أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قحطان الفرج الله - حوار في الثقافة والادب















المزيد.....

حوار في الثقافة والادب


قحطان الفرج الله

الحوار المتمدن-العدد: 8075 - 2024 / 8 / 20 - 18:27
المحور: الادب والفن
    


حوار في الثقافة والادب/ مع الناقدالعراقي قحطان الفرج الله/ حاوره/ مهى العلايلي / منصة تحديث الخطاب الثقافي


سؤال:ما رأيك في تأثير العولمة على الهوية الثقافية العراقية؟ وهل تعتقد أن العولمة تشكل تهديدًا للحفاظ على التراث الثقافي، أم أنها فرصة لتجديده وتطويره؟

جواب:ما زال الأدب العراقي يدور في إطار محلي ضيق، تعكسه الثقافة العراقية بأبعاد مختلفة مثل الدينية، المذهبية، والمناطقية. هذه الأبعاد لم تنطلق نحو تشكيل هوية موحدة تمثل البلد ككل، ولم تذوّب الخصوصيات في إطار إنساني يمكن أن يُقدّم للعالم.
تعقيب:النقد الذي قدمته يشير إلى تحدٍ كبير يواجه الأدب العراقي، حيث يجد الأدباء أنفسهم مقيدين بإطار محلي ضيق يشمل الخصوصيات الدينية والمذهبية والمناطقية. هذا يمكن أن يؤدي إلى عزل الأدب عن القضايا العالمية والإنسانية الأوسع، مما قد يحول دون تحقيق هوية أدبية وطنية موحدة تمثل العراق على الساحة العالمية.

رد:الانطلاق نحو تشكيل هوية ثقافية موحدة يتطلب نوعًا من الانفتاح على التجارب الإنسانية المشتركة، مع الاحتفاظ بالخصوصيات المحلية كجزء من التنوع الثقافي، بدلاً من أن تكون عوائق أمام الحوار الثقافي العالمي. يمكن أن يكون هذا التحدي فرصة للأدباء العراقيين للعمل على تطوير أعمال أدبية تعبر عن التجارب العراقية بطريقة تتجاوز الحدود المحلية لتصل إلى الجمهور العالمي، مع الاستفادة من التأثيرات العالمية بطريقة تغني الهوية الثقافية بدلاً من أن تضعفها.

سؤال:ما رأيك في كيفية تحقيق هذا التوازن بين الحفاظ على الخصوصية الثقافية والانفتاح على القضايا الإنسانية العامة؟

جواب:يتحقق التوازن، في رأيي، بقبول الآخر المختلف ونبذ التناحر لمجرد الاختلاف في الرأي. قبول الاختلاف يعني التنوع والثراء الثقافي، على العكس مما هو قائم الآن، حيث البحث عن المطابقة الشديدة. هذا الوضع يجعل جمهور المثقفين جماعات منعزلة عن بعضها، دون وجود أواصر تلاقح حقيقية يمكنها دمج المنتج الثقافي وتقديمه بصورة مبهجة.
تعقيب: أتفق معك تمامًا على أن قبول الآخر المختلف ونبذ التناحر بسبب الاختلاف في الرأي هما مفتاحان أساسيان لتحقيق التوازن الثقافي. قبول التنوع يمكن أن يسهم بشكل كبير في إثراء الثقافة بدلاً من تقييدها. عندما يتم البحث عن التطابق الشديد وتجنب الاختلافات، يتحول الجمهور المثقف إلى جماعات منعزلة، تفتقد إلى الحوار والتفاعل البناء.

رد: التلاقح الثقافي الحقيقي يتطلب بيئة مفتوحة حيث يمكن للأفكار والتجارب المختلفة أن تتفاعل وتتكامل. في الأدب، يمكن أن يؤدي هذا إلى ظهور أعمال أدبية جديدة تعبر عن الهوية الثقافية بطرق مبتكرة وشاملة، تتجاوز الحواجز التقليدية وتعكس الواقع المتعدد الأبعاد للعراق.

سؤال: كيف ترى دور المثقفين العراقيين في خلق هذه البيئة المفتوحة؟ وهل تعتقد أن هناك أمثلة حالية في الأدب العراقي تعكس هذا التلاقح الثقافي؟

جواب: هل تقصد دور المثقفين الآن أم تقصد ما ينبغي أن يكون لتحقيق هذا التلاقح؟

تعقيب:أنا أقصد كلا الأمرين: دور المثقفين في الوقت الحالي وما ينبغي أن يكون لتحقيق التلاقح الثقافي المطلوب.

