خالد خليل
الحوار المتمدن-العدد: 8099 - 2024 / 9 / 13 - 11:57
المحور:
الادب والفن
اسافر في الحلم الى طيف شهيد
اهديه وردة من شقائق النعمان
وردة حمراء تشهق بين انامل الزمان
تبكي بصمت في حضن الغياب
تروي قصائد الارض باوردة السحاب
يا طيف الشهيد في ليل السراب
هل تسمع هسهسة الزهور في الما وراء؟
هل يحملك النسيم على جناح الشوق؟
ام ما زلت تنسج للحلم سفرا بين الافق والعروق؟
اهديك وردة من دماء الفجر،
زرعها في القلب شهيد آخر
لم تذبل، بل نمت، كبرت
لتروي حكاية الولادة من النار،
وتزهر في كل مواسم الانكسار
شقائق النعمان…
يا سفراء الارواح في ثوب الجمر
تحملون ملامح الحكايات
وعطر العودة المشتعلة بالنور
في ليل لا يعرف الصباح
سافرت اليك، ايها الشهيد،
لم اسأل عن الطريق، فالريح تعرف
وسحب الدخان تحتضنك في السهر
تقول: لا تبكِ على الورد الذي رحل
فالزهر في غيابي يولد من العدم
يا شقائق، يا صرخة الزمان
اخبريني كيف يزهر الرحيل
وكيف يكبر الحلم في فم الطفولة
حين يسقط الجسد ويصير رمزا
وكيف نهدي وردة لشهيد
لم تطفئه الريح ولا دفنته الارض
بل صار ربيعا لا يموت!
فيا طيف الشهيد، خذ وردتي
خذني معها، ولتكن شقائق النعمان شاهدتنا
على ان الحلم لا يموت
ولا يذبل في يد الغياب.
وفي السماء مضى، نجما يحرس الفجر
ينسج أجنحة من ضوء وحلم
يرسل الوعد عبر المسافات والدهور
يقول: "لا تموت الحكايات إن عبرت الدماء
ولا ينطفئ القلب إن سكن الوجع في السماء."
يا شقائق الحلم، ازهري بين جراح الارض
كوني لنا شاهدة على أن الامل لا يدفن
بل يزهر مع كل نبضة في صدر الغياب
ويكتب بالورد أن الحياة لا تهزم.
#خالد_خليل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