أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الكريم يوسف - خالد الأسعد وتدمر: قصة حب لا تنتهي، ترجمة محمد عبد الكريم يوسف














المزيد.....

خالد الأسعد وتدمر: قصة حب لا تنتهي، ترجمة محمد عبد الكريم يوسف


محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث

(Mohammad Abdul-karem Yousef)


الحوار المتمدن-العدد: 8076 - 2024 / 8 / 21 - 00:48
المحور: الادب والفن
    


خالد الأسعد وتدمر: قصة حب لا تنتهي
ترجمة محمد عبد الكريم يوسف
***
في قلب الصحراء السورية،
حيث تقبّل الشمس أحجار الآثار القديمة،
وقف خالد، وظله كحارس،
يحرس همسات التاريخ،
حيث يتشابك الحب والخسارة مثل الكروم
التي كانت تداعب أعمدة تدمر ذات يوم.

مع كل حبة رمل تنزلق من بين أصابعه،
كان يشعر بنبض مدينة،
كانت نابضة بالحياة ذات يوم،
والآن أصبحت شبحا،
يتردد صداها في قصص العشاق الذين رقصوا
تحت النجوم،
واختلط ضحكهم بالريح.

كان أمينا على الأحلام،
رقيقا وعنيفا،
وكان قلبه مستودعا للذكريات،
وكل لبنة طوب وعمود مكسور،
شهادة على حب يتجاوز الزمن،
محفورا في نسيج الحجر ذاته.

"تدمر، اسم ينطق به لسانه
كأنه لحن عذب،
كصفارة إنذار تدعوه للعودة إلى بيته،
أطلالها مغطاة بنور الفجر الذهبي،
عناق الشمس لمسة عاشق،
تضيء الجمال الذي صمد،
حتى في ظلال اليأس.

سار خالد عبر الأقواس،
والأعمدة المنتصرة تنتصب شامخة،
كما لو كانت تشهد على إخلاصه،
وعهده الصامت بحماية روحها،
ونفخ الحياة في أصداء الماضي.
تتبع خطوط تاريخها
باحترام، وكأنها
أصابع حبيبة رقيقة،
كل نقش نبضة قلب،
وكل نقش تنهيدة.

في الشفق، كان يجلس،
يحدق في الأفق،
حيث كان الضوء الأخير يقبّل الحجارة،
وفي ذلك السكون، كان يتخيل
ضحكات العشاق القدامى،
وعودهم المنسوجة في نسيج الزمن.
" لقد حلم بعالم تزدهر فيه تدمر،
حيث يمكن لجمالها أن يرقص بحرية
دون خوف
حيث لا يكون الحب ضحية للحرب،
بل قوة مشعة،
تربط الأرواح في نسيج من الأمل.

لكن رياح التغيير عوت،
مثل أطالس الليل
وتسللت الظلال عبر الأرض،
وضربت طبول الصراع بصوت أعلى،
وترتجف الأرض تحت وطأة اليأس.

ومع ذلك، وقف خالد ثابتا،
حارسا ضد العاصفة،
وكان قلبه حصنا من الصمود،
وكان حبه منارة،
تشرق في أحلك الليالي.

تذكر قصص أسلافه،
وشجاعتهم التي تردد صداها عبر الأنقاض،
وتعهد بأن يصبح صوتهم،
وأن يحفر حكاياتهم في رمال الزمن،
وأن يعلّم العالم
أن الحب، مثل تدمر،
لا يمكن محوه،
وأنه سينهض من جديد،
مثل طائر الفينيق من الرماد،
شهادة على الروح التي لا تقهر
لشعب سورية وشغفه.

في قلبه، كان خالد يحمل تدمر،
في قلبه،
ليس فقط كحجر وتراب،
ولكن ككيان حي،
شعلة تتلألأ في الظلام،
ووعد بأن الجمال يدوم،
وأن الحب، حتى في أكثر أشكاله هشاشة،
يمكن أن يصمد أمام أعنف العواصف.

وهكذا، كرّس خالدٌ حياته،
لكل عمود ساقط،
ولكل فسيفساء متصدعة،
ليبثّ الشعر في الصمت،
ولينشد أغاني الحب التي كان يغنيها القدماء،
ليكتب قصة حبه الخاصة -
خالد الأسعد وتدمر،
مرتبطين بحب يتحدى النسيان،
حب يتردد صداه
عبر العصور،
وعد قطع في قلب الصحراء،
حيث يتشابك التاريخ والأمل،
وتبقى روح الحب غير منقطعة.

الأحد، 18 أغسطس 2024

المصدر:
Khaled Assad And Palmyra: A Love Story Poem by Mohammad Yousef
https://www.poemhunter.com/poem/khaled-assad-and-palmyra-a-love-story/MohammadYousef



#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذكرى التاسعة لرحيل خالد الأسعد، ترجمة محمد عبد الكريم يوسف
- سورية التي أحبها ، ترجمة محمد عبد الكريم يوسف
- صباح الخير يا قديستي الحلوة، ترجمة محمد عبد الكريم يوسف
- إذا... (عفوك كيبلينج) ، ترجمة محمد عبد الكريم يوسف
- هل يمكن للاشتراكيين أن يكونوا سعداء؟ بقلم جورج أورويل ، ترجم ...
- أنتم والقنبلة الذرية، بقلم جورج أورويل
- السياسة واللغة الإنجليزية، بقلم جورج أورويل، ترجمة محمد عبد ...
- الروبوتات الجديدة في مجال وسائل الإعلام، محمد عبد الكريم يوس ...
- دور التحيز اللاواعي في المفاوضات
- دور المرأة في الفنون البصرية
- أهم الخطوات للنجاح في المفاوضات وحل النزاعات
- الاغتيالات السياسية العلنية والسرية التي نفذتها إسرائيل، محم ...
- التحديات التي واجهتها النساء الفيلسوفات ، محمد عبد الكريم يو ...
- مدخل إلى التفاوض وحل النزاعات، محمد عبد الكريم يوسف
- التدريب على المحاكاة الافتراضية في تكنولوجيا خطوط أنابيب الب ...
- التدريب على المحاكاة الافتراضية
- الموساد والاغتيالات السياسية ، محمد عبد الكريم يوسف
- بيروت عاصمة الاغتيالات السياسية،
- اللحوم المطبوعة مميزاتها وعيوبها ، محمد عبد الكريم يوسف
- عقوبة الإعدام في دائرة الضوء


المزيد.....




- -الشاطر- فيلم أكشن مصري بهوية أميركية
- رحلتي الخريفية إصدار جديد لوصال زبيدات
- يوسف اللباد.. تضارب الروايات بشأن وفاة شاب سوري بعد توقيفه ف ...
- بصدر عار.. مغنية فرنسية تحتج على التحرش بها على المسرح
- مع حسن في غزة.. فيلم فلسطيني جديد يُعرض عالميا
- شراكة مع مؤسسة إسرائيلية.. الممثل العالمي ليوناردو دي كابريو ...
- -الألكسو- تُدرج صهاريج عدن التاريخية ضمن قائمة التراث العربي ...
- الطيور تمتلك -ثقافة- و-تراثا- تتناقله الأجيال
- الترجمة الأدبية.. جسر غزة الإنساني إلى العالم
- الممثل الإقليمي للفاو يوضح أن إيصال المساعدات إلى غزة يتطلب ...


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الكريم يوسف - خالد الأسعد وتدمر: قصة حب لا تنتهي، ترجمة محمد عبد الكريم يوسف