أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ديار الهرمزي - تحويل الحركة التحررية إلى العنصرية دليل فشل الحركة














المزيد.....

تحويل الحركة التحررية إلى العنصرية دليل فشل الحركة


ديار الهرمزي

الحوار المتمدن-العدد: 8095 - 2024 / 9 / 9 - 17:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما نتحدث عن الحركات التحررية فإننا نشير إلى جهود تهدف إلى تحرير مجموعة أو مجتمع من الظلم والاضطهاد سواء كان ذلك سياسيًا أو اجتماعيًا أو اقتصاديًا.

غالبًا ما تستند هذه الحركات إلى مبادئ المساواة، والعدالة، والحرية ورفض كافة أشكال التمييز.

على هذا الأساس أي حركة تحررية تسعى إلى الدفاع عن حقوق مجموعة معينة أو الأمة تتطلب التزامًا بقيم الإنسانية الجامعة والتي تشمل احترام كرامة الإنسان بغض النظر عن عرقه أو خلفيته.

كيف تنحرف الحركة التحررية نحو العنصرية؟

التحول نحو العنصرية يحدث عندما يبدأ قادة الحركة أو عناصر داخلها بالتركيز على التفوق العرقي أو الإثني لمجموعة معينة بدلاً من تحقيق العدالة والمساواة لجميع الناس.

يتحول الخطاب التحرري من تحريرنا من الظلم إلى نحن الأفضل، ويجب أن نتفوق على الآخرين.

وفي هذه اللحظة، تصبح الحركة موجهة ليس فقط ضد النظام الذي قاومته بل ضد مجموعات أخرى تعتبرها أدنى أو معادية.

هذا التحول ينشأ عادة نتيجة لعوامل مثل:

الانحراف الأيديولوجي:
بدلاً من التركيز على التحديات المشتركة التي تواجهها كل الطبقات المضطهدة، تبدأ الحركة بتقديم تفسيرات تعتمد على العرق أو الهوية الثقافية متجاهلة القيم الإنسانية العامة.

إغراء السلطة:
بعد تحقيق بعض المكاسب، تبدأ القيادة بالتركيز على تعزيز هيمنة مجموعتها أو طبقتها على حساب تحقيق الأهداف العامة مما يؤدي إلى انزلاق نحو ممارسات تمييزية.

تلاعب القوى الخارجية:
بعض الحركات التحررية قد تواجه تلاعبًا من قوى خارجية تسعى لاستغلال الحركة لتحقيق أهدافها الخاصة مما قد يدفع الحركة نحو تطرف إثني أو عنصري.

الإقصاء الداخلي:
قد تتبنى الحركة رؤية ضيقة للنضال مستبعدة الأقليات الأخرى أو الجماعات التي تشاركها النضال ضد نفس العدو بحجة أن هذه الجماعات غير نقية أو لا تستحق التحرر.

لماذا يعتبر هذا الانحراف دليلاً على الفشل؟

نقض المبادئ الأساسي:
العنصرية تتناقض تمامًا مع المبادئ التحررية الأصلية التي تدعو إلى المساواة والعدالة.

عندما تنحرف الحركة إلى العنصرية فإنها تخون تلك المبادئ مما يعني أنها لم تعد تسعى لتحقيق الحرية للجميع، بل فقط لمجموعة معينة.

فقدان الشرعية:
الحركات التي تتحول إلى العنصرية تفقد شرعيتها الأخلاقية والسياسية.

تصبح مصدرًا للتمييز والاضطهاد بدلاً من أن تكون قوة تحررية.

هذا يجعل من الصعب على الحركة الحفاظ على الدعم الشعبي أو الدولي.

التقسيم الداخلي والخارجي:
العنصرية تخلق انقسامات داخلية، حيث يتعرض الأفراد من مجموعات عرقية أو ثقافية أخرى للإقصاء أو التهميش وهذا قد يؤدي إلى صراعات داخلية وضعف الحركة ككل ما يعزز تفككها وفشلها في تحقيق أهدافها.

التضحية بالوحدة الوطنية أو الإنسانية:
الحركات التحررية الناجحة تعتمد على الوحدة بين الفئات المختلفة من المجتمع أو الأمة.

عندما تتحول الحركة إلى العنصرية، فإنها تضحي بتلك الوحدة، مما يؤدي إلى تفكك النسيج الاجتماعي ويعزز الصراعات العرقية أو الطائفية.

في الكثير من الحالات، شهدنا كيف أن حركات تحررية تحولت إلى حركات عنصرية. مثلًا:

في بعض البلدان الأفريقية بعد الاستقلال تحولت الحركات التحررية ضد الاستعمار إلى تبني سياسات عنصرية أو قبلية تجاه الأقليات الأخرى.

في بعض الثورات الاجتماعية والسياسية أدى تطرف بعض الفئات إلى تحويل الخطاب الثوري إلى نوع من الهيمنة الإثنية أو القومية المتعصبة.

تحويل الحركة التحررية إلى حركة عنصرية هو دليل واضح على فشلها ليس فقط في تحقيق أهدافها التحررية بل أيضًا في المحافظة على القيم الأساسية التي تأسست عليها.

إن أي حركة تحررية يجب أن تكون موجهة نحو تحقيق المساواة والعدالة للجميع، وليس لفئة أو عرق معين.



#ديار_الهرمزي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسيون الصدفة ليسوا مجرد مشكلة عابرة
- التمييز بين السياسي الطيب والخبيث
- يجب اختبار كل من يحمل العمامة لنمييز بين الخبيث والطيب
- عندما لا يقرا الشعب فالمستقبل مجهول
- النية النقية وحسن الخلق هما جوهر الروح النقية
- الذكاء يتجلى بالتعلم المستمر.
- قول الحق يساهم في بناء مجتمع متماسك
- من هو زردشت؟ لماذا قتله التورانيين؟
- عندما تختفي القدوة الحسنة والعدالة
- حقيقة الصبر على الظلم والقناعة بالفقر والرضا بالواقع
- الله يتجلى في عصر العلم
- العراق أرض الخيرات، ولكن يفتقد إلى العقل السليم
- حضارة اكسوم أعظم حضارة في إفريقيا
- عندما اكتب عن موضوع سياسي أو فلسفي او تاريخي أشعر بالسعادة و ...
- هل المنطق هو العقل ام الفهم
- كيف تنجح دولنا بوجود هذه الحكومات
- الهشاشة النفسية لدى السياسيين
- لم تكن الدولة العثمانية دولة قومية أبدا
- ما السبب اذلال الشعب من قبل بعض السياسيين
- الميزان ميزان الأعمال وليس الأنساب


المزيد.....




- روسيا تدّعي سيطرتها على بلدات أوكرانية استراتيجية.. والأخيرة ...
- المبعوث الأمريكي يوضح عدد الساعات التي قضاها في غزة والهدف م ...
- بين الخوف والحاجة: صراع على معبر زيكيم من أجل المساعدات في غ ...
- هل يكون إسقاط المساعدات في غزة بديلا عن الممرات البرية؟
- أبرز المواقف الدولية بشأن الاعتراف بدولة فلسطين
- -كانابا- ملحمة هندية على الطريقة الهوليودية
- قصة يمني مع النزوح والجوع.. انتظار مؤلم لمساعدات غابت عامين ...
- الاتحاد الأوروبي يخفف قيود 100 ملليلتر على السوائل في المطار ...
- ترامب يفرض رسوما جمركية مرتفعة على عشرات الدول
- هل تعكس زيارة ويتكوف إلى غزة تغير في سياسة الإدارة الأمريكية ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ديار الهرمزي - تحويل الحركة التحررية إلى العنصرية دليل فشل الحركة