أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قحطان الفرج الله - (نهدان وقميص بلا أزرار)














المزيد.....

(نهدان وقميص بلا أزرار)


قحطان الفرج الله

الحوار المتمدن-العدد: 6803 - 2021 / 2 / 1 - 23:40
المحور: الادب والفن
    


كلما ظننت أني أعرف بغداد، يصادفني ما يدهشني من أماكنها، وكلما ظننت أني أعرف كل الشعراء في العراق أكتشف أني واهم جدًا، اليوم أنا أمام شاعر يختصر الحبّ في قبضة يده، كما تختصر الورود سّرّ الأناقة والجمال.
حين أكتب عنكِ وأنت نائمة
أُطفِئُ الضَوءَ
ليرتاح ظلُّكِ قليلاً
أُعبئ غيماً في وسادَتِك ِ
أدرّبُ الليل كيف يصلُ للصباح
على أطراف أصابعه
أتكلّمُ بالإشارة مع الأشجار ،
كساقية تدلُّ البساتين
على موضع الجريان
وأعلّمُ الأبوابَ كيف تتفتَّحُ بصمت
مثل الأزهار
ثم أسير إليكِ ببطء
أرمي الشرشف على جسدك
كالشِباك
لعلي أصطاد حلما يناسبك
بعدها أغادرا عابئا
بضبط الساعة على التاسعة صباحاً
وأدلّ الوردَ إلى خدِّيك
والأشجارَ إلى لون عينيك
وأكمل هذا النص
وأنام .....

كان بيكاسو يقول: أريد أن أرسم كما يرسم الأطفال، ليستعيد تلك القدرة لديهم التي لا تفصل الذات عن العالم، هذا ما يصنعه (حسين المخزومي) ببراعة، أراد أن يتغزل بانثاه فجاء بكل العالم بين يديها، دلل حتى ظلها، علم الليل كيف يسير على أطراف أصابعه، وكيف يحشو الوسائد بالغيم بدلًا من الريش، علم الأبواب كيف تتفتح كالزهور، غامرة لاصطياد حلم يناسبها، شاكس الورد ليقتني لون خديها، والشجر لون عينيها، في هذا النص تختفي تامًا صورة الحبّ على أنه الشهوة وتتلاشى الجاذبية الجنسية، لتفسح المجال للروح فتمارس دورها في بث المشاعر .
ومن الناحية الشكلية فقد هيمنت جملة الفعل المضارع مما اعطى للنص الحيوية والتفاعل والاستمرارية في الحدث بإضافة إلى علو صورة الطقوس الملائكية الممتدة من أول النص إلى آخره.
إن سمة تكرار الألفاظ والمترادفات و تكرار القوالب النحوية والصرفية خلقت نوعًا تکراريًا أسهم إلى حد كبير في انسجام بنيته النصية، وكذلك هيمن عامل التوازي الذي اسهم في "اتساق الخطاب الشعري"، وبيان إمكانية استيعاب المضامين تحت شکل واحد و محتوي مختلف، وقد ظهر التوازي في النص اعلاه معززا بالعطف ليركز حالة التماسك والانسجام ورص ألواح النص بشكل محكم.
يبرز الاندماج هنا جليا في حالة التوازي هذه، التي تمزج ظاهرة ذبول الضياء واشراقة الجمال، فإن تشابه الشكل والقالب النحوي من خلال جملة الفعل المضارع وشبه الجملة الظرفية جعل من الفعل الإنساني مزيجا روحيًا مدهشا أو لوحة تشكيلية باردة الألوان، استخدم الشاعر الطبيعة بشكل رقيق ليصل بالذوبان والتوتر إلى أقصاه في هذه الصيغة.
نحن أمام شاعر يمتلك أهم مقومات الكبار، شاعر تكتبه القصيدة، ولا يكتبها، لانها تبحث عن المشاعر وهو شعلة وقادة،، هذا ليس مقالا، بل شعور جميل راودني وأنا التهم الديوان كمال يلتهم طفل حبات الحلوى اللذيذة آخر الليل.....



#قحطان_الفرج_الله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشروع الثقافي...
- خطة لإنقاذ العالم
- ما بعد العزلة
- (علي المرهج) و(تشارلس بيرس) وفردوس البراجماتية المفقود
- البحراوي وكينونة الوعي ...
- ((اشعر بالعار لأنك من الناصرية))
- اشعر بالعار لأنك من الناصرية
- آدم الأخير المحو والإثبات
- ثورة الوعي الوطني ....شعلة لمستقبل مختلف
- هيا لنخون الوطن ...
- فواكه ماجد السفاح
- عارف الساعدي وتشكيل المتخيل الشعري...
- المحبّة تطرد الموت.
- صلاح نيازي ... يا غصننا المُطعم...
- الشعر الصوفي في ميزان خاص
- شوارع احمد عبد الجبار وإقدامه العارية
- سليمان العطار ... المترجم مفكرا قراءة في -الكيخوتي- المقال ا ...
- -من الصوت أصنع لوحة، ومن اللوحة اصنع صوتا- رواية وحي الغرق ق ...
- -من الصوت أصنع لوحة، ومن اللوحة أصنع صوتا- رواية -وحي الغرق ...
- يوميات مفكر... (في مديح الألم لسيد البحراوي)


المزيد.....




- صور مذهلة تكشف عن العوالم الخفية داخل الآلات الموسيقية
- الوقف السني يدين الشاعر علي نعيم: أي إساءة تُطال الصحابة تسه ...
- مقتل المخرج الأمريكي روب راينر وزوجته بلوس أنجلس واتهام الاب ...
- اعتقال ابن الممثل والمخرج الناقد لترامب روب راينر بتهمة قتل ...
- - سقوط الأفكار- يزجّ بشاعرة شابة إلى الساحة الأدبية الموصلية ...
- جامعة حلب تحتفل باليوم العالمي لعائلة اللغة التركية
- فيلم وثائقي فرنسي-ألماني يقدم قراءة نقدية حادة للواقع المصري ...
- تقرير: الأسد يدرس في موسكو اللغة الروسية وطب العيون
- اللوفر يُغلق أبوابه أمام الزوار اليوم.. ما الذي يحدث داخل ال ...
- مقتل الشاعر أنور فوزات الشاعر في السويداء السورية


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قحطان الفرج الله - (نهدان وقميص بلا أزرار)