علي عرمش شوكت
الحوار المتمدن-العدد: 8116 - 2024 / 9 / 30 - 18:35
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
من طبع الشدة غالباً ما يفتح مسارات للخروج منها، وقد ياتي ذلك لاسباب معلومة او مجهولة في لحظتها الاولى، وقد لخصها المثل القائل ( ياشدة اشتدي تنفرجي ) ولم تختلف مأساة الشهيد "حسن نصر الله " ورفاقه الا بجزئية منفردة التي تجسدت في نتائج عصف القنبلة القذرة التي قطعت انفاس كوكبة من الشهداء وعلى رأسهم الشهيد " قائد المقاومة " حيث اسفرت عن حقيقة كانت تحت بيادر من الادعاءات والدعوات غير الصادقة فحينما استحق الامر الردع الموجب لنيران العدوان جاء الجواب ( الوقت ليس مناسباً ) " والامريكان اخوتنا !!! " هذا ما فجر قلب السيد الشهيد قبل ان يفجره عصف القنابل.
المشهد الدامي الذي ما زالت نيرانه ملتهبة يخلق القناعة المطلقة بان "الخذلان" الجارح باتت متبنياته تحاول ان تخيّم على الضاحية الجنوبية الثائرة مع انها استحقت ان تسميها قوى شعوبنا الحية باسم " ضاحية الطف " تيمناً بتلك الواقعة الكربلائية. وذلك لتشابة سيناريوهاتها المؤلمة.. ومن وحي "الخذلان" ايضاً اخذ العدو الاسرائيلي حافزاً صار يحاول ان يفرض شروطه المستجدة والتي دعا فيها الى ابعاد " حزب الله " عن حدود الكيان اي بعد نهر الليطاني. وليس من الظن انه سوف يصنع من هذه المسافة حدوداً واقية على غرار اراضي الجولان السورية ، التي مضت سنون طوال على احتلالها للاسف الشديد .
بعد بشاعة الجريمة والخسارة الاليمة وكل ما حصل ودون ادنى شك في حصوله مجدداً، هل تتم العودة الى تبني خارطة الطريق المعلق عبر الحدود مرة اخرى، واستمرار القتال على نمط القرون الوسطى حيث يزج بالعبيد في وطيس المعارك ويبقى السادة متفرجين ؟.. ان هذا الاحتمال قد غدا مرفوضاً تماماً، لان مقاومة شعوبنا جديرة بالتحرر من اية قيود لا تستند الى واقع محسوس بحكم قرار يرفض نتائج الهزيمة وتداعياتها مع ابعاد المتخاذلين عن صفوف المقاومين البواسل. ان معركة تحرير فلسطين والعرب مع العدو الاسرائيلي ومسانديه، قد مضى عليها خمسة وسبعون عاماً . وغالباً ما يستعر لهيبها من ابناء الارض ولكن يخذلها المتطفلون على قضية تحرير فلسطين.
ستقرع الاجراس للثوار على عادتها وقرعا هذه المرة، ليس كنائسياً كالمعتاد لانها للنهوض وليس لفرض الطاعة، ان ثورات الشعوب ضد الظلم لن تموت اثارها وما زالت تشكل مناراً هادياً.. وطالما بقى التعسف والاستهتار بالحقوق والحريات وبارواح البشر، ستنهض القوى الحية مستلهمة عنفوانها من دروس تلك الثورات التحررية . وثمة امثلة في التاريخ مازالت ملهمة. وعلى سجاياها يقوم النضال القادم .
#علي_عرمش_شوكت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