أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - الحرب على غزة_راحاب وأولادها














المزيد.....

الحرب على غزة_راحاب وأولادها


بديعة النعيمي
كاتبة وروائية وباحثة

(Badea Al-noaimy)


الحوار المتمدن-العدد: 8051 - 2024 / 7 / 27 - 19:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


            بديعة النعيمي

ورد بحسب الخرافة التوراتية بأن "يهوشع بن نون" خليفة موسى، عندما استولى على منطقة شرقي الأردن بعد قتل سكانها، قرر الاستيلاء على أريحا. فأرسل إليها جاسوسين بهدف معرفة قوة حاميتها ومواطئ ضعفه.
ولأن ضعاف النفوس ممن يبيعون أوطانهم بأثمان بخسة، موجودون في كل زمان ومكان، فقد مثلت الخيانة في ذلك الوقت امرأة اسمها "راحاب" العاهرة.
حيث قامت بإيواء الجاسوسين حتى نهاية المهمة. ثم قامت بعد ذلك بتهريبهما من المدينة، مقابل وعد أخذته منهما يتضمن عدم المساس بها وبأهلها عند العودة لاحتلال أريحا.
وكما تقول الخرافة اليهودية التوراتية فإنه عند اجتياح مدينة أريحا من قبل "يهوشع" وجيشه قاموا "بذبح كل ما فيها من بشر، رجالا ونساء وصغارا وكبارا". كما "قتلوا أبقارها وأغنامها وحميرها" واعتبروها "مدينة ملعونة". باستثناء "راحاب" التي نجت هي وأهلها من القتل.

فالقصة ليست جديدة. فمنذ أن قدحت شرارة فكرة الاستيلاء على فلسطين التاريخية في ذهن مؤسسي الحركة الصهيونية، "وراحاب" العاهرة تتكاثر وتساهم في تنفيذ مخططاتهم ومؤامراتهم ولكن بمسميات جديدة. فعندما وصلت الخلافة العثمانية مرحلة الوهن، ظهرت "راحاب" لتساعد عبر الرشاوى في التأسيس للاستيطان في فلسطين. وساهمت في تمرير الهجرات اللاشرعية إلى فلسطين.
وفي نهايات الخلافة عادت وظهرت على شكل جمعيات صهيونية ابرزها "الاتحاد والترقي" و "جمعية تركيا الفتاة"  بقيادة يهود "الدونمة" حيث ساهمتا في إسقاط الخلافة وخاصة بعد رفض السلطان عبد الحميد الثاني بيع فلسطين لليهود حين زاره "ثيودور هيرتزل" وعرض عليه تسديد ديون الدولة وآلاف الليرات الذهبية له شخصيا.
ثم عادت "راحاب" لتظهر بشخص " جمال أتاتورك" اليهودي العلماني الذي أول ما قام به، منع الأذان في المساجد، وقلب نظام الدولة الإسلامي ليحل مكانه النظام العلماني. ثم نكل بالعرب وعلى إثرها كانت اتفاقية "سايكس بيكو" حيث تكاثرت "راحاب" لتصل إلى حكام يقال أنهم عرب، ساهموا بفعل رغباتهم وأطماعهم بتقسيم البلاد والعباد وأنجحوا الاتفاقية التي لم تقم بعدها للعرب قائمة.
فكان الاستعمار البريطاني والفرنسي على بلادنا. فاستقل الجميع استقلالا زائفا كاذبا ووضعت فلسطين تحت الانتداب البريطاني الخبيث. وعندما أنهت انتدابها خرجت "راحاب" الصهيوعربية لتقتسم فلسطين مع اليهود.
ثم توالت الخيانات وكانت "راحاب" قد تكاثرت وأصبح لها الكثير من الأولاد ساهموا في التطبيع مع اليهود عبر الاتفاقيات والمعاهدات المخزية. فمن "كامب ديفيد" إلى "أوسلو" ف"وادي عربة" وصولا إلى ما تسمى ب "اتفاقيات أبراهام" والتي شكلت مسارا جديدا من الانحطاط سيرا على خطى أمهم "راحاب" التي ما زالت إلى اليوم تعلمهم خيانة الأوطان والتآمر على الأهل.
كل ذلك من أجل ماذا؟؟؟
العروش؟ الكراسي؟ التمسك بالعز والجاه الموهوم المغمس بالذل والعار؟
حتى لو كان الثمن خيانة الأوطان، ومساهمة في إبادة جماعية تمارسها دولة ظالمة، بل دول على قطاع ضيق مكتظ. تقتل كل ما فيه كما فعل بطل أسطورتهم "يهوشع" بشرقي الأردن؟.
هل الكرسي مغر لهذه الدرجة؟ درجة الاستكانة المقيتة والصمت المقزز والتواطئ المهين، بل والقتل.
يصمتون حين تذبح غزة ويجوع أهلها، وينتفضون ليهود الشتات وبطونهم شبعى.
يصفقون لأمثال "نتنياهو" حينما يصف أطهار غزة بالحيوانات. ول "سموتريتش" حين ينكر وجود شعب صامد فقد أرضه، اسمه فلسطيني. بل ويدعو إلى عمليات الطرد والتهجير لاستيطان ما تبقى من الأرض.
يكملون تصفيقهم لجعير "بن غفير" وهو الذي لا يساوي شسع نعل لطفل من غزة، حين يدعو إلى إبادة غزة وشعبها.
فإلى متى وراحاب تتكاثر في أوطاننا؟ وإلى متى نصمت كشعوب على خيانتها وخيانات أولادها؟.



