أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بسمة الصباح - النقد والعمل الأدبي














المزيد.....

النقد والعمل الأدبي


بسمة الصباح

الحوار المتمدن-العدد: 8014 - 2024 / 6 / 20 - 18:34
المحور: الادب والفن
    


تتسم العلاقة بين الكاتب والناقد بحالة جدلية قابلة للإجتهاد والإختلاف بالرؤى أو الآراء الشخصية بين ناقد وآخر .
فالعمل الأدبي قد يتعرض بكثير من الأحيان لسوء الفهم وخاصة عندما يعطي الناقد لنفسه الحق بالإلتزام بقاعدة محددة أو نظريات ملزمة له في التحليل النقدي .
ورغم انصراف الكتابة في مجال النقد والإبداع في الآونة الأخيرة عن الالتزام بقوالب مسبقة تحدد المعاني وتحلل العمل الأدبي وفق أنماط بنيوية ثابتة إلى أفق رحب أكثر شمولية ،فما زال النقد والعمل الأدبي في حالة من التجاذب والتنافر المستمرة..
وقد خسر الأدب خلال العقود السابقة في عالمنا العربي الكثير مما كان متاحا" له أمام الأدباء في العصور المنصرمة ؛حيث أخذت السياسة الثقافة عامة في إتجاه محدد وفرضت حصارا" كبيرا" على الإبداع بكل أشكاله؛ فوجد المبدع نفسه في حالة من الإنطوائية وبعيدا" عن المشهد الثقافي الذي أصبح موجها" لغايات وأهداف محددة..
وكما أن الإبداع له موضوعاته وآلياته كذلك النقد له ابداعاته وعالمه الخاص .
وليس من الضروري أن يلتقي دائما"الناقد مع الكاتب في نقاط أو وجهة نظر واحدة ..
وقد لا يمنح الكاتب للناقد الحق في التدخل بطريقة تعبيره عن موضوعه المختار حتى لا يقع في قالب النظريات والأفكار المسبقة فيجد الكاتب نفسه مقيدا" في فضاءات محددة ويخنق ما بداخله من انطلاقة للإشراق والابداع.
وغالبا"ما تكون الحدود بين النقد والعمل الأدبي دقيقة وذات حساسية ؛
فالحكم النقدي سواء كان سلبي أو إيجابي قد يدفع الكاتب إلى نوع من النمطية والتي يمكن أن تتنافى مع العقل الابداعي .
فالابداع يتمثل في الانطلاق وتجاوز المألوف إلى عوالم جديدة ومختلفة ولا يكتفي بتصوير الواقع بحذافيره .
والناقد الجيد قد يكشف عن مدلولات في النص أو أن يؤوله تبعا"لرؤيته وثقافته الخاصة وقد يحفز على كتابة نص موازي مما يؤدي لإغناء النص الأدبي بدلالاته الفكرية والأدبية ويرفع من شأنه.
أو يُفهم النص بطريقة خاطئة فيقلل من قيمته..
ولابد للكاتب المبدع من الإنصات إلى بعض الأحكام من قبل الناقد الجيد التي تتعلق بطريقة التعبير والسرد وأشكال الغموض والإبهام، واعتماد السلاسة والبساطة في إيصال الفكرة للمتلقي .
وليس من الضروري أن يكون النقد متصيدا" للأخطاء وحسب ،إنما غالبا"ما يكون لتعزيز الإنجاز الابداعي وتسليط الضوء على القدرات الفردية الثرية أدبيا".
والعمل الأدبي بكل أشكاله هو تكوين لعالم كامل وفق رؤية الكاتب الخاصة للواقع تحتويه وتتجاوزه بمستويات مختلفة.
وقد يجنح الناقد إلى التقيد بظاهر النص فيلجأ إلى تبسيطه مما قد يفقده حيويته ويطمس الكثير من المعاني فيه ويأخذها بإتجاه آخر ؛ أو أن يغرق النص في عملية تأويلية تخرجه عن سياقه فيساء له ولا يخدم كاتبه.
ويوصف الفعل الأدبي المبدع بأنه قدرة خلاقة لإثراء الوجود ولاتنضوي تحت نمط واحد من حيث تجلياتها عند المتلقي .
ويوصف النقد بأنه حالة إبداعية مكملة للفعل الأدبي .
لكن يجب النأي عن فرض مسار محدد للعمل الأدبي قد تختلف من ناقد لآخر؛
حتى لا يساق الكاتب إلى التكلف خارج رؤاه فيحتال على المعنى ويجنح نحو المحاكاة في اعتماده على ميزان النقد وقوانينه .



#بسمة_الصباح (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حنين
- حلم
- احتضار الثواني
- التيه
- عرب
- الطفل المدلل
- أفياء المعاني
- بزوغ قصيدة
- ذات حلم
- ابتسامة
- أنت عيدي
- أزلية العشق
- حلم القصيد
- مصير
- شاعرة أنا
- الغيرة
- مطر
- رحيل
- هجر
- دهشة حضورك


المزيد.....




- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...
- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...
- فيلم -ذا روزز- كوميديا سوداء تكشف ثنائية الحب والكراهية
- فيلم -البحر- عن طفل فلسطيني يفوز بـ-الأوسكار الإسرائيلي- ووز ...
- كيف تراجع ويجز عن مساره الموسيقي في ألبومه الجديد -عقارب-؟
- فرنسا تختار فيلم -مجرد حادث- للإيراني بناهي لتمثيلها في الأو ...
- فنانة تُنشِئ شخصيات بالذكاء الاصطناعي ناطقة بلسان أثرياء الت ...
- فيلم -مجرد حادث- للمخرج الإيراني جعفر بناهي يمثل فرنسا في تر ...
- غداً في باريس إعلان الفائزين بجائزة اليونسكو – الفوزان الدول ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بسمة الصباح - النقد والعمل الأدبي