أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بسمة الصباح - حلم جميل














المزيد.....

حلم جميل


بسمة الصباح

الحوار المتمدن-العدد: 8073 - 2024 / 8 / 18 - 00:53
المحور: الادب والفن
    


قصة قصيرة


سنوات عديدة مرّت على وجودها في العاصمة ؛حيث أتمّت دراستها الجامعية بتفوق وتم تعينها معيدة في نفس الجامعة وبمنحة دراسية تابعت تحصيلها العلمي بدراسات عليا .
وأخيرا" حصلت منال على إجازة من عملها مدة أسبوع طال انتظاره ستقضيه بين أهلها في أحضان قريتها البعيدة جدا" عن العاصمة وتبعد عشرات الكيلو مترات .
تعبت كثيرا" من الأيام المتخمة بالعزلة ،صحيح أنها تكللت بالنجاح المهني والعملي إلا أنها مازالت عزباء لا يؤنس وحدتها زوج أو طفل فهي تناست نفسها في رحلة بحثها عن ذاتها وتحسين ظروفها المادية لمساعدة أهلها، فهي من بيئة فقيرة كحال معظم الناس في المناطق البعيدة عن المدن .
ومع تباشير تقدمها بالعمر والتي بدت واضحة على وجهها ومحاولاتها لإخفاء بعض الشيب بصبغة عصرية،
فقد تجاوزت السادسة والثلاثين منذ شهرين.
أسرعت إلى المحطة متثاقلة من جرّ حقيبتها المليئة بالهدايا لوالدتها وأخواتها وتحمل في يدها حاسوبها المحمول لتتابع بعض الأعمال أثناء الإجازة.
احتلت مقعدا" بجانب النافذة في الحافلة الأخيرة التي تنطلق في موعد محدد في رحلة طويلة مرهقة تستغرق عدة ساعات .
وقبل أن تنطلق الحافلة وضعت سماعة الأذن وانطلقت منال في رحلتهاالخاصة مع سيمفونيات موزارت إلى مهد الطفولة وريعان الشباب وإلى البيت الذي يحتضن أجمل اللحظات المختزنة في ذاكرتها.
امتلأت مقاعد الحافلة وأخذ الغريب رفيق رحلتها محله في المقعد الفارغ بجانبها مستهلّا" الرحلة بتحية مهذبة .
وبعد لحظات فتح كتابا" وبدأ يبحر في كلماته، وهذا أثار فضولها لمعرفة عنوان الكتاب واسم المؤلف ،لأنها كانت تعشق القراءة والمطالعة بشكل كبير .
يبدو أنها بداية جديدة للتعارف ،ثم بدأت الأسئلة التي يتبادلها المتعارفون حديثا"عن العمل والهوايات .
ساد الصمت بعد ساعة من الأحاديث وتبادل الآراء واختلست بغفلة منه النظر إلى أصابع كفّيه بحثا" عن خاتم خطبة أو زواج؛ وأشاحت بوجهها بسرعة لئلا يشعر باهتمامها وبداية إعجابها به .
قاطعها الجار بسؤالها عن وجهتها وأظهر السرور عندما علم بأنها ابنة القرية القريبة من قريته .
عادت إلى الشرود في ذلك الطريق والأضواء المتسارعة وقلبها يخفق بشدة ؛فهو أيضا"في إجازة لزيارة أهله من عمله في العاصمة.
ماذا تريد منال أكثر من ذلك ؟!!
فهو شاب وسيم ويعمل في شركة كبيرة ويبدو ميسور الحال من لبسه وأناقته ورائحة عطره المثيرة .
وفي غمرة انسجامها مع خيالها داهمها النعاس بعد يوم طويل وساعات من الجلوس في الحافلة وغرقت في حلم جميل *(زغاريد وصوت طبل وأهازيج فرح وذيل فستانها الأبيض المزين بالخرز اللامع افترش الأرض وفارس أحلامها يمسك بيدها ويلبسها خاتم الزواج هو عينه جارها في المقعد المجاور )*
ستكون زيارتها لأهلها هذه المرة بنكهة مختلفة وإعلانا" للجميع بأنها مازالت جميلة وقلبها ينبض بالحب والحياة .
لا تعلم كم أستغرقت في النوم!!
فتحت جفنيها بتكاسل وابتسامة عريضة ترتسم على محياها وسعادة تغمر قلبها .
نظرت إلى المقعد المجاور لم تجد ذلك الغريب ،ولا هاتفها الجديد أوحقيبة نقودها ولا جهازها المحمول .
واخبرها سائق الحافلة بأن جار رحلتها نزل من الحافلة منذ ساعة تقريبا" ولايعلم عنه أي شئ.
أكملت الرحلة وحيدة.
أرخت ستارة النافذة بجوارها وانتظرت انقضاء باقي المسافة ،لتلقي برأسها على صدر والدتها وتبكي حلمها الجميل .



#بسمة_الصباح (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلطان الحب
- ضفاف قصيدة
- طقوس الفراق
- عبق الذكريات
- العلاقة بين الفلسفة والادب
- جمان
- من أنا
- مأساتي الكبرى
- الجاحظ وفن السخرية
- قارئة الفنجان
- الشاعر العربي بين الماضي والحاضر
- صهيل قصيدة
- دعاء
- نون النسوة
- النقد والعمل الأدبي
- حنين
- حلم
- احتضار الثواني
- التيه
- عرب


المزيد.....




- الإعلام الغربي وحرب الرواية بغزة: كيف كسرت مشاهد الإبادة الس ...
- يوروفيجن تحت الحصار.. حين تسهم الموسيقى في عزلة إسرائيل
- موجة أفلام عيد الميلاد الأميركية.. رحلة سينمائية عمرها 125 ع ...
- فلسطينية ضمن قائمة أفضل 50 معلمًا على مستوى العالم.. تعرف عل ...
- أفلام الرسوم المتحركة في 2025.. عندما لم تعد الحكايات للأطفا ...
- العرض المسرحي “قبل الشمس”
- اكتمال معجم الدوحة التاريخي للغة العربية.. احتفال باللغة وال ...
- المدير التنفيذي لمعجم الدوحة: رحلة بناء ذاكرة الأمة الفكرية ...
- يعيد للعربية ذاكرتها اللغوية.. إطلاق معجم الدوحة التاريخي
- رحيل الممثل الأميركي جيمس رانسون منتحرا عن 46 عاما


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بسمة الصباح - حلم جميل