أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حامد الحمداني - حول مقال الدكتور سيار الجميل دراسات نقدية في مذكرات أمين هويدي من أجل الكشف عن حقائق تاريخية جديدة - الحلقة الأولى















المزيد.....

حول مقال الدكتور سيار الجميل دراسات نقدية في مذكرات أمين هويدي من أجل الكشف عن حقائق تاريخية جديدة - الحلقة الأولى


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 524 - 2003 / 6 / 25 - 18:10
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

نشر الأخ الدكتور سيار الجميل مقالاً على شكل حلقات بعنوان [ دراسات نقدية في مذكرات أمين هويدي ] من أجل الكشف عن حقائق تاريخية جديدة ، في جريدة الزمان ،في العدد 1535 بتاريخ 2/6 2003 ، ونقلته بعض المواقع على الأنترنيت .
ولقد بدأ الأخ الجميل الحلقة الأولى من مقالته بمقدمة جميلة جداً أتمنى أن يلتزم بها كل باحث في التاريخ من أجل أن ينقل الأحداث التاريخية للمتتبعين بكل أمانة وتجرد، حيث يقول :
إننا نعتقد بأن الأوان قد آن لكي يبدأ الوعي بالبحث عن الحقائق والتأكد منها كي لا تتوهم الأجيال أن كل ما يكتب أو يقال من تواريخ ومعلومات هي صحيحة فتؤخذ الأمور علي عواهنها.. وكثيرا ما نجد أن أموراً كبيرةً قد التبست علي مجتمع كامل ولعشرات السنين، فكيف بأمور جزئية كان لها أهميتها في أحداث المزيد من الانحرافات والتشوهات التاريخية التي نحس اليوم بوطأتها الثقيلة.. وعليه، فان بناء الوعي لا يتم إلا من خلال آليات فهم جديدة ومسح وثائقي شامل أو نقد في الحجج وإقامة الأدلة والبراهين من أجل كتابة صفحات نظيفة متخلصة قدر الإمكان من الشوائب لتاريخ له تعقيداته وخفاياه يستوجب ألا تخفي أي من جوانبه، ولا تهمّش أي من مساحاته الحقيقية تحت دعاوى خاطئة أو مسميات وشعارات ماكرة أو فبركات وأو أكاذيب لم تعد تنطلي علي أصحاب العقول من المؤرخين المتنورين المنتمين للجيل الجديد.
جميل منك أيها الأخ الكريم هذا الرأي ،وأنا أباركه بكل جوانحي وأتمنى الالتزام به  أسلوباً نظيفاً وأميناً في كتابة التاريخ . غير أنني لي ملاحظات عديدة على ما ورد في الحلقات التالية من معلومات غير دقيقة ومخالفة لواقع الأحداث التي مر بها العراق ، ولا سيما وأنني قد عاصرت تلك الأحداث بكل دقائقها حيث كنت أمارس العمل السياسي آنذاك .
1ـ فلقد أطلقت على ثورة الرابع عشر من تموز [ الانقلاب الدموي ] ، في حين وصفت انقلاب 17 تموز  [ الانقلاب الأبيض] فأي مفارقة في هذين الوصفين ؟ وأين هي المصداقية العلمية لكتابة التاريخ ؟
هل أن مقتل العائلة المالكة ،وهم يعدون على الأصابع ، على الرغم حزني على ما جرى لها آنذاك باستثناء عبد الإله الذي يتحمل مسؤولية العديد من الجرائم التي اقترفها النظام الملكي بحق أبناء الشعب ، وإن شئت فبإمكاني أن أعدد لك ما جرى من جرائم قتل في سجن بغداد وسجن الكوت للسجناء السياسيين العزل ، وما جرى من قتل وسجن وتعذيب أبان وثبة كانون المجيدة عام 1948 ووثبة تشرين المجيدة عام 1952  وأثناء إضراب عمال النفط في البصرة وكركوك [ كاورباغي]  وانتفاضة عام 1956 أبان العدوان الثلاثي على مصر الشقيقة ، ومحاكم النعساني العرفية [ العسكرية ] التي كانت تصدر أحكامها بالجملة على المواطنين المعارضين لسياسة الحكومات المتعاقبة..
ثم أن أي ثورة وقعت في أي بلد دون أن يكون فيها ضحايا ؟ فباستثناء مقتل العائلة المالكة كانت ثورة 14 تموز بحق ثورة بيضاء .
