أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد خليل - ثم نبكي على ما كان














المزيد.....

ثم نبكي على ما كان


خالد خليل

الحوار المتمدن-العدد: 8095 - 2024 / 9 / 9 - 13:41
المحور: الادب والفن
    


ثم نبكي على ما كان،
على زمن مضى
حين كنا نتنفس الحياة
بكل لحظة،
والوقت كان لنا وحدنا
نتراقص بين الأحلام،
كأننا أجنحة طائر
في سماء صافية
حيث لم نكن نعرف الندم،
ولم يكن لنا
سوى الدمع الطاهر
ينساب على وجوهنا

ثم نبكي على ما كان،
على الأمسيات
التي كانت تلمع
كنجوم في عيوننا
على خطواتنا الخفيفة
التي مشيناها
فوق أرصفة الطفولة
على الأحاديث التي كانت
تعلو ضحكاتها فوق الأفق
مليئةً بالأمل
كما كان صدى
كل كلمة ينثره الريح

ثم نبكي على ما كان،
على ذلك الربيع
الذي أزهرت فيه آمالنا
وعلى تدفق الحياة
في عروقنا
كأنه نهر لا ينضب
وتلك الوجوه التي كانت
تضحك في شمسنا
ثم أصبحت ذكريات
تطويها أيام
خانت العهود

ثم نبكي على ما كان،
على الأحلام
التي بنيت على الرمال
الأماني التي رُسِمَت
على صفحات الزمن،
ومزقتها رياح الفقد
فنغرق في بحر
من الحنين،
نبحث عن جزر آمنة
لنستعيد أيامنا
التي غفلت
عن قدرها الأزمان

ثم نبكي على ما كان،
على الشعور
الذي كان يدفعنا للأمام
حيث كانت كل لحظة
هي الأبد،
وكل أمل هو الحقيقة
لكننا وجدنا أنفسنا الآن
في صحراء الذكريات
ترافقنا أحلام
تاهت في أفق الغياب

ثم نبكي على ما كان،
على نغم فقدناه
في زحمة الحياة
وبحثنا عنه
في زوايا القلب،
لنجد أن ما نبحث عنه
ليس إلا أصداءً بعيدة
ترد على مسامعنا،
تذكيرًا لنا
بأننا عشنا ذات مرة

وها نحن نُدرك،
بعد طول ألم،
أن دمعنا
هو الجسر بين ضفتين،
بين الحاضر الذي لا يرحم
والماضي الذي يستحيل نسيانه
في كل قطرة،
في كل تنهيدة،
نُعيد بناء ما كان
كما يعيد النهر دورتَه
بين صخور الزمن،
نُعيده إلى الحياة،
ثم نبكي على ما كان.

ثم نبكي على ما كان،
لكننا نبكي حبًا لا ألمًا
نبكي كي نتطهر،
كي نعود كالأنهار
تجري نحو بحر العرفان
كأنما أرواحنا
تنفض عنها غبار الزمن،
وتسبح في فضاءات الرحمة
كل دمعة هي صلاة،
كل حزن هو نور
ينبعث من جوف الظلام

يا ليتنا ندرك
أن الفقد ليس إلا عودة
أن ما نفقده في الدنيا،
نلقاه في عالم لا يزول
فنحن في رحلة لا تنتهي،
نبحث عن ذواتنا
بين الحروف والمشاعر
ونعود دائمًا إلى منبعنا،
إلى أصل النور
الذي منه خُلقنا

نبكي على ما كان،
لا لأننا نشتاق إليه،
بل لأننا فيه
رأينا مرآة للروح،
رأينا وجوهنا تعانق السكينة،
وتذوب في محيط الحقيقة
فنحزن لأننا نعلم
أن البكاء
هو طريق العودة،
هو الطريق
إلى ذاك الحب الإلهي
الذي لا يموت،
حب يملأ القلب
فيفيض نورًا،
حتى يشتعل الكون من جديد،
ثم نبكي على ما كان.



#خالد_خليل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عزف الذاكرة
- سحب الولايات المتحدة سفنها من البحر الأحمر وتأثيره على الوضع ...
- مدينة النيون
- الدور المصري في حرب غزة: تواطؤ ضد الشعب الفلسطيني والأمن الق ...
- حكمة مرج البحرين
- يا سيدة الحلم
- راقص فوق حافة الزمن
- فاك يو ترامب: الضفة الغربية ليست للصفقات
- اغنية مغترب
- اصعب اللحظات
- رسالة إلى البحر...
- ما يستحق الانتظار…
- استراتيجية حزب الله بعد رد -يوم الأربعين-ً: التوازن بين التز ...
- محادثة بيني وبين وعيي الباطن
- يا ارض ابلعي ماءك ويا سماء اقلعي
- صبغة الزعتر والميرمية باستخدام خل التفاح: علاج طبيعي فعال لل ...
- ميزان العدل: فلسفة الرد بالمثل في مواجهة الظلم
- يا قصيدة تكتمل
- في سماء الخيال
- الخدعة الأمريكية بشأن قرب الوصول إلى اتفاق لوقف النار في غزة ...


المزيد.....




- هند صبري لـCNN: فخورة بالسينما التونسية وفيلم -صوت هند رجب-. ...
- وفاة الممثل والمخرج الأمريكي روبرت ريدفورد عن عمر ناهز 89 عا ...
- الدوحة.. متاحف قطر تختتم الأولمبياد الثقافي وتطلق برنامجا فن ...
- من قس إلى إمام.. سورة آل عمران غيرتني
- إطلاق متحف افتراضي في دمشق يوثّق ذاكرة السجون في سوريا
- رولا غانم: الكتابة عن فلسطين ليست استدعاء للذاكرة بل هي وجود ...
- -ثقافة أبوظبي- تطلق مبادرة لإنشاء مكتبة عربية رقمية
- -الكشاف: أو نحن والفلسفة- كتاب جديد لسري نسيبة
- -هنا رُفات من كتب اسمه بماء- .. تجليات المرض في الأدب الغربي ...
- اتحاد أدباء العراق يستذكر ويحتفي بعالم اللغة مهدي المخزومي


المزيد.....

- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد خليل - ثم نبكي على ما كان