أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قحطان الفرج الله - عارف الساعدي وتشكيل المتخيل الشعري...














المزيد.....

عارف الساعدي وتشكيل المتخيل الشعري...


قحطان الفرج الله

الحوار المتمدن-العدد: 6294 - 2019 / 7 / 18 - 11:06
المحور: الادب والفن
    


"العراق، هو أبو جميع السُلالات الشعرية، وأصل جميع الفصائل والأنواع ... وبكلمة واحدة هو آدم الشعر"
نزار قباني
للشعر عوالمه ومقوماته الخاصة التي تعكس رؤية المبدع، وتبرز قدرته وخصوصيته في تشكيل الواقع الخارجي والداخلي بشكل متفرد، والصورة في ذهن الشاعر، غيرها في ذهن المتلقي والبراعة المنتجة تكون في خلق تلك العوالم المتخيلة من خلال الأدوات التشكيلية كاللغة والموسيقى والصورة، ومن هنا يُخلق الإيحاء، وعليه يمكن القول بأن الصورة الفنية لا تثير في ذهن المتلقي صورًا بصرية فقط، بل تثير صورًا لها صلة بكل الاحساسات الممكنة، وإلى جانب ذلك تكون الصورة لغة داخل اللغة لأنها تقوم بتقديم الاحساس مجسماً أو مجرداً في أحيان أخرى.
لعل المتتبع لنصوص عارف الساعدي يدرك نزعة الاختزال داخل النص الشعري التي تزيده رونقاً وجمالاً أخاذاً، فتستعيد في ذهن المتلقي القدرة على ترميم اختزالات الساعدي تلك لترسم عوالم لا حد لها.
-بغداد تولد من دخان القصف ثانية
-فتغسل وجه نهريها
-وتبتكر الاغاني مرةً اخرى
-ويندلق الحمام
كما أن بغداد تولد من دخان القصف تولد شعرية الحبّ من مفردات العنف والدمار (قصف ودخان يُولد اغانيا وحماما).
لعل أهم ما يميز الساعدي عملية خلق نص الحبّ من مفردات العنف، وهذه براعة أن يواجه الشاعر الكراهية والعنف والقسوة ويرد عليها بأدواتها من خلال إعادة إنتاجها لتخرج بمظهر يوحي بالألفة
-كنّا نفكر أن نعيد الأرض ثانية ً
-ونبدأ من جديد
-وهيأت للأنقاض زاويةً
-وراء الأرض
-وغيرت الشبابيك القديمة
-واقترحت نوافذاً تأتي.
إن نص الساعدي يجتاز دائرة المتخيل في قصيدة التفعيلة في كثير من الأحيان حتى وهو يستحضر الأسطورة والرمز الميثيولوجي القديم، فهو يوظفه باسقاط معطيات الواقع ببراعة شاعرية تثير الكثير من الاسئلة، فهو من كسر على الأبواب (جرّة الاسئلة) فندلقت تسير كنهر جارف صعب المراس (كاسئلة الصغار) ولَك ان تتخيل كمية ما يدور في الرأس وأنت تقرأ قصيدة كقصيدة (آدم) ادم الذي لم يذق طعم الأمومة فكم حُرم أطفال جيل الساعدي وما بعده من هذا الحنان المفقود؟
-هل كنت تخبئ رأسك في حضن امرأة ما؟
-هل كنت تقبل أمك؟
_ عفوا
_هل تعرف طعم الأم؟
أعتقد ان البراعة ولإبداع لايكمن في اثارة الاسئلة بشكل مباشر؛ بل بإثارة أسئلة تتمتع بطابع المفارقة التي تضع المتلقي أمام الصدمة والدهشة لما غاب عن ذهنه وحفزه السؤال،
-لماذا ؟
-وتجرحنا لحظة موجعة
-لماذا سنضطر أن نلبس الأقنعة؟
-لماذا نشد الكلام طويلاً؟
-ونغسل أحرفه المفزعة؟
-لماذا الكنايات في بابنا؟
-ولماذا البلاغة في الأمتعة؟
-ولماذا ندور على حزننا؟
-ونلم استعاراته المفجعة.
إن تجربة الساعدي لا توحي بعوالمها المتخيلة بالاستمرارية في النسق الواحد أو استنساخ أنساق ثقافية قديمة والعودة إلى إنتاجها في بناء نص شعري جديد، ان متخيل الساعدي الأهم هو في تكثيف الطاقة الايحائية وبناء منظومة صور وفق استراتيجية فنية حديثة وبامتياز وعلاوة على ذلك فلغة الساعدي التي تنساب كجدول هادئ تبرز نجاح الشاعر في التعاشق القائم بشكل واضح بين المستوى الدلالي للكلمة والوظيفة المراد تحقيقها في عالم الشاعر المتخيل.
وهذا ما يحيل الى معجم عارف الساعدي المليء بمفردات الحب المشحونة من خلال السياق بزخم انفعالي يجعل من القصيدة كالمرأة الجميلة كلما قضيت منها وطرا تعود لتشتهيها من جديد وتواصل القراءة، غادر النص ساحة البلاغة الكلاسيكية ليضع أقدامه راسخة في ساحة الصياغة الشعرية وإنتاج الدلالات المكثفة، الامر الذي يدفعه إلى خلق عالم من الرموز والإحالات، لتقيم الخطاب الشعري وهو محتفظ بقامته وغموضه، بسحره وعذوبته.



#قحطان_الفرج_الله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المحبّة تطرد الموت.
- صلاح نيازي ... يا غصننا المُطعم...
- الشعر الصوفي في ميزان خاص
- شوارع احمد عبد الجبار وإقدامه العارية
- سليمان العطار ... المترجم مفكرا قراءة في -الكيخوتي- المقال ا ...
- -من الصوت أصنع لوحة، ومن اللوحة اصنع صوتا- رواية وحي الغرق ق ...
- -من الصوت أصنع لوحة، ومن اللوحة أصنع صوتا- رواية -وحي الغرق ...
- يوميات مفكر... (في مديح الألم لسيد البحراوي)
- بين أزمة الكتابة ومحنة المثقف قامت العشائر الثقافية.


المزيد.....




- يوسف اللباد.. تضارب الروايات بشأن وفاة شاب سوري بعد توقيفه ف ...
- بصدر عار.. مغنية فرنسية تحتج على التحرش بها على المسرح
- مع حسن في غزة.. فيلم فلسطيني جديد يُعرض عالميا
- شراكة مع مؤسسة إسرائيلية.. الممثل العالمي ليوناردو دي كابريو ...
- -الألكسو- تُدرج صهاريج عدن التاريخية ضمن قائمة التراث العربي ...
- الطيور تمتلك -ثقافة- و-تراثا- تتناقله الأجيال
- الترجمة الأدبية.. جسر غزة الإنساني إلى العالم
- الممثل الإقليمي للفاو يوضح أن إيصال المساعدات إلى غزة يتطلب ...
- الممثل الإقليمي للفاو: لا يمكن إيصال المساعدات لغزة دون ممرا ...
- عائلة الفنان كامل حسين تحيي ذكراه الثامنة في مرسمه


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قحطان الفرج الله - عارف الساعدي وتشكيل المتخيل الشعري...