أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - حسن بشير محمد نور - اثر الحرب علي الاقتصاد السوداني:تحديات التنمية المستدامة














المزيد.....

اثر الحرب علي الاقتصاد السوداني:تحديات التنمية المستدامة


حسن بشير محمد نور

الحوار المتمدن-العدد: 8108 - 2024 / 9 / 22 - 22:19
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


بروفيسور حسن بشير محمد نور
اثر الحرب علي الاقتصاد السوداني: التحديات امام التنمية المستدامة

لقد كانت الحروب والنزاعات المستمرة في السودان، التي تعمقت بعد حرب ابريل 2023 الجارية الان، والتي ضربت البلاد في ام رأسها في العاصمة وولاية الجزيرة وامتدت لجميع مناطق دارفور ومساحات واسعة من ولايات كردفان وصولا الي ولايات سنار والنيل الأزرق،ومناطق في ولاية القضارف والحبل عي الجرار. لهذه النزاعات عواقب عميقة على البنية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد. الحرب، بطبيعتها، تدمر البنية التحتية، وتعطل التجارة الداخلية والخارجية وتعطل الاستثمار، وتعيق عمليات التنمية بمختلف انواعها. في السودان، كانت العواقب شديدة بشكل خاص، مما خلق اقتصاداً ريعي يعتمد بشكل كبير على الصناعات الاستخراجية، كما كان الحال مع النفط ثم التنقيب عن الذهب اضافة للمحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية، مع إهمال كبير للقطاعات الرئيسية اللازمة للاستدامة على المدى الطويل، مثل التمية الزراعة المرتبطة بالتحديث وتصنيع القيم المضافة للسوق المحلي وللتصدير علي حد سواء، اضافة لتطوير رأس المال البشري، وقد كان لعدم الاستقرار السياسي والامني المتطاول الاثر الاكبر في تعطيل عمليات التنمية والنمو الاقتصادي والتسبب في جعل السودان من الدول الاكثر تخلفا في العالم.
أحد الآثار الرئيسية للحرب هو الاستنزاف الكبير للقوى العاملة في السودان، إما من خلال التهجير وتعطل الاعمال الخاصة والعامة الي حد كبير، اضافة للتجنيد في الفصائل المسلحة والمستنفرة. تعاني المناطق المتأثرة بالنزاع من هجرة جماعية، مما يؤدي إلى فقدان المواهب والخبرات والابتكار المحتمل المصاحب لعمليات تعطل التعليم العام والعالي وتفشي البطالة علي مستوي جماهيري واسع النطاق. تصاحب ذلك مع هجرة واستنزاف العقول، مما فاقم من تدهور قدرة السودان على توليد حلول محلية مستدامة للتحديات الاقتصادية والتنموية.

كما أن الحرب قد أوقفت تماما الاستثمار في البنية التحتية الحيوية، مثل النقل والطاقة والرعاية الصحية، وتعطل العمليات التعليمية التي تعتبر في غاية الاهمية لتعزيز القدرة الاقتصادية. على سبيل المثال، أدى تدمير الطرق والجسورذات الطبيعة الهشة، كما حدث من جراء الامطار والسيول التي اجتاحت مناطق واسعة من البلاد إلى تعطيل التجارة الداخلية وعزل المجتمعات الريفية عن الأسواق المحلية، مما احدث اختناق في الانتاج الزراعي حتي علي المستوي المعيشي الضامن للحياة - وهو القطاع الذي يشكل العمود الفري للاقتصاد السوداني وللامن الغذائي علي وجه التحديد-. بالإضافة إلى ذلك، فإن تدهور نظم التعليم والمرافق الصحية يزيد من زعزعة استقرار رأس المال البشري، مما يحد من آفاق مستقبل الأجيال القادمة.