#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)       Badea_Al-noaimy#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب على غزة_خبث الصهيونية الدينية
- الحرب على غزة_سلاح مميت يتكاثر في القطاع
- الحرب على غزة_على طريق الشيخ عز الدين القسام (٢)
- الحرب على غزة_على طريق الشيخ عز الدين القسام (١)
- الحرب على غزة_بالوراثة، من كاهانا إلى سموتريتش
- الحرب على غزة _وانهارت السردية الصهيونية اللاأخلاقية
- الحرب على غزة_أطلقوا الرصاص على رؤوسهم
- الحرب على غزة_غزة الشمس ونحن الظلام
- الحرب على غزة_المواصي ومخيم الشاطئ وذريعة محمد الضيف
- الحرب على غزة_لا يضر الشاة سلخها بعد ذبحها
- الحرب على غزة_نحن لا نستسلم،ننتصر أو نموت
- الحرب على غزة_العين السرية للشاباك
- الحرب على غزة_الفاشية تغرق في وحل غزة
- الحرب على غزة_ستصلبون فتأكل الطير من رؤوسكم
- الحرب على غزة_سردية الانتصارات ووهم التفكيك
- الحرب على غزة_لن تسلّم غزة
- الحرب على غزة_سلاح عقيم؟
- الحرب على غزة_أيهما سيحسم نتيجة الحرب؟
- الحرب على غزة_وانقرض الديناصور
- الحرب على غزة_اليوم لا سلام ولا استسلام


المزيد.....




- نظرة على ترسانة إيران من الصواريخ الباليستية ونطاق تهديدها
- بعد ليلة دامية.. كاتس يُهدد سكان طهران بـ-دفع الثمن-.. وبزشك ...
- الإعلام الإيراني ينشر تحذيرا أمنيا: إسرائيل تستخدم تتبع الهو ...
- تضرر مبنى السفارة الأمريكية في تل أبيب إثر صاروخ إيراني.. هل ...
- مراسلتنا: ارتفاع عدد القتلى الإسرائيليين جراء الهجوم الصاروخ ...
- الجيش الإسرائيلي: بحريتنا اعترضت للمرة الأولى 8 مسيرات باستخ ...
- روسيا.. اختبار مفاعل حيوي يعتمد على الطحالب الدقيقة لضمان ال ...
- الناتو يطلق مناورات في فنلندا بمشاركة أكثر من 40 طائرة حربية ...
- إعلام عبري: صاروخ إيراني انفجر مباشرة بين ملجأين في بيتاح تك ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن رصد صاروخ أطلق من اليمن


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - الحرب على غزة_راحاب وأولادها