أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الكريم يوسف - أسير وراء العرب في طليطلة، ترجمة محمد عبد الكريم يوسف














المزيد.....

أسير وراء العرب في طليطلة، ترجمة محمد عبد الكريم يوسف


محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث

(Mohammad Abdul-karem Yousef)


الحوار المتمدن-العدد: 8078 - 2024 / 8 / 23 - 00:04
المحور: الادب والفن
    


أسير وراء العرب في طليطلة
ترجمة محمد عبد الكريم يوسف

في قلب الحجارة القديمة،
حيث تهمس الظلال بالحكايات،
أتجول عبر الأزقة المتعرجة،
باحثا عن أصداء الماضي،
ونبض ثقافة،
منسوجة عبر القرون
مثل الأنماط المعقدة
على فسيفساء عارية تحت أشعة الشمس.

طليطلة، أنت تحتضنين تاريخا
من السيوف والمخطوطات،
ومن الأديان المتشابكة،
حيث كانت دعوة الصلاة تطفو ذات يوم
على الهواء الدافئ الذهبي،
وحيث كانت ضحكات الأطفال
تتحدث بلغة أشجار الزيتون،
التي
تجذّر جذورها في أعماق تربة التعايش.

أتجول في الشوارع،
وتظل رائحة التوابل عالقة في ذهني،
وتذكّرني بالأسواق الصاخبة،
حيث كان التجار يتاجرون ذات يوم
بالابتسامات والنظرات،
ويتبادلون القصص مثل الكنوز،
والنسيج الغني للحياة المتشابك
مع خيوط من الخط العربي،
والقصص التي ترقص على الألسنة
مثل لهب الموقد المشترك.

ترتفع الكاتدرائية،
وتشهد أبراجها
على المعارك التي خاضتها وانتصرت فيها،
ولكن تحت هذا العظمة،
أشعر بالأشباح الهادئة،
والشعراء والفلاسفة،
والحالمين الذين رسموا
السماء بكلماتهم،
وحكمتهم تتردد في الصمت.

في الأزقة الضيقة،
أسمع همسات الماضي،
وإيقاع خطوات الأقدام
التي كانت تزين ذات يوم الحجارة المرصوفة،
وضحكات العائلات،
ودفء التجمعات،
ونسيج من حياة عاشها الناس
تحت نفس الشمس،
ونفس النجوم.

أتوقف عند النهر،
حيث تتدفق المياه مثل الوقت،
تعكس الألوان النابضة بالحياة
للوحة متعددة الثقافات،
وأتساءل -
هل لا يزال العرب هنا،
في همسات الريح،
في قلوب الناس
الذين يحملون القصص إلى الأمام،
والذين يحتضنون فسيفساء
تراثهم المشترك،
وجمال اختلافاتهم
المنسوجة في نسيج الحاضر؟

أبحث عنهم في الأسواق،
وفي ضحكات الأطفال،
وفي عيون الكبار الذين يتذكرون أغاني شبابهم،
والأناشيد التي غناها تحت سماء مضاءة بالقمر،
وأجدهم،
ليس في الوجوه وحدها،
بل في روح مدينة أحبت وفقدت،
واختلطت وانكسرت،
ومع ذلك فهي صامدة،
شهادة على الوحدة،
والقوة الدائمة لحلم مشترك.

طليطلة، أنت مخطوطة قديمة،
وكل طبقة قصة،
وكل حجر نبضة قلب،
وفي بحثي عن العرب،
لا أجد شعبا فحسب،
بل إرثا - تذكيرا بأننا جميعا متشابكون في هذا النسيج الشاسع،
واحتفال بالحياة،
وسيمفونية من الأصوات تنتظر أن تُسمع،
وتنتظر أن ترقص مرة أخرى تحت شمس إسبانيا.

المصدر:
https://www.poemhunter.com/member/AddNewPoem/?poemid=64016270/MohammadYousef



#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بحثا عن العرب في قرطبة، ترجمة محمد عبد الكريم يوسف
- حكايا (1) ، الخوش بوش
- اللغة المزدوجة الغربية في السياسة تجاه الحرب الأوكرانية، بقل ...
- خالد الأسعد وتدمر: قصة حب لا تنتهي، ترجمة محمد عبد الكريم يو ...
- الذكرى التاسعة لرحيل خالد الأسعد، ترجمة محمد عبد الكريم يوسف
- سورية التي أحبها ، ترجمة محمد عبد الكريم يوسف
- صباح الخير يا قديستي الحلوة، ترجمة محمد عبد الكريم يوسف
- إذا... (عفوك كيبلينج) ، ترجمة محمد عبد الكريم يوسف
- هل يمكن للاشتراكيين أن يكونوا سعداء؟ بقلم جورج أورويل ، ترجم ...
- أنتم والقنبلة الذرية، بقلم جورج أورويل
- السياسة واللغة الإنجليزية، بقلم جورج أورويل، ترجمة محمد عبد ...
- الروبوتات الجديدة في مجال وسائل الإعلام، محمد عبد الكريم يوس ...
- دور التحيز اللاواعي في المفاوضات
- دور المرأة في الفنون البصرية
- أهم الخطوات للنجاح في المفاوضات وحل النزاعات
- الاغتيالات السياسية العلنية والسرية التي نفذتها إسرائيل، محم ...
- التحديات التي واجهتها النساء الفيلسوفات ، محمد عبد الكريم يو ...
- مدخل إلى التفاوض وحل النزاعات، محمد عبد الكريم يوسف
- التدريب على المحاكاة الافتراضية في تكنولوجيا خطوط أنابيب الب ...
- التدريب على المحاكاة الافتراضية


المزيد.....




- اضبط تردد قناة روتانا سينما عبر الأقمار الصناعية لمتابعة أجد ...
- سكونية الثقافة وقلق الشعب والوطن
- العُثَّةُ… رواية جديدة للكاتب يوسف أبو الفوز
- موسيقى الاحد: هندل وثيودورا
- -فكيف ليلُ فتى الفتيان في حلبِ؟-.. مختارات القصيد من أشعار ا ...
- إشارة بث قوية.. تردد قناة وناسة كيدز 2025 لمتابعة أهم القنوا ...
- لافروف ينتقد منظم حوار -منتدى الدوحة- بسبب مقاطعته له بشكل م ...
- Yal? Capk?n?.. مسلسل طائر الرفراف الحلقة 86 مترجمة للعربية d ...
- دورة ثانية لمعرض كتاب الطفل والشباب بالدار البيضاء بمشاركة 2 ...
- كاظم الساهر وجورج وسوف يفتتحان مهرجان -دبي للتسوق- برسالة سل ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الكريم يوسف - أسير وراء العرب في طليطلة، ترجمة محمد عبد الكريم يوسف