لكي يبدأ السودان في مسار التنمية المستدامة، فإن السلام هو الأمر الأساسي الذي لا بديل عنه وكلما تاخر تحقيقه تفاقمت الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية وارتفعت تكاليفها وربما استعصي بعضها علي العلاج. المطلوب اذن لضمان أي مستقبل للبلاد، أن تتركز الجهود الوطنية الدولية الرامية إلى السلام وإعادة الإعمار على سياسات اقتصادية شاملة تعزز التنوع والتحديث وتراعي قواعد التنمية المتوازنة والعدالة الاجتماعية وتراعي نظام جديد في ادارة الموارد وتوزيعها واعادة توزيعها وقسمتها.
يمكن أن يشكل الاستثمارات في الطاقة المتجددة، وخاصة الطاقة الشمسية وانتاج الوقود الحيوي افاقا واسعة في تسريع عمليات التنمية بعد الحرب، اضافة لاهميتها في معالجة نقص الطاقة الضرورية للانتاج والانتاجية بينما تخلق فرص عمل مهمة، يضاف ذلك بالطبع للاستثمار في البنية التحتية وقطاعات الانتاج الحقيقي وتطوير تنافسية القطاع الخاص الوطني.
علاوة على ذلك، فإن إعادة تأهيل القطاع الزراعي وتشجيع المشاريع الصغيرة ستعزز الأمن الغذائي وتقلل من مستويات الفقر الاعتماد على الواردات.

بشكل عام في حين أن حالة الحرب الحالية تفرض عقبات كبيرة أمام انعاش وتعافي الاقتصاد السوداني وتمزق النسيج الاجتماعي، فإن مستقبل التنمية المستدامة يكمن في السلام، والحكم الرشيد والحوكمة، والتعبئة الاستراتيجية لموارده الطبيعية والبشرية لتعزيز القدرة التنمية واستدامة النمو. جميع الطرق مقفلة نحو تحقيق أي مستقبل للتنمية المستدامة في السودان تضمن الاستقرار ورفاهية الاجيال المقبلة، ما عدا طريق واحد فقط هو (طريق السلام).



#حسن_بشير_محمد_نور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفئات الأكثر تضررا من الحرب في السودان
- الخرطوم، عصب المال والاقتصاد
- الحكومة الانتقالية، الدخول في الشباك
- الحكومة الانتقالية، الوقوع في الشباك
- المؤشرات الحمراء
- الجنيه السوداني، القاتل والمقتول والضحية
- معالجة الاثار الجانبية لسعر صرف الجنيه السوداني
- جدل في الفكر السياسي في السودان
- ماذا بعد رفع اسعار الكهرباء والماء؟
- استنهاض قوي الاستنارة
- من الذي يرعي الخرطوم؟
- لقد ثكلت الاغاني المتكأ
- السيسي علي طريق دغول - ايزنهاور
- عواصف في العصب الحيوي
- العودة لسيادة حكم القانون
- مانديلا ، في مقررات العلوم الانسانية
- فائض قيمة استرداد ثورة
- مستجدات القرن الافريقي ومستقبل الامن القومي السوداني
- اسطنبول ، بداية الخروج من الفوضي
- ازدراء العمل الفكري


المزيد.....




- الشرطة تستخدم مدافع المياه ضد المتظاهرين في تل أبيب
- سقوط نظام الأسد حصاد لعقود من الاستبداد
- الكلمة التوجيهية للأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، محمد ...
- بيان لجنة دعم حراك العمال والعاملات بالقطاع الزراعي باشتوكة ...
- بعض أوجه القصور في عمل اليسار النقابي بالاتحاد العام التونسي ...
- المقاومة تصد محاولة انقلاب في كوريا الجنوبية الحليف الرئيسي ...
- إحالة “متظاهري العودة” بسيناء إلى المحاكمة
- م.م.ن.ص// المغرب: الاستثناء هو موسم جامعي دون قمع، ودون اعتق ...
- لزعر سمير// مع أقدار النظام، تحل -العقدة الغوردية- دون الحا ...
- محتجون في السويداء يدمرون صورة الرئيس الأسد.. وسط تصاعد الاح ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - حسن بشير محمد نور - اثر الحرب علي الاقتصاد السوداني:تحديات التنمية المستدامة