أما انقلاب 17 تموز فرغم أن عبد الرحمن عارف المعروف بضعف حكمه قد استسلم للإنقلابيين فوراً ، لكن الإنقلابيين باشروا ممارسة القتل منذ الأيام الأولى للإنقلاب حيث تم إعدام أكثر من 60 ضابطاً وجندياً وعناصر مدنية بتهم باطلة ،وعلقت أجسادهم في ساحة التحرير في بغداد لكي يرهبوا بها الشعب العراقي حفاظاً على حكمهم الضعيف آنذاك ، كما تم قتل عبد الرزاق النايف وحردان عبد الغفار التكريتي وعبد الكريم الشيخلي وناصر الحاني وهم من العناصر التي ساهمت في الانقلاب ، ثم أعقبوها  بجريمة أخرى فيما عرف بمؤامرة عبد الغني الراوي ، ولا أخالك لم تسمع بمحكمة الجزراوي [ طه ياسين رمضان ] التي أعدمت اكثر من 70 ضابطاً في محاكمات صورية لم تستغرق سوى دقائق ،وما جرى للإخوان الشيعى في خان النص وما ارتكبه النظام من أحكام إعدام للمئات ، في محاكم صورية .
 أما ما جرى خلال  حكمهم البغيض منذ 8 شباط 1963 وحتى 2003 ، فهاهي المقابر الجماعية تتحدث عن تلك الجرائم البشعة التي يندى لها جبين الإنسانية،علما أن هناك العد الكبير من المقابر التي لم تكشف بعد ، دعك عن الحروب العدوانية التي زج إنقلابيوا 17 تموز العراق فيها [ حرب الخليج الأولى وغزو الكويت وحرب الخليج الثاني والحرب الأخير ، هذا بالإضافة إلى الحرب التي شنها النطام ضد الشعب الكردي [ حملة الأنفال ] و[ جريمة حلبجة ] والجرائم البشعة التي ارتكبها على أثر انتفاضة آذار المجيدة عام 1991 ، وجرائم تسفير الأكراد الفيليين بعد نهب أموالهم وممتلكاتهم واحتجاز أبنائهم ومن ثم قتلهم ، والقائمة تطول لهذه الجرائم التي لا تعد ولا تحصى ، وبعد كل هذا تسمي انقلاب 17 تموز بالانقلاب الأبيض وهو في واقع الحال انقلاب قاتم السواد أغرق العراق بالدماء .  
لقد كانت ثورة 14 تموز ثمرة كفاح الشعب العراقي بكل فئاته من قوميين وديمقراطيين وشيوعيين حيث ضمت جبهة الاتحاد الوطني سائر الأحزاب السياسية التي نسقت جهودها مع اللجنة الوطنية للضباط الأحرار لتثمر صبيحة الرابع عشر من تموز ذلك التغيير الكبير الذي أحدث نقلة تاريخية في حياة الشعب العراقي حيث تم تحرير 75% من أبناء شعبنا من نير الإقطاع وأنجز تحرير العراق من الهيمنة البريطانية وتشكلت لأول مرة في تاريخ العراق حكومة وطنية بمعزل عن تدخل السفارة البريطانية ، كما حررت ثورة 14 تموز الاقتصاد العراقي عبر الخروج من منطقة الاسترليني ، وعبر القانون رقم 80 الذي تم بموجبه سحب 99% من المناطق الحاوية على احتياطات نفطية من هيمنة الشركات البريطانية والأمريكية والفرنسية .
ولست هنا في وارد استعراض منجزات ثورة الرابع عشر من تموز، حيث سأفرد لهذه المنجزات حلقة أخرى ، وأنا استغرب ما ورد في مقالكم حيث تقول :
هكذا بدأت حياة العراق التاريخية الجديدة على عهد جمهوري جديد حيث كسب الزعيم عبد الكريم قاسم ولاء الملايين من أبناء الشعب العراقي الذين تأملوا فيه خيراً بأن يحقق ما كانوا ينتظرونه منذ زمن بعيد ولكنه للأسف لم يتحقق حتى اليوم ، وهنا قد اعترفت بأن الملايين من أبناء الشعب قد أعطت ولائها لعبد الكريم قاسم علماً أن نفوس العراق كانت يوم ذاك بحدود ه ملايين ، فكيف أعطت هذه الملايين هذا الولاء الجامح له دون أن  تتلمس المكاسب التي حققتها ثورة 14 تموز لصالح الشعب بكل فئاته باستثناء زمر الاقطاعيين الذين استخدموا ثلاثة أرباع الشعب العراقي عبيداً في إقطاعياتهم وتركوهم يعيشون في بؤس قاتل مما دفع أعداد هائلة منهم إلى الهرب إلى إطراف بغداد حيث شيدوا حزام الفقر المعروف ، لكي يقيهم حر الصيف وبرد الشتاء دون أن تتوفر فيه ابسط متطلبات الحياة الكريمة ، وجاءت ثورة تموز لتنقذهم من ذلك البؤس فشيد لهم عبد الكريم قاسم مدن الثورة والحرية والشعلة ليسكنوا فيها .
إلى هنا سأتوقف اليوم في هذه الحلقة لكي أتناول في حلقة قادمة الأحداث التي جرت بعد قيام ثورة 14 تموز المجيدة ، ودور عبد السلام وحزب البعث في انتكاسة الثورة والدور الذي لعبه عبد الناصر في دعم وإسنادهم في كل المؤآمرات التي حاكوها لاغتيال ثورة 14 تموز وقائدها عبد الكريم قاسم ، فقط لي رجاء أن يتسع صدرك لمناقشة الموضوع بكل هدوء ودون تشنج ، وأختتم كلامي بأن لا أحد يملك الحقيقة وحده وإذا اختلف إثنان في أمر ما فلا بد أن يكون أحدهم مخطئ ، وتقبل وافر احترامي .   

