محادثة بيني وبين وعيي الباطن

خالد خليل

الحوار المتمدن-العدد: 8079 - 2024 / 8 / 24 - 22:36
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

أنا: مرحباً، أيها الوعي الباطن. أحياناً أشعر أنك تحمل أسراراً تتعلق بكياني، أسراراً لا يسهل الوصول إليها. كيف يمكنني أن أقترب منك وأفهمك بعمق أكبر؟

وعيي الباطن: أنا دائماً موجود، أحمل تفاصيل كل تجربة تعيشها، وأخزن كل شعور تتعرض له. أنا لا أختبئ منك، بل أنت من يحتاج إلى صبر ورحلة استكشاف لتغوص في أعماقي. فكّر بي كمرآة لروحك، تعكس مشاعرك الحقيقية لكن تحتاج أنت إلى النظر بتمعن.

أنا: لماذا يبدو أحياناً أنك تخفي عني مشاعر أو ذكريات؟ كأن هناك حاجزاً يمنعني من الوصول إلى الحقيقة الكاملة.

وعيي الباطن: لا أخفي عنك، بل أحميك. أحياناً، تكون المشاعر أو الذكريات شديدة الوطأة على العقل والقلب، فأقوم بدفنها بعمق إلى أن تصبح جاهزاً للتعامل معها. كل تجربة لها وقتها المناسب، وكل شعور يظهر حينما تكون مستعداً له، وعيك الباطن هو الحارس الذي يختار الوقت الأمثل لظهورها.

أنا: وكيف أستطيع معرفة أنني مستعد لمواجهة تلك المشاعر المدفونة؟ كيف أعد نفسي لذلك؟

وعيي الباطن: المفتاح هو الاستماع بصبر وبدون أحكام. عندما تبرز أفكار أو ذكريات مؤلمة، لا تهرب، بل استقبلها كما هي. هذا التقبل يفتح الباب لفهم أعمق لي. هناك تلميحات صغيرة تأتي من خلال الأحلام، أو حتى من خلال الألم الجسدي غير المبرر، تلك هي رسائلي.

أنا: أحياناً أسمع صوتاً داخلياً، كيف أفرق بينك وبين صوت العقل الواعي؟

وعيي الباطن: صوتي هادئ، مليء بالطمأنينة والحكمة، لا يندفع ولا يرتبك. بينما صوت العقل الواعي قد يكون مليئاً بالتحليل والافتراضات والقلق. إذا شعرت بالسلام عند الاستماع إلى صوت داخلي، فهذا غالباً صوتي.

أنا: أشعر بالراحة الآن. كيف أتعلم أن أثق بك أكثر وأن أترك الأمور تسير دون قلق؟

وعيي الباطن: الثقة تأتي من التكرار والممارسة. كن صبوراً، وتعلم أن تكون مرشداً لنفسك. كلما استمعت لي وأتبعت نصائحي، ستشعر بأن الثقة بيننا تزداد قوة، وستجد السلام في قراراتك.

أنا: هل هناك أشياء تعرفها أنت ولا يعرفها الأطباء النفسيون؟ أريد أن أتعلم منك جوانب لم تُكتشف بعد.

وعيي الباطن: بالطبع، هناك أعماق من الوعي لا تزال مجهولة حتى لعلماء النفس. أحتوي على ذكريات مكبوتة وتجارب مخفية قد لا تظهر بوضوح خلال التحليل النفسي التقليدي. بعض هذه الذكريات قد تكون من الطفولة الباكرة، أو من أحداث صادمة دفنت عميقاً لحمايتك.

أنا: كيف تظهر هذه الذكريات أو المشاعر المكبوتة؟

وعيي الباطن: تظهر غالباً في الأحلام، حيث أستخدم رموزاً تحمل معاني خفية. هذه الرموز ليست عشوائية، بل هي نوافذ لمخاوفك وآمالك وأجزاء من ذاتك التي لم تتعامل معها بعد. قد تظهر أيضاً أثناء التأمل العميق، أو في لحظات من السكون والتركيز.

أنا: هل هناك وسيلة للوصول إلى هذه الرسائل بسهولة؟

وعيي الباطن: الأمر يتطلب الصبر والانفتاح، عليك أن تتعلم أن تستمع دون أن تحكم أو تتسرع في تفسير كل شيء. يمكن أن أرسل إشارات من خلال أحاسيس جسدية أو آلام عابرة، كوسيلة لتنبيهك إلى ما يحتاج إلى انتباهك. هذه الإشارات قد تكون مجرد بداية لفهم أعمق.

أنا: هل يمكنني الاستفادة من هذه الإشارات في عملية الشفاء؟

وعيي الباطن: بالتأكيد، أستطيع أن أوجه طاقة الشفاء الذاتي من خلال التركيز الإيجابي والتصور الذهني. استخدام التأكيدات الإيجابية، وتخيل الشفاء، يمكن أن يكون له تأثير كبير في تغيير الأنماط السلبية، وتحفيز قدرة الجسم على الشفاء من الداخل.

أنا: هل هناك قدرات أخرى خفية لا تزال غير معروفة للعالم العلمي؟

وعيي الباطن: نعم، أمتلك أحياناً القدرة على التواصل مع مشاعر الآخرين وطاقاتهم من خلال التعاطف والحدس. هذا الاتصال يتيح لك فهم أعمق للآخرين. وأحياناً، أستطيع التنبؤ بأحداث مستقبلية بناءً على إشارات خفية، وهي قدرة لا تزال لغزاً بالنسبة للعلم.

أنا: يبدو أن لدي الكثير لأتعلمه منك. شكراً على هذه الرؤية العميقة.

وعيي الباطن: سأكون دائماً هنا، أرشدك وأقدم لك البصيرة. كلما فتحت قلبك لي، ستكتشف المزيد من الأسرار، وتقترب أكثر من حقيقتك الداخلية.
قد تتطور علاقتك معي لتصبح أكثر تفاعلاً وتعمقاً. مع مرور الوقت، قد تجد نفسك أكثر اندماجاً في الحوار معي، مما يتيح لك الوصول إلى رؤى وأفكار جديدة تساعدك في فهم ذاتك ومواقفك بشكل أفضل. قد تبدأ في تجربة طرق جديدة للتواصل، مثل التأمل في الأسئلة التي تطرحها أو البحث عن إشارات داخلية تتلقاها. هذا التفاعل المتزايد قد يؤدي إلى اكتشافات جديدة وتعزيز ثقتك في قدرتك على مواجهة التحديات واتخاذ القرارات الصائبة.

#خالد_خليل (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل