الولاية الثانية لبيدق العسكر السيد تبون

كوسلا ابشن

الحوار المتمدن-العدد: 8096 - 2024 / 9 / 10 - 00:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

كما كان معروف و متوقع أن مرشح العسكر تبون, من سيعهد إليه بالعهدة الثانية, مكافئة له لإطاعته لأوامر أسياده الجنرالات, حكام الدولة العميقة.
من عجرفة الأنظمة الدكتاتورية المتعاملة في نظرها مع القطيع المطيع, أن مرشحها يفوز دائما بأغلبية المطلقة من أصوات صنادق الإقتراع, التي يشارك فيها الأطفال و الموتى نيابة عن المقاطعين, حتى يزداد عدد المصوتين لصالح البيدق تبون مرشح العسكر.
هيئة " الإنتخابات" الدزايرية أعلنت أن عدد الناخبين المسجلين يفوق 24 مليون ناخب, لكن المشاركة في عملية الكرنفالية كانت ضئيلة وصلت الى 5مليون و 630 ألف مشارك, ما يقارب الربع من من يحق لهم التصويت, ما يعني أن أغلبية المسجلين قاطعوا اللعبة الإنتخابية المحسومة نتائجها مسبقا, و بالتالي عدم شرعية مقعد الرئاسة. الرئاسة الشكلية أهديت لبيدق جنرالات الجيش بنسبة 94,65% من الأصوات, فمن أصل 5,630 مليون صوت, أهدي لتبون 5,320 مليون من الأصوات, و حصل المنافسين لمرشح العسكر على 310 ألف من الأصوات, هذه النسبة لوحدها تمثل فضيحة اللعبة الإنتخابية الفاسدة.
إختيار تنظيمين متناقضين من العيار الثقيل, أحدهما ماركسي سابق و الثاني "جهادي", لمنافسة مرشح النظام العسكري, كان عن قصد لتلميع اللعبة السياسية, و الهدف منه إلهام العالم بمصداقية اللعبة "الإنتخابية", التي أراد النظام العسكري تمييعها بدمقراطية أسمية زائفة, تستخدم لأهداف و مصالح النظام العسكري.
حملة اللعبة الإنتخابية إنطلقت من أرض لقبايل, بالزيارة الضخمة لموكب الجنرال الحاكم الحقيقي مع البيدق تبون, مصحوبان بجيش عرمرم من الأجهزة القمعية و قطيع كومباس بدور الجمهور المحلي. من عاصمة لقبايل تيزي وزو, أعلن تبون ترشيحه لولاية ثانية. الزيارة كان هدفها الوحيد تقديم رسالة للعالم أن أرض لقبايل تابعة لقصر المرادية.
حملة تبون كشفت عن حالتين, الأولى: جهل و سذاجة الرئيس بتزكية العسكر و الثانية: سياسة الإستبداد البربري للنظام العسكري الديكتاتوري.
الحالة الأولى: فالرئيس بالتزكية, في حملته الكرنفالية, كانت كل تخريجاته تدل عن سذاجته و أميته السياسية, بتصريحات طفولية اللاواعية من قبيل, أنه أنقذ الدولة من الإنهيار التام, و بفضله أصبح الإقتصاد دزايري يتربع المرتبة الثالثة في العالم, و أن دزاير القوة المأثرة الأولى في المنطقة و في إفريقيا, و بالعهدة الثانية سيعيد هيكلة مجلس الآمن الدولي, تصريحات وهمية و مضحكة, يكذبها الواقع الموضوعي. آثارت هذه التصريحات موجة من السخرية في أوساط الجماهير الدزايرية أنفسها. تبون يصدر الأوهام للشعب و الخطابات الرنانة, و البلد تعيش أزمة خانقة إقتصادية و سياسية, فأوضاع السسيو إقتصادية مزرية, أثرت على الحياة المعيشية للكادحين, الذين يعانون من تدهور حالتهم المعيشية مع إرتفاع الأسعار و نقص المواد الغذائية الرئيسية و البطالة المرتفعة, بسبب السياسة اللاشعبية للنظام العسكري الدكتاتوري, التي جرت البلد الى الإعتماد على سياسة إقتصاد الحرب بجنونية سباق التسلح و تسليح عصابة غالي, بالإضافة الى تهريب أموال الشعب الى الخارج. الأمية السياسية لتبون في حالة الهوس النفسي الذي يقدم للمريض عكس الحقيقة. يتصور تبون أنه قدم إنجازات عظيمة و يستطيع تغيير العالم بمفرده بزر العهدة الثانية, لكن الواقع الموضوعي دلالة عن تناقض أوهام تبون مع الحالة السوسيو الإقتصادية الواقعية المزرية, التي تؤدي في الكثير من الحالات الى الإنتفاضات الجماهيرية, كما تؤدي كذلك الى أجبار الشباب العاطل عن العمل على الهجرة القسرية نحو الخارج.
الحالة الثانية التي دشنت حملة العهدة الثانية, إزدياد إنتهاكات حقوق الإنسان و إنتهاكات حرية الرأي و التعبير, و كذا توجيه حملة الإستبداد و القمع الوحشي لإستهداف الشعب لقبايلي و قواه الحية السياسية و المدنية. الزيارة المشؤومة للجنرال و بيدقه كشفت عن سياسة عرض العضلات لقصر المرادية في بلاد لقبايل, وذلك بتدشين حملة قمعية وحشية, رافقتها حملة إعتقلات واسعة ضد الوطنيين لقبايليين, بهدف إظهار قوة النظام العسكري الدكتاتوري الذي لا يقهر, بغية خلق حالة الخوف و اليأس بين صفوف الجماهير الشعبية لدولة لقبايل المحتلة. جعل النظام العسكري أرض لقبايل منطقة آمنية, بإنتشار أجهزة الموت بأشكالها و تسمياتها المختلفة تمارس وظيفتها الترهيبية و القمعية ضد الشعب و حتى الأطفال لم يستثنوا من هذه الضغوطات الإرهابية و القمعية. الملاحظ حاليا حالة السمسرة التي دخلها قصر المرادية لإحتواء النضال الأمازيغي, بشراء ضمائر الأقلية البربرية, المندسنة بين الشعب الأمازيغي بإغراءات الجاه و المال و الوظيفة العليا.
أصدرت رئاسة حركة إستقلال لقبايل, بيان تنديدي و إستنكاري بالحملة العسكرية الواسعة و بالممارسات الجبانة و الإستبدادية لجيش و مخابرات قصر المرادية في الأراضي المحتلة.
في إطار تناقض سياسة الأوهام و القمع الممنهج من جهة و من جهة آخرى حقيقة الواقع الموضوعي للحالة السسيو إقتصادي المأساوي و معاناة الشعب نتيجة الأزمة الإقتصادية الخانقة و الإستبداد السياسي. في إطار هذا التناقض, يتلقى قصر المرادية ضربة قوية, بإصدار محكمة "بريك كورت" البريطانية, رأيا قانونيا, بموجب القانون الدولي, و كذا بناءا عن قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة, يقر بأحقية الشعب لقبايلي بالمطالبة بتقرير المصير, و بناء دولته المستقلة.

#كوسلا_ابشن (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات