أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - الحرب على غزة_حذار من إيقاظ الأسد النائم














المزيد.....

الحرب على غزة_حذار من إيقاظ الأسد النائم


بديعة النعيمي
كاتبة وروائية وباحثة

(Badea Al-noaimy)


الحوار المتمدن-العدد: 8062 - 2024 / 8 / 7 - 18:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقول "إسحاق ابشتاين" -وكان شاهد عيان في إحدى حالات الطرد للسكان الفلسطينيين عام ٤٨ في مقالة نشرها في مجلة "هاشيلواح" التي أسسها "آحاد هاعام":
"ما زال في مسامعي عويل المرأة العربية من قرية الجاعونة، اسمها الآن "روش بينا" مستوطنة في الجليل الأعلى تأسست عام ١٨٨٢. يوم غادرت العائلات القرية للإقامة في الجولان على الجانب الشرقي للأردن، كان الرجال يركبون حميرهم تتبعهم نساء باكيات، وكان الوادي مليئا بالنحيب، كانوا يتوقفون بين الفينة والأخرى يقبلون الأرض والصخور".
ويستطرد قائلاً " هل سيصمت المطرودون ويقبلون بما أصابهم؟ سينهضون في النهاية كي يستعيدوا بالقوة ما سلب منهم بالذهب. سيأخذون إلى المحاكم الأجانب الذين أزاحوهم عن أرضهم، وعندئذ قد يصبح المطرودون المدعي والقاضى....هذا الشعب لا يحتاج إلى إحياء لأنه لم يمت أبدا ولم يكف عن الحياة دقيقة واحدة...حذار من إيقاظ الأسد النائم".

بعد مجازر ١٩٤٨ وعمليات الطرد والتهجير التي فرضت على الشعب الفلسطيني، ظن اليهود بأنهم ماتوا وسيذوبون بعد سنوات في دول اللجوء. إلا أن ما ظنوه كان خاطئا بل وخائبا، فالفلسطينيون لم ينسوا أرضهم ولا لحظة واحدة ولم بذوبوا بل لقد عادوا باكرا فأفسدوا كل لحظة لوجود يهود الشتات.

عادوا فسحقوا مقولة "مائير كاهانا" الذي قال بأن " الفلسطينيين غرباء في أرضهم", ولم يعلم بأن الارض لا تنكر أصحابها، أما الغريب فهو "كاهانا" ويهوده الذين أدركوا بأنهم هم الغرباء مع أول هبة لأطفال فلسطين التي أعادت الصهيونية إلى نقطة الصفر، عندما تفوق الحجر بيد الصغير على الدبابة بيد الجندي، والسكين على النووي. فتحول الفلسطيني من حلم مزعج لهم إلى خطر يهدد وجودها، وتحول الواحد إلى مجموعة والمجموعة إلى حركة فتوالت الهبات وصارت معارك ترهب دولة تعتبر نفسها عظمى في الشرق الأوسط، تتبجح بجيش لا يقهر.

واستيقظ الأسد الذي حذر منه "ابشتاين". استيقظ وحطم شعار الصهيونية الأسطوري "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض". فاتهمته الأخيرة بالمخرب والإرهابي واللاسامي وتناست ما فعلته بأهله من قتل وطرد وسرقة. وصدّق العالم ذلك لعقود، فوسم صاحب الأرض والحق بتلك الوسوم وتغافل عن كونه حركة كباقي الحركات التحررية التي تحارب من اعتدى واستولى على ما ليس له لاستعادة الحقوق.
وبرغم ذلك برغم محاربة العالم لها وأقصد المقاومة، إلا أنها قلبت موازين قادة الصهيونية الذين ظنوا أن أصحاب الأرض نسوا أرضهم وأنهم سيعجزون عن استعادتها، وأسقطوا مقولة "غولدا مائير" التي أطلقتها عام ١٩٧٠ خلال اجتماع لها مع مجموعة من الكتاب اليهود تعقيبا على مقولة ليهودي بولندي زار فلسطين في العشرينات ولخص انطباعاته عنها قائلاً "العروس جميلة ولكن لديها عريس".

فأجابت "غولدا" وقتها "وأنا أشكر الله كل ليلة لأن العريس كان ضعيفا، وكان من الممكن أخذ العروس منه".

لكن العريس لم ينسى عروسه يا غولدا وقد عاد ماردا قويا وأصبح من الصعب على دولة غاصبة أن توقف الحرب التي أعلنها يوم ٧/أكتوبر/٢٠٢٣.

اليوم المارد هو المقاومة بفصائلها التي أوجعت ولا زالت هذا المعتدي. هذا المارد الذي كان طفلا بالأمس اليوم أفقد دولة الاحتلال ردعها ودمر منظوماتها الأمنية، تسبب في تفكيك مفاصلها وأدخل الرعب في قلوب سكانها وتسبب لها بأزمات لا تعد ولا تحصى، هي ومن يقف خلفها.

اليوم يا "غولدا ويا كاهانا" المارد الذي وصم لعقود بالمخرب والإرهابي أصبح مقاوما لا يخشى الموت فباركت شعوب العالم مقاومته وتظاهرت من أجله.
اليوم المقاوم جعل العالم يرفع صوته مرددا شعارات لم نسمعها من قبل مثل الحرية لفلسطين وشعبها العظيم والسقوط لدولة الاحتلال.

اليوم خرج المارد المقاوم ليصرخ في وجه المستعمر المستوطن الخبيث:
( أنا لست فائضا عن الحاجة أنا صاحب الأرض وأنتَ الزائدة اللاشرعية ،أنتَ الورم السرطاني وقد خرجت لاجتثاث جذورك المصطنعة".



#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)       Badea_Al-noaimy#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب على غزة_إذا غاب سيد قام سيد
- تجليات العنصرية الصهيونية في الحرب على غزة 2023-2024
- الحرب على غزة_عشق الشهادة فنالها.. الشهيد القائد إسماعيل هني ...
- الحرب على غزة_راحاب وأولادها
- الحرب على غزة_خبث الصهيونية الدينية
- الحرب على غزة_سلاح مميت يتكاثر في القطاع
- الحرب على غزة_على طريق الشيخ عز الدين القسام (٢)
- الحرب على غزة_على طريق الشيخ عز الدين القسام (١)
- الحرب على غزة_بالوراثة، من كاهانا إلى سموتريتش
- الحرب على غزة _وانهارت السردية الصهيونية اللاأخلاقية
- الحرب على غزة_أطلقوا الرصاص على رؤوسهم
- الحرب على غزة_غزة الشمس ونحن الظلام
- الحرب على غزة_المواصي ومخيم الشاطئ وذريعة محمد الضيف
- الحرب على غزة_لا يضر الشاة سلخها بعد ذبحها
- الحرب على غزة_نحن لا نستسلم،ننتصر أو نموت
- الحرب على غزة_العين السرية للشاباك
- الحرب على غزة_الفاشية تغرق في وحل غزة
- الحرب على غزة_ستصلبون فتأكل الطير من رؤوسكم
- الحرب على غزة_سردية الانتصارات ووهم التفكيك
- الحرب على غزة_لن تسلّم غزة


المزيد.....




- زفاف -ملكي- لحفيدة شاه إيران الراحل و-شيرين بيوتي- و-أوسي- ي ...
- رواج فيديو لـ-حطام طائرات إسرائيلية- على هامش النزاع مع إيرا ...
- -نستهدف برنامجًا نوويًا يهدد العالم-.. هرتسوغ يبرر الضربة ال ...
- إجلاء واسع للإسرائيليين و-الحيوانات- من بيتح تكفا بعد الهجوم ...
- رئيس النمسا يعترف بعجز بلاده عن تقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- الخارجية الأمريكية والروسية توجهان نصائح لمواطنيهما المتواجد ...
- -سرايا القدس-: أوقعنا قوة إسرائيلية في كمين محكم شمال خان يو ...
- إسرائيل - إيران: في أي اتجاه تسير الحرب وإلى متى؟
- نتانياهو: قتل خامنئي -سيضع حدا للنزاع- وإسرائيل -تغير وجه ال ...
- كيف تتخلصين من -كابوس- البثور العميقة في الوجه؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - الحرب على غزة_حذار من إيقاظ الأسد النائم