لماذا لا يعاد تشغيل قناة العراق الفضائية ؟

حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 533 - 2003 / 7 / 4 - 04:33
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

 

يوشك الشهر الثالث على الانتهاء منذ أن تم إسقاط النظام الصدامي الفاشي ولا زالت قناة العراق الفضائية متوقفة عن العمل ، وبذلك يضطر العراقيون في المهجر وكذلك الشعوب العربية إلى تلقي أخبار الوطن من قبل القنوات الفضائية العربية والإيرانية العاملة على الساحة العراقية .

ويشعر العراقيون في المهجر بوجه خاص أن هذه القنوات لا تسعى إلى نقل الحقائق على الأرض بأمانة وموضوعية ، وهي تركز دائماً على الجوانب السلبية للأحداث وتتجاهل الجوانب الإيجابية ، كما أن العديد من هذه القنوات الفضائية لا تكتفي بالتركيز على الجوانب السلبية فقط ، بل تتعمد تشويه الحقائق عبر مراسليها المنتشرين في إنحاء البلاد والذين لا يتصف الكثيرين منهم بالمصداقية ، والأمانة الصحفية مما يتسببون في إحداث البلبة والقلق للمواطنين العراقيين داخل العراق وفي المهجر من خلال السموم التي يبثونها ، بدرجات متفاوتة ، ولا شك أن قناة الجزيرة قد بزت كافة القنوات الأخرى في  هذا السلوك.، مما يثير القلق والاشمئزاز لدى كل الوطنيين العراقيين والعرب من سلوك هذه القناة .

أن من يشاهد ويسمع قناة الجزيرة يصاب بالصدمة ، فهذه القناة تبدو وكأنها قناة صدامية قلباً وقالباً ، وكأن الجلاد صدام حسين لا يزال حاكماً للعراق ، حيث تستفز مشاعر الشعب العراقي وتثير غضبه واشمئزازه عندما تبحث عن أعوان النظام العراقي وتجري معهم اللقاءات والأحاديث وفي الوقت نفسه تتجاهل الشخصيات الوطنية والقوى السياسية في البلاد ، وهي تحاول دائما ًإظهار أيتام صدام حسين وكأنهم عناصر وطنية يمثلون مقاومة للاحتلال الأمريكي والبريطاني ويسعون إلى حرية واستقلال العراق وهم الذين فرطوا باستقلال وسيادة العراق ، وأذلوا شعبنا ، ومارسوا بحقه ابشع الجرائم خلال ثلاث عقود ونصف ، وما نراه ويراه العالم أجمع من قبور جماعية لمئات الألوف من خيرة أبناء شعبنا لهي الدليل القاطع على همجية وعدوانية النظام الصدامي الفاشي .
لقد اثبتت الوثائق التي تركها النظام البائد أن هذا النظام قد اشترى العديد من الإعلاميين العاملين في القنوات الفضائية وفي الصحافة لكي تسبح باسمه ليل نهار ، ولتخلق منه قائداً للأمة العربية ورائداً لها ، وهو الذي دمر وأفقر شعبه ، وخرب التضامن العربي ، واعتدى على أشقائه وجيرانه طيلة  سنوات حكمه البشع .

لا أحد يدري ما هو السر في عدم تشغيل القناة الفضائية العراقية ، فهل عصت على الولايات المتحدة وبريطانيا أن تشغل محطة فضائية ؟ في الوقت الذي يمتلك الطرفان من الإمكانيات والوسائل ما يمكنهم في تشغيل عشرات المحطات الفضائية !!

هل انعدم وجود الكادر العراقي القادر على تشغيل وإدارة المحطة ؟ لا أحد يعتقد ذلك بل على العكس فهناك من الكوادر العراقية ما يكفي تشغيل العديد من المحطات .
ويحق لنا أن نتساءل عن الحكمة الأمريكية والبريطانية من هذا الموقف الذي اعتقد جازماً أنه لا يخدم مصلحة شعبنا ولا حتى مصلحة الولايات المتحدة وحليفتها بريطانيا  بالذات .

إن الحاكم المدني بريمر مدعو إلى معالجة هذا الخلل الإعلامي الخطير بأسرع ما يمكن ، بغية الحد من تأثير هذا التضليل الإعلامي الذي تمارسه معظم القنوات الفضائية العاملة في العراق  ، حيث أن استمرار الوضع على هذه الحال يشجع العناصر البعثية من أيتام النظام الصدامي على القيام بأعمالهم الإجرامية ضد شعبنا وأمنه واستقراره ، وضد قوات التحالف على حد سواء .

إن الإعلام المرئي والمسموع والمقروء يلعب دوراً خطيراً في حياة الشعوب ، وهو سلاح ذو حدين ،و بشكل خاص الإعلام المرئي حيث يلتصق به المواطنون في أوقات  فراغهم للإطلاع على ما يدور حولهم من أحداث ، وإن ما تتناقله القنوات الفضائية يمكن أن يمثل عنصر هدم إذا ما أسئ استخدامه ويمكن أن يكون عنصر بناء وتثقيف بالأفكار الديمقراطية التي نحن أحوج ما نكون إليها اليوم بعد تلك السنوات  العجاف والطويلة من حكم الطغيان الشمولي الفاشي . 

#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل