أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قحطان الفرج الله - المحبّة تطرد الموت.














المزيد.....

المحبّة تطرد الموت.


قحطان الفرج الله

الحوار المتمدن-العدد: 6261 - 2019 / 6 / 15 - 03:43
المحور: الادب والفن
    


للحبّ نكهته الخاصة التي تختلف من شخص لآخر، وهي تختلف باختلاف الظروف والمسافات والأمزجة والمدن، والتعبير عنه يأخذ أشكالا لا عد لها ولا حصر، إذا كانت المحبة تطرد الموت، فإنها في أغلب الشعر العربي الحديث -حسب اطلاعي- تستعدي الموت، فالحبّ في الشعر المعاصر لا حبّ فيه، فقد طاقته الإيجابية وتحول إلى طاقة تعبيرية سالبة، كإنه خطاب رجل دين ينصب نفسه محاميا للموت في حضرة الحياة، صحيح إن الشعر القديم كان ينحى إلى الاستعطاف والتذلل، وهذا تكنيك يتلائم وطبيعة عصره وهو من الحيل الفنية حسب عبد القاهر الجرجاني، ولكن الايغال في مستنقع التعقيد والتشاؤم والانشطارات النفسية يجعل من النص الحديث هلوسة مرضية لا جدوى فنية منها، سياقات كسر المألوف والخلق الإبداعي التي تتبناها تيارات ما بعد الحداثة ليست أفكارا بوهيمية على الإطلاق، بل هي افكار ابداعية ولدت من حاجات ورغبات نفسية وتعبيرية ملحة. في كل عصور الشعر يكون الجانب المشرق منه هو رسالته التبشيرية، فما هي الرسالة التي يزفها إلينا هؤلاء الشعراء؟ وهل هم يساهمون في ولادة إنسان عربي جديد؟ فالأغلب الأعم شعراء مرحليون نصوصهم تتوقف عند توقف الحدث، كقصيدة الرصافي عن القطار وعبابه.
في هذا العالم العربي المليء بالتعصب (المذهبي، والديني، والحزبي، والسياسي) والعنف والدموية، وانتشار البشاعة وتقلص مساحات الجمال، وأفول نجوم الفرح والابتسام، نحن بحاجة إلى رسائل تبشر بالحبّ كمسوغ حقيقي للحياة، لنقوض الظلم والكراهية وإلغاء الاخر المختلف، قليل من النصوص التي تدعونا إلى ممارسة الحياة بحبّ، والكثير منها يمثل علينا دور من يعيشها، ربما نحن لا نعرف ماهو الحبّ الان لفرط انشغالنا بالتباغض والتناحر، فكم نوعا من هذا الحب نعرف؟ وكم تعلمنا من فنونه، ألم تقل العرب والأذن تعشق قبل العين، فهل عودنا آذاننا على حبّ الجميل دون الناشز لانتقاده؟ ربّما علينا الانصراف إلى البسطاء للتعلم منهم لانهم يجيدون فن الحياة ويعشقون حياتهم ويحبون تفاصيلها، أنا أعي تماماً إن الشعراء يعبرون عن الحياة بكل تناقضاتها وقيمها المتنافرة، ولكني لا أبرر لهم التركيز على الجانب السلبي ليكون هو المنطلق الأساس، فحن إذا سمحنا أن يستمر هذا فاننا نقتل جيلا كاملا من القادمين الذين نجبرهم على استنشاق هذه السوداوية.
كثيرا ما نتهم البعض بالغباء والجهل لعدم تلقيهم الفنون الحديثة كالتشكيل وقصيدة النثر، ونتهمهم بالتقليدية المفرطة والتقوقع، ولكن اليوم اشعر اننا يجب أن نوجه هذا الاتهام إلى جمهور النقاد الخرس الذين يمارسون دور (الأطرش في الزفة) وسط هذا الضجيج المفجع من صور الموت والالم والدم، لابد من ولادة وعي نقدي جديد يخلع ثوب المجاملات والتبريرات ويمارس دور القنديل في اضاءة الطرقات نحو التراحم والمحبة والجمال.
إن الوعي الناقد هو المخلص الحقيقي، واملي أن تنبثق افكارا نقدية جديدة تساعد الشعراء على مراجعة نصوصهم بموضوعية لعلنا ندخل في مرحلة ثقافية جديدة يسودها الجمال والمحبة بعد هذا الخصام الطويل مع الحياة.



#قحطان_الفرج_الله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صلاح نيازي ... يا غصننا المُطعم...
- الشعر الصوفي في ميزان خاص
- شوارع احمد عبد الجبار وإقدامه العارية
- سليمان العطار ... المترجم مفكرا قراءة في -الكيخوتي- المقال ا ...
- -من الصوت أصنع لوحة، ومن اللوحة اصنع صوتا- رواية وحي الغرق ق ...
- -من الصوت أصنع لوحة، ومن اللوحة أصنع صوتا- رواية -وحي الغرق ...
- يوميات مفكر... (في مديح الألم لسيد البحراوي)
- بين أزمة الكتابة ومحنة المثقف قامت العشائر الثقافية.


المزيد.....




- مهرجان الجونة 2025 يكشف عن قائمة أفلامه العالمية في برنامجه ...
- بيت المدى يحتفي بمئوية نزار سليم .. الرسام والقاص وأبرز روا ...
- الرواية الملوَّثة التي تسيطر على الغرب
- تركيا تعتمد برنامجا شاملا لتعليم اللغة التركية للطلاب الأجان ...
- مسرحية -طعم الجدران مالح-.. الألم السوري بين توثيق الحكايات ...
- مهرجان الأردن لأفلام الأطفال.. غزة وحكايا النزوح والصمود في ...
- -للسجن مذاق آخر-.. شهادة أسير فلسطيني عن الألم والأمل خلف ال ...
- المخرجة اللبنانية منية عقل تدخل عالم نتفليكس من خلال مسلسل - ...
- الذكاء الاصطناعي بين وهم الإبداع ومحاكاة الأدب.. قراءة في أط ...
- مخيم -حارة المغاربة- بطنجة يجمع أطفالا من القدس والمغرب


المزيد.....

- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قحطان الفرج الله - المحبّة تطرد الموت.