 



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى الشهيد عبد الكريم قاسم عبد الكريم قاسم قائد ثورة 14 ...
- من أجل تربية أبنائنا تربية صحيحة - الحلقة الخامسة - مشاكل ال ...
- مسؤولية الأحزاب الوطنية في المرحلة الراهنة
- المشاكل السلوكية المكتسبة - الحلقة الرابعة
- المشاكل السلوكية الفطرية التي تجابه أبنائنا
- في ذكرى كارثة حرب 5 حزيران العربية الإسرائيلية دروس وعبر
- المشاكل التي تجابه أبنائنا - الحلقة الثانية
- من أجل تنشئة أبنائنا نشأةً صحيحة
- من أجل نظام تربوي ديمقراطي جديد
- لماذا تتلكأ الولايات المتحدة بتأليف الحكومة العراقية ؟
- مهمات ينتظر شعبنا العراقي تحقيقها
- جلاد العراق
- أيتام صدام حسين يتباكون على حرية واستقلال العراق !!
- نـداء - إلى كافة القوى السياسية في وطني
- بعد انهيار النظام الصدامي الفاشي العراق إلى أين؟
- محنة الشعب العراقي بين أنياب أمريكا ومخالب النظام الصدامي!!
- الحقيقة
- أي كابوس دهانا - في ذكرى جريمة الأنفال
- محنة شعبٍ ووطــن
- البرلمان التركي والموقف من الحرب على العراق


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حامد الحمداني - حول مقال الدكتور سيار الجميل دراسات نقدية في مذكرات أمين هويدي من أجل الكشف عن حقائق تاريخية جديدة - الحلقة الأولى