أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قحطان الفرج الله - يوميات مفكر... (في مديح الألم لسيد البحراوي)














المزيد.....

يوميات مفكر... (في مديح الألم لسيد البحراوي)


قحطان الفرج الله

الحوار المتمدن-العدد: 5501 - 2017 / 4 / 24 - 22:02
المحور: الادب والفن
    


يوميات مفكر ... (في مديح الالم لسيد البحراوي)
"إنني أرسم ذاتي، فأنا الكاتب وموضوع الكتاب. مونتاني/المحاولات"
كثيرا ما تشهد كتابة اليوميات الفتور وتقطع الزمن وتركز على الاحداث المهمة، ولكن في تجربة كتجربة الدكتور سيد البحراوي الامر مختلف فهي نزيف للروح والمشاعر المستمرة التي ولدت مع ولادة الألم وعلى راي جورج مايو في كتابه السيرة الذاتية، إن الكتابة على نمط اليوميات تسير "في اتجاه زمني واحد لا ينطلق فيه من الماضي إلى الحاضر، بل يجري في مجرى عكسي لانسياب الحياة، أي من الحاضر إلى الماضي، ومن لحظة الكتابة إلى لحظة التجربة "
مفكر من طراز خاص اختط لنفسه الطريق الصعب لبلوغ القمة. رغم المه وصراعه مع اخطر الامراض كتب يومياته التي عدت بمثابة تصورات لصراع لن ينته بين الالم واللذة والأبداع والحياة.
في أول الصفحات من كتابه (في مديح الألم) الذي صدر في القاهرة عام 2016 يقول: "بالنسبة لي، لست منزعجا، اعرف أنني سأواصل الحياة (إن لم يحدث خطأ فادح في العلاج) لدي أشياء مهمة أظن أنها قد تفيد الآخرين في فهم ما يحدث في الخمسين سنة الماضية. لدي سيرة ذاتية شبه مكتملة ورواية بعنوان الساحرات، وجزء ثان من رواية ليل مدريد بالإضافة الى مجموعة قصصية تصدر قريبا من كتب خان، وعنها ايضا نعد لإصدار وثيقة صوتية: شريط كاست أرسلته أنا وأمينة رشيد من باريس سنة 1985 الى أهلي في المنوفية، سيكون مفاجأة على كل المستويات. وفي هذه الأيام اراجع الجزء الأول من كتاب الرحلات الذي سيصدر عن دار الثقافة الجديدة.
هل هناك ما يمكن أن يطمئنكم أكثر من ذلك؟"
لقد قبل صاحب هذه اليوميات التحدي بكل ما يملك من قوة وكتب وسجل تفصيلات مهمة على المستوى الذاتي والموضوعي واحتفظ وهو يخط هذه الصفحات بالقدر العالي من صدق المشاعر، وصدق الحالة التي كان يعايشها بثوانيها ولحظاتها، سجل بوجدانية عالية تناقض الاصوات وقلق المواقف، لمح فيها النبرات المفعمة بالصدق واصداء المشاعر الفاترة، فنقلها إلينا حيّة طازجة كأنها تجري على لسان القارئ لا الكاتب وحده.
ليس غريبا أن تمتد علاقتك بأستاذك وتتحول إلى صداقة حميمة ولكن الجميل أن تتحول هذه العلاقة الى شعور انساني مشترك يتسلل إلى الروح والنفس ويشعرك بالقرب والتواصل المستمر متجاوزا البعد المكاني.
لم تكن علاقتي بأستاذي سيد البحراوي محض صدفة، فقد كنت الطالب العراقي الوحيد في دفعة الماجستير 2010 في كلية آداب القاهرة من مجموع 35 طالبا بين مصري وسعودي وجزائري، كنت اسمع من الطلبة الكثير عن سيد البحراوي كما كنت اسمع لأول مره عن مادة (علم اجتماع الادب) فهي لم تكن تدرس في آداب جامعة بغداد، شعرت بوجوم في أول محاضرة وهو يعرض مفردات المنهج التي سيقوم الطلبة بإعدادها وهي علاقة النقد بالعلوم الانسانية الاخرى كعلاقتها بالفلسفة وعلم المنطق والادب المقارن وعلم اجتماع الادب والتاريخ، وغيرها الكثير، لم أكن طالبا اعتياديا كذلك كنت طموحا جدا بفرض افكاري التي كانت تعاني الكثير من القصور والفهم العميق، اخترت أن يكون موضوعي عن علاقة النقد بمدارس ومناهج النقد الادبي الحديث.
