أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - الحرب على غزةـ الشبشب الذي فاز














المزيد.....

الحرب على غزةـ الشبشب الذي فاز


بديعة النعيمي
كاتبة وروائية وباحثة

(Badea Al-noaimy)


الحوار المتمدن-العدد: 8080 - 2024 / 8 / 25 - 16:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


           بديعة النعيمي

هي ليست حكاية سترابو اليوناني ذات زمن سحيق. إنما حكايتنا حكاية الشبشب الذي عاش في غزة وصاحبته سندريلا.
سندريلا غزة ابنة الحرب والرماد وابنة الموت كانت تمتلك شبشبا بلاستيكيا تستخدمه في حمام بيتها قبل الحرب.
وعندما اندلعت أتون الحرب الوحشية، لم يدركها الوقت لتأخذ أحذيتها الجلدية الملونة الجميلة معها وقت النزوح الأول. فكان الأسرع للخروج من المذابح التي صبت وحشيتها على منطقتها هو شبشب الحمام الذي دست قدميها الصغيرتين النظيفتين به كيفما اتفق وأسرعت مع عائلتها إلى أقرب مدرسة للإيواء.

فكان لها الشبشب كحذاء سندريلا، بالرغم من أنه لا يشبه حذاء ساندريلا ساربو. فلا وجود في غزة لساحرة تغير واقع بطلتنا وتعطيها حذاءًا زجاجيا لامعا.
غير أنها قبلت بشبشبها وتمسكت به وتمسك هو بها.

وتمنت بقية السندريلات في غزة شبشبا مثله لأنه أصبح بعد الحرب عملة نادرة. كالنخوة أيضا بعد الحرب فقد أصبحت من العمل النادرة تماما تخلى القريب والبعيد عنها.

بطلتنا وحياتها التي أصبحت عليها وامتنانها وشكرها الدائم لشبشبها هي قصة الصهيونية التي تجلت في آلة الحرب الدموية في أبشع صورها.

الصهيونية التي قتلت ودمرت وطردت ونكلت بأهل آلاف السندريلات وعائلاتهن.
ساندريلات غزة لم تحقق ولا واحدة منهن حلمها سواء باستكمال الدراسة أو الزواج أو غيرها مما كن يطمحن لتحقيقه. ومن كانت متزوجة منهن ارتقت بصاروخ أو شظية قبل أن تحقق حلمها بالأمومة، ومن كادت منهن أن تصبح أما، قتلت وحشية العدو نطفة حلمها في مهده فقتلتها معه.

وساندريلا حكايتنا واحدة منهن إلا أن ما كان يعزيها شبشبها البلاستيكي. فدائما ما تناديه بالعزيز. وكيف لا تناديه بذلك وقد أصبح خط دفاع قدميها الأول ضد الركام وشظايا الألم التي تنتقل إلى القلب مباشرة، يحصل هذا في حرب كهذه الحرب الدموية.

ما أروعك يا شبشبي العزيز وأنت تصر على البقاء معي دون أن تقطع بي سبل الحماية. هذا ما كانت سندريلا غزة تخاطب به شبشبها العزيز..
ثم تكمل مخاطبته قائلة: أتعلم أيها العزيز أنك تمتلك من النخوة ما لم يمتلكه ملوك ورؤساء كثر في هذا العالم, اولئك الذين أصرّوا أن تكون الأفضلية للشباشب أمثالك عليهم؟
نعم يا عزيزي إني أعني ما أقول فلا تستغرب وتفتح فاك لتسخر مني أو تضحك علي، فإن الوقت ليس وقتا للضحك أو التهكم وخاصة ذلك الضحك المذل.

إلا أنك إن أحببت فابصق في وجوههم ما يعلق بك من مياه آسنة وقاذورات تسببوا هم شخصيا في وجودها، ثم سأسمح لك بأن تقهقه حتى يسيل الدمع من عينيك، لكن فقط عليك أن لا تخون قدمي المشعثتين فهما أضعف من أن تحتملا قساوة الطريق. طريق النزوح المتكرر الذي لا ينتهي. فلا مكان آمن لموطئ قدم في غزة. وأعدك إن انتهت الحرب أن ألتقط لك صورة ثم أجمع جينات من خذلنا وأصنع منها بروازا لصورتك العزيزة وأتقدم بها إلى مسابقة أجمل صورة. وإني لعلى يقين بأن صورتك ستفوز على بقية صور الأحذية بالرغم مما تحمله تلك الأحذية، من ماركات عالمية مصنعة في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وغيرها من دول الماركات.
أتعلم لماذا ستفوز يا شبشبي العزيز؟
دعني أخبرك بأنك ستفوز لأنك تحمل من النخوة ما لم تحمله تلك الشباشب الجميلة المظهر ،قبيحة الدواخل. وإني متأكدة بأنك ستصير من المشهورين حين تنقل الصحف خبرا مفاده:
فاز شبشب لفتاة من غزة كانت تشكره كل حين مع ابتسامة ساخرة من شباشب الماركات.

مستوحاة من قصة حقيقية لفتاة من غزة.



#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)       Badea_Al-noaimy#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب على غزةـ غزة الموت والانتقام
- الحرب على غزةـ نبراس المقاومة الذي لا ينطفئ
- الحرب على غزة ـ كما خذلوا الحسيني
- الحرب على غزةـ عائد إلى -تل أبيب-
- عقود من الاستيطان في فلسطين
- الحرب على غزةـ مجرد شعارات
- الحرب على غزةـ على حساب الدم الفلسطيني
- الحرب على غزةـ من غزة بدأ التحرير
- الحرب على غزةـ وين الملايين؟
- الحرب على غزةـأبو لهب في القطاع
- الحرب على غزة_حذار من إيقاظ الأسد النائم
- الحرب على غزة_إذا غاب سيد قام سيد
- تجليات العنصرية الصهيونية في الحرب على غزة 2023-2024
- الحرب على غزة_عشق الشهادة فنالها.. الشهيد القائد إسماعيل هني ...
- الحرب على غزة_راحاب وأولادها
- الحرب على غزة_خبث الصهيونية الدينية
- الحرب على غزة_سلاح مميت يتكاثر في القطاع
- الحرب على غزة_على طريق الشيخ عز الدين القسام (٢)
- الحرب على غزة_على طريق الشيخ عز الدين القسام (١)
- الحرب على غزة_بالوراثة، من كاهانا إلى سموتريتش


المزيد.....




- كيف رد ترامب على سؤال حول ما إذا كان سيتدخل في نزاع إسرائيل ...
- وزراء خارجية الخليج يبحثون الهجمات الإسرائيلية على إيران
- الصحة الإيرانية تعلن ارتفاع عدد القتلى جراء الهجمات الإسرائي ...
- ترامب يتوجه إلى قمة مجموعة السبع في كندا مع توقعاته بتوقيع ا ...
- -القناة 14- العبرية: انتشال جثمانين آخرين من تحت الأنقاض في ...
- السودان.. مقتل وإصابة 35 نازحا في قصف شنته -الدعم السريع- عل ...
- معهد -سيبري-: عصر انخفاض عدد الأسلحة النووية في العالم يقترب ...
- ماكرون يدعو ترامب لاستخدام نفوذه لوقف التصعيد بين إسرائيل و ...
- عراقجي: النار التي أشعلتها إسرائيل قد تخرج عن السيطرة
- ما المنشآت الإيرانية الحيوية التي استهدفتها إسرائيل؟ وما أهم ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - الحرب على غزةـ الشبشب الذي فاز