بعد انحسار مياه النيل وانهيار زراعة القمح،وتفشى المجاعات ،وحدوث الزلازل والحرائق والحوادث الكارثية فى عهده ؟ وتقزم دور مصر وثقلها بين أقرانها لدرجة مخجلة،،
وقد زار الشاعر أبو الطيب المتنبى مصر وهى تعيش هذه الأحوال الفاجعة بسبب حكم ذلك العبد الحبشى، وكانت دهشة المتنبى كبيرة بسبب ما رآه من تسلط شخص وضيع مثل كافور، على مقدرات شعب عريق كالشعب المصرى، وقد سخر المتنبى من حجم المتناقضات والكوارث المتراكمة فى مصر، حيث وصف المتنبى تلك الأحوال ببيت الشعر الشهير :-
كم ذا بمصر من المضحكات،
لكنه ضحك كالبكاء،،!!
ثم أردف قائلا :-
أكلما إغتال عبد السوء سيده،
أو خانه،
له فى مصر تمهيدُ !؟
صارالخصى إمام القابعين بها،
فالحر مستعبد،
والعبد معبودُ !!!!



#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القومجية أعداء إيران ،،
- ماذا بعد حسن نصر الله!؟
- إنفجارات لبنان !
- العدوان الشامل !!
- الزيارة الرسمية لتركيا !!
- نادى النظام الأسبانى!؟
- هل يؤمن الناصريون بالديموقراطية؟
- تتفيه التفاهة
- حياة الماعز، والرسائل المخفية ،،
- حياة البقر !!
- مخاطبة الشعوب كمجموعة من الأطفال!
- العلاقة المشبوهة !؟
- حسينة ماجد- بنجلاديش
- مجدل شمس!؟
- ماهى علاقتنا بجوسيوس اولمبياد باريس !؟
- مش أنا لوحدى،ده أختشى منى كمان !؟
- مجلس العار !
- المسكوت عنه فى التطبيع!؟
- الزاوية الأخرى!؟
- موات الداخل الفلسطينى


المزيد.....




- كعبٌ عالٍ وسقوطٌ مدوٍّ... حين تعثّرت نعومي كامبل ونهضت نجمة ...
- مدير IAEA: أجهزة الطرد المركزي بمنشأة فوردو النووية بإيران - ...
- مصور وناشط فلسطيني وثق الحرب بغزة في جولة أمريكية لجمع التبر ...
- قمة الناتو: إسبانيا تتحدى ترامب... تساؤلات: هل يظهر خامنئي ف ...
- السعودية..جدل بعد منع -البقالات- من بيع التبغ واللحوم
- تحطمت أسطورة إيران التي لا تقهر.. ما عليك معرفته الآن عمّا ق ...
- غزة: قتلى وجرحى في قصف على مدرسة وسموتريتش يهدد: إما وقف الم ...
- وصفه بالبطل.. ترامب يدعو لإلغاء محاكمة نتنياهو بتهم الفساد
- محللون والحرب الصهيونية الأمريكية على إيران
- تصريح صحفي صادر عن اللجنة التحضيرية للجبهة الوطنية الشعبية


المزيد.....

- السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية) / رحيم فرحان صدام
- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حسن مدبولى - حكم الأغا !!