أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بسمة الصباح - الشاعر العربي بين الماضي والحاضر














المزيد.....

الشاعر العربي بين الماضي والحاضر


بسمة الصباح

الحوار المتمدن-العدد: 8028 - 2024 / 7 / 4 - 12:03
المحور: الادب والفن
    


من الملاحظ بأن صوت الشعر في الزمن الراهن أخذ يخبو بشكل متزايد مقارنة مع دوره في الماضي ،لا لعلة فيه أو قلة في عدد الشعراء بل بفضل أسباب خارجة عن الإرادة تتعلق بطبيعة العصر من جهة وبتغير الأذواق والأولويات في إهتمامات الأفراد والجماعات من جهة أخرى .
فقد تراجع دور الشاعر من كونه شاهدا" أو مقوّما" للأحداث ليضيق مدى ماينتجه فيصبح دائرا" في أفق ضيق.
فالشاعر الذي كان هو الصوت الأبرز والأكثر تأثيرا"بالمحيطين به وتتناقل الألسن قصائده وتتبارى القبائل فيما بينها بأشعار أبنائها التي تعبر عن طموحاتها وتبرز أمجادها وتنقل معاناتها.
ليصبح الشعر حاليا" في حدود ذات الشاعر نفسه ولاتلهب كلماته مشاعر المتلقي ولا تستثير فيه إلا القليل من الغضب أو الفرح أو الحب .
وعلى الرغم من التطورات المتسارعة في مجالات الحياة المختلفة والكثير من التغيرات التي طالت أنماط العيش والإتجاهات والأذواق وأنماط السلوك، إلا أن الأدب بأجناسه المتعددة لم ينجُ كذلك من هذه التغيرات والتي جعلت أسئلة كثيرة تتبادر للاذهان :
(ماهية الشعر المعاصر ؛جدواه ؛ مستقبله؛ وظيفته في الحياة) .
ولا توجد إجابة واحدة متفق عليها بين جميع الاوساط الأدبية.
فمن المشروع أن يحضر هذا التساؤل في مختلف الأنشطة الإبداعية ومنها مايتعلق بالشعر والشعراء على حد سواء.
إنها مأساة الشعر في زمن التصدعات في جوانب الحياة المعاصرة النفسية والثقافية بمستوياتها المتعددة ؛
ناهيك عن الانفتاح الواسع على الفضاءات الخارجية وما لحق بها من إشكاليات جمّة،مما أغرى بعض أصحاب المواهب على الخروج المتسرّع من مواقعهم وثقافاتهم المحلية يلتقطون ماتيسر لهم من موائد الآخرين ؛
في غياب واضح لفهم بيئاتهم وتاريخهم ومبتعدين عن فهم ارتباط العوامل الذاتية لكل تجربة شعرية في منطقة معينة بتاريخها وخصوصيتها.
فقد كان للشاعر في وقت مضى دوره الأهم في الحياة العربية لأنه كان يبدع لغة الحركة ولاينقل لغة منقولة .
وكان العامل الجمالي في الشعر العربي منذ عصوره الذهبية وقبل الإسلام ليس فقط الإتحاف بجمال النظم بل كان عامل خلق الروعة عن طريق تفجير موسيقا ملحمية من خلال الألفاظ المموسقة بأنغام النظم والوزن والقافية ؛ليكون معبرا" عن مرحلة لها خصائصها التاريخية والجغرافية .
فكان على الشاعر قديما" أن يشتق جميع إنفعالاته من توتر داخلي خلاّق وهو الحماسة الذاتية التي تنبع من أعماقه بالفخر والشجاعة والكرم والحزن…
ومثّل الشعر الجاهلي في تاريخ الإبداع العربي أعلى صورة فنية عن تطابق التعبير مع التجربة الإنسانية في ذلك العصر .
وكما هو معلوم فإن الشعر ليس فقط تلاعب بالألفاظ وتجميل العبارات بصور بيانية مزخرفة فإن لم يكن الشاعر قادرا" على مغالبة الاستسهال وزرع بذور نقد الواقع مفجّرا" لطاقات الإبداع في تجاوز معوقات إنطلاقها،فإنه سيجد نتاجه الأدبي لا يتعدى كونه نتيجة من نتائج إنغلاق المجتمع وعطالته وزيادة تخلفه وعدم وضع حلول مستقبلية والاكتفاء بتصوير الواقع .
ويبدأ بلوغ الشعر في الزمن المعاصر مرحلة الإنطلاق والانتقال إلى آفاق الإبداع في إختراق المألوف وكشف بواطن الأفكار المسوّرة بالجهل وقوة تأثير العادات والقيود الإجتماعية والسياسية المفروضة عليه؛ ويصبح الشعر الذي تشعله العاطفة الصادقة قادرا" على توظيف معارفه عندما تلج القصيدة محراب الشعر من خلال الدخول إلى قلب المتلقي ووجدانه غير آبهة بالمظاهر الخادعة والمظللة له.
وقد طفا على المشهد الأدبي بشكل عام الكثير من الغثاثة بسبب فوضى عالم النشر وسهولته وأصابه من خلط الأوراق الكثير .
ويتحمل النقّاد النصيب الأكبر بعدم التحلي بروح المسؤولية الموضوعية والغائبة أو المغيبة عن المؤسسات الثقافية.
وختاما" يبقى الشعر مهما تبدلت الأحوال والظروف مادة مغرية وإن تراجع جمهوره إلى أضيق الحدود محتفظا" بالفتنة الباهرة التي تلازم الكاتب والناقد والمتلقي بكل وقت .
ومازالت القصيدة الجيدة قادرة أن تنتشلنا من عالم محكوم بالقواعد والمحرمات إلى عالم مثالي وساحر تتلألأ فيه النجوم وتأخذنا معها إلى أفق رحب في رحلة خيال .



#بسمة_الصباح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صهيل قصيدة
- دعاء
- نون النسوة
- النقد والعمل الأدبي
- حنين
- حلم
- احتضار الثواني
- التيه
- عرب
- الطفل المدلل
- أفياء المعاني
- بزوغ قصيدة
- ذات حلم
- ابتسامة
- أنت عيدي
- أزلية العشق
- حلم القصيد
- مصير
- شاعرة أنا
- الغيرة


المزيد.....




- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بسمة الصباح - الشاعر العربي بين الماضي والحاضر