رد وجواب:
دور المثقفين الآن: في الوقت الراهن، يحمل المثقفون العراقيون مسؤولية كبيرة في توجيه الساحة الثقافية نحو التنوع وقبول الآخر. يمكن أن يكون دورهم من خلال:
- إنتاج أدبي متنوع: الكتابة عن مواضيع تعكس التعدد الثقافي والاجتماعي والديني في العراق، وتقديم هذه الأعمال بطرق تتجاوز الخطابات التقليدية. وكذلك تشجيع الحوار وفتح منصات للنقاش بين المثقفين والجمهور، حيث يمكن تناول القضايا الثقافية المختلفة بطرق بناءة. هذا يمكن أن يحدث في الندوات الثقافية، الملتقيات الأدبية، وحتى عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وايضاً تسليط الضوء على المشتركات بدلاً من التركيز على الفروقات، يمكن للمثقفين أن يسهموا في تعزيز الروابط التي تجمع العراقيين بمختلف انتماءاتهم.

ما ينبغي أن يكون لتحقيق التلاقح الثقافي ففي الحقيقي، هناك خطوات يمكن أن يتبناها المثقفون من اجل ذلك، يمكن أن يعملوا على تقديم ثقافات ومناطق عراقية مختلفة بطريقة تبرز جمالها وثرائها، وتعرضها لشرائح أوسع من الجمهور.و نقد بناء وحقيقي بدلاً من النقد الذي يركز على السلبيات فقط، يجب تشجيع النقد البناء الذي يفتح آفاقًا جديدة للفكر والإبداع. التعاون بين الأدباء والفنانين وتنظيم مشاريع مشتركة بين كتاب وشعراء وفنانين من خلفيات مختلفة يمكن أن يؤدي إلى إنتاج أعمال تعبر عن الروح العراقية المتنوعة.


سؤال: هل تعتقد ان هناك تجارب يمكن الاشارة الى جهدها و و صفه بالبناء ؟

جواب: نعم، هناك تجارب ناجحة مثل تجربة المفكر عبد الله إبراهيم في مقد المركزيات ، وتحليل السرديات وتفكيكها ، وتجربة سعيد الغانمي في قراءة التراث قراءة معاصرة، وتجربة عبد الجبار الرفاعي في تحديث الخطاب الديني من خلال ما يكتب ومن خلال مجلة "قضايا إسلامية معاصرة". لكن تظل هذه التجارب في إطارها الفردي الضيق، فهي لم تخلق تيارات ثقافية أو مدارس يمكن الاعتماد عليها في عملية الاستمرار في التحديث،
ومع ذلك، تبقى هذه الجهود فردية إلى حد كبير، ولم تتطور إلى تيارات ثقافية أو مدارس فكرية قادرة على الاستمرار والبقاء بعد غياب روادها. هذا يعكس التحدي الكبير الذي يواجه المثقفين العراقيين، حيث يتطلب تحقيق تأثير طويل الأمد إنشاء بيئات ثقافية مستدامة، تدعمها مؤسسات وأطر تنظيمية قادرة على حمل مشاعل الفكر والتجديد حتى بعد رحيل الشخصيات البارزة.

تعقيب: أتفق معك تمامًا. التجارب التي ذكرتها، مثل تجربة عبد الله إبراهيم في نقد السرديات والمركزيات، وسعيد الغانمي في قراءة التراث العربي بعيون معاصرة، وعبد الجبار الرفاعي في تحديث الخطاب الديني، هي بالفعل تجارب فريدة ومهمة في الساحة الثقافية العراقية.

سؤال: كيف تنظر إلى الاجيال القادمة من المثقفين الشباب ، بعيون ناقد خبر الكثير من التجارب؟
جواب: الحقيقة أن الهوية الثقافية في العراق تواجه أجيالاً بلا أساتذة، وجمهورًا كبيرًا من المثقفين الشباب الذين غاب عنهم الاهتمام بالثقافة القومية العراقية. وأعني بذلك قراءة تاريخ وثقافة هذا البلد ومحاولة التأسيس عليها والاستفادة منها. فجذور هؤلاء الشباب الثقافية أصبحت متعددة بعد ثورة التكنولوجيا والاتصالات، فهم مثقفون بلا أسس واضحة للثقافة، وبلا قواعد خاصة نستطيع نقدها أو تحليلها. المشكلة تزداد تعقيدًا كلما فكرنا في تحليلها.
تعقيب:أنت تلامس نقطة حساسة تتعلق بتشكيل الهوية الثقافية في العراق، وهي قضية معقدة بالفعل. الجيل الجديد من المثقفين يواجه تحديات كبيرة، أبرزها غياب الأساتذة والمرشدين الذين يمتلكون تجربة عميقة وربطًا وثيقًا بتاريخ وثقافة البلد. هذا الفراغ يؤدي إلى انفصال الشباب عن الجذور الثقافية، ويجعل من الصعب عليهم تكوين هوية ثقافية قوية ومستدامة.

رد: التكنولوجيا والاتصالات الحديثة أسهمت في خلق ثقافة متعددة ومتنوعة، ولكنها في الوقت نفسه تسببت في تفتيت الهوية الثقافية التقليدية. أصبح من السهل الوصول إلى ثقافات متعددة ومتنوعة من جميع أنحاء العالم، مما يجعل الشباب يتعرضون لمزيج من الأفكار والاتجاهات التي قد لا ترتبط بشكل مباشر بالثقافة العراقية.
وهنا يكمن التحدي الأكبر هو كيفية مزج هذا التنوع الثقافي الحديث مع الجذور الثقافية العراقية. هذا يتطلب جهودًا مكثفة في إعادة الاهتمام بالتاريخ والثقافة العراقية من خلال التعليم، والإعلام، والفنون، بالإضافة إلى دعم المبادرات التي تعزز الهوية الثقافية الوطنية.

سؤال اخير :كيف يمكن للمثقفين العراقيين المعاصرين إعادة بناء هذا الجسر بين الجيل الجديد وجذوره الثقافية؟

جواب:يستطيع المثقفون من خلال المساهمة الحقيقية في المنتج العالمي أن يغادروا الأطر الضيقة ويسمحوا للحرية بأن تكون مداد اقلامهم في الكتابة بعيدًا عن الخطوط الحمراء. وأنا هنا لا أقصد الفوضى، بل الكتابة الواعية التي تحترم حرية الإنسان ولا تجرح ضمير معتقداته، سواء كانت دينية، سياسية، أو اجتماعية.



#قحطان_الفرج_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شراء الديون: شبكة فساد مُحكمة في العراق**
- المثقف والهوية الطائفية .
- دعونا نقول شكرًا لمن يعمل…
- محنة السادس الاعدادي في العراق
- الحلاج من جديد…
- الخيال ونظرية الخلق الفنى عند سليمان العطار
- الكتاب الذي لم تقرأه النساء…(تحرير المرأة)
- رسالة مفتوحة … السيد رئيس الوزراء/ المهندس محمد شياع السودان ...
- رسالة مفتوحة إلى/ السيد رئيس الوزراء العراقي المهندس محمد شي ...
- رسالة مفتوحة إلى/ السيد رئيس الوزراء/ المهندس محمد شياع السو ...
- يوسف الصائغ … (الباحث عن كلمة حبّ وقبلة)
- الفنان علاء بشير… والدهشة خارج الألوان
- الهوية الغاطسة ... (المثقف) العراقي...
- الغرفة رقم (2)
- علم اجتماع الأدب صراع المنهج والأدوات
- علم كلام جديد، أم علم كلام سائل ؟… في فكر عبد الجبار الرفاعي
- جسد مُحتضر، وروح متوقدة ...
- سليمان العطار كتابٌ عظيم لم يُقرأ بعد
- (نهدان وقميص بلا أزرار)
- المشروع الثقافي...


المزيد.....




- المملكة العربية السعودية ترفع الستار عن مجمع استوديوهات للإ ...
- بيرزيت.. إزاحة الستار عن جداريات فلسطينية تحاكي التاريخ والف ...
- عندما تصوّر السينما الفلسطينية من أجل البقاء
- إسرائيل والشتات وغزة: مهرجان -يش!- السينمائي يبرز ملامح وأبع ...
- تكريم الفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في د ...
- ”أحـــداث شيقـــة وممتعـــة” متـــابعـــة مسلسل المؤسس عثمان ...
- الشمبانزي يطور مثل البشر ثقافة تراكمية تنتقل عبر الأجيال
- -رقصة الغرانيق البيضاء- تفتتح مهرجان السينما الروسية في باري ...
- فنانون يتخطون الحدود في معرض ساتلايت في ميامي
- الحكم بسجن المخرج المصري عمر زهران عامين بتهمة سرقة مجوهرات ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قحطان الفرج الله - حوار في الثقافة والادب