أجهدت نفسي بالبحث عن مصادر لم تكن لتسعد سيد البحراوي، بعد أن القيت بحثي دخلنا في جدال حامي وصل إلى حد التعصب وارتفاع الاصوات هل النقد ذائقة؟ ام منهج وما هي الذائقة؟ لم أكن اعرف حينها أن سيد البحراوي صاحب منهج نقدي جديد أسمه (محتوى الشكل) ألا بعد أن اطلعت على كتابه (في نظرية الادب محتوى الشكل: مساهمة عربية) قدمت هذا الكتاب في احد المحاضرات بطريقة اعجبت الحضور مما دعاه مطالبتي إعادتها في الاسبوع التالي كي يسمعها من كان غائبا من الطلبة.
استمرت علاقتي به حين اخترته ليكن المشرف عليّ في الماجستير لندخل في صراع جديد مع قسم اللغة العربية في قبول رسالة ماجستير تطرح الشاعر العراقي الماجن والمتمرد (حسين مردان) للدراسة، بين قبول ورفض واعتراض وتحفظ مرت هذه الدراسة وحصلت على الامتياز ولشدة اعجابه بها دعاني الدكتور سيد البحراوي وعائلتي للعشاء في بيته على غير عادته احتفالا بي وبمنجزي الذي اعده اليوم السقف الاعلى لما كتبت.
ما يُعرف عن سيد البحراوي القليل، فهو صاحب جهد ابداعي ونقدي مهول، واشتغالات فكرية عربية خالصة، وكذلك مترجم يعرف ماذا يترجم ولمن ومتى. يحتاج إلى جهد منا نحن طلبته واصدقائه لدراسته وابراز جوانبه الفكرية، واهدافه المعرفية التي ساهمت في بلورة العديد من الافكار التي ولدت دراسات بحثية مهمة في مجال الدرس النقدي كما أن منتجه الابداعي على قلته يتميز بروحه العالية الطموحة الى ابراز إنسانية الإنسان ودمجه مع أخيه المختلف في اطار إنساني واحد.
وعلاوة على ذلك فهو مناضل ذاق مرارة التعسف والابعاد والاقصاء بسبب آراءه السياسية الوطنية التي كانت في اغلب الاحيان لا تروق للأنظمة الحاكمة في مصر والعالم العربي، يرى إن حل المشاكل الدينية واصلاح الخطاب يحتاج إلى "حل المشكلات الاقتصادية ثم نشر مؤسسات علمية للدراسة على نحو واسع يشمل كل قطاعات المجتمع، وبالمجان"
كتب الكثير ويتمنى "أن تجد كراساته ودفاتره البيضاء الكثيرة من يسوها كتابة أو رسما أو شخبطة" لا يريد منا ان نكون صورة متكررة عنه او نتقمص شخصيته ونتبنى اراءه بل نناقشها ونساهم في تطويرها وتعزيزها وانتشارها فهو يشكر من قرروا ألا يستفيدوا منه حتى لا يكونوا متشابهين .
امد الله بعمر استاذنا الكبير سيد البحراوي ومن عليه بالصحة والعافية ومتعنا بعلمه ووجوده وقيمه النبيلة .



#قحطان_الفرج_الله (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين أزمة الكتابة ومحنة المثقف قامت العشائر الثقافية.


المزيد.....




- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قحطان الفرج الله - يوميات مفكر... (في مديح الألم لسيد البحراوي)