أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نجلاء صبرى - الكدر الزواجي ظاهرة تستحق الدراسة














المزيد.....

الكدر الزواجي ظاهرة تستحق الدراسة


نجلاء صبرى

الحوار المتمدن-العدد: 8071 - 2024 / 8 / 16 - 19:03
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الكَدر الزواجي يُسبب مُعاناة عميقة، فالتواصل السئ والجدال المُدمِر عادة ما يؤدي بشخصين يُحِبان بعضهما البعض بشدة، إلى شخصين يُسبِب كلٍ منهما الألم والمُعاناة للآخر أكثر من الحب والمتعة. وبالإضافة إلى الألم النفسي الشديد، هناك العديد من الأدلة التي تشير إلى أنَّ الأفراد الذين لديهم علاقات مُتكدِرة يُصبِحون أكثر حَساسية للتعرُض للكثير من الإضطرابات النفسية والجسمية. إنَّ المُحاولات الأولية لمُسَاعدة الأزواج الذين يُعانون من المُشكِلات الزواجية أدت إلى تطور ونمو العِلاج الزواجي السلوكي، والذي أثبت بشكل مُستمِر أنَّه أحد أكثر الطُرق المتوفرة فعالية
هذا ويرى جاكبسون وآخرون (Jacobson et al, 1993: 41) أنَّ التواصل عملية مفروضة علينا ولا حيلة لنا فيها، فالتعامل مع البشر يقتضي عملية تواصل مستمرة فيما بينهم، حيث يُقصد بالتواصل بين الزوجين لغة التفاهم، وهي التي تنقل أفكار كل منهما ومشاعره ورغباته واتجاهاته إلى الزوج الآخر، ويحتاج الأزواج لتعلُم مهارات التواصل وكيفية التعامل مع الطرف الآخر، كما يتطلب استماع الزوج إلى شريكته والتحدُث إليها بطريقة بناءة فالتواصل بين الزوجين لا يشمل الحوار فقط وإنما يشمل التفاعل والمُشاركة والتعليقات وتقاسم المشاعر والمواجدة والتحدث والإنصات المُتبادل.

وقد أشارت العديد من الدراسات مثل دراسة فيفيان وأورلي أنَّ عددًا كبيرًا من الأزواج الغير مُطلقين يعيشون في علاقات تتسِم بالتوتر والكدر ويقدرون بنسبة 50% من الأزواج الذين يُعانون من الكدر الزواجي، وقد وجد أن الفتور العاطفي الذي يُصيب العلاقة الزوجية يؤدي دورًا سلبيًا في حدوث التعاسة الزوجية ومشاعر الاكتئاب، وتعد أسبابه متنوعة، بعضها يرتبط بالمجتمع وثقافته، وتكوين الزوجين وثقافتهما، وعقدهما النفسية، وتاريخهما الأسري، ومن الطبيعي في حالات الفتور الزوجي تزداد المًشكلات الزوجية، ويزداد الخصام والصراخ والتفاعلات السلبية، وابتعاد كل طرف عن الآخر في نشاطاته وأهدافه اليومية، ويلجأ أحدهما إلى الاستغراق في العمل أو في هوايات أو نشاطات خاصة يحاول من خلالها إثبات الذات، والتخفيف من إحباطاته وأن يعطي لنفسه شيئًا من التوازن والمتعة والتجديد، ولكنه يضيف بذلك مزيدًا من الضغوط على علاقاته الزوجية ويسهم بزيادة تسميم أجوائها، فقد يتورط أحد الزوجين في علاقة عاطفية فاشلة أو مُتسرعة، لتضاف على مُشكلات العلاقة الأصلية المضطربة، وربما تؤدي على مرحلة اللاعودة أو الطلاق، وفي كل الأحوال يحدُث الطلاق العاطفي وهو عبارة عن وجود زوجين متزوجين رسميًا يعيشان معًا تحت سقف واحد ولكن لا يحملان لبعضهما البعض أو مودة أو تقبل ويفقدا مشاعر الحب التي كانت بينهما .

ومن هنا يرى رايس Reiss في نظرية العجلة Wheel Theory أنَّ الحُب بين الزوجين يُعد ظاهرة نفسية وعاطفية، وعند أي وصف لعلاقة شخصية فيها حب نجد أنَّه يمر بمراحل تبدأ بالشعور بالألفة بين شخصين ثم البوح الذاتي عن الشعور بالاطمئنان فيتكلمون عن الأماني والرغبات والطموحات، ثم تأتي المرحلة الثالثة وهو نمو التبعية المُتبادلة فيصبح كل فرد معتمدًا على الآخر في انجاز احتياجاته ورغباته الشخصية وذلك لأنَّ كلًا منهما يحس من أعماقه بحاجته لأنْ يُشارِكه آخر مَشاعره وحياته، وأخيرًا مرحلة تحقيق الحاجات الشخصية .
فالمعاناة الناجمة من اضطراب العلاقات أو التواصل السلبي والجدال المستمر الذي يخلف الألم النفسي يُعد مستوى من سوء التوافق بين الزوجين يتضمن ليس ضعف التواصل فحسب ولكنه نتيجة لسوء الفهم بينهما الناتج عن الاكتئاب والتشوهات الادراكية والمعرفية عن الحياة الزوجية مما قد يؤدي في بعض الأحيان لزيادة شدة المشاعر الاكتئابية وكذلك قد يؤدي للطلاق والانفصال .

ومن هنا تتضح اهمية تحرى الأعراض الاكتئابية لدي الزوجات المتكدرات حيثُ يُعد الاكتئاب من أكثرالاضطرابات النفسية انتشارًا في العالم، ومع ذلك من الصعب تحديد نسبة انتشاره؛ نظرًا إلى أن الحالات البسيطة تَشفى تلقائيًّا ولا تتردد على الأطباء، ويزيد على ذلك أن كثيرًا من هؤلاء يبدأون مرضهم بأعراض جسمية وفيزيولوجية، مما يجعل التشخيص صعبًا، ويؤدي إلى نسب مختلفة لمدى شيوع هذا الاضطراب.

نجلاء صبري
[email protected]



#نجلاء_صبرى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفهوم التشويه المعرفي
- المرأة ما بين العنف والاضطراب الصدمي
- مكونات الألكسيثيميا
- مشاعر الكراهية في العلاقات العاطفية
- إضطراب الألكسيثيميا - الروح الإنسانية بين مطرقة و سندان الان ...
- العنف ضد المرأة - المُدمر النفسي - ، حول مناهضة العنف ضد الم ...
- مُقدمة عن الألكسيثيميا Alexithymia - الاضطراب المُحير- (1) .
- دوركِ كأم فى التعامل مع طفلك الموهوب
- أثر العنف على تطوير المرأة لإضطراب ضغوط ما بعد الصدمة .
- القلب ترسانة بارود
- العنف ضد النساء Violence against women
- بؤبؤ عين
- الغيرة والذات المشوهة
- حتى لا يعيد طفلك تربيتك
- فن تربية الأبناء
- هل يعاني طفلك الموهوب من مشكلات؟ ج3
- هل يعاني طفلك الموهوب من مشكلات؟ ج2
- هل يعاني طفلك الموهوب من مشكلات؟ ج1
- الكآبة وباء يكشر عن أنيابه
- هل ألفاظ طفلك تهينك؟


المزيد.....




- فيديو منسوب لمشاهد دمار في إسرائيل جراء الصواريخ الإيرانية.. ...
- بين هدنة مؤقتة وبداية تحول استراتيجي.. ماذا بعد وقف إطلاق ال ...
- شاهد.. غوارديولا يداعب الكرة مع لاعبي السيتي على الشاطئ
- أبو عبيدة: جثث العدو ستصبح حدثا دائما ما لم يتوقف العدوان
- لماذا تتجه طهران لمنع الوكالة الدولية لتفتيش منشآتها؟
- كاتب روسي يدعو موسكو للتحرك دبلوماسيا من موقع قوة
- موقع تركي: القبة الفولاذية باتت ضرورة ملحة لتركيا
- طهران تستعيد نبضها الهادئ بعد صخب الحرب
- وول ستريت وأسباب تعجُّل ترامب لوقف الحرب
- لماذا نشرت اليونان سفنا حربية قبالة السواحل الليبية؟


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نجلاء صبرى - الكدر الزواجي ظاهرة تستحق الدراسة