أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبدالله عطية شناوة - كيف تبخر -اليسار- الإسرائيلي؟














المزيد.....

كيف تبخر -اليسار- الإسرائيلي؟


عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي


الحوار المتمدن-العدد: 8114 - 2024 / 9 / 28 - 00:12
المحور: القضية الفلسطينية
    


ربما يحير كثيرين سؤال يتعلق بتبخر اليسار الإسرائيلي، وما كان يقوم به في مواجهات سابقة من نشاطات لوقفها.
والحقيقة أن في إسرائيل شخصيات مثقفة من صحفيين وأكاديميين وفنانين لديهم ميول يسارية، وهم يعارضون. التوسع والعدوان بصدق، لكنهم أفراد وليسوا أحزابا أو منظمات، لها قاعدتها الجماهيرية التي تتطلع إلى سلام عادل أما بحل الدولتين أو بحل الدولة الواحدة لشعبين على قدم المساواة.
تأريخيا يتمثل "اليسار" الإسرائيلي بحزب ”ماباي” أي حزب العمل، وبظهيره الشعبي "الهيستردوت" أي أتحاد النقابات، والعمل حزب صهيوني لعب إلى جانب عصابات الإرهاب بقيادة مناحيم بيغن وإتسحاق شامير، الذين كانا يصنفان كيمينيين، لعب العمل بقيادة بن غوريون الدور الرئيسي في تأسيس أسرائيل، منتحلاً لبوسا يساريا، تمثل في أنشاء التعاونيات على غرار التعاونيات في الإتحاد السوفييتي، وانضم إلى الأممية الثانية التي تؤطّر الأحزاب التي تعادي الاتحاد السوفييتي، وتعمل على تحسين صورة النظام الرأسمالي، بإدخال إصلاحات عليه، هدفها إجهاض أي تحرك طبقي لاستبداله بنظام إشتراكي
ومع تمكن إسرائيل من أسباب التفوق العسكري، والدعم الإقتصادي الأمريكي والغربي غير المحدود، الذي مكن بدوره من تحقيق قفزات تكنولوجية هائلة، لم يعد ماباي بحاجة إلى مواصلة انتحال صفة اليسار، وانتفت تقريبا الفوارق بينه وبين حزب "حيروت " اليميني الذي يقوده بنامين نتنياهو حاليا.
تحت قيادة ماباي أرتكبت المجازر وجرائم التطهير العرقي ضد الفلسطينيين ما بين عامي 1946 - 1948 التي عرفت بالنكبة، وتحت قيادته أيضا توسعت إسرائيل في حرب 1967 لتبتلع كامل فلسطين وسيناء المصرية والجولان السورية، ونظمت سلسلة من المذابح ضد الفلسطينيين واللبنانيين والمصريين.
على هامش ماباي نشأت جماعات صغيرة رأت أن إسرائيل بحاجة إلى هضم الضفة الغربية التي يطلقون عليها يهودا والسامرة، بدلاً من مواصلة شن الحروب في لبنان وتقديم الحسائر باهضة لا موجب لها، على يد المقاومة اللبنانية، مطمئنة إلى أن إسرائيل بقوتها الذاتية والدعم الأمريكي - الغربي اللا محدود لا تواجه مخاطر جدية.
ومن منطلق الشعور بالقوة المفرطة، تشكل ما يسمى بحركة السلام الآن التي استقطبت أعدادا كبيرة من الواثقين بقدرة إسرائيل على ردع الخصوم.
ولأن هذه الجماعات ليست يسارية حقا، وأنما صهيونية تحمل وجهة نظر مغايرة في ضمان تحقيق الأهداف الصهيونية، ولأنها ليست مسالمة ولا تتطلع إلى سلام قائم على العدل، فإنها تبخرت على نحو مثير للأستغراب، مع أول شعور بقدر من الخطر يواجه المخططات الصهيونية، والمتمثل بالعملية النوعية غير المتوقعة التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في أوكتوبر من العام الماضي. فلم نشهد عشرة الآف إسرائيلي يتظاهرون مطالبين بوقف أعمال الإبادة الجماعية في غزة وغارات المستوطنين وجيش العدوان الصهيوني على الضفة الغربية وتدمير البنى التحية في مدنها، بعد إن كان عشرات الآلاف ينضمون إلى تظاهرات "السلام الآن". كل التظاهرات تركز على إنجاز صفقة للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية.
عملية أوكتوبر 2023 عرت الطبيعة الصهيونية للمجتمع الإسرائيلي، وافتقاره إلى إلى يسار حقيقي وقوى تتطلع إلى سلام حقيقي وليس سلام التفوق الذي يضمن المصالح الصهيونية ويلغي حقوق الشعب الفلسطيني وينكر حقه في تقرير المصير والسيادة. ولكي لا نتجنى على الحقيقة لابد من لاعتراف بوجود جماعة يسارية حقيقية هي الحزب الشيوعي الإسرائيلي "راكاح" لكنها شبه معزولة عن المجتمع الإسرائيلي، وأغلب أعضائها من الفلسطينيين الذين لم ينجح الصهاينة في اقتلاعهم من أرض الآباء والإجداد في مجازر النكبة.



#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نجاحات -غزوة- البيجر!
- نحو تفكيك السردية الصهيونية
- العلم والدين والأنسان
- لا عزاء للمخدوعين!
- غلطة الشطّار
- عن قارة العقلانية المزعومة!
- كم أغبط المتخصصين إهتماما ونشاطا!
- نخرج من وهم لنقع في آخر
- معضلة أوربا
- بهجة ساذجة بين داعمي روسيا
- تحول مرعب
- الأغنية الشيوعية التي تحولت إلى أغنية رياضية
- ملاحظات على خيارات الناخب السويدي
- غدا نعرف حقيقة المجتمع السويدي
- اعتراف واعتذار
- الطفل المغربي ريان وأطفال فلسطين
- تكثيف
- فك الإرتباط بين اليهودية والصهيونية
- المهدي العلماني الديمقراطي الفسطيني المنتظر!
- في الموقف من إيران وإسرائيل


المزيد.....




- بعد أسابيع من افتتاحه.. كوريا الشمالية توقف استقبال السياح ا ...
- الاتحاد الأوروبي يفرض حزمة عقوبات جديدة على روسيا ويخفض سقف ...
- بطريركا القدس للاتين والروم الأرثوذكس في زيارة إلى غزة عقب ه ...
- المرصد السوري: مواجهات عنيفة في ضواحي السويداء وما يجري خطير ...
- ما يحصل في السويداء هو الأخطر في سوريا منذ سقوط نظام الأسد.. ...
- احتجاجات غاضبة في ماليزيا لرفض اعتماد سفير أميركي
- حماس: لا خيار لإسرائيل سوى صفقة وفق شروط المقاومة
- تزاحم الغزيين للحصول على وجبة طعام مع بلوغ الجوع ذروته
- جهود المتطوعين بالخرطوم تطمح للانتقال من مرحلة الإطعام إلى د ...
- عاجل| جنبلاط: جبل العرب في السويداء جزء لا يتجزأ من سوريا وا ...


المزيد.....

- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبدالله عطية شناوة - كيف تبخر -اليسار- الإسرائيلي؟