أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن مدبولى - حياة الماعز، والرسائل المخفية ،،














المزيد.....

حياة الماعز، والرسائل المخفية ،،


حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 8077 - 2024 / 8 / 22 - 14:07
المحور: الادب والفن
    


تدور قصة الفيلم الهندى حياة الماعز حول شابين هنديين مسلمين يسافران إلى المملكة العربية السعودية للعمل باحدى الشركات في الرياض، لكن بعد وصولهما إلى المطار لم يستطيعا مقابلة "الكفيل" الخاص بهما ، فيبقيان حائران تائهان حتى يرمقهما رجل مسن ويوهمهما بأنه هو الكفيل، ويأخذهما في سيارته إلى وسط الصحراء و يجبرهما على العمل كرعاة للغنم والإبل،لكن كل منهما فى مزرعة مختلفة، و يتم إرغام نجيب على العيش كعيشة العبيد ، ويبدو الأمر مأساويا و ميئوسا منه، فقد رأى نجيب مصير أحد القدامى الذى انتهى به المآل مدفونا فى رمال الصحراء تنهش جيفته النسور !!
فحاول نجيب الهروب بالاتفاق مع رفيقه حكيم وأحد الأفارقة ، إلا انه فقد رفيقيه وانتهى به الأمر سجينا لمدة شهرين حتى عاد لبلاده محطما ،و يُختتم الفيلم بتوضيح أن ما حدث لنجيب ليس حالة فردية بل تجربة شبيهة يمر بها الآلاف من المخدوعين!!
وقد تماهى البعض مع السرد الدرامي لفيلم حياة الماعز وأغرقونا فى تفاصيل مملة مصطنعة متكلفة لاقيمة فنية لها ،فيما تجاهلوا فى الوقت نفسه المآرب العنصرية المُختبئة وراء محاولة تنميط صورة العربى المسلم وعلاقته المتناقضة المعقدة مع الآخرين ،
وعلى الرغم من أنّ شخصية البطل المسمى " نجيب" تعرضت لصدمتين أحداهما كانت في بلاده حينما خُدعه مواطنوه الهنود بتزوير مستندات قدومه للخليج وقدموه ضحية سهلة للاستعباد بعد أن سلبوا أمواله القليلة التى حصل عليها نتيجة بيع أو رهن منزله، إلا أنّ ذلك الموقف ( الهندى) لم يكن مركزيا في القصّة على الرغم من أنّه يمثل الخدعة الأساسيةالتي حملته للمصير اللاحق.بل حاول الفيلم التفنن فى التغطية على ذلك الموقف باعتباره موقف استثنائى عارض، يتناقض مع الواقع الهندى الجميل الملئ بالأشجار والأنهار والموسيقى والأصدقاء والزوجة والحب والإبن القادم والأمل فى المستقبل والأم التى تمثل الجذور، والعمل الشاق الذى وان كان ذو عائد مالى قليل إلا أنه كان أفضل من المستقبل المجهول فى بلاد الرمال والصحراء القاحلة وانعدام المياه ، وانتشار القوارض والثعابين القاتلة،والتعرض للأسوأ وهو الوقوع فى براثن الشخصية المسلمة السادية المجرمة التى تعيش حياتها على قتل وأستعباد الآخرين وهى تتمتم بسم الله توكلنا على الله، أو تمارس عنصريتها وأمراضها وهى تستمع للقرآن الكريم أو الآذان وهو يدعو للصلاة !؟
وجاء تقديم صورة الهنديين على أنّهما مُسلمان تعرضا لعنف مُركب في دولة الإسلام الرئيسية ومنبعه، ليمثل إشارة واضحة بأنّ التمسك بقيم وتعاليم المسلمين لن يأتى أبدا بخير، بل على العكس، وفيما تمثل الشر المطلق في العربى المسلم ذو الرائحة الكريهة الناتجة عن التعطر ببول البعير كما سخر " حكيم وهو يشرح لنجيب سر الرائحة الكريهة للعربى الخشن الجهول ، فقد برزت صورة بعض من تحلوا باالقليل من الرحمة كالشخص الذى أنقذ نجيب من الطريق وأوصله إلى المدينة،إلا أن هؤلاء الرحماء لم يكونوا يمتلكون الانسانية الكاملة، فقد ترك هذا العربى الضحية" نجيب" لمصيره وحيدا فى الشارع، وأنزله من السيارة أمام أحد المساجد التى لم تفد الضحية بشيئ ، بل انه أمام المسجد مباشرة واجه نجيب عنصرية مقيتة وتأفف مخزى من بعض المارة وأصحاب السيارات، بينما أنقذه بنو جلدته الهنود الأبرار والذين ساعدوه بكل دقة وتفانى وحرص على انسانيته وحياته حتى عند حلاقة شعر رأسه !
الفيلم قدّم لوحة قاتلة للصحراء ( الأسلامية ) التى لا تخلوا من المساجد وأصوات الآذان، والتى لا تكف شخوصها عن الحديث باسم الله والتوكل عليه ، لكنها فى الوقت نفسه تتلون كالحرباء بين قسوةالبرودة ليلا وحرارة ولهيب الرمال نهارا، ووحوشها الضارية وانعدام الحياة فيها إلا تحت نير العبودية والندرة التي تضطر الإنسان لأن يغسل نجاسته بالتراب فى غربته كما كان يفعل نجيب !



#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حياة البقر !!
- مخاطبة الشعوب كمجموعة من الأطفال!
- العلاقة المشبوهة !؟
- حسينة ماجد- بنجلاديش
- مجدل شمس!؟
- ماهى علاقتنا بجوسيوس اولمبياد باريس !؟
- مش أنا لوحدى،ده أختشى منى كمان !؟
- مجلس العار !
- المسكوت عنه فى التطبيع!؟
- الزاوية الأخرى!؟
- موات الداخل الفلسطينى
- الديكتاتور وكرة القدم !!
- وفاة عامل ديليفرى !!
- الشيخ الشريب وكرة القدم !!
- الرئيس أنور السادات
- التجربة البنجالية !؟
- النابالم بالنابالم !
- البديل الآمن !
- التجربة الايرانية
- الأولى بالصرف والإنفاق فى مصر!؟


المزيد.....




- مسرحية الكيلومترات
- الممثلة اليهودية إينبندر تحصد جائزة إيمي وتهتف -فلسطين حرة- ...
- الأبقار تتربع على عرش الفخر والهوية لدى الدينكا بجنوب السودا ...
- ضياء العزاوي يوثق فنيًا مآسي الموصل وحلب في معرض -شهود الزور ...
- إشراق يُبدد الظلام
- رسالة إلى ساعي البريد: سيف الدين وخرائط السودان الممزقة
- الأيقونات القبطية: نافذة الأقباط الروحية على حياة المسيح وال ...
- تونس ضيفة شرف في مهرجان بغداد السينمائي
- المخرجة التونسية كوثر بن هنية.. من سيدي بوزيد إلى الأوسكار ب ...
- نزف القلم في غزة.. يسري الغول يروي مآسي الحصار والإبادة أدبي ...


المزيد.....

- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن مدبولى - حياة الماعز، والرسائل المخفية